82

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد علامات الية وأما الأشواق والأتواق والحرق والقلق واللهب والتعب والأسف واللهف والرسيس، والحزن والكمد والكآبة والأرق والسهاد والبكاء والعويل، والتلف والشغف والسقام والغرام، والنحول والذبول والرعشة والدهشة والحيرة والبهتة، والفناء والاصطلام والمحو والانعدام، والهباء والصحو بعد المحو، فكك ذلك وإن لم يستوفه من صفات ظاهر القلب وباطن الجسم، وإن ظهرت عليه آثاره، والقلب والكبد والفؤاد والشفاف والصميم والسر والضمير وسر السر وقلب القلب، فكلها حقائق معنوية لا يعبر عنها إلا بالاصطلاح، ولا سبيل إلى ذوقها إلا بالوجدان، وكلها من علامات المحبة لا حقيقة نفس المحبة.

وقد توجد بعض هذه الصفات في المتحابين من الآدميين، كقيس بن الملوح وعروة بن حزام(1).

ومن كان على مثل حاهم قد بلغوا إلى ذهاب العقول وموت النفوس، ولا تحققوا بالمحبة ولا موت المحبوب، ولا عرفوا إلا ما عرفوه من وصفهم ووجدافم به.

ولسنا نبسط القول في صفات المحبة والمحب؛ لأنه يستدعي أوقائا واسعة وآذائا واعية وقلوبا حاضرة وبواطنا بالله تعالى عامرة، وإنما قصدنا التشويق ونبذة يسيرة من كل مقام، وإن كنا لم نستوف المقامات إلا بالإيماء والإشارات إذ كل مقام فيه كل مقام ويشاركه كل مقام بحسب من ينسب إليه؛ إذ المطلوب من الجميع واحد، وهذه الأوصاف التي ذكرت من المحبة هي نوع واحد من أجزاء أوصاف المحبة، فلا يقدر على رفعه إذ كل سالك يجد ذلك وإن لم يجده سالك فما سلك، لأنه في الوصف يستدعيه فإن العطش يستدعي الرى، والعلم يستدعي المعلوم، والناظر يستدعى المنظور، وهذه العلامات تستدعيها المحبة بوصفها، وقد قلت: عويك ولكن ليس يحوني عن البعد وشوق على شوق ووحد على وجد (1) انظر: الأغاني (74/3)، (24/ 123).

Bogga 82