============================================================
127 الوحيد في سلوك أهل التوحيد سبيلا.
فلما كان الليل نمت، فأبصرت في المنام شيخي والشيخ أبا الفتح، وشيا آخر كان مشهورا بمصر، حضروا وأحضر لهم ثلاثة عوس خيل، فركبوا وتسابقوا في الهواء فبعد ساعة وإذا بالشيخ المشهور قد انقطع ثم بعد ساعة، وإذا بشيخي قد انقطع وسار الشيخ أبو الفتح الواسطي إلى أن غاب عن العيون.
فأصبحت وإذا بخادم الشيخ يمشي بين الناس حتى وضع يده على يدي، وقال لي: قم كلم الشيخ أبا الفتح الواسطي، فقمت فأدخلت على الشيخ فحين دخلت عليه قال لي: أهلا بعبد الله الجبلي، فأطلق على هذا الاسم لأني كنت آوي الحبل، وأخبرني الشيخ بجميع ما اتفق لي في بلادي، وإلى حين وصولي حتى الذي رأيته البارحة في منامي وأخبرني به، وقال لي عن كلى ما كان في نفسي وعن حديث كثرة الناس فقال: كة منهم ينال مقصوده، ومنهم من له مقصود أكثر من مقصودك، وأخذ على العهد، فهو كان سبب تسميتي عبد الله الجحبلي ولا يحصى من رأينا من خرج من دياره وماله ولم يعد إليها.
ومن خرج عن دياره وماله الشيخ محمد العحمي ثم الموصلي، ذكر لي الشيخ محمد المذكور أنه كان له بالموصل معمل قماش وتحت يده صناع، وكان يدخل الموصل موله من أصحاب قضيب البان، فكان إذا تبعه أحد يصدر منه صوت أو يتول ويخليه ويروح وبتركه التابع، فمشيت دفعة خلفه، وبقيت أخشى آن يفعل بي كما يفعل مع غيري، فمشيت خلفه حتى خرج من الموصل ووصل إلى ضريح قضيب البان، فخرج إليه دادا عمر والتقاه فأكرمه ثم قال لي: رح، ثم أخذيي النوم فرأيت الشيخ قضيب البان في المنام وفي يده قارورة، يبان باطنها من ظاهرها، فقال لي، يبقى قلبك هكذا، تبان فيه الدنيا والآخرة.
قال فاستيقظت فأخذتني حالة أقمت منها سبعة أيام لا أرفع رأسي، فقلت لأولادي أوصلوا للناس الذي لهم وخرجت، وأقام بجامع مصر خمسين سنة، ومات رحمه الله، ولم يعد إلى بلاده وأهله، وله حكاية مع دادا عمر نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى،
Bogga 117