إهداء الكتاب
خطبة الكتاب
1 - وادي النطرون
2 - الرهبان
3 - الأديرة
4 - مختصر تاريخ البطاركة
5 - تاريخ الأديرة البحرية بوادي النطرون
إهداء الكتاب
خطبة الكتاب
1 - وادي النطرون
2 - الرهبان
3 - الأديرة
4 - مختصر تاريخ البطاركة
5 - تاريخ الأديرة البحرية بوادي النطرون
وادي النطرون
وادي النطرون
ورهبانه وأديرته ومختصر تاريخ البطاركة
تأليف
الأمير عمر طوسون
إهداء الكتاب
صديقي صاحب الغبطة الأنبا يؤانس
إن الصداقة التي توثقت عراها بيننا أوحت إلي أن أهدي كتابي إلى غبطتكم.
وإني وان كنت قصدت في تأليفه الوجهة التاريخية العامة إلا أنه بخصوص موضوعه ربما يكون له لدى غبطتكم وعند اخواننا الأقباط الارثوذكس الذين ترئسونهم منزلة تدنيه من نيل الرضا والقبول.
وإني لجد سعيد إن أظفرني كتابي بهذه الأمنية من غبطتكم.
عمر طوسون
حضرة صاحب الغبطة الأنبا يوأنس، بابا وبطريك الكرازة المرقسية الثالث عشر بعد المائة.
خطبة الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم عمر طوسون
أما بعد فهذا كتابنا الذي أسميناه «وادي النطرون ورهبانه وأديرته» مترجما إلى العربية بعد أن وضعناه بالفرنسية في سنة 1931 وقد ضممنا إلى هذه الترجمة مختصرا وضعناه في تاريخ بطاركة الاقباط الارثوذكس. ثم ذيلناه بكتاب (تاريخ الأديرة البحرية) للقمص أرمانيوس حبشي البرماوي. فأصبح مقسما إلى خمسة أبواب حسب الموضوعات التي طرقناها فيه بعد أن كان ثلاثة أبواب فقط.
فالباب الاول في وادي النطرون وحاصلاته.
والباب الثاني في رهبان هذا الوادي وأحوالهم قبل الفتح العربي وبعده.
والباب الثالث في أديرته كذلك.
والباب الرابع في البطاركة الاقباط الارثوذكس ومددهم.
والباب الخامس في تاريخ الاديرة البحرية.
وكان السبب الذي حدا بنا إلى وضع هذا المؤلف أنه حبب الينا منذ أيام الشباب ارتياد صحاري القطر المصري وكان للصحراء الغربية نصيب كبير من رحلاتنا فرأينا فيها هذا الوادي العجيب وتأملنا في آثاره فلفت ذلك نظرنا إلى ما كتب عنه وعن رهبانه وأديرته من المؤلفات. فدرسناها واستخرجنا منها ومما رأيناه في أثناء رحلاتنا العديدة فيه هذا الكتاب حتى لا تكون هذه الرحلات خلوا من الفائدة لغيرنا.
وسيرى القارئ أننا روينا فيه سير بعض هؤلاء الرهبان والبطاركة وقصصهم ونريد هنا أن يعرف أن العهدة فيها ترجع إلى من دونوها ونقلناها عنهم وأننا ليس لنا إلا حظ الناقل.
فكل ما استنتجناه من هذه النقول مبني عليها بالطبع وحكمه حكمها. والله نسأل أن يقينا الخطل والزلل في القول والعمل إنه نعم المسئول.
الفصل الأول
وادي النطرون (1) وصفه الجغرافى
هو واد مستطيل منخفض فى صحراء لوبية يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ويبلغ طوله 60 الف متر وطول البحيرات التي فيه 30 الف متر. ومتوسط عرضه بالامتار 10 آلاف. وأحط منسوب فيه وهو بالطبع منسوب بحيراته 22 مترا تحت سطح البحر. وتبلغ المسافة من طرفه الجنوبي الشرقي إلى مدينة القاهرة 80 الف متر ومن طرفه الشمالي الغربي إلى مدينة الاسكندرية 85 ألف متر. وماء بحيراته ملح ولاشك عندنا أن جزءا من مائها مستمد من ماء النيل بدليل أنها تزيد في زمن فيضانه وتنقص في وقت التحاريق حتى ان بعض هذه البحيرات يجف جفافا تاما في فصل الصيف. أما عمقها فلا يزيد على مترين. (2) لمعة في تاريخه
إن الصحراء الواقع فيها وادي النطرون كانت فى العصور الخالية قسما من لوبية التي كانت في تلك الأزمان قطرا قائما بذاته ذا كيان سياسي خاص. وكان سكانه اللوبيون في خصام مستمر مع المصريين حتى لقد كانوا يأتون ليقتتلوا معهم في أرض مصر ذاتها. وكانت سيطرة ملوك مصر الأقدمين لا تتخطى حدود أراضيها المزروعة. وكان اللوبيون يغيرون أحيانا على مصر السفلى ويطلقون أيديهم فيها نهبا وسلبا حتى أنهم في وقت من الاوقات احتلوا الجزء الغربي من مديرية البحيرة الحالية.
غير أنه مع تداول الايام انتهى الامر بأن تغلب المصريون عليهم وضموا إلى مصر الجزء التابع الآن لها من صحراء لوبية.
ولرب سائل يسأل في أي عصر استحوذ المصريون على وادي النطرون؟
فتقول إن الجواب على ذلك عسير لأن التاريخ أغفل عن ذلك. وعلى أي حال فان هذا الامر لم يتم قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد. والذي حدا بنا إلى هذا القول هو أن رمسيس الثالث أول فراعنة الاسرة العشرين رد غارة من غارات اللوبيين على الوجه البحري عام 1170ق.م وهزمهم فيها شر هزيمة. وهذا آخر ما ذكره التاريخ من الحروب التي دارت بين الفريقين.
ولابد أن وادي النطرون كان كورة قائمة بذاتها وقسما اداريا من أقسام البلاد في عهد حكم الفراعنة. ولكنا لا نعلم من تاريخه في عهد حكمهم شيئا. ويؤخذ من النقوش التي على جدران معبد أدفو أن هذا الوادي كان يسمى في عهد البطالسة «سخت همام
Sekhel Hemam » ومعنى ذلك «حقل الملح». ويؤخذ مما دونه استرابون في كتابه (ج 17 - الفصل الاول - الفقرة 23) بعد أن زار مصر في القرن الاول الميلادي أن هذا الوادي كان يقال له إقليم النطرون وأنه يوجد به منبعان يستخرج منهما مقادير كبيرة من ملح البارود (النطرون). وأن سارابيس
Sarapis
إله مصر فى عهد البطالسة والرومان كان معبودا في هذا الوادي كما كانت الشاة فيه دون غيره تقدم قربانا لهذا الاله. (3) بحث وتحقيق عن ثلاث مدن
ومما لا جدال فيه أن استرابون يعني بهذا المنطقة المعروفة الآن بوادي النطرون واسمها الحالي دليل على ذلك. وهذه المنطقة تشمل جزءا من برية شيهات “Scété”
الشهيرة التي بلغت شهرتها مبلغا كبيرا في جغرافية مصر من ابتداء القرن الرابع الميلادي. وقد اكتسبت هذه الشهرة من سيرة الرهبان الذين استوطنوها واتخذوها مقرا لنسكهم وعبادتهم في عهود القديس مقار وخلفائه وسيأتي الكلام عنهم في محله. أما الآن فيحسن بنا تحقيق ما يأتي:
روى شامبليون في مؤلفه «مصر فى عهد الفراعنة - ج 2 ص 295» أن بطليموس أحد العلماء الجغرافيين في القرن الثاني الميلادي ذكر منطقة من لوبية المصرية باسم سيتياكا ريجيو
Scythiaca Regio
وعين موقعها في جنوب بحيرة مريوط. ويرى شامبليون أن هذه المنطقة نظرا لاتساعها وامتدادها لايمكن أن تكون برية شيهات المعروفة فى عهد القبط والعرب. وأنها تنطبق حتما على الصحراء الكبيرة الواقع فيها بحيرات النطرون.
ونحن نرى أن هذا الرأى مصيب وأنه الحقيقة بعينها لأن شامبليون ذكر بعد ذلك بالصفحة (298) من كتابه السابق أن بطليموس وضع فى المنطقة عينها مدينة صغيرة تسمى سياتيس
Scyathis . ومن المسلم به أن المدن صغيرة أو كبيرة لايمكن أن توجد إلا في منطقة صالحة للسكنى. وأن أهم شرط للسكنى هو وجود الماء. وحيث أنه لا يوجد فى سائر أرجاء هذه الناحية الماء إلا في وادي النطرون وينعدم بالكلية من الجهات المحيطة به لهذا استقر بنا الرأى على أن مدينة سياتيس المذكورة كانت في وادي النطرون بلا مراء.
وذكر شامبليون أيضا نقلا عن سان جيروم “Saint Jérôm” . من أهل القرن الرابع الميلادي أنه كان يوجد في تلك المنطقة مدينة أخرى يقال لها «نيتريا
Nitrie » وأضاف إلى ذلك أنه لا شك فى أنها كانت تسمى بلغة المصريين القدماء فايبهوسيم “Phapihosem”
أي مدينة النطرون، وأما اسم نيتريا فلم يكن إلا ترجمة للكلمة المذكورة. ويحتمل أنهم كانوا يودعون بها النطرون الذي كانوا يستخرجونه من البحيرات ليرسلوه بعد ذلك إلي تيرينوتيس “Térénoutis” «الطرانة “Tarrana” » ومنها إلي الجهات الاخرى من الديار المصرية كما هو جار في أيامنا هذه.
ولاحاجة إلى البحث والتنقيب كثيرا لمعرفة المنطقة التي كانت توجد بها هذه المدينة إذ أنها كما يدل على ذلك اسمها كانت بلا شك في وادي النطرون.
وعدا هاتين المدينتين كانت توجد مدينة ثالثة يقال لها بيامون “Piamoun”
وقد ذكر أميلينو “Amélineau”
في كتابه (جغرافية مصر في عهد القبط) أثناء الكلام على بيامون أن الذي صان اسم هذه القرية من الاندثار هو مخطوط الفاتيكان الذي ذكرت فيه قصة نقل جثث تسعة وأربعين شيخا هرما ذبحهم البربر في برية شيهات. والظاهر أن جثث هؤلاء القديسين كانت مدفونة في مغار بجوار بيامون حيث كان يوجد برج كبير ترابط فيه طائفة من الجند مكلفة بحراسة الذين يأتون للبحث عن النطرون وحمايتهم من غارات البربر. وأضاف أميلينو إلي ذلك وهو جازم بصحة ما سبق ذكره أن بيامون كانت قائمة في الصحراء على مسافة قريبة من دير القديس مقار. وهذا شيء واضح لأنه عند مباشرة نقل جثث هؤلاء القديسين التسعة والاربعين لا بد أن يكون ذلك قد تم في أقرب الاديرة من المغار الذي دفنت فيه هذه الجثث وهو دير القديس مقار.
وهذه المدائن الثلاث وهي «سياتيس» و«نيتريا» و«بيامون» لا بد أن تكون أطلالها هي التي ذكرها أبو عبيد البكري أحد مؤلفي العرب؛ وسيأتي ذكره فيما بعد. ولا يوجد في أيامنا هذه أي أثر ظاهر يمكن أن يستدل به علي مواضعها.
أما برية شيهات فقد روى أميلينو في أثناء الكلام عنها أن أول ماظهر اسمها كان في كتاب (سيرة حياة القديس مقار الكبير). وأما موقعها من نيتريا فيمكننا أن نعينه بالطريقة الآتية:
قد ذكر في قصص حياة القديسين الذين شيدوا الأديرة المعروفة لنا أماكنها الآن سواء أكان ذلك بسبب بقاء أبنيتها قائمة إلى الآن أم بسبب بقاء أطلالها، أن هؤلاء القديسين قضوا مدة حياتهم في برية شيهات. وأن الاديرة المسماة بأسمائهم شيدت في الأماكن التي كانوا يقطنون بها. وأن جميع هذه الأديرة الحالية وخرائب الأديرة التي نراها اليوم قائمة على أرض المنطقة التي تسمى برية شيهات. وعلى ذلك نرى أن منطقة نيتريا كانت حتما قائمة بذاتها على انفراد في قسم الوادي الواقعة فيه البحيرات وحقل النطرون.
