Wahamka Joogtada ah
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Noocyada
وكما بين كين
A. J. Cain
6
فإن تأويل مفارقات ماير يكمن في وجود بقية من نزعة الماهية لم يتم إقصاؤها تماما من علم التصنيف. هذه الأثارة الماهوية هي المسئولة عن تمسك علماء التصنيف بما يمكن أن نسميه على التقريب «مفهوم ثبات الأنواع»، وهو بدوره مسئول عن وجود أنواع في التصنيف عارية عن الواقع. ثمة بالطبع أسباب أخرى حملت علماء التصنيف على التمسك بفخاخ التعريف الأرسطي، وهي - في الغالب - نفس الأسباب التي أدت بأرسطو في الأساس إلى ابتكار منظومته؛ فالمصنف إذ يجد نفسه بإزاء خليط من الصور المتباينة عليه أن يقسمها؛ فإن بوسعه أن يبسط مهمته تبسيطا كبيرا إذا ما زعم أن خواص معينة هي خواص «جوهرية/ماهوية» للتعريف؛ غير أن فعله هذا لن يعدو كونه «زعما»؛ إذ إن أسماء الأصانيف لا يمكن تعريفها في حدود خصائص جوهرية دون تزييف كبير لن ينطلي على أقل الباحثين نقدية وأقلهم معرفة بالكائنات الجاري تصنيفها.
لقد أغفل المصنفون الأوائل هذا التوتر بين الواقع والنظرية إغفالا كبيرا؛ لأنهم لم يفهموا بوضوح منطق التعريف الأرسطي، ولأنه حتى العلماء لديهم ما يجعلهم لا يلحظون ما يتعارض مع فروضهم الفلسفية المسبقة. ليس غرضنا الآن على كل حال تبيان أن التعريف الأرسطي كان مسئولا عن عجز المصنفين عن تعريف أسماء الأصانيف
taxa
بطريقة ملائمة (وإن كان هذا صحيحا بالتأكيد)، بل تبيان أن التعريف الأرسطي مسئول عن عجز المصنفين عن تعريف «النوع»
species
على نحو قويم. إن توزع الخواص فعليا بين الكائنات قد دفع المصنفين في النهاية إلى التخلي عن التعريفات الأرسطية لأسماء الأصانيف
taxa
Bog aan la aqoon