ومن أنا في جانب سيدنا رسول الله؟
لقد كان يزرع البر ويحصد العقوق، فما الذي يمنع من أن أتشبه به فأزرع البر لأحصد العقوق؟
لقد جعل العرب أمة عزيزة بعد أن استذلهم الفرس والرومان ومع ذلك اتهمه فريق منهم بالكذب والافتراء.
وأنا أحاول أن أغني اللغة العربية بحيث ينسى أبناؤها ما يفتنهم من أدب الإنجليز والفرنسيس والألمان والطليان، ومع ذلك أجد من يمضغ لحمي بلا تورع ولا استحياء.
لقد صبر النبي على قومه، فهل أصبر على قومي؟
هنا أتشوف إلى التأسي بسيدنا رسول الله. •••
قلت في صدر هذه الكلمة إن صحبتي للشيخ المرصفي قوت إيماني، ولكن صوت الشيخ المرصفي الذي قرع أذني أول مرة سنة 1913 لا يزال يعاودني، فما أدري كيف اتفق له وهو مؤمن أن يتوجع وهو ينشد قول يحيى بن طالب:
يزهدني في كل خير صنعته
إلى الناس ما جربت من قلة الشكر
وأنا أحب أن أترك هذا الأدب لأتأدب بأخلاق سيدنا رسول الله، أحب أن أتخلق بأخلاق هذا الرجل، فأخدم أعدائي، أحب أن أتطبع بطباع هذا الرجل فأواسي خصومي، أحب أن أكون كالشجرة يخبطها الناس بعنف لتلقي إليهم ثمارها، ثم تعود فتورق وتزهر وتثمر ليعود الأشقياء إلى خبطها من جديد. •••
Bog aan la aqoon