وقد سمى القبط والعرب وادي النطرون الحالي بالاسماء الآتية وهي: «برية الاسقيط» و«برية شيهات»، ومعنى شيهات (ميزان القلوب)، و«وادي الرهبان» و«وادي الملوك» و«وادي هبيب». والاسمان الأولان وضعا في الحقيقة لبرية شيهات دون سواها. والثلاثة الأخر وضعت لنيتريا حيث كان يقيم فيها أيضا طائفة من الرهبان هجروها بالتدريج فيما بعد ليحتشدوا في الاديرة الحالية.
وهذه الهجرة كانت بلا مراء السبب في الخلط الذي حدث بين الناحيتين المذكورتين وعزو جميع هذه الأسماء إلى الوادي الذي يحتويهما. (4) حاصلاته
إن الحاصلات التي يتكون منها إيراد وادي النطرون هي: (1)
النطرون. (2)
الملح. (3)
نبات الحلفاء الذي تصنع منه الحصر.
وأهم هذه الحاصلات الثلاثة هو النطرون. غير أننا لا نعلم الطريقة التي كان يستعملها الأقدمون للانتفاع به. وكان يوجد بوادي النطرون في الأزمان الغابرة مصانع للزجاج ولكن لا يوجد لها أثر في الوقت الحاضر. (5) ما قاله مؤلفو العرب عن هذا الوادي وحاصلاته
واليك ما كتبه مؤلفو العرب وغيرهم بصدد هذا الوادي : قال ابن مماتي المتوفي سنة 606ه (1229م) في كتابه (قوانين الدواوين) ص 24 مانصه:
النطرون يوجد في معدنين بالديار المصرية أحدهما في البر الغربي ظاهر ناحية يقال لها الطرانة بينه وبينها نهار وهو صنفان أحمر وأخضر. والآخر بالفاقوسية وليس يلحق في الجودة بالأول وهو محظور محدود لا سبيل إلى أن يتصرف فيه غير مستخدمي الديوان. والنفقة علي كل قنطار منه درهمان. ويبلغ ثمن القنطار لموضع الحاجة إليه سبعين درهما وأكثر من ذلك. والعادة المستقرة فيه الآن أنه متى أنفق الديوان على المستخدمين من أجرة حمولة عشرة آلاف قنطار التزموا حمل خمسة عشر الف قنطار والزيادة فيه نصف قنطار. وتؤخذ خطوط المستخدمين بالتزام ذلك. والذي تدعو الحاجه اليه في كل سنة من صنفه ثلاثون الف قنطار ويلزم الضمنا تسلمه من ناحية الطرانة ليسلم الديوان من نقص وزنه وخطر غرقه. وهذا المعنى وإن كان فيه حوطة للديوان فهو يؤدي إلي تأخير الأقساط عند الضمنا. لأن من عادتهم أنهم متى لم يقبضوا نطرونا لم يلزمهم عنه ثمن. فهم أبدا يؤخرون قبض جميع ما لهم فيه أو اكثره ليجدوا ما يحتجون به. ولا يغرمون من صنفه ما يبتاعونه فلتا من العربان لعجز النواب عن ضبط الوادي وحفظه منهم فيحصلون على فائدة الضمنا وكسر مال الديوان. وليس للضمنا من المتعيشين في الغزل ما يبتاع شيء منه. وانما المبيضون وأصحاب التنانير يحتاجون اليه ولا يجدونه إلا عندهم فتلجئهم الضرورة إلى ابتياعه منهم بالسعر المقدم ذكره على ما ينفق من غير زيادة فيه. وهذا الباب مصروف ماله أو أكثره في نفقات الغزاة وقواد الاسطول. ومما يتضرر الضمنا منه بيع صنف يقال له الشوكس لأن المبيضين يستغنون به في بعض أشغالهم وجرت عادة النواب عن الديوان بالمنع من ذلك ومكاتبة الولاة بالتحذير منه. وللنطرون ضرائب مختلفة. فهو في مصر بالمصري. وفي بحر الشرق والغرب بالجروي وكذلك في الصعيد. وفي دمياط بالتنيسى. ا.ه.
وذكر ابن دقماق المتوفي عام 790ه (1388م) في كتابه (الانتصار لواسطة عقد الأمصار) ج 5 ص 113 أن مساحة وادي هبيب مائتان وسبعة من الأفدنة إيرادها مائتا دينار أي 120 جنيها.
ومن المحتمل كثيرا أن يكون المبلغ الذي ذكره هو ايراد الارض التي بها طبقات النطرون إذ لا توجد في هذا الوادي أرض للزراعة حتى يمكن أن يعزى اليها هذا الايراد.
وذكر ابن الجيعان المتوفي عام800ه (1398م) في كتابه (التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية) ص 136 أن وادي هبيب كان تابعا لمديرية البحيرة وكان من مرعى الاغنام والجاموس باسم العربان قديما وحديثا.
وقال القلقشندي المتوفي عام 821ه (1418م) في كتابه (صبح الاعشى) ج 3 ص 278و288:
وبها (أي الديار المصرية) معدن النطرون وهو منها في مكانين: أحدهما: بركة النطرون التي بالجبل الغربي غربي عمل البحيرة الآتي ذكره في جملة أعمالها المستقرة وهي من أعظم المعادن واكثرها متحصلا على حقارة النطرون وقلة ثمنه.
وهنا نقل القلقشندي عن صاحب كتاب (التعريف) فقال:
قال في «التعريف» لا يعرف في الدنيا بركة صغيرة يستغل منها نظيرها فانها نحو مائة فدان تغل نحو مائة الف دينار (60000جنيه).
ونحن نرى أن إيراد بركة النطرون الذي ذكره صاحب كتاب التعريف مغالى فيه كثيرا. ثم رجع القلقشبدي إلى إتمام كلامه فقال:
والثاني، مكان بالخطارة من الشرقية ولا يبلغ في الجودة مبلغ البركة الأولى ولا يبلغ في المتحصل قريبا من ذلك. ا.ه.
وقال بالصفحة 311 من الجزء الثالث أيضا:
وادي مصر يكتنفه جبلان شرقا وغربا. أما الغربي منهما فانه يبتدئ من الجنادل أيضا ويمر في الشمال فيما بين بلاد الصعيد والصحراء ثم فيما بين بلاد الصعيد والواحات ثم فيما بين بلاد الصعيد والفيوم حتى ينتهي إلى مقابل الفسطاط. وهناك موقع الهرمين العظيمين المقدم ذكرهما على القرب من بوصير ثم ينعطف ويأخذ غربا بشمال فيما بين بلاد ريف الوجه البحري والبرية حتى يجاوز بركة النطرون ويمضي إلى قريب من الاسكندرية. ا.ه.
وقال المقريزي المتوفى سنة 845ه (1441م) في خططه ج 1 ص 186 طبعة بولاق:
وادي هبيب بالجانب الغربي من أرض مصر فيما بين مريوط والفيوم - إلى أن قال - وهو كثير الفوائد فيه النطرون ويتحصل منه مال كثير وفيه الملح الاندراني والملح السلطاني وهو علي هيئة ألواح الرخام. وفيه الوكت والكحل الأسود ومعمل الزجاج. وفيه الماسكة وهو طين أصفر في داخل حجر أسود يحك في الماء ويشرب لوجع المعدة. وفيه البردي لعمل الحصر. وفيه عين الغراب وهو ماء في هيئة البركة وطولها نحو خمسة عشر ذراعا في عرض خمسة أذرع في مغار بالجبل لا يعلم من أين يأتي ولا إلى أين يذهب وهو حلو رائق. ا.ه
وقال في الصفحة 109 من الجزء السابق:
وأما النطرون فيوجد في البر الغربي من أرض مصر بناحية الطرانة. وهو أحمر وأخضر ويوجد منه بالفاقوسية شيء دون ما يوجد في الطرانة وهو أيضا مما حظر عليه ابن مدبر من الأشياء التي كانت مباحة وجعله في ديوان السلطان. ا.ه.
وكان ابن المدبر هذا عاملا على خراج مصر قبيل عام 253ه (867م) في خلافة المعتز بالله. ثم جعل على خراج الشام حوالي سنة 259ه (873م) في خلافة المعتمد على الله.
ثم قال المقريزي في الصفحة 110 من هذا الجزء أيضا:
فلما تولى الأمير محمود بن علي الاستادارية وصار مدبر الدولة في أيام الظاهر برقوق حاز النطرون وجعل له مكانا لا يباع في غيره وهو إلى الآن على ذلك. ا.ه. (6) ما قاله المؤلفون الآخرون فى هذا الصدد
وعلم الأب (فانسلب) “Vansleb”
من الكاتب القبطي للكاشف عند زيارته مصر سنة 1672م ومروره بالطرانة مقدار ماتدره بحيرات نيتريا على سلطان تركية سنويا. فقد قال له إنه استخرج في مدى تسعة أشهر من ذلك العام 24 الف قنطار من النطرون وإنه مازال باقيا لاستكمال الكمية المعتاد استخراجها 12 ألف قنطار. وكان ثمن قنطار النطرون في القاهرة 25 مدينا أي 36 كيسا (180جنيها).
وقال السائح الفرنسي جرانجار “Granger”
الذي زار وادي النطرون عام 1730م إن النطرون ملك للسلطان وان باشا القاهرة كان يؤجره للبكوات وكان يستأجره من بين هؤلاء من كان أشدهم بطشا. وكان الذي يستأجره يورد منه للسلطان 15 ألف قنطار. وكان لا يكلف باستخراج النطرون ونقله سوى سكان هذه القرى وهي «الطرانة» و«الخطاطبة» و«الأخماس» و«أبو نشابة» و«البريجات» التابعة لمركز الطرانة. وكان يقوم بحراسة هذه المادة عشرة من الجنود وعشرون من الاعراب.
وفي شهر مايو سنة 1792م مر السائح الانجليزي براون “Browne”
بالطرانة قاصدا وادي النطرون. وقد روى أن هذه المنطقة مع مراكزها التابع له كثير من القرى كانت من ممتلكات مراد بك كبير المماليك. وأنه كان من اختصاصاته استخراج النطرون الذي كان يؤتي به جميعه إلى الطرانة وكان البك في الزمن السالف يكلف من يعينه من الكشاف باستخراج النطرون واستغلال هذا المركز. ولكن عند مرور براون هذا كان مراد بك قد تخلى عن استخراج النطرون إلى مسيو روسيتي “Rossetti”
أحد تجار البندقية وقنصل ألمانيا الجنرال في الوقت عينه نظير مبلغ يدفعه له سنويا يقدر بحسب الكمية التي تباع منه. وقد بلغ إيراد النطرون في السنة التي وصلت فيها الكمية المستخرجة إلى الحد الأقصى 32 ألف باتاك أي 720 جنيها. وكان القسم الاكبر منه يرسل إلى مرسيليا. (7) وصف استخراج النطرون بقلم أحد رجال الحملة الفرنسية
واليك وصف الطريقة التي كان يستخرج بها النطرون في زمن الحملة الفرنسية كما جاء بمذكرة الجنرال اندريوسي “Andréossy”
في كتاب (وصف مصر - باب الحالة الحديثة) عن الاستكشافات التي قام بها هذا الجنرال في وادي النطرون من 23 الي 27 يناير سنة 1799م قال:
إن استغلال بحيرات وادي النطرون هو قسم من التزام الطرانة التي مركزها داخل في حدود مديرية الجيزة الجديدة. وإن هذا المركز يشمل ست قرى وهي «البريجات» و«كفر داود» و«الطرانة» و«الأخماس» و«الخطاطبة» و«أبو نشابة».
ويسد الفلاحون القاطنون بهذه القرى ما عليهم من الأموال الأميرية بنقلهم النطرون. وعندما يتعسر استخراجه بسبب وجود الأعراب أو لدواع أخرى يكلف الفلاحون بدفع إحدى عشرة بارة عن كل قنطار من النطرون الذي كان يجب عليهم نقله. ويباع قنطار النطرون بمبلغ يتراوح بين 70 و100 إلى 120 بارة ويدفع الشاري أجرة شحنه بالمراكب. ويقوم الملتزم بتوريد البارود والرش لحراسة القوافل. ويباشر نقل النطرون في الفترة مابين بذر المحاصيل وحصدها في الأراضي الزراعية.
