86

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد يخيلكم فكري فأشتاق وصلكم ويشهدكم سمعي فأبكي وأطرق طرفي مطروف ودثعي ساكب وجمي مروق وقلي مخفق وما جعلت نار الأسى في جوانحي على تعدكم إلا لأني أحرق وأما إذا كانت صورة الحسن ظاهرة في الحس كصورة السيد يوسف القليه فقد وقع في ذلك ما لا ينحصر، لأنه قيل أنه مات في يوم واحد من شهود رؤية الصديق أربعون ألفا، وقيل أنه لتييا دخل على مصر أقام الناس أربعين يوما مبهوتين بالنظر إليه لا ياكلون ولا يشربون، فانظر إلى هذه الحالة التي قامت هم والمعنى الذي اصطلمهم والسر الذي أخذهم كما قيل: ني به ي العقول سوى الذي يدعي الجمال ولسث أرى ما هو وهذا فيما شهدوه من حسن صورة السيد يوسف التليهلن، وكيف لو شهدوا صورة الحسن التي حسن الصورة لها كالحجاب عليها، كستارة الشمس بالسحاب، فما ظنك بتحلي ربت الأرباب بكمال صفات الجمال من وراء العقول، والحجاب لمرأى القلوب والألباب من غير شك ولا ارتياب، هل يثبت لهذا التجلي الإنسان؟ أو يبقى مع وجوده ليل أو هار؟ ألا ترى قوله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر فوسى صعقا [الأعراف: 143]؟ هذا ولو كشف حجاب العزة لأحرقث سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه، والانتهاء هنا حد للموجودات لا حد لرؤية البارى عل وتنزه وتقدس وتعالى، صفات العاني وصورة العس ولنرجع إلى محبة صفات الكمال من غير رؤية لحقائق الذات ولا تحديد لمعاني الصفات، وإن جازت الرؤية في هذه الدار لكن مع عدم الأغيار، والاستقراء موجود في

محبة صفات الكمال لسماع الآذان ورؤية العقول والأذهان.

فإنك إذا سمعت بكمال مكارم الأخلاق في أي شخص كان أحببته، وإن لم تره كما ذكرنا أولا في المحبة بالسماع بحسن الصورة، وهذه صورة الحس؛ لأن الكمال الذاتي محبوب، فإذا سمعت بكريم مطلق الكرم لا تخصيص في كرمه ولا يضجر من الطلب ولا

Bogga 86