Wafa Wafa
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Daabacaad
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٩
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Juquraafi
وروى الطبراني في الأوسط وفيه صديق بن موسى- قال الذهبي: ليس بالحجة- عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله ﷺ قدم المدينة فاستناخت راحلته بين دار جعفر بن محمد بن علي ودار الحسن بن زيد، فأتاه الناس فقالوا: يا رسول الله المنزل، فانبعثت به راحلته، فاستناخت ثم تحلحلت، وللناس ثم عريش كانوا يرشونه ويعمرونه ويبردون فيه، حتى نزل رسول الله ﷺ عن راحلته فاوى إلى الظل فنزل فيه، فأتاه أبو أيوب فقال: يا رسول الله منزلي أقرب المنازل إليه أفأنقل رحلك؟ قال: نعم، فذهب برحله إلى المنزل، ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله انزل علي، فقال: إن الرجل مع رحله حيث كان، وثبت رسول الله ﷺ في العريش اثنتي عشرة ليلة حتى بنى المسجد.
قلت: دار جعفر بن محمد هي التي في قبلة دار أبي أيوب ملاصقة لها، ودار الحسن ابن زيد تقابلها من جهة المغرب، بينهما الشارع.
وعند ابن عائذ وسعيد بن منصور أن ناقته ﷺ استناخت به أولا، فجاءه ناس فقالوا:
المنزل يا رسول الله، فقال دعوها، فانبعثت حتى استناخت عند موضع المنبر من المسجد، ثم تحلحلت، فنزل عنها، فأتاه أبو أيوب فقال: منزلي أقرب المنازل فاذن لي أن أنقل رحلك، قال: نعم، وأناخ الناقة في منزله.
وقال الواقدي: أخذ أسعد بن زرارة بزمام راحلته فكانت عنده، ونقله الحافظ ابن حجر عن ابن سعد ونقل الأقشهري، في روضته عن ابن نافع صاحب مالك في أثناء كلام نقله عن مالك أن ناقته ﷺ لما أتت موضع مسجده بركت وهو عليها، وأخذه الذي كان يأخذه عند الوحي، ثم ثارت من غير أن تزجر وسارت غير بعيد، ثم التفتت، ثم عادت إلى المكان الذي بركت فيه أول مرة فبركت، فسرّي عنه، فأمر أن يحط رحله، في بعض الروايات أن القوم لما تنازعوا أيهم ينزل عليه قال: إني أنزل على أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك.
وفي البخاري من حديث عائشة أنه ﷺ أقبل يسير حتى نزل جانب دار أبي أيوب، فقال: أيّ بيوت أهلنا أقرب؟ أيّ أخوال جده، فقال أبو أيوب: أنا يا نبي الله، هذه داري، وهذا بابي، قال: فانطلق فهيئ لنا مقيلا «١» .
وفي رواية لابن زبالة: اختار رسول الله ﷺ على عينه، فنزل منزله وتخيره، وأراد أن يتوسط الأنصار كلها.
قال المطري: وهو غير مناف لما تقدم من قوله: «دعوها فإنها مأمورة»؛ لأن الله اختار له ما كان يختار لنفسه.
(١) المقيل: المكان الذي تؤخذ فيه القيلولة.
1 / 203