ومستودع النطرون في الطرانة فيشحن منها في المراكب ثم يرسل إلى رشيد ودمياط ومنهما يوسق إلى سورية وأوربا أو يرسل إلى القاهرة فيباع فيها لتبييض الكتان ولصناعة الزجاج.
وتحتشد قوافله في الطرانة وتتألف كل قافلة عادة من 150 جملا ومن 500 إلى 600 حمار. وتسافر مع حرسها عند غروب الشمس وتصل في النهار فتكسر النطرون وتحمله وتعود عاجلا. وتقف القافلة في منتصف الطريق وتوقد النيران بروث حمير القافلة وجمالها التي مرت قبلها. وعدم وجود الوقود يكره القوافل التي تمر بالصحراء على التوالي أن تقف دائما في معسكرات القوافل التي سبقت. فيشرب الرجال وحداة الابل القهوة ويدخنون في الغلايين ويتزودون ببعض الأرغفة وذلك بحل شيء من الدقيق في وعاء من الخشب ويخبز العجين على النار. ويشكل قائد الحرس نقطا للخفارة اتقاء شر الأعراب. وبعد ذلك تسير القوافل في طريقها وترجع إلى الطرانة في صبيحة اليوم الثالث.
ويقدر ما تحمله القافلة الواحدة بستمائة قنطار من النطرون. وإن صعوبة التوغل في الوادي قد حالت دون تحين أية فرصة لمراقبة البحيرات بكيفية صيرت ادارتها تتمشى على غير النظام. وضفاف هذه البحيرات كما سبق القول مغطاة بأكوام من النطرون بلورية لاتمس مطلقا مع أنه في الاستطاعة الاستفادة منها كثيرا إذ توجد منه كميات هائلة. وفي أيامنا هذه لا تستغل سوى البحيرة رقم (4) فيدخل الرجال فى الماء وهم عراة الأجسام ويكسرون النطرون وينزعونه وذلك بواسطة آلات حديدية (كلابات) زنة الواحدة ستون رطلا تقريبا وتنتهي بطرف حاد. أما النطرون الذي على سطح الارض ويمكن رفعه بعناء أقل كثيرا منه في رفع النطرون الذي في الماء فلا يعيرونه التفاتا. ومن المناظر الغريبة أن يرى الانسان هؤلاء المصريين ذوي البشرة السوداء أو السمراء يخرجون وبشرتهم بيضاء من الملح الذي يعلق بها أثناء هذا العمل.
والاتجار بالنطرون له ارتباط أيضا بالتحليل وهذه عملية ليس للمصريين إلمام بها بالكلية. وكذلك له ارتباط بالصدق في المعاملة وهذا أمر لا يؤبه له كثيرا في بلد أرباح الصناعة فيه غنيمة لجشع الحكام. وكانوا يتركون النطرون مشوبا بالأملاح المختلفة والصودا وبالأخص ملح البحر لكي يزيد وزنه. غير أن مضاربة تجارية كهذه لا تروج ولا تثمر زمنا طويلا . وفعلا رأت مارسيليا أن استيراد الصودا من مصر فيه أضرار جمة وفضلت استيرادها من اليكانت “Alicante”
وخسرت مصر الاتجار به مع أوربا. ويشتغل ريجنولت “Regnault”
الفرنسي بمسألة ذات أهمية كبرى وهي عزل جميع ما في النطرون من الصودا حتى يقدم للتجار صافيا خالصا من كل شائبة. ويوجد ملح البحر في بعض أنواع النطرون بين طبقتين أفقيتين من الصودا بكيفية يستطاع معها فصل النطرون بعملية يديوية. ا.ه. (8) النطرون فى عهد محمد على
وقال مانجان “Mengin”
في كتابه (تاريخ مصر في عهد محمد علي) ص 385 و395:
في عام 1821م كان يسكن في الطرانة عامل من عملاء محمد علي باشا. وكان هذا العامل مكلفا بمراقبة القوافل التي تحمل النطرون عند سفرها من البحيرات إلى الطرانة. وكان يرسل من هذه القرية إلى الاسكندرية ليباع فيها. وكان الوالي يستغل هذه المادة لحسابه. وقد بلغت أرباحها في تلك السنة 600 كيس أي 3000 جنيه. ا.ه.
وقال علي باشا مبارك في كتابه (الخطط التوفيقية) ج 17 ص 55:
في ابتداء حكومة العزيز محمد علي قد التزم النطرون رجل من إيطاليا يقال له بافي كان قبل ذلك مستخدما في مالية دولته وهرب منها وقت قيام الفتن وكان عالما نبيلا فأعطاه العزيز رتبة أميرألاي وعرف بين الناس باسم عمر بك وبما جدده في أمر النطرون حدثت فيه أرباح عظيمة وهكذا كانت عادة النطرون أن يعطي التزاما بشروط مع الحكومة. (9) النطرون فى سنة 1875م (عهد الخديو اسماعيل)
والآن أعني في سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف هجرية (1875م) قد ترك ذلك وصار استخراجه على ذمة الحكومة لأنه أربح وأكثر فائدة ومبلغ ما يستخرج منه كل سنة يقرب من ستين ألف وزانة والوزانة ستون أقة وهو يعادل مائة الف قنطار. وقيمة القنطار في المتوسط قريب من خمسة وعشرين قرشا ميرية وأجرة الجمل في نقله على كل قنطار ثلاثة قروش ميرية. وقد يمكن استخراج مبلغ من النطرون أكثر من ذلك لكن يلزم حينئذ عمل الطريقة التي تدعو التجار الأجانب إلى الرغبة فيه بأن يخلص من المواد الأجنبية في محل استخراجه ليخف حمله فيكثر طالبوه. ا.ه. (10) النطرون الآن
أما وادي النطرون الآن فمعطى بالالتزام لشركة يقال لها (شركة الملح والصودا) وهي شركة مساهمة. ومدة التزامها من 10 نوفمبر سنة 1891 إلى 10 نوفمبر سنة 1947م. (11) المواد التى تحتوى عليها بحيرات النطرون
ويوجد بالبحيرات ثلاثة انواع من المواد الأولية وهي: (أ)
خورطاى “Khortai”
وهو مادة صلصالية توجد في قاع البحيرات غنية بكربونات الصودا. (ب)
قورشف “Korshef”
وهو مادة متبلورة توجد على شواطئ البحيرات. وهذه المادة غير نقية. (ج)
سلطاني “Sultani”
وهو مادة متبلورة توجد في قاع البحيرات وهذه المادة كدرة للغاية.
الفصل الثاني
الرهبان (1) الرهبان قبل الفتح العربي
جاء في الكتاب المسمى (قديسو مصر) للأب شينو
chenau
ج 1 ص 474 أن القديس فرونتون وهو أحد رهبان صحراء نيتريا كان ممن اعتنق الرهبانية في مصر السفلى قبل انتشارها وأول من فكر في معيشة العزلة بهذه الصحراء ليجرب هذا النوع الغريب من المعيشة الذي اصبح فيما بعد مقصدا وغاية للجم الغفير من ذوي الرغبة والغيرة الدينية من الرهبان.
وقال كورزون
Curzon
في كتابه (زيارات أديرة الشرق) ص 76 إن هذه الفكرة تحققت في أواسط القرن الثاني الميلادي حوالي عام 150م وإن القديس المذكور اعتزل الحياة في هذا الوقت بوادي النطرون ومعه سبعون أخا.
ومما لا ريب فيه أن حياة الترهب كانت لاتزال مستمرة حتى القرن الرابع الميلادي حيث ازدهرت بقديسيها المشهورين وارتقت إلى أرفع درجة بلغتها في هذه المنطقة وان كان التاريخ لم يذكر لنا شيئا عن مصير الرهبان بعد العام المذكور.
ويؤخذ من كتاب (قاموس الآثار المسيحية) للأب دون فرناند كابرول
Don Fernand Cabrol
ج 2 ص 3127 ومن كتاب (قديسو مصر) ج2 ص 381 أن القديس أمون المصري يعتبر المؤسس لأديرة نيتريا الشهيرة. وقد يعود بعض الفخر في هذا العمل على تلميذه ورفيقه القديس تيودور
Théodore .
أما تاريخ هذين القديسين فغير معروف لدينا بالظبط غير أنه يمكننا تعيينه بوجه التقريب وذلك من سيرتهما الواردة في كتاب (قديسو مصر) السابق ذكره. فقد جاء في الجزء الأول منه بالصفحة 51 في سيرة القديس تيودور أنه عاش في الأيام السعيدة من عهد الامبراطور قسطنطين الأكبر الذي حكم من سنة 306 إلى 337م. وأنه عاش أيضا في أيام انطونيوس مؤسس الدير الشهير الواقع بين وادي النيل والبحر الأحمر والذي لايزال قائما إلى الآن. والقديس انطونيوس هذا كانت وفاته عام 356م كما يؤخذ من كتاب (آباء الصحراء ص 65) لمؤلفه بريموند
Brémond
واليك ما جاء عن القديس امون في قاموس الكنائس للتاريخ والجغرافيا ج 2 ص 1310:
ولد الراهب أمون مؤسس أديرة نيتريا في الربع الأخير من القرن الثالث الميلادي من أسرة مصرية مثرية. ولما ناهز الثانية والعشرين حثه أقاربه على الزواج فنزل على رغبتهم. غير أنه أقنع زوجته الشابة بأفضلية حياة التبتل واتفقا على أنه يعيشا كأخوين تحت سقف واحد. ويزعم سقراط أنهما اختليا في صحراء نيتريا على أثر زواجهما. وقد خالفه في ذلك جميع المؤرخين الذين كتبوا عن حياة هذا القديس إذ أجمعوا على أن العروسين كانا يعيشان في منزلهما عيشة صلاة ونزاهة. وروى بلاد
أن أمون قصد برية نيتريا بجنوب بحيرة مريوط بعد انقضاء ثمانية عشر عاما من زواجه أي ما بين عام 320 وعام 330م للتفرغ إلى ممارسة النسك وكانت زوجته قد وافقته على ذلك. ولم يكن يوجد في نيتريا في ذلك الحين دير من الأديرة كما زعم روفان
Rufin
وسوزمين
Sozomine . أما على زعم بلاد فانه كان يوجد منها العدد القليل. وقد شاعت سيرة القديس أمون فانضم اليه كثيرون من الأتباع وكثرت المناسك حول صومعته.
واننا لا ندري كم كان عدد هؤلاء الرهبان ولكن ذكر واضع تاريخ الأديرة أنه كان يوجد في أواخر القرن الرابع الميلادي خمسون ديرا يقطن بها نحو خمسة آلاف راهب. ومن الصعب أن نعين بالظبط موقع جبل نيتريا الذي احتشدت حوله جموع هؤلاء الرهبان. ومع هذا فلا بد أن يكون قائما على أحد جانبي الوادي الحزين الذي يطلق عليه اليوم اسم وادي النطرون حيث كانت تتجفف في أسفله المستنقعات الملحة. وعلى أي حال فقد كان هذا الجبل أول مكان قصده الرهبان في هذه الناحية ولكنهم مابرحوا ان سكنوا أيضا الصحراء التي كان وادي النطرون يؤدي اليها على الرغم من منعرجاتها. وقد أطلق على هذه الصحراء اسم صحراء سيليا
Cellae
أي صحراء القلايات. ثم أتت جماهير أخرى من الرهبان وعمروا فلوات الاسقيط الموحشة التي بعد صحراء سيليا المذكورة. وكانت هذه الجماعات المترهبة تتبع في نسكها طريقة متوسطة بين التنسك الكلي والعيشة مجتمعين. وكذلك كانت طريقة أتباع القديس انطونيوس. وكان الرهبان يتوسلون إلى القداسة بهذا التنسك ويقوم به كل منهم حسب الهامه الشخصي. وقد بلغ بعضهم من التفنن في مقاومة شهوات الطبيعة وضروب الامانة حدا يصعب على المرء تصوره. وكانوا لا يتركون قلاليهم في الصحراء للاجتماع ببعضهم إلا في يومي السبت والأحد من كل أسبوع لحضور صلوات القداس. وفي نيتريا كان يعيش بعض الرهبان في عزلة تامة والبعض الآخر يعيشون شراذم متفرقة. وكانت الكنيسة التي يقصدها الجميع للعبادة واقعة في أسفل الوادي وتابعة لأسقف هربوليس الصغيرة (دمنهور اليوم) ويقيم فيها الصلوات كهنة من أبرشيته.
