144

Wahy Muhammadi

الوحي المحمدي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

ومن دونهم أفراد من خواصّ أتباعهم وأوتوا نصيبا من الإشراف على ذلك العالم بانكشاف ما للحجاب، وإدراك ما لشىء من تلك الأنوار، كان بها إيمانهم برسلهم فوق إيمان أهل البرهان. وقد روى عن أمير المؤمنين علىّ كرّم الله وجهه أنه قال: «لو كشف الحجاب ما ازددت يقينا». يعنى والله أعلم أن الله قد شرح صدره للإسلام، فكان على نور من ربّه بلغ به مقام الاطمئنان، وقد صحّ عن بعض من دونه من الصحابة فى العلم والعرفان، أنهم رأوا النور الغيبى بالعيان، ورأوا الملائكة ﵈، فى غير ما كانوا يرون جبريل متمثلا بصورة إنسان. ومن دون هؤلاء أفراد آخرون قد يكون لهم من سلامة الفطرة، أن معالجة النّفس بأنواع من الرياضة، أو من طروء مرض يصرف قوى النفس عن الاهتمام بشهوات الجسد، أو من سلطان إرادة قوية على إرادة ضعيفة تصرفها عن حسها، وتوجه قواها النفسية إلى ما شاءت أن تدركه لقوتها الخاصة بها- قد يكون لهؤلاء الأفراد فى بعض الأحوال من قوة الروح ما يلمحون به بعض الأشياء أو الأشخاص البعيدة عنهم، وتتمثل لهم بعض الأمور قبل وقوعها مرتسمة فى خيالهم فيخبرون بها فتقع كما أخبروا، وثبت هذا وذاك عند بعض الماديين فى هذا الزمان «١».

(١) منه ما يسمونه بقراءة الأفكار وبمراسلة الأفكار ولا يزالون يصدقون العرافين والعرافات كما نرى فى الصحف عن جرائد أوروبا وآخرها ما قرأته عند تصحيح هذه الكراسة فى المقطم الذى صدر فى غرة صفر سنة ١٣٥٤ هـ مايو سنة ١٩٣٥ م، عن العرافة (مدام ترفران ليلى) أنباء قالتها للوزراء والملوك والرؤساء فى أوربا ثم وقعت كما أنبأت، منها قتل دومر رئيس جمهورية فرنسا، ومنها عودة كاروك ملك رومانيا المنفى إلى بلاده، ومنها أن أحمد زوغو سيصير ملكا لألبانيا، ومنها الانقلاب فى ألمانيا الخ.

1 / 151