Waxyi iyo Xaqiiqo: Falanqaynta Mawduuca
الوحي والواقع: تحليل المضمون
Noocyada
لم يغب لفظ الحرية ومشتقاته في القرآن الكريم، بل ورد في سياق الحضارات القديمة، فارس والروم، الحرية في مقابل العبودية، والحر في مقابل العبد. وورد لفظ تحرير خمس مرات في القرآن بمعنى تحرير الرقاب أي تحرير الرق أو تحرير الأسرى. وقد بقي رق الأفراد حتى القرن التاسع عشر في الحرب الأهلية الأمريكية بين الشمال والجنوب. وبقيت معركة حقوق الإنسان والمساواة بين الأجناس في الحقوق والواجبات والتي ظلت حتى النصف الثاني من القرن العشرين. واستؤنف رق الأفراد في رق الشعوب في موجات الغزو الاستعماري الغربي الحديث، استعباد شعوب بأكملها في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وما زالت بقاياه في القرن الواحد والعشرين في غزو أفغانستان والعراق. وما زال الغزو الصهيوني لفلسطين قائما منذ منتصف القرن العشرين حتى الآن.
لم يكن من السهل إلغاء الرق بتشريع لأنه كان مؤسسة اجتماعية اقتصادية سياسية ثقافية. كان جزءا من البنية الاجتماعية. بل كان الهدف هو إلغاءه من النفوس والوعي والوجدان حتى يتحرر الإنسان من استعباد الآخرين. فتحرير السيد من الاستعباد سابق على تحرير الرق من العبودية.
والصورة القرآنية «تحرير رقبة» وكأن العبودية هي عبودية للرقاب. والرقبة رمز العزة والكرامة والحرية، مرفوعة أو مطأطأة. فهي التي تحمل الرأس. وهي أضعف جزء في جسد الإنسان، تضرب بالسيف أو تخنق باليد. فمن قتل مؤمنا خطأ فعليه تحرير رقبة مؤمنة للإيحاء بأن إبقاء العبد في عبوديته يعادل القتل،
ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة . فإن كان المقتول خطأ من قوم عدو وهو مؤمن فتحرير رقبة أيضا لا فرق بين أعداء وأصدقاء. فالحرية تتجاوز الأوضاع السياسية،
فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة . وإن كان من قوم معاهدين فتحرير رقبة أيضا لأن الرق يساوي خرق العهد،
وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة . فإذا كان هناك لغو في الإيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فالرق ذنب يعادل اللغو في الإيمان،
فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة . ومن يظاهر امرأته ثم يعود لما ظاهر من أجله ولا يستطيع الالتزام بإرادته فعليه تحرير رقبة حتى يتعود على قوة الإرادة. فالاستعباد ضعف في الإرادة، وخيانة للعهد الإنساني،
والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة .
وفي القصاص كان الشرع أولا الحر بالحر والعبد بالعبد، والذكر بالذكر والأنثى بالأنثى،
كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى . ثم نسخ بعد ذلك النفس بالنفس بصرف النظر عن الوضع الاجتماعي أو النوع الجنسي للإنسان. فالحياة حياة، والروح روح. لا فرق بين نفس الحر ونفس العبد، ولا بين روح الذكر وروح الأنثى.
Bog aan la aqoon