ويظهر من ذلك أن غاية القديس أمون الرهبانية كانت تختلف كل الاختلاف عن غاية القديس باكوم “Pacome”
الذي كان قد نظم في جنوب ليكوبوليس جماعات عديدة من الرهبان جعلهم خاضعين في معيشتهم لنظام دقيق.
وروى القديس أطاناس “Athanase”
أن القديس انطونيوس كان يحترم القديس أمون احتراما عظيما وكانت صومعته تبعد عنه مسافة 13 يوما. وفي كتاب (سير آباء الكنيسة) وصف زيارة القديس انطونيوس للقديس أمون.
وكان أمون يرى زوجته مرتين كل عام في منزل حياتهما الزوجية حيث كانت جعلته ديرا للعذارى. وقال القديس اطاناس انه لما توفى القديس أمون في صومعته بصحراء نيتريا تنبأ بوفاته القديس انطونيوس
ويؤخذ مما ذكر أن وفاة القديس أمون كانت قبل سنة 356م وهي السنة التي توفى فيها القديس انطونيوس. واذا استعنا بالأدلة الأخرى استطعنا تعيين وفاة القديس أمون بوجه التقريب بين عام 340 وعام 350م. واسم هذا القديس لا تخلو من ذكرة قائمة من قوائم شهداء الكنيسة الارثوذكسية. وقد جعلت له هذه الكنيسة عيدا في اليوم الرابع من شهر اكتوبر. أما في قائمة شهداء الكنيسة الرومانية فلا يوجد له ذكر ما. ا.ه.
وفي الأعصر الأولى لم يكن هذا التنسك كما هو الآن على شكل التجمع في أديرة حصينة بل كان الرهبان يعيشون منفردين في قلالي منقورة في الجبل أو يعيشون في صوامع من القصب أو الجريد. واجتماع الرهبان في الأديرة لم يحصل إلا فيما بعد عندما حملتهم غزوات البربر على انضمامهم إلى بعضهم لحماية أرواحهم. ومع هذا لم تنتظمهم حالة واحدة حيث كانوا منقسمين إلى شراذم لكل شرذمة منها دير قائم بذاته. وقد ذكر روفان أحد آباء الكنيسة اللاتينية وتلميذ ديديم الاسكندري “Didyme”
والذي زار وادي النيل سنة 372م في كتابه (آباء الصحراء) أنه كان يوجد خمسون ديرا من هذا النوع.
وقال بلاديوس “Palladius”
الأسقف اليوناني الذي تنسك في مصر ووضع كتاب (تاريخ اللوزياك) “Histoire Lausiaque”
إنه بعد أن اجتاز بحيرة مريوط استغرق في وصوله إلى نيتريا يوما ونصف يوم. وإنه كان يوجد بهذه الصحراء خمسة آلاف راهب يعيشون فرادى أو مقسمين إلى شراذم تتألف من راهبين أو ثلاثة أو اكثر. وكان يوجد بصحراء نيتريا سبعة مخابز لاطعام هؤلاء الرهبان وستمائة ناسك آخرين كانوا يعيشون متفرقين في الصحراء. وكان يوجد فيها أيضا كنيسة بها ثلاث نخلات معلق في كل منها سوط - واحد للرهبان، وآخر للصوص، والثالث للزوار. والدار التي يقيم فيها هؤلاء الزوار بالقرب من الكنيسة وكانوا يقيمون فيها عامين أو ثلاثة أعوام حسب رغبتهم بشرط أن يقوموا بأي عمل من أعمال التنسك حتى الأسبوع الثاني من قدومهم. وكان يوجد بهذه الدار بعض الأطباء وصانعي الحلوى، وتباع فيها الخمر وتشرب. وكان الرهبان يجتمعون في الكنيسة في يومي السبت والأحد، وكان ملحقا بها ثمانية من الكهنة في استطاعة أكبرهم القيام بصلوات القداس والقاء الخطب.
وأشهر القديسين الذين قضوا حياتهم في وادي النطرون هو بلا نزاع القديس مقار الكبير. وينبغي ألا نخلط اسمه باسم القديس مقار الاسكندري معاصره ورفيقه في صحراء شيهات. وقد ولد مقار الكبير حسب ما ورد في سيرته بكتاب (قديسو مصر ج 1 ص 117) في اليوم الأول من القرن الرابع الميلادي. وقصد صحراء شيهات وهو في العقد الثالث من عمره أى سنة 330م. وقضى في هذه الصحراء ستين عاما ثم أدركته الوفاة سنة 390م وهو بالغ من العمر تسعين عاما. وليس في سيرته ما يستدل منه على أنه هو الذي بنى الدير المسمى الآن باسمه في وادي النطرون، بل العكس يؤخذ منها أنه كان يعيش في قلاية منعزلة في صحراء شيهات، وأنه كان ينتقل من هذه الناحية إلى نيتريا وغيرها.
وقد جاء في قاموس (الآثار النصرانية ص 3125) أن هذا الدير أقيم على موقع سكنى القديس مقار. فاذا صح ذلك يكون محل هذا الدير صحراء شيهات.
وكان وادي النطرون يخيم على ربوعه السكون والطمانينة طول حياة القديس مقار، لأن البربر لم يشنوا غاراتهم على هذا الوادي إلا بعد وفاته. ومع أن هذا القديس لم يشهد هذه الحوادث فقد رووا أنه تنبأ بها قبل وقوعها وبالخراب الذي سيحل بهذه المنطقة.
وكان الرهبان في الأيام الأولى من قدومهم صحراء النطرون يقيمون في مساكن غير محمية بأي نوع من أنواع الحماية كما سبق ذكر ذلك. وقد يحمل هذا الأمر على الاعتقاد بأن السكينة في هذه الصحراء كانت تامة شاملة. ومع هذا فقد يحتمل أيضا أن هذه الصحراء كانت هادئة آمنة قبل قدوم الرهبان اليها، إذ كان لا يوجد بها من الغنائم ما يجعل البربر يطمعون فى غزوها. وفعلا لم يشن هؤلاء غاراتهم عليها إلا بعد قدوم الرهبان اليها وكثرة عددهم بها. وعلى أى حال لم يمض وقت قليل على وفاة القديس مقار حتى بدأ البربر يشنون الغارات عليها.
ويمكننا تعيين أول غارة شنوها على هذه الصحراء من سيرة القديس أرسانيوس الشماس الذي تنسك في برية شيهات. فقد جاء في كتاب (قديسو مصر ج 2 ص 199) في موضوع من سيرته أن أرسانيوس هذا توفى عام 445م. وجاء في موضع آخر منها أنه قضى قبل وفاته عامين في دير طرا، وقضى قبلها ثلاثة في جزيرة كانوب، وعشرة في دير طرا نفسه، وأنه قضى هذه الاعوام كلها بعد الغارة الثانية للبربر التي وقعت بعد غارتهم الأولى بعشرين عاما.
فتكون أول غارة لهم على وادي النطرون قد حدثت قبل وفاة القديس أرسانيوس بخمسة وثلاثين عاما أي سنة 410م عندما كان تيوفيلس “Théophile”
بطريركا. وتيوفيلس هذا هو البطريرك الثالث والعشرون من عدد البطاركة (385-412).
وان تعييننا غارة البربر الأولى في سنة 410م جاء مطابقا لتقدير أميلينو “Amélineau”
لها. فقد ذكر في مقدمة كتابه (تاريخ أديرة مصر السفلى ص 60 و61) ما ذهب اليه كاترمير “Quatremere”
من وقوع هذه الغارة في أواخر القرن الرابع الميلادي ثم دحضه بالكيفية الآتية فقال:
لوأن هذه الغارة وقعت فعلا في أواخر القرن الرابع الميلادي لكان قد علم بها بوستيميانوس “Postumianus”
الذي زار صحراء شيهات في عام 402م. فقد حدثنا هذا عن أعجوبتين حدثتا داخل دير يوحنا القصير في الموقع عينه الذي تحولت فيه عصا سيده أموى “Amoi”
إلى شجرة الطاعة بعد أن سقيت ثلاث سنوات. وليس في حديثه هذا أي دليل أو ما يلمح منه أن صحراء شيهات كانت في هذه المدة مهجورة أو متخربة. ا.ه.
ثم قال أميلينو أثناء الكلام على فرار يوحنا القصير ووفاته في كليسما (القلزم) “Clysma”
بجوار السويس ما نصه:
وعلى حسب ما ذهب اليه كاترمير لابد أن تكون قد حدثت غارة أخرى للبربر كانت سببا في فرار يوحنا. ولو أخذنا في ذلك برأي تيلمونت “Tillemont”
لما كانت تقع غارة أخرى قبل سنة 430 أو 434م الأمر الذي يسير بنا بعيدا.
ويتتضح مما تقدم أن أميلينو يرى تعيين غارة البربر الأولى بين عام 402 وعام 430م مع أن غارتهم الثانية حدثت في هذا التاريخ الأخير كما سيأتي ذلك فيما بعد. ولعل هذه الغارة هي التي آشار اليها تيلمونت.
ويظهر أن الرهبان رحلوا جميعا من الصحراء عند ظهور البربر فيها المرة الأولى في سنة 410م. ولم يبق بها على الترجيح سوى القديس أرسانيوس الذي أقام في الجبل وحده فظل هناك وتوكل على الله وهو مازال يردد هذه العبارة: (إن عناية الرب تشمل الجميع وما من أمر يحدث إلا بمشيئته. فلو كان الله قد أراد التخلي عني فلماذا اتمسك بالحياة).
وروى أن القديس أرسانيوس كان يمر بعد ذلك بين صفوف اللصوص المسلحين دون أن يشعروا به لأن الله يخفيه عن أبصارهم.
وبعد مضي عشرين عاما من هذا التاريخ وقعت الغارة الثانية للبربر أي سنة 430م في عهد كيرلس الأكبر البطريرك الرابع والعشرين (412-444). وقد ترك أرسانيوس في هذه المرة مكان نسكه وانسحب إلى دير طرا حيث أقام إقامته الأولى التي ظلت عشر سنوات.
وقد ذكر في سيرة حياة هذا القديس أن عهده يعتبر أوج حياة الترهب في صحراء الترهب في صحراء شيهات، وأنه استمر بعده الراغبون في الترهب يتوافدون على هذه الصحراء زمنا ويعمرون القلايات بها؛ إلا أن عددهم أخذ يقل يوما بعد يوم إلى أن جاء الفتح العربي فقطعت هذه الرغبة من أصولها.
وعلى هذا يمكن اعتبار عدد الخمسة آلاف ناسك الذي ذكره بلادبوس آنفا هو العدد الأقصى للرهبان الذين وجودا في هذه المنطقة.
وهاك سيرة حياة القديس ارسانيوس كما في قاموس الكنائس للتاريخ والجغرافيا ج 4 ص 746:
كان أرسانيوس “Arséne”
رومانيا من أسرة شيوخ. وبعد أن شغل مناصب رفيعة في القصر الامبراطوري اختلى في صحراء شيهات في السنوات الأخيرة من القرن الرابع الميلادي. فعرف أناجريوس بونتيكوس “Enegrius Ponticus”
المتوفى عام 399م ومرقص “Marc”
وبوليمن “Polimn”
ثم غادر صحراء شيهات على اثر اغارة اللوبيين عليها حوالي سنة 411م، أي بعد سقوط رومية في ايدي الأريك “Alaric”
بزمن، لأن أرسانيوس كان يردد هذا القول وهو يبكي: (لقد فقد العالم المتمدين رومية وفقد الرهبان برية شيهات).
وقطن في كانوب بالقرب من الاسكندرية وقتا حيث زاره البطريرك تيوفيلس عدة مرات. وقد رفض أثناء اقامته بكانوب مقابلة سيدة رومانية كانت قد عبرت البحر لتظفر بكلمة منه. وأقام أيضا زمنا في تروجا (طرا اليوم) بين القاهرة وحلوان. وسافر اكثر من مرة من تروجا إلى كانوب والاسكندرية في أخريات حياته. وحادثه المعروف مع الأمة السوداء حدث له في أحد هذه الأسفار إذ وبخها على لمسها ثوبه فأجابته قائلة: (اذا كنت راهبا فما لك لا تذهب إلى الجبل). ا.ه.
