والطريف في هذه القضية أن تنشروا أكثر من خمس مقالات في الرد على الآنسة نجلا عبد المسيح لأنها وقعت في أكبر خطيئة حين قررت أن رأيها في الدكتور زكي مبارك لا ينقض بسهولة!
وكان الظن بأدبكم أن لا تشجعوا القراء على مناوشة تلك الفتاة فالدكتور زكي مبارك هو صاحب كتاب «النثر الفني» الذي لم تعرف مثله اللغة العربية، لا في القديم ولا في الحديث، ولا تؤاخذني يا سيد فؤاد، فلست بالرجل المغرور، وسيأتي يوم تنظر فيه كتاب «النثر الفني» وتعرف أن الدكتور زكي مبارك دان اللغة العربية بذلك الكتاب، وعند الله جزائي.
لا تؤاخذني - يا سيد فؤاد - فإني أشعر بالألم اللاذع حين يجيء كاتب من كتابكم فيسميني «أمير الشعر والبيان» على طريق السخرية ولو كنت سلكت المسالك التي تعرفون لكنت اليوم من أقطاب الوزراء واسترحت من إمارة الشعر والبيان.
وأنا والله غير نادم على ما اخترت لنفسي من مذاهب الحياة، ولكنني أعاني مضاضة اللوعة كلما تذكرت أن جهودي في خدمة الأدب العربي لم تجد من يحفظ الجميل.
أترك هذه الشجون وأدخل في لباب الموضوع فأقول: إن الناقد اعترض على التسمية الفرنسية للديوان لأني سميته (Poèmes Erotiques) .
ولو كان درس علم البيان في حداثته أو في صباه لعرف كيف يندرج الجزء في الكل، واكتفي بهذه الإشارة راجيا أن يعود «فيذاكر» علم البيان.
ثم وقف حضرته عند قول زكي مبارك:
أطوف بالحسن تصبيني بدائعه
كما يطوف معنى القلب بالدمن
فلا تثير مغانيه ونضرته
Bog aan la aqoon