Al-Wafi bi-al-wafayat
الوافي بالوفيات
Baare
أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
Daabacaha
دار إحياء التراث
Goobta Daabacaadda
بيروت
قَوْله تَعَالَى وَأَنه لما قَامَ عبد الله يَدعُوهُ الْجِنّ ومذكر فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا أَنْت مُذَكّر الغاشية وَقد ذكر غير ذَلِك صفته كَانَ ﷺ ربعَة بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أَبيض اللَّوْن مشربا حمرَة يبلغ شعره شحمة أُذُنَيْهِ وَقَالَت عَائِشَة ﵂ كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله ﷺ وَكَانَ لَهُ شعر فَوق الجمة وَدون الوفرة رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَت أم هَانِيء ﵂ قدم رَسُول الله ﷺ مَكَّة وَله أَربع غدائر روياه أَيْضا وَكَانَ سبط الشّعْر فِي لحيته كَثَافَة وَمَات ﷺ وَلم يبلغ الشيب فِي رَأسه ولحيته عشْرين شَعْرَة ظَاهر الْوَضَاءَة يتلألأ وَجهه كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر روى عَن عَائِشَة أَنَّهَا وَصفته فَقَالَت كَانَ وَالله كَمَا قَالَ شاعره حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الطَّوِيل
(مَتى يبد فِي الداجي البهيم جَبينه ... يلح مثل مِصْبَاح الدجى المتوقد)
(فَمن كَانَ أَو من قد يكون كأحمد ... فطام لحق أَو نكال لمعتد)
وروى عَن أنس بن مَالك قَالَ كَانَ أَبُو بكر الصّديق ﵁ إِذا رأى النَّبِي ﷺ يَقُول الوافر
(أَمِين مصطفى بِالْخَيرِ يَدْعُو ... كضوء الْبَدْر زايله الظلام)
وَرُوِيَ عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ كَانَ عمر بن الْخطاب ﵁ إِذا رَآهُ ينشد قَول زُهَيْر فِي هرم بن سِنَان الْكَامِل)
(لَو كنت من شَيْء سوى بشر ... كنت المضيء لليلة الْبَدْر)
ازهر اللَّوْن لَيْسَ بالأبيض الأمهق وَلَا بِالْأدمِ أقنى الْعرنِين سهل الْخَدين ازج الحاجبين أقرن ادعج الْعين فِي بَيَاض عَيْنَيْهِ عروق حمر رقاق حسن الْخلق معتدله أطول من المربوع وأقصر من المشذب دَقِيق المسربة كَانَ عُنُقه أبريق فضَّة من لبته إِلَى سرته شعر
1 / 69