271

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

281 الوحيد في سلوك أهل التوحيد فأكلوا، فلما كان بعد ساعة، إذا بإنسان من التجار المأخوذين قد جاء إلى الشيخ ومعه كتاب من عند أحد أصحابه بأنه أرسل الحمل الدقيق والسكر صحبة ذلك التاجر، والتاجر متألم، وقال، يا سيدي، لم يؤلمنى ما راح لي، إلا الجمل الذي أرسل إليك وما عليه، فقال له الشيخ: أما الجمل وصل إلينا، والدقيق والسكر، أتعرف الجمل؟ فنظر إلى رأسه فعرفها، وعرف الأحمال والعلامة.

وقد تكون الشفاعة لتأكيد الحجة على المشفوع عنده، وقد يكون يشفع من وراء هذه الأطوار؛ إذ لله تعالى أن يفعل ما يشاء كما يشاء فلا تقف مع كشفه، لأن الحكم لا يحكم على حاكمه.

وفى إخبار الله تعالى بأنه اسثنى فيه من الأشقياء والسعداء، وفي القرآن كفاية، ومن مكاشفات الشيخ مفرج ما حدثونا به أنه كان في السماع فريما قال لهم: أمسكوا؛

فإن أخي الشيخ أبا الحجاج توفي الساعة، وركب من دمامين إلى الأقصرين حتى صلى

على الشيخ أبي الحجاج - قدس الله تعالى روحهما.

وكان الشيخ أبو الحجاج حليل المقدار كبير الشأن ولم أجتمع به؛ إما أن يكون الشيخ توفي قبل أن أكون موجودا أو كنت صغيرا فى ذلك الوقت. ولوالدي معاصرة به، ولأصحابنا الجميع معاصرة به واحتماع لأهم في بله واح، وكان الشيخ كما حدثونا- بحردا، وأنه كان تحرد وتوجه، وصحب الشيخ عبد الرزاق(1) صاحب الشيخ أبي مدين(2)، وهو مدفون بالإسكندرية - أعني عبد الرزاق - وكان للشيخ أصحاب كثير (1) له ذكر في الكواكب (195/2)،.

(2) هو غوث الأغواث، ويلقبه الأكابر بشيخ الشيوخ الأستاذ الأعظم العارف الأفخم، عظيم الأكبار، رأس الصوفية في وقته، ورئيسهم المشهور، علم نعته زاهر، زاهد مراقب مشاهد، يقصد ويزار من جميع الأقطار، ويبنان العرفان إليه يشار، يوصل ويقطع ويخفض ويرفع ولد ببحاية وتشأ ها واشتهر حتى ملأ الآفاق وصار إمام الصديقين في وقته بلا شقاق، وأخذ عنه الكبراء كالعارف ابن عربي وقال: كان سلطان الوارثين. ومكث في بيته سنة لا يخرج، فاجتمع الناس ببابه يسألونه أن يتكلم عليهم وألزموه، فخرج، ففرت منه عصافير على سدرة بداره فرحع وقال: لو صلحت للحديث عليكم ما فر مني الطير ولا الوحش، فرحع فمكث سنة، فأتوه فخرج فلم تفر منه، فتكلم عليهم، وترك الطير تضرب بأجتحتها وتصفق حتى مات منها كثير، ومات رحل من حضر

Bogga 271