Wafa Wafa
وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى - الجزء1
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٩
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
Juquraafi
صيفي بن النعمان أحد بني ضبيعة بن زيد، وهو أبو حنظلة الغسيل، وكان قد ترهب ولبس المسوح، فشقيا بشرفهما: أما عبد الله بن أبي فلما انصرف عنه قومه إلى الإسلام ضغن ورأى أن رسول الله ﷺ قد استلبه ملكا، فلما راى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرا على نفاق وضغن، فكان رأس المنافقين، وإليه يجتمعون، وهو القائل في غزوة بني المصطلق لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقين: ٨] وأما أبو عامر فأبى إلا الكفر والفراق لقومه حين اجتمعوا على الإسلام. وأتى رسول الله ﷺ حين قدم المدينة فقال: ما هذا الدين الذي جئت به؟ قال: جئت بالحنيفية دين إبراهيم، قال: فأنا عليها، فقال له رسول الله ﷺ: إنك لست عليها، قال: إنك أدخلت يا محمد في الحنيفية ما ليس منها، قال: ما فعلت، ولكني جئت بها بيضاء نقية، قال:
الكاذب أماته الله طريدا غريبا وحيدا، فقال رسول الله ﷺ: أجل، فمن كذب ففعل الله ذلك به، فكان هو ذاك عدو الله: خرج إلى مكة مفارقا الإسلام، فقال رسول الله ﷺ:
«لا تقولوا الراهب، ولكن قولوا الفاسق» فلما افتتح رسول الله ﷺ مكة خرج إلى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف لحق بالشام، فمات بها طريدا غريبا وحيدا.
وروى بعضهم أنه لم يكن في الأوس والخزرج رجل أوصف لمحمد ﷺ من أبي عامر المذكور، وكان يألف اليهود ويسائلهم فيخبرونه بصفة رسول الله ﷺ ثم خرج إلى يهود تيماء وإلى الشام، فسأل النصارى فأخبروه بذلك، فرجع وهو يقول: أنا على دين الحنيفية، وترهب ولبس المسوح، وزعم أنه ينتظر خروج النبي ﷺ فلما ظهر بمكة لم يخرج إليه، فلما قدم المدينة حسد وبغى، وذكر إتيانه النبي ﷺ بنحو ما سبق، إلا أنه قال: فقال رسول الله ﷺ: «الكاذب أماته الله وحيدا طريدا» قال: آمين، ثم ذكر خروجه إلى مكة، وزاد: فكان مع قريش يتبع دينهم وترك ما كان عليه؛ فهذا مصداق ما ذكرت عائشة ﵂.
الفصل السابع في مبدأ إكرام الله لهم بهذا النبي ﷺ وذكر العقبة الصغرى
اعلم أن تلك الحروب المتقدمة لم تزل بين الأوس والخزرج حتى أكرمهم الله باتباعه ﷺ وذلك أنه ﷺ كان يعرض نفسه في كل موسم من مواسم العرب على قبائلهم، ويقول: ألا رجل يحملني إلى قومه؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي، فيأبونه ويقولون: قوم الرجل أعلم به.
وذكر ابن إسحاق عرضه ﵊ نفسه على كندة وعلى كلب وعلى بني
1 / 173