176

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

106 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أنه نزل الخانقاه بالقاهرة، وكان له شأن كبير وأحوال جليلة، وله تربية وأتباع، ومن أتباعه أبو بكر الكردي ولي الدين، قال: كان الشيخ برهان الدين يتكلم في مناقب شيخه أبي سعيد بن أبي الخير(1)، وكان في المجلس فقير كبير القدر يسمى جمال الدين عينساه، فقام الشيخ برهان الدين المذكور وضربه على رأسه بالمحجم ثلاث ضربات، فحصل للفقراء من ذلك ألم، لأن هذا الفقير له هجرة وخلوات وربما قيل أحد عشر خلوة، وكان ابن شيخ الشيوخ حاضرا فقال له : يا سيدي، ما هذا؟ وما سبب هذا؟

فإن الفقراء يقولون: لأي سبب ضرب الشيخ جمال الدين عينساه؟ فقال الشيخ برهان الدين لأنه مريدي، فقيل للشيخ جمال الدين عينساه أنت مريد الشيخ؟ فقال: نعم، ودخلث على يده ثلاث خلوات.

فحين اعترف آنه مريده قام وضربه ثانيا، فبقي عند الفقراء من ذلك شيء، وليس لأحد أن يعترض على الشيخ في مريده، فقال الشيخ للفقراء يا فقراء، كأنكم تقولون: ما سبب ضرب جمال الدين عينساه؟ أو تشتبهوا تعملوا ذلك فقالواء نعم فقال الشيخ: والله ما ضربته لأني شيخه وهو مريدي، ولا خطر لي ذلك ثم قال: يا جمال الدين، الفقير أمين الله تعالى على نفسه، أنت لما كنت أنا أتكلم في مناقب الشيخ أبي سعيد بن آبي الخير، أما قلت أنت في نفسك إنك ارتقيت مقاما ما وصل (1) قال المناويء الزاهد المتقي الولي ذو الكرامات الباهرة والآيات الظاهرة كان يستحضر من بحار التصوف والزاخرة كل فائدة مهمة، ومن كواكه السيارة كل تير يجلو حنادس الظلمة.

أخذ عن زاهر السرخسي وغيره، وعن تاصر الأنصاري وغيره، وكان صحيح الاعتقاد حسن الطريقة، أحواله تبهر العقول، اهتدى به فرق من الناس، وكان مقدم شيوخ الصوفية، وأهل المعرفة في وقته، سنى الحال عحيب الشأن أوحد الزمان، لم ير في طريقته مثله محاهدة وإقبالا على الأعمال وتحردا عن الأسباب، وإيثارا للخلوة واشتهارا بالإصابة في الفراسة وظهور الكرامات والعجائب قال السبكيء ومع صحة عقيدته وسن طريقته لم يسلم من كلام ابن حزم والذهبيي، ولم يظهر لنا منه إلا صحة الاعتفاد، لكته أشعري صوفي، فمن ثم نال منه الرحلان وباءا بإثمه. وانظر: الكواكب الدرية .(399)

Bogga 176