قال أبو القاسم: معناه وضعن الأيدي على الأكباد لهفًا حين لم يجرن خشية الرقباء على مفاداتي، ومثله بيت الحماسة:
لَمَّا رَأَوْهُمْ لَمْ يُحِسُّوا مُدْرِكًا ... وَضَعوا أنامِلهُم على الأكْبَادِ
أي حسرة على موته.
وقال المتنبي:
أدَمْنا طَعْنَهُمْ وَالْقَتْلَ حَتَّى ... خَلَطْنا في عِظامِهُمُ الكُعوبا
قال أبو الفتح: أدمنا أي خلطنا قال أبو القاسم: أدمنا من الإدامة يقال دام الشر وأدمنه لأنه قد ذكر خلطًا بعده.
وقال المتنبي:
كأنَّ نُجومَهُ حُليٌ عليهِ وَقَدْ ... حُذِيَتْ قَوائِمُهُ الجّيوبا
قال أبو الفتح: كأن الليل جعلت له النجوم حليًا كما قال الله تعالى:) إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزينَةٍ الكَواكِب (وجعل له قوائم على الاتساع.
قال أبو القاسم: يريد بالنجوم حلي الحب المستزار وأن قوائم الليل راسية في الأرض لا تزول كما قال في بيت الحماسة:
لَيْلٌ تَحَيَّرَ ما يَنْحَطُّ في جِهَةٍ ... كَأنَّهُ فَوْقَ مَتْنِ الأرْضِ مَشْكولُ
وقال المتنبي:
أقَلْبٌ فيهِ أجْفاني كَأنِّي ... أعُدُّ بِهِ على الدَّهْرِ الذُّنوبا
قال أبو الفتح: يعني أن ذنوب الليل يحسبها ولا تفنى.
قال أبو القاسم: شبَّه تقليب أجفانه في الإطباق والرفع بعقد الحساب رفعًا ووضعًا وعقدًا وبسطًا وسرعة حركات.
وقال المتنبي:
أعيدوا صَباحي فَهوَ عِندَ الكَواعب ... وَرُدُّوا رُقادي فُهوَ لَحْظُ الحَبائِبِ
قال أبو الفتح: المعنى لا أهتدي لرشدي ولا أبصر أمري فردوه لأبصر أمري ويرجع ندمي.
قال أبو القاسم: ليس للرشد والأمر مدخل في البت وإنما أن نهاري ظلمة وغمة منذ فارقت أحبتي، والبيت الثاني يفسره حيث يقول:
فإنَّ نَهاري لَيْلَةٌ مُدْلَهِمَّةٌ ... عَلى مُقْلَةِ مِنْ فَقْدِكُمْ في غَياهِبِ
قال أبو القاسم: معنى البيت أن أفعال السيوف التي هي المضاء في ضرابها وإعزازها للمعتصي بها منسوبة إلى الممدوح لاستعماله إياها ونفس السيوف هي حدائد منسوبة إلى الهند لأنها تطبع بها وبالله التوفيق.
1 / 25