============================================================
13 الوحيد في سلوك أهل التوحيد ورأيت الشيخ سراج الدين ابن قاضي عيذاب حوكانت له أحوال جليلة نذكرها إن شاء الله تعالى في موضعها- وأخبرتني الحاجة أم نحم الدين بن مطروح وكانت زارته، وكانت زوحة الشيخ سراج الدين، قالت: حصل لنا غلاء بمكة شرفها الله تعالى، وأكل
الناس الجلود، وكنا ثمانية عشر نفرا، فكتا تعمل ما مقداره نصف قدح نحسوه، فبينما نحن كذلك، إذ جاءنا أربعة عشر قطعة دقيق وجاء خلفها أهل مكة شرفها الله، فاقتطعت منها أربعة قطع وقلت له: أنت تريد قتلنا بالجوع، وفرق العشر قطع على أهل مكة، فلما كان الليل قام من مقامه مرعوبا، ورتما قالت: يكي فقلت له: ما بالك؟
فقال رأيت الساعة أو رأيت في منامي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله يل وهي تقول يا سراج، تأكل البر وأولادي جياع؟ فقام وفرق الأربعة قطع على الأشراف،
وبقينا بلا شيء ونحن ثمانية عشر نفسا وما كتا نقدر على القيام من الجوع، وكنا إذا حصل لنا تقدير نصف قدح نعمله حسوة نحسوه وأخبري الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى- عن فقير، قال: قصدت السفر إلى الشام، فوحدت فقيرا عليه هدمة، فسألته الرفقة في الطريق فقال لي: ما توافق إلا أن يكون أحدنا أميرا والآخر مأمورا؛ لأنه السنة. فقلت له: أنت الأمير على، وكنت قبل ذلك أنبسط عليه، فلما قال هذا الكلام وقع مني موقعا، فلما قلت له: أنت الأميز علي قال: من شوط الأمير ألا يخالف قلت: نعم، قال: فالله تعالى شاهذنا ثم سافرنا، فوجدنا في الطريق سيلأ وقد ملأ الوادي ووحل الطريق فقال لئ اخلع نعليك فأخذهما في يده فقلت له: ما هذا؟ فقال: ألست قد أشهدت الله تعالى أني أمير عليك وألل تخالفني؟ قلت: نعم، قال فاركت على ظهري، فركت على ظهره وعبر بي الوادي، وأحذ الإبريق وغسل رجلي وألبسني نعلي وسافرنا، وإذا بالمطر قد نزل مثل أفواه القرب، وإذا هو قد أشار بإصبعيه إلى جبل هناك فانبسط علينا، وحال بيننا وبين المطر حتى فرغ المطر أشار إلى الجبل فرجع مكانه، فلما رأيته فعل ذلك خفت منه لأنني كنت اتسط عليه، قال: وجاء الليل، فجينا إلى قبة مسجد فدخلنا، وليس عليها باب فقال: اجلس في القبلة فجلست، وخلع هدمته غطاي ها وبقي عريائا ما عليه ما يستر العورة، وسد الباب بجسمه فوقف إلى الصبح، فلماكان الصبح أتاني بالإبريق فتوضأت
Bogga 124