111

Wahid Fi Suluk

Noocyada

============================================================

الوحيد في سلوك أهل التوحيد وهذا وحه من وحوه الكرم الإهي الذي ليس له مقابل ولا محازات عليه إذ ايجادهم من العدم بمحض الكرم لا لحاجة فيهم، ولا إليهم، ثم تكميلهم ونشأتهم في أحسن خلقة وأحسن تقوتم من سائر الموجودات والحيوانات الحسيات والمعنويات، ثم تخصيصهم بالايمان، ثم تسب آنفسهم لهم بالملائكة، وإلى نفسه بالشراء منهم، كل ذلك ليزيدهم بكرمه كرما على الكرم بأن لهم الجنة، وهم في نفس الأمر ملكه، والجنة ملكه، وله أن يعدمهم بعد الإيجاد وله آن يقبلهم من غير محازات بجنة، ولا منع من فانظر إلى هذا التلطف في إيصال الخير إلى العبد، وحثه عليه وتعليم سلوك الطريق إليه بنوع الملاطفة في معنى المجاهدة، وقوله تعالى: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف} [البقرة: 273].

وهذا فيه إشارة الزهد وترك ما في أيدي الناس حتى يعتقدوا فيهم الغنى والعفة، والتعفف نوع من الزهد، ومنه عفت عن الشيء إذا تركه وتعفف نوع منه، وقيل في ذلك: ويا نفس صبرا إنما شرف الفتى إذا عف عن لذاته وهو قادر وفيه أيضا إشارة إلى كتم الأحوال وسترها عن الناس حتى يعتقدون فيهم الغنى مع الفقر والحاجة ولا يطلعون على أحوالهم في الحقيقة، وقوله تعالى تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلمحافا} [البقرة: 273] .

هذا تخصيص للنبي يل لأن معرفته من الله تعالى بما يريه من مشاهدات الكشوف ومطالعات الملكوت، وما ينفث في روعه من زوح القلس، والسيما معنى قائم أو صفة قائمة بالمؤمن في وجهه أو في صفته أو حركاته أو سكناته، فهو معروف بتلك الصفة المعنوية، تظهر عليه للشاهد ها أظهر من شهود حسه، كذلك المجرم لقوله تعالى: يغرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام} [الرحمن: 41].

وهذه صورة الانعكاس،. نسأل الله تعالى العافية بمنه وكرمه، الوارث

Bogga 111