فقد حدثني ابن الماجشون عن الدراوردي عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنشق وليستنثر ثلاث مرات. فإن الشيطان يبيت على خياشيمه".
35- قال عبد الملك: وسواء مضمت أو استنشقت بغرفة واحدة أو فرقت ذلك، فقد أخبرني مطرف أنه سمع مالكا يقول: "لا بأس أن يتمضمض الرجل ويستنشق بغرفة واحدة.[88] [89] قال لي مطرف: "وقد رايت مالكا يفعل ذلك إذا توضأ ولا يرى به بأسا".
36- قال عبد الملك: وليس يجزي المتوضئ في غسل وجهه عند الوضوء إلا أن يحمل الماء إليه ويجري يديه عليه.
فقد حدثني أبو معاوية المدني وعلي بن معبد البصري عن شريك بن عبد الله النخعي عن خالد بن ثريد أنهق قال: "وضأت عبد الله بن عمر. فكان يشن الماء على وجهه شنا".[89]
[90]
37 - قال عبد الملك: ولا يكون الغسل إلا بذلك. فإما أن يرسل المتوضئ الماء من يديه ثم يذهب بهما إلى وجهه لا ماء فيهما إلا البلة، فيمرهما على وجهه، فإنما هو إذا فعل ذلك ماسح وليس غاسلا / [قالل] تبارك وتعالى: "فاغسلوا وجوهكم" وترى على من فعل هذا أن يعيد الوضوء [ولا يجوز أن يصلي] بها بمثل ذلك الوضوء أبدا وإنما يجوز هذا فيما ذكر الله فيه المسح [أو جاءت به السنة] مثل الخفين والرأس والأذنين. فليس على المتوضئ أن يحمل الماء إلى رأسه ولا إلى أذنيه ولا إلى خفيه وإنما الشأن فيه أن يأخذ الماء بيديه ثم يرسله. أو يرسله باليمنى على اليسرى، ثم يمسح ما كان في القرآن أو السنة مسحا. وهكذا سمعت أصبغ بن الفرج يقول في ذلك كله.[90]
[91]
38- قال عبد الملك: وحد غسل الوجه عند الوضوء من الصدغين إلى الخدين، إلى الوجه، إلى اللحي الأسفل، وليس من خلف الصدغين إلى الأذنينإلى ما وراء شعر اللحية، كذلك قال مالك.
Bogga 8