وقد تبع هذا القديس في آخر حياته اثنان من التلاميذ أحدهما يدعى اسكندر والآخر زويل “Zoile” . وعرف هذان التلميذان بالفارانيين لانهما عاشا فيما بعد في خلوات الصحراء الشرقية في فاران بالقرب من البحر الاحمر. وهما اللذان رويا لتلميذهما دانيال الفاراني - وهو غير دانيال شيهات - بعض نوادر ارسانيوس وحكمه. ويسند البعض إلى دانيال هذا بيانا موجزا لحوادث حياة ارسانيوس مرتبة على حسب تواريخ وقوعها.
ويتضح من هذا البيان أن القديس أرسانيوس أقام أربعين عاما في قصر تيودوز “Théodose” ، وأربعين عامل في برية شيهات، وعشرة أعوام اخرى في تروجا، ثم توفى وهو بالغ من العمر خمسة وتسعين عاما. وقد سلم تيلمونت “Tillemont”
بصحة هذا البيان. وعلى ذلك يكون ارسانيوس قد تنسك عام 390م، وطرده البربر من شيهات عام 430م، وتوفى حوالي سنة 445م.
ونحن نرى أن هذا التقسيم مصطنع لأنه من المعروف أن أرسانيوس توفى قبل الراهب بوليمن وأنه كان في كانوب مدة البطريرك تيوفياس المتوفي سنة 412 أو 413م ومما يثبت وفاته قبل وفاة تيوفيلس أن هذا البطريرك كان يقول وهو محتضر: (لأنت سعيد يا أرسانيوس فقد كانت ساعة الموت دائما حاضرة في ذهنك). (راجع مجموعة كوتليه الابجدية حرف ذ
th ).
وكانت بقايا أرسانيوس موضع عناية واجلال في دير مقام على جبل طرا بالقرب من القاهرة في المكان الذي قضى فيه بقية حياته. وقد تم بناء هذا الدير على يد اركاديوس المتوفي قبل أرسانيوس بعشرين عاما على ما يروى. وظل الدير المذكور وكنيسته في أيدي الملكيين. وقد وصفه أبو صالح الأرمني من أهل القرن الثاني عشر وكذا المقريزي من أهل القرن الخامس عشر الميلادي. وكان يسمى دير القصير أو دير البغل.
وروى يوحنا أسقف نيكيو (زاوية رزين) “Nikiou”
في تاريخه ص 349 أن الامبراطور تيودوز الثاني “Théodose II”
الذي حكم من سنة 408 إلى 450م بعث بخطاب إلى قديسى صحراء شيهات بمصر يسألهم عن السبب في أنه لم يرزق ذكرا يخلفه على العرش. فأجابه القديسون بقولهم: (إنك عندما تكون قد غادرت الحياة يكون ايمان آبائك قد تغير. ولما كان الله يعزك فلم يهبك ذكرا حتى لا يقع في الكفر والخطيئة). فأثر هذا التنبؤ في نفس الامبراطور وزوجه وامتنعا عن كل علاقة زوجية وقضيا بقية حياتهما معا في طهارة تامة.
وحدثت في عهد هذا الأمبراطور وزمن كيرلس الأكبر البطريرك الرابع والعشرين مذبحة شيوخ صحراء شيهات التسعة والأربعين. وقد جاءت رواية هذا الحادث في السنكسار القبطي العربي ونقلها سيمور دي ريثي “Seymour de Ricci”
واريك فنستد “Eric Vinstedt”
ص 3. وها هي كما وردت في السنكسار القبطي العربي (الباترولوجية الشرقية) لجرافين ونو “Graffin & Nau”
ترجمة رنيه باست “René Basset”
ص 699:
اليوم السادس والعشرون من شهر طوبة
في هذا اليوم استشهاد القديسين الابهات الرهبان الشيوخ التسعة وأربعين والرسول وابنه. وسبب استشهادهم أن كان على زمان تيودوز الملك ابن اركاديوس الملوك الأبرار وان تيودوز لم يكن له ولد فارسل إلى الشيوخ بشيهات يسألهم أن يسألوا الله فيه فيعطيه ولدا. وكان فيهم شيخ كبير يسمى الأب اسيدروس كتب إلى الملك يعرفه ان الله ما أراد أن يخرج منك ولدا حتى يشارك أرباب البدع بعدك. فلما وقف الملك على رسالتهم بذلك شكر الله وسكت. فأشار عليه قوم أردياء أن يتزوج امرأة أخرى ليرزق منها ولدا يرث الملك من بعدك. وكان للملك أخت تسمى بلخارية ردية وهي التي أقامت القلق على البيعة ودخلت تقول لأخيها: لماذا تترك الغرباء يأخذون مملكتك وأنت بغير ولد يملك مكانك. قم الآن وتزوج امرأة أخرى لتلد لك أولادا يرثونك. فأجابهم: ما أفعل شيئا بخلاف أمر الشيوخ ببرية مصر. لأن صيتهم كان قد خرج في أكثر الدنيا. فأرسل رسولا يستأذنهم في ذلك. وكان للرسول ابن وحيد فطلب من أن يصحبه فأخذه معه ليتبارك من الشيوخ. ولما وصلوا إلى الشيوخ وقرؤا كتاب الملك وكان أنبا اسيدروس قد تنيح فأخذوا الرسول وأتوا به إلى حيث جسده وقالوا للجسد: يا أبونا قد وصلت هذه الكتب من عند الملك وما نعرف بم نجاوبه . فجلس الشيخ وقال للرسول: أما قد قلت للملك إن الرب مايرزقه ولدا يتنجس بالخلاف فلو أنه يتزوج عشرا من النساء لا يرزق منهن ولدا. ثم عاد القديس وانضجع. فكتب المشايخ للرسول جواب الكتب. ولما عزم بالخروج وإذا البربر قد أتوا فوقف شيخ كبير يقال له أنبا يونس وقال للاخوة: هو ذا قد أتوا وهم ما يطلبون إلا قتلنا. فمن أراد الشهادة يقف معي. ومن خاف يطلع الجوسق. فهرب بعضهم وبقى مع الشيخ ثمانية وأربعون فأتى البربر وذبحوا الشيوخ. فالتفت ابن الرسول من الطريق فرأى الملائكة وهو يضعون الاكاليل على رؤوس الشيوخ المقتولين وكان اسم الصبي دايوس. فقال لأبيه: هو ذا أنا أبصر قوما روحانيين يضعون الاكاليل على رؤوس الشيوخ والآن أنا ماض آخذ إكليلا مثلهم. فأجابه والده: وأنا معك يابني. فعادوا وأظهروا نفوسهم للبربر فقتلوهم وأخذوا الشهادة.
وبعد مضي البربر نزلت الرهبان من الجوسق وضموا الأجساد وجعلوهم في مغارة. فصاروا يصلون قدامهم كل ليلة ويرتلون ويتباركون منهم. فجاء قوم وسرقوا جسد أنبا يونس وذهبوا به إلى البتنون وأقام عندهم مدة فأعاده الشيوخ إلى مكانه. وآخرون من أهل الفيوم سرقوا جسد الصبي وعندما وصلوا به إلى البحيرة بالفيوم خطفه ملاك الرب وأعاده إلى حيث جسد أبيه. ودفوعا جربها الرهبان فكانوا يفرقون جسد الصبي من جسد أبيه فيأتون باكرا فيجدونه وأباه إلى حيث رأى بعض الشيوخ رؤيا كمن يقول له: يا سبحان الله عندما كنا في الجسد لم نفترق وعند المسيح لم نفترق فلماذا تفرقون بيننا. ومن ذلك اليوم لم يعودوا يفرقونهم. ولما خربت البرية خافوا على الأجساد فنقلوهم من مكانهم وأتوا بهم إلى جانب كنيسة أبو مقار وبنوا لهم مغارة وعملوا عليها كنيسة على زمان تاودسيوس البطريرك. ولما أتى الأب بنيامين ثبت لهم عيدا في الخامس من أمشير لظهور أجسادهم. ويبعتهم الآن بقلاية تعرف باسمهم قبطيا وهما “nime”
بيهما ابسيت. أعني تسعة وأربعين صلاتهم وشفاعتهم تكون معنا آمين. ا.ه.
أما غزوة البربر الثالثة فقد وقعت في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي في عهد ديسقورس “Dioscore”
البطريرك الخامس والعشرين (عام 444-458م). وقد جاء في كتاب (قديسو مصر ج 1 ص 286) في سيرة القديس موسى وستة من الرهبان استشهدوا في صحراء شيهات أن الراهب موسى كان في ريعان شبابه في أول القرن الخامس الميلادي وأنه عندما كبر وأصبح شيخا أتى البربر وقتلوه هو والرهبان الستة المذكورين. وينبغي لنا ألا نخلط بين هذا القديس والقديس موسى الأسود الذي هو بلا ريب شخص آخر.
وفي عهد يوحنا الراهب البطريرك التاسع والعشرين (عام 494-503م) أمر الامبراطور زينون “Zénon” (عام474-491م) وكان على جانب عظيم من الطيبة والايمان بأن ينقل إلى دير أبي مقار جميع ما يحتاج اليه الرهبان من قمح ونبيذ وزيت وغيره.
وذكر في كتاب (بحث عن رهبان مصر ص 85) لمؤلفه كونبرج “Cauwenberg”
أن الراهب يوحنا موش “Jean Mosh”
من دير القديس تيودوز بالقرب من أورشليم ولد في دمشق فى نحو أواسط القرن السادس الميلادي، وجاء مصر مرتين تحادث فيهما مع رهبان عديدين كانوا قد قضوا زمنا في صحراء شيهات. وقد علم منهم أن عدد رهبان هذه المنطقة بلغ حوالي أواسط القرن السادس الميلادي 3500 راهب. وذكر أيضا أنه في أثناء مروره بالطرانة صادف فيها الراهب تيودور الاسكندري الذي أعلمه بأن رهبان شيهات فقدوا كثيرا من تقواهم. وفي زيارة يوحنا موش الثانية لمصر قضى أيامه فيها مع البطاركة إلى عام 614م ولم يبرح منها إلا قبيل الفتح الفارسي. وعلى هذا تكون حالة الرهبان عند الفتح العربي هي بعينها الحالة التي كانوا عليها قبيل الفتح الفارسي ووصفها يوحنا موش آنفا. ولا نحسب أنفسنا غير مصيبين اذا اعتبرناها هكذا لقصر المدة بين الفتحين المذكورين.
وفي عهد دميانوس البطريرك الخامس والثلاثين (عام 569-605م) نزل برهبان وادي النطرون حوالي سنة 575م حادث آخر. وهاك وصفه كما ورد في كتاب (تاريخ البطاركة) لمؤلفه افيتس “Evetts”
ص 209:
ابتدأت حياة البطريرك دميانوس في الفترة التي أعيد فيها بناء الأديرة الأربعة تلك الأديرة التي كانت تنمو في جو يسوده الأمن والسكون نمو النبات في الحقول. ويظهر أن هذا الأمن لم يطل إذ لم ينقض من الوقت إلا القليل حتى سمع صوت من السماء تجاوبت أصداؤه في الصحراء يقول: (الفرار. الفرار). فعمل سكان هذه الأديرة الاربعة بهذا التنبيه ولاذوا بالفرار. وعلى أثر ذلك انقض البربر على المنطقة كلها وأحلوا بها الخراب بدرجة أطالت تأثير هذا الحادث في النفوس. وقد أحزن هذا الأمر البطريرك كثيرا ودره كدرا عظيما.
وجاء أيضا في هذا الكتاب بالصفحة 226 أن بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين (سنة 622-661م) زار أديرة وادي النطرون حوالي عام 630م فوجد رهبانه قليلي العدد وكان لم يمض وقت كثير على هذا الحادث الكبير الذي لم يسمح البربر لهم بعده بالازدياد. (2) بعد الفتح العربي
ذكر المقريزي في خططه ج 1 ص 186 طبعة بولاق عن وادي هبيب مانصه:
هذا الوادي بالجانب الغربي من أرض مصر فيما بين مريوط والفيوم بجلب منه الملح والنطرون. عرف بهبيب بن محمد بن معقل بن الواقعة بن حزام بن عفان الغفاري أحد أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم
شهد فتح مكة وروى عنه أبو تميم الجيشاني وأسلم مولي نجيب وسعيد بن عبد الرحمن الغفاري. وكان قد اعتزل عند فتنة عثمان رضى الله عنه بهذا الوادي فعرف به وكان يقول لا يفرق بين قضاء دين رمضان ويجمع بين الصلاتين في السفر. ويقال لهذا الوادي أيضا: وادي الملوك، ووادي النطرون، وبرية شيهات، وبرية الاسقيط، وميزان القلوب. وكان به مائة دير للنصارى وبقى به سبعة ديورة. وقد ذكرت عند ذكر الاديار من هذا الكتاب - إلى أن قال - ويذكر أنه خرج منه سبعون ألف راهب بيد كل واحد عكاز. فتلقوا عمرو بن العاص بالطرانة مرجعه من الاسكندرية يطلبون أمانه لهم على أنفسهم وأديارهم. فكتب لهم بذلك أمانا بقى عندهم. وكتب لهم أيضا بجراية الوجه البحري فاستمرت بأيديهم. وإن جرايتهم جاءت في سنة زيادة على خمسة آلاف إردب وهي الآن لا تبلغ مائة إردب. ا.ه.
وعدد السبعين ألف راهب الذي ذكره المقريزي في عبارته الآنفة لاريب في أن فيه مبالغة كبيرة. فقد روى المعاصرون كما سبق ذكر ذلك أنه لم يكن يوجد في هذه المنطقة أكثر من 3500 راهب في أواسط القرن السادس الميلادي. وأنه لما كان دميانوس بطريركا أغار البربر على وادي النطرون ففر منه رهبانه. وأنه لما زاره بعد ذلك البطريرك بنيامين حوالي سنة 630م أي قبل الفتح العربي بعشرة أعوام، وجد به عددا قليلا من الرهبان بسبب العوائق التي كانوا يلاقونها من البربر في سبيل تجمعهم من جديد. بل يؤخذ من هذه الرواية أن عدد الثلاثة آلاف والخمسمائة راهب الذين وجدوا في أواسط القرن السادس الميلادي كان قد نقص كثيرا قبيل الفتح العربي.
وجاء في كتاب (تاريخ البطاركة ص 326) أنه بعد الفتح العربي بقليل أعيد بناء أديرة وادي النطرون بوساطة البطريرك بنيامين. وكان ذلك في أواخر ولاية عمرو بن العاص على مصر وقبل أن يخلفه عليها عبد الله بن سعد بن أبي السرح سنة 26ه (647م). وقد زار البطريرك بنيامين وادي النطرون لتدشين الكنيسة الجديدة التي كان قد تم بناؤها على الجبل المقدس وهو مقر مقار الكبير في سفح الصخور التي بين قلالي الرهبان. وكان قبل أن يذهب إلى دير أبي مقار للقيام بالمهمة التي أتى من أجلها زار دير البراموس.
وورد في كتاب (بحث عن رهبان مصر) لمؤلفه كونبرج ص 87 أنه في عهد هذا البطريرك نقل رفات التسعة والاربعين شيخا الذين ذبحهم البربر في صحراء شيهات.
وروى أميلينو في كتابه (جغرافية مصر في عهد القبط) أثناء الكلام على بلدة «بيامون» أن رهبانا دفنوا هؤلاء الشيوخ عقب وفاتهم في مغارة مطهرة بالقرب من البرج الكبير الذي يقال له «بيامون».
وقال كونبرج إنه صار نقل رفاتهم إلى مدفن أقيم لهم خاصة باعتبارهم شهداء في دير أبي مقار. وأضاف إلى ذلك أن البطريرك بنيامين أتى بنفسه وأقام حفلة دينية استثنائية لهذا الغرض ويظهر أنه انتشل بيديه جثث هؤلاء القديسين جثة جثة وناولها للرهبان والشمامسة.
وجاء في كتاب (تاريخ البطاركة) ص 552 وما بعدها أنه قبل نهاية عهد مرقس الثاني البطريرك التاسع والاربعين بزمن يسير كان وادي هبيب كفردوس النعيم. غير أن هذا النعيم لم يدم حيث أغار البربر على هذا الوادي وأنزلوا به الخراب وهدموا الكنائس وقلالي الرهبان وأسروا كثيرا منهم. أما بقيتهم فهربوا في جميع أنحاء القطر خوفا على أنفسهم. وقد بعث هذا الحادث الغم في قلب البطريرك وآلمه كثيرا. فكان يبكي ليلا ونهارا لهذا المصاب وبالاخص لتدمير الاديرة والكنائس المقدسة الواقعة في وادي هبيب الذي كان أقدس الاماكن وأمسى بعد هذه الكارثة مرعى للحيوانات المفترسة. ويظهر أن هذا الحادث أثر في نفس البطريرك مرقس الثاني تأثيرا شديدا أدى إلى وفاته.
ثم خلفه يعقوب البطريرك الخمسون (عام 819-830م). وكان من رهبان دير أبى مقار وتركه عند إغارة البربر على وادي هبيب ولجأ إلى دير آخر في مصر العليا مرتقبا وقتا مناسبا يعود فيه اليه. أما الرهبان الآخرون فقد تفرقوا في مختلف بلدان القطر وأديرته ماعدا البعض القليل منهم الذي بقى في الصحراء وصانه المولى من كل أذى.
وبعد أن ترك هذا البطريرك دير أبي مقار بقليل رأى رؤيا يحث فيها على الرجوع إلى وادي هبيب. فعاد اليه فعلا ووجد فيه إخوانه فمكث معهم مصبرا لهم ومقويا قلوبهم إلى أن استدعى من هذا الوادي لتولي البطريركية.
وبعد تتويجه قرر أن يزور صحراء القديس مقار وكان صيام الأربعين قد دنا موعده. وكان غرضه من هذه الزيارة تعزية الرهبان وتقويتهم وقضاء عيد الفصح في وسطهم حيث كانت هذه عادة البطاركة. وقد قام بهذه الزيارة فعلا وخرج الرهبان من قلاليهم ليتلقوا بركته واستقبلوه باغتباط عظيم.
ويظهر أن برية شيهات كانت في هذا العهد كفردوس الرب فكانت عزيزة في قلب البطريرك أكثر مما كانت عند الرهبان أنفسهم.
ولما كان البربر قد نهبوا جميع ممتلكات الرهبان وهدموا كنائسهم وأحرقوا مساكنهم بعث البطريرك اليهم جميعا بخطاب يخبرهم فيه بأنه مستعد لتلبية أي طلب يقدمونه اليه وإعطائهم كل مايطلبون.
وقد تجمع بعد ذلك شمل الرهبان مرة أخرى وحمدوا الله على تجديد إنعاماته عليهم فسر البطريرك حين رأى أبناءه قد عادوا إلى مقرهم.
وكان قد شرع هذا البطريرك في الايام التي كان لايزال فيها كاهنا في بناء كنيسة باسم القديس سينيتيوس “Saint Sinuthius”
جنوبى كنيسة القديس مقار حيث كان الرهبان قد أخذوا يجتمعون للصلاة مكان الكنائس المهدومة. فاغتنم فرصة زيارته للصحراء وهو بطريرك لاتمام بنائها ولاعادة بناء الكنائس الأخرى.
وجاء في كتاب (تاريخ البطاركة) ص 652 وما بعدها أن عهد يوساب (يوسف) البطريرك الثاني والخمسين (عام830-849م) انقضى بسلام تام. فكانت الأديرة تتسع ويحل بها العمران وفي مقدمتها أديرة وادي هبيب التي كانت مثل فردوس الله ومن بينها على الاخص دير القديس مقار الكبير. وكان المولى جل شأنه يسدي إلى الرهبان المعونة وبالاخص الراهب سينيتيوس البار. فكان يظهر بواسطته أعاجيب عديدة كرامة له على ما قدمه للقديس مقار، حيث أقام باسمه نصبا تذكاريا وغرس كروما وبساتين، وبنى مطاحن ومعاصر للزيت، وأتى بجملة أعمال ذات فوائد جمة لايمكن احصاؤها. وقد سرت المؤمنين كثيرا اعماله هذه فساعدوه فيها بحسن نية فأدرك منها غرضه النبيل. وكان يوجد داخل هذا الدير المقدس عدد كبير من هؤلاء المؤمنين وغيرهم جذبتهم اليه أعاجيب سينيتيوس وصيتها. وقد جعل سينيتيوس هذا مدبرا للأديرة. فلما رأى عدد الرهبان يزداد يوما بعد يوم أقام كنيسة أخرى شرقى الكنيسة الكبيرة أطلق عليها اسم كنيسة القديسين وتلاميذهم. وأقام بها الزينات بعد أن أتم بناءها ودعا غبطة البطريرك الأنبا يوساب (يوسف) لزيارتها. فلبى هذا الحبر الجليل دعوته وسر كثيرا من مشاهدتها ودشنها في غزة برمودة من السنة السابعة عشرة من بطريركيته (سنة 847م).
وذكر كاترمير في رسالته عن مصر ج 1 ص 476 و477 أنه في عهد سانوتيوس (شنودة) البطريرك الخامس والخمسين (عام 859-881م) علم البربر أن هذا البطريرك عزم هو وحاشيته على زيارة وادي هبيب أثناء عيد الفصح. فقدموا سرا من الوجه القبلي واستولوا على كنيسة القديس مقار وتوابعها ونهبوا ما فيها من متاع وزاد. ومنها طافوا بالأديرة الأخرى وطردوا من فيها من رجال الدين وغيرهم بالقوة بعد أن جردوهم مما عليهم.
وذكر المؤلف المذكور أن هذه الأديرة عانت كثيرا من المصائب بعد ذلك بزمن يسير. فقد ألقى الاعراب رحالهم في الصحراء وأخذوا يرتقبون خروج الرهبان للتزود بالماء فينقضون عليهم ويأخذون أواني الماء منهم ويجردونهم مما عليهم. ولما عادت السكينة واستتب الأمن اهتم هذا البطريرك بترميم دير القديس مقار وأحاطه بسور منيع لحماية الرهبان والمسيحيين من أذى الاعراب في المستقبل.
وقد أتى هذا المؤلف على ذكر ما كان يصرف للاعراب من أجر لحراسة أديرة وادي هبيب في عهد زخارياس (زكريا) البطريرك الرابع والستين (عام 996-1028م).
وذكر الارشمندريت أرمانيوس في رسالته أن عدد الرهبان في عهد خرستودولس البطريرك السادس والستين (عام 1044-1075م) كان في مختلف الأديرة كالآتي:
الاديرة
عدد الرهبان
دير مقار
400
دير الانبا بشوى
40
دير يوحنا القصير
150
دير يوحنا كاما (الاسود)
25
دير (السيدة) براموس
60
دير الانبا موسى (البراموس)
2
دير السوريان
60
الجملة
737
ودون أرمانيوس في رسالته أيضا تعداد الرهبان في الاديرة الحالية في سنوات مختلفة.
واليك جدولا بتعداد هؤلاء الرهبان كما ورد في رسالة أرمانيوس الآنفة:
السنة
دير (السيدة) براموس
دير السوريان
دير الانبا بشوي
دير مقار
الجملة
1667م
14
14
1719م
10
10
1767م
11
11
1780م
18
20
18
22
78
1835م
17
40
11
17
75
1847م
45
45
1852م
56
56
1897م
55
40
25
30
150
1906م
20
18
16
21
75
1924م
68
58
35
40
201
1931م
37
49
36
27
149
الفصل الثالث
الأديرة (1) قبل الفتح العربي
إن المؤرخين الذين كتبوا عن هذه الأديرة على تعدد جنسياتهم وعصورهم لم يتفقوا على عددها بل اختلفوا في ذلك اختلافا بينا. وهذا أمر يدرك بسهولة للمطلع على أقوالهم. غير أننا نرى أن هذا الاختلاف لا يرجع إلى حقيقة عدد هذه المنشأت نفسها وانما سببه في الواقع راجع إلى اختلاف حقيقة ما كان يطلق عليه اسم الدير في العصور المختلفة.
فما كان يطلق عليه في العصور الأولى اسم دير لم يكن كالأبنية التي في وادي النطرون في عصرنا المسماة بهذا الاسم التي هي حصون منيعة لايمكن اقتحامها إلا بقوة المدافع، بل كانت بيوتا منحوتة في الجبال أو مصنوعة من القصب أو فروع الشجر أو جريد النخل. وكان في تلك العصور يطلق على كل مجموعة من هذه البيوت كبيرة أو صغيرة اسم الدير. وكان يتألف من سكان كل مجموعة طائفة خاصة من الرهبان لها رئيسها وكنيستها ومستودع مؤونتها ومثوى النازلين بينهم من الغرباء.
وهذه الحالة كانت نتيجة استتباب الأمن في هذه الربوع. ثم عندما أخذت حبال هذا الأمن تنصرم فيما بعد بظهور قبائل البربر شرع رهبان كل مجموعة في تشييد برج لهم ليحتموا فيه اذا أغار عليهم هؤلاء البربر. ويظهر أن هذه البروج كانت فاتحة القيام بأبنية انتهت في أطوارها إلى الأديرة الحالية بالكيفية التي نراها عليها الآن التي لا يخلو واحد منها من أن يكون بداخله برج عاصم يلتجئ اليه الرهبان اذا اقتحم البربر الدير نفسه
ولقد ضرب لنا كاترمير مثلا فيما رواه بالمجلد الأول من كتابه ص 477 قال:
بعدما خمدت نيران الاضطراب التي أشعلها البربر أصلح سانوتيوس (شنوده) البطريرك الخامس والخمسون (سنة 859-881م) دير القديس مقار وأحاطه بسور منيع ليقيم فيه الرهبان والنصارى آمنين غارتهم. ا.ه.
فتلك هي الأسباب التي دعت إلى اقامة الأديرة على الطراز الذي نراها عليه اليوم
وقال كيرزون في كتابه (زيارات أديرة الشرق ص 79) إن أول من ذكر معلومات عن الاديرة في عهدها الاول هو روفان “Rufin”
الذي زار صحراء شيهات عام 372م وذكر أن عددها كان خمسين ديرا. وأضاف كيرزون إلى ذلك أن بالاديوس الذي زار أيضا هذه الصحراء عام 387م قدر عدد الرهبان فيها بخمسة آلاف راهب. فيكون متوسط عدد الرهبان في الدير الواحد مائة راهب.
ويبدو لنا أن عدد الأديرة لم يجاوز الخمسين مطلقا وهو العدد الذي قدره روفان.
هذا، ومن ناحية أخرى فان الرهبنة كما سبق القول عند الكلام على سيرة القديس أرسانيوس المتوفي عام 445م وإن كانت قد بلغت في عهد هذا القديس ذروة مجدها، إلا أن عدد الرهبان أخذ يتضاءل من بعده إلى أن بلغ في منتصف القرن السادس الميلادي نحو 3500 راهب. فمن الصعوبة اذا تصديق زيادة عدد هذه الاديرة مع تناقص عد الرهبان، لا سيما أن الأميال كانت متجهة أكثر إلى الاجتماع والاحتشاد في الأديرة كما هو الحال الآن ابتغاء توافر الأمن وزيادته عوضا عن التشتت والتفرق.
وذكر في كتاب (تاريخ البطاركة) لمؤلفه افتس ص 209 عند الكلام علي سيرة حياة داميانوس البطريرك الخامس والثلاثين (عام 569-605م) أنه بوشر في عهد البطريرك المذكور تجديد بناء أربعة أديرة في وادي هبيب ولكن لم تذكر أسماؤها. ولما كان لا يوجد في أيامنا هذه إلا أربعة أديرة في وادي النطرون، فقد يخيل إلى قارئ هذه العبارة لمجرد تلاوتها بالصيغة التي وردت بها أنها تشير إلى هذه الأديرة الأربعة. على أن هذا الأمر لا ينطبق على الحقيقة والواقع كما سيتبين ذلك.
وقد روى هذه العبارة أيضا كونبرج في كتابه (بحث عن رهبان مصر ص 122) نقلا عن ساويرس بن المقفع أسقف الاشمونين وعن جان دي بترا
Jean de Pétra
المعاصر له. وهذا الاخير رواها مرة ثانية لجان دي موش
Jean de Mosch .
أما عن أسماء هذه الاديرة فيقول كونبرج إنه مذكور في سيرة حياة حنا كاما الاسود بمخطوط قبطي بالفاتيكان أنها مسماة باسماء مؤسسيها وهم: الأنبا مقار، والانبا يوحنا القصير، والأنبا بشوى، والبراموس.
ودير البراموس هذا هو دير الاميرين الرومانيين مكسيم
Maxime
ودوميس
Domèce
أنبى فالانتنيان الأول
Valentinien 1 (عام 364- 375م). وكانا قد أتيا إلى القديس مقار في الموضع الذي به الآن اطلال هذا الدير، بالقرب من دير السيدة براموس حيث كان هذا القديس حط رحاله بادئ ذي بدء قبل أن يتخذ له مقرا نهائيا في المكان الذي به الدير المسمى باسمه في عصرنا هذا. ولذلك سمي دير البراموس دير الروم أيضا. وقد بنى حيث دفن هذان الاميران الشابان.
وقد جاء في كتاب (الباترولوجية الشرقية ج 5 ص 752) عن سيرة حياة هذين الاميرين أنهما عندما بلغا جبل القديس مقار قابلهما هذا القديس بفرح عظيم وإيناس، وأراهما الموضع الذي ينبغي أن ينزلا به، وقدم لهما الآلات التي يحفران بها في الجبل، فعملا لهما صومعة. وعلمهما هذا القديس أيضا ضفر الخيزران ووضع لهما خطة يسيران عليها، ثم تركها وقفل راجعا إلى صومعته. وانكب الاميران الشابان على أعمال شاقة وأخذا على نفسيهما ميثاقا ألا يكلما إنسيا، واشتغلا بالصوم والعبادة والسهر، فقضيا ثلاث سنوات لم يخرجا في خلالها من صومعتها إلى أى موضع آخر.
وبعد ذلك بزمن قليل أصيب مكسيم بمرض. وعندما شعر بدنو آخرته استدعى القديس مقار فقدم وحضر وفاته ودفنه بجانب صومعته. وبعد أن واروه التراب بثلاثة أيام مرض أخوه دوميس وفاض روحه ودفن بالقرب من جثة أخيه. وأمر القديس مقار بوضع جثتي الاميرين في كهفهما وتسمية هذا الدير: براموس - أي أبا روماؤس
Aba Rômâous
ا.ه.
وبهذه الكيفية أمكننا الآن الوقوف على أسماء الأديرة الاربعة التي يوجد منها في أيامنا هذه الدير الاول والدير الثالث. أما الثاني وهو دير أبي يوحنا القصير. والرابع وهو دير البراموس فلا وجود لهما.
بقى علينا بعد ذلك أن نوفق بين عدد هذه الاديرة الاربعة واعداد الأديرة التي تزيد عليه ونقلها الينا المؤرخون الذين أتوا هذا التاريخ وبينوا لنا أسماء الأديرة التي ذكروها.
ولحل هذه المسألة بطريقة مقنعة توضح بقدر المستطاع ما التبس على القارئ نرى أنفسنا مضطرين إلى أن تتقدم حتى نصل إلى عصرنا هذا ونبين الحالة التي عليها وادي النطرون في أيامنا هذه. ومنها يمكننا بالاستنتاج الوقوف على عدد الأديرة وقوفا إن لم يكن مطابقا للحقيقة تماما فهو مقارب لها. واليك طريقة هذا الحل:
لقد قلنا آنفا إن عدد الاديرة المأهولة في وادي النطرون الآن هو أربعة أديرة وهي: دير أبي مقار، ودير الأنبا بشوي، ودير السوريان، ودير السيدة براموس. ولما كان عدد الاديرة التي لاتزال أطلالها باقية إلى يومنا هذا ومن طراز الاديرة المذكورة يبلغ ثلاثين ديرا، فيكون مجموع هذين العددين أربعة وثلاثين ديرا. وهذا العدد يقارب العدد الذي ذكره الأب شينو كثيرا إذ جاء في كتابه (قديسو مصر ج 2 ص 215) أن عدد الأديرة كان سبعة وثلاثين ديرا قبيل منتصف القرن العاشر الميلادي.
ويبدو لنا أنه لم يكن هنالك أديرة أخرى غير التي ذكرنا عددها آنفا. ولو كانت هنالك أديرة أخرى لكانت أطلالها باقية كالاطلال التي نراها الآن.
وتنقسم الاديرة الاربعة والثلاثون هذه إلى أربع مجاميع تتميز كل منها عن الاخرى بالكيفية الآتية:
المجموعة الأولى:
تتألف من دير أبي مقار ومن خمسة عشر ديرا أخرى خربة تحيط به. وقد أمكننا بالبحث والاستقصاء معرفة دير من هذه الاديرة الخمسة عشر وهو دير الأنبا زكريا. فقد ذكر في سيرة اسحق بطريرك الاسكندرية الواحد والاربعين (عام 686-689م) بالصفحة 15 تأليف مينا
Mina
مطران ابشادي (مركز تلا) المسطورة باللغة القبطية ترجمة بورشر
، أن الأب اسحق سافر إلى صحراء شيهات حيث أقام بدير صاحب الذكر العاطر الأنبا زكريا قس ورئيس لور
1
القديس أنبا مقار والذي ترقى مطرانا لمدينة سايس «صا الحجر».
وجاء بالصفحتين 48 و49 من هذه السيرة أيضا أن الانبا يوحنا البطريرك الاسبق تضرع إلى الله أن يلهمه معرفة من هو جدير بأن يخلفه ويرعى الكنيسة المقدسة بعده. فرأى في المنام: أن ابعث إلى صحراء شيهات في طلب الراهب اسحق الشيهاتي الذي في دير الانبا زكريا لانه هو الذي سيخلقك.
وبما أن الأنبا زكريا كان رئيسا للور الأنبا مقار الذي كان قائما في موضع ديره الحالي فلا بد أن يكون دير الانبا زكريا كان قريبا جدا من هذا الدير الاخير. وبناء على هذا وضعنا في أثناء رحلاتنا إلى هذه الجهة لوحا من الشبه (البرونز) مكتوبا عليه اسمه بالعربية والفرنسية على عمود من الخرسانة المسلحة ارتفاعه متر في أطلال الدير الأقرب من دير أبى مقار بين الأديرة الاربعة الخربة.
المجموعة الثانية:
تتألف هذه المجموعة من أربعة عشر ديرا خربة واقعة غرب دير أبى مقار وعلى مسافة منه تتراوح بين 80 و10 كيلو مترات. ومن بين هذه الأديرة دير يطلق عليه إلى يومنا هذا اسم دير أبى يحنس (يوحنا) وهو أكبر الاديرة التي بوادي النطرون سواء المسكونة منها والخربة. ومساحته تبلغ 16000 متر مربع وهو هو دير القديس يوحنا القصير.
وقد تيسر لنا معرفة ثلاثة أديرة من هذه المجموعة وذلك مما رواه المقريزي وأميلينو في كتابه ص 448 و450. وهي: (1)
دير الارمن، وكان قائما في الشمال الغربي من دير يوحنا القصير وبعده دير الانبا بشوي وهذا هو بالدقة الموضع الذي به إحدى الخرائب. (2)
دير الياس (دير الحبش) وكان قائما بالقرب من دير يوحنا القصير وتوجد في ناحية الشمال تماما إحدى الخرائب بجانب هذا الدير الأخير. (3)
دير القديس نوب (أنبا نوب) وهو واقع في الشمال الشرقي على مسافة قصيرة من هذين الديرين.
وقد أمكننا أيضا معرفة دير خامس من أديرة هذه المجموعة وهو دير يوحنا الاسود (كاما). ذلك أنه ورد في السنكسار العربي القبطي من كتاب (الباترولوجية الشرقية ج 3 ص 521) وفي السنكسار الاسكندري (طبع فورجيت
Forget
المتن العربي ج 1 ص 175) أن القديس يوحنا الاسود (كاما) بعد أن توجه إلى صحراء شيهات شيد كنيسة على مسافة قصيرة من الجهة الغربية لدير القديس يوحنا القصير.
وبما أن هذه الكنيسة كانت بلا ريب النواة التي بنى عليها هذا القديس ديره وأنه يوجد بالضبط غرب اطلال دير القديس يوحنا القصير أطلال دير كبير فهذا الدير هو بالتحقيق دير يوحنا الاسود (كاما). وتبلغ مساحته 15400متر مربع فهو يعد بعد دير يوحنا القصير أكبر أديرة وادي النطرون سواء المسكونة منها والخربة.
وقد وضعنا أيضا ألواحا من الشبه (البرونز) مكتوبا عليها أسماء هذه الأديرة الخمسة على أعمدة من الخرسانة المسلحة في الخرائب التي بها أطلال هذه الأديرة كما فعلنا ذلك بدير القديس الأنبا زكريا السابق.
ويوجد ضمن مجموعة هذه الاديرة مدفن واسع للرهبان مساحته زهاء فدانين (8400 متر مربع تقريبا). وقد وضعنا عليه لوحا من الشبه تعريفا له.
المجموعة الثالثة:
تتألف هذه المجموعة من ديرين هما دير الأنبا بشوي ودير السوريان. ويقع هذان الديران في الشمال الغربي للمجموعة السابقة وعلى مسافة منها تتراوح بين 3 و4 كيلو مترات.
المجموعة الرابعة:
تتألف من ديرين أحدهما واقع على مسافة 8 كيلو مترات من الشمال الغربي لغرب المجموعة السابقة، وهو دير منعزل معروف في زماننا هذا بدير البراموس. وهو في الحقيقة دير السيدة براموس. أما الدير المسمى بالاسم الاول فهو دير الروم الذي كان يسمى أيضا باسم رئيسه الأنبا موسى. وهذا الدير الأخير متخرب وأطلاله لا تزال باقية إلى الآن على مسافة قصيرة من الجهة الشمالية الشرقية لدير السيدة براموس. وقد وضعنا على أطلاله لوحا من الشبه مكتوبا عليه اسمه.
ولا بد أن القارئ قد لاحظ من وصف هذه المجاميع الأربع أنه ذكر في كل مجموعة منها دير من الأديرة الأربعة السابقة التي ذكرت بدون أسماء في سيرة حياة البطريرك داميانوس وذكرت بأسمائها في مخطوط الفاتيكان المسطر بالقبطية في سيرة حياة يوحنا كاما وهي: أنبا مقار، وأنبا يوحنا القصير، وأنبا بشوى، والبراموس.
ولا ينبغي مع ذلك أن يظن القارئ أن هذه الأديرة الأربعة كانت مشيدة بالحالة التي نراها عليها الآن، لأنها لو كانت كذلك لما استطاع البربر أن يرتكبوا ما ارتكبوه من الفظائع سواء أكان ذلك في عصر البطريرك داميانوس أم في عصور البطاركة الذين أتوا بعده، ولما كانت هنالك من حاجة إلى أن يتعلق الرهبان بأذيال الفرار أمام أولئك القوم الرحل، وكان غاية ما في الأمر أن يدخلوا حصونهم ويوصدوا أبوابها عليهم وبذلك يأمنون هجمات كل مغير مفاجئ.
هذا، ومن ناحية أخرى فان عدد هذه الاديرة الاربعة يتنافى مع عدد الرهبان الذين كانوا في ذلك العهد. فان عددهم كان قد بلغ 3500 راهب، وهو عدد لاتتسع له مباني الأديرة الأربعة المذكورة بلا ريب. فهذه الاديرة الاربعة المسماة بأسماء منشئيها إنما كانت على ما نرى أديرة مركزية أقيمت حولها أديرة أخرى تابعة لها. فالصحيح أنها كانت مبنية على الطراز الذي كانت تبنى عليه الاديرة في عهدها الاول وبالكيفية التي سبق إيضاحها. وهذا ما يكشف لنا الغطاء عن السر في فرار ساكنيها لدى وصول البربر. ولاتقائهم شر هؤلاء أقيمت فيما بعد أديرة كالتي نشاهدها اليوم ليعتصم بها ساكنو الأديرة الاولى التي تتألف منها المجاميع الاربع السالفة الذكر.
ويبدو أن أولئك الرهبان كانوا موزعين على هذه الأديرة بحسب جنسياتهم لأننا نرى أديرة خاصة مسماة بأسماء أجناس ساكنيها مثل السوريين والارمن والروم والحبش.
وكانت هذه الاجناس الاربعة دون الاقباط تمد الاديرة بمن يعمرها، وعندما انقطع هذا المدد أدركها الفناء والخراب.
بقى علينا بعد ذلك مشكلة يلزمنا حلها وهي معرفة التاريخ الذي شيدت فيه هذه الاديرة التي نراها بشكلها الحاضر قائمة مثل القلاع. وهذه المشكلة وإن كانت معالجتها صعبة إلا أني ساحاول ذلك بقدر الامكان. (2) بعد الفتح العربي
لقد سبق القول إن البربر استولوا في عهد البطريرك شنوده الخامس والخمسين (سنة 859-881م) على كنيسة القديس مقار والابراج فقط دون ديره ونهبوا جميع محتوياتها، ثم بعد أن اقترفوا مساوئ أخرى استقر الأمن فأصلح هذا البطريرك الدير المذكور وأحاطه بسور منيع حتى يكون الرهبان والمسيحيون من ورائه في مأمن من غاراتهم. ولم تقتصر إصلاحات البطريرك شنوده على هذا الدير وحده بل امتدت إلى أديرة أخرى كما بينا ذلك آنفا.
وبعد هذا التاريخ لم نعد نسمع عن حدوث سلب أو نهب من جانب البربر كما كان يحدث سابقا. فمن المرجح أن هذه الفوائد التي عادت من وراء هذه التدابير كانت سببا في تعميم وقاية الاديرة بهذه الجدران المنيعة والشروع في تجديد بناء الاديرة الاخرى على هذا المثال. وفوق ذلك فأن كافة الاديرة القائمة في عصرنا هذا، يوجد بداخل أسوارها أبراج. ومن المرجح أنها هي الابراج القديمة التي سبق ذكرها. ومن بين هذه الاديرة الباقية إلى الآن دير القديس مقار وبرجه وكنيسته التي سبق ذكر استيلاء البربر عليها. وبالطبع لم يحدث هذا التغيير في طراز الاديرة دفعة واحدة بل حدث بالتدريج على ممر الايام.
ويؤيد ما ذهبنا اليه ما رواه أرمانيوس رئيس الكهنة في مذكرته حيث قال إن عدد الاديرة في عهد البطريرك شنوده المذكور كان سبعة وهي: دير (السيدة) براموس، ودير الانبا مقار، ودير يوحنا القصير، ودير الانيا بشوى، ودير يوحنا الاسود، ودير السوريان، ودير الأنبا موسى.
وقد ذكر المقريزي أن هذا الدير الأخير: هو دير البراموس وأن منشئه يكنى بالاسود. ويؤيد ما ذكره المقريزي ما أورده كونبرج في كتابه (بحث عن رهبان مصر) ص 122 إذ قال دير البراموس المذكور كان يسمى أيضا دير موسى الاسود، وإن موسى الاسود هذا كان رئيسه.
وهذه أول مرة سمعنا فيها بالعدد (7) مقرونا بأسماء الأديرة.
وأيد دافيس “Davis”
في كتابه (الباترولوجية الشرقية ج 14 ص 318) في سيرة حياة الأنبا يوحنا الاسود، العدد (7) أيضا مشفوعا بأسماء الاديرة المذكورة.
ونتمشى بعد ذلك إلى ما وراء هذا الزمن بقرنين لنصل إلى عصر المؤرخ العربي أبي عبيد البكري المتوفي عام 487ه (1094م) إذ يقول هذا المؤرخ في كتابه (المسالك والممالك ص 2) في أثناء الكلام على المشهور من المدن والقرى في الطريق من مصر إلى برقة والمغرب ما نصه:
فمن (ترنوط) إلى (المنى) وهي ثلاث مدن قائمة البنية خالية فيها قصور شريفة في صحراء رمل ربما قطع فيها الاعراب على الرفاق. وتلك القصور محكمة البناء منجدة الجدر أكثرها على آزاج معقودة يسكن بعضها رهبان وبها آبار عذبة قليلة الماء. ا.ه.
فناحية (المنى) التي وصفها هذا المؤرخ هي بلا ريب وادي النطرون أو وادي هبيب ولكنه أخطأ في تسميتها. واسم (المنى) انما ينطبق على الصحراء المتاخمة لهذا الوادي والفاصلة بينه وبين الترعة النوبارية الحالية كما يتضح ذلك من رحلة بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين. فقد ورد في كتاب (تاريخ البطاركة) لمؤلفه افيتس ص 241 وما يليها في الكلام على رحلة هذا البطريرك التي قام بها من الاسكندرية إلى وادي هبيب لزيارة الأديرة التي بهذا الوادي، أنه سافر في اليوم التالي من شهر طوبه بدون ذكر السنة التي سافر فيها. ولا بد أن ذلك كان في الربع الأخير من أيام بطريركيته. وذهب أولا إلى تروجه الواقعة بالقرب من أبي المطامير، ثم توجه من تروجه إلى صحراء المنى التي على مسافة قصيرة من جبل برنوج، ثم وصل في النهاية إلى دير البراموس بوادي هبيب.
فمن وصف هذه الرحلة يتضح أن ناحية وادي هبيب متأخمة لصحراء المنى. وهذا بلا ريب هو الذي أوقع أبا عبيد البكري في ذلك الارتباك فعبر عن الناحية الأخيرة بالاولى في حين أن هذه شيء وتلك شيء آخر.
ويدلك على ذلك أن صحراء المنى لا يوجد فيها بئر يمكن استيراد الماء منها حتى توجد بها تلك القصور المحكمة البناء المنجدة الجدر التي كان يسكنها بعض الرهبان كما ذكر المؤرخ في عبارته. فهذه القصور ليست إلا أديرة وادي النطرون الحالية.
ولدينا دليل آخر يعزز ما ذكرناه وهو أطلال الثلاث المدائن المهجورة التي ذكرها هذا المؤرخ ولا يوجد في قلب صحراء المنى شيء من ذلك على الاطلاق. وتلك الاطلال لا أظنها إلا أطلال الثلاث نواحي المذكورة قبلا وهي (سياتيس) و(نيتريا) و(بيامون) التي كانت في أقليم نيتريوتيس، أي وادي النطرون.
ولكي أزيل من ذهن القارئ كل شك يمكن أن يحدث من تشابه اسمى (منى) و(مينا) - إذ في الاستطاعة أن يتصور أن ما وصفه هذا المؤلف يمكن أن ينطبق على القديس أبي مينا - فاني سأتابع ماذكره تفصيلا لرحلته، وأورد الوصف الذي دونه في أيامه عن هذه الكنيسة الشهيرة. وهذا أمر سيراه القارئ ذا بال وغير خارج عن موضوعنا نظرا لمجاورة الناحيتين وجامعة العلاقة الدينية بينهما:
قال أبو عبيد البكري بعد الكلام على (ترنوط) و(المنى):
ومنها (أي من المنى) إلى أبى مينى وهي كنيسة عظيمة فيها عجائب من الصور والنقوش توقد قناديلها ليلا ونهارا لا تطفأ. وفيها قبو عظيم. في آخر مبانيها فيها صورة جملين من رخام عليهما صورة إنسان قائم. رجلاه على الجملين وإحدى يديه مبسوطة والأخرى مقبوضة، يقال إنها صورة أبى مينى. وكل ذلك من رخام. وفي هذه الكنيسة صور الأنبياء كلهم عليهم السلام. صورة زكريا ويحيى وعيسى في عمود رخام عظيم على ذات يمين الداخل يغلق عليها الباب. وصورة مريم قد أسدل عليها ستران وصور سائر الأنبياء. ومن خارج الكنيسة صور جميع الحيوان وأهل الصناعات من جملتها صورة تاجر الرقيق ورفيقته معه وبيده خريطة مفتوحة الأسفل يعني أن التاجر بالرقيق لا ربح له. وفي وسط الكنيسة قبة فيها ثماني صور يزعمون أنها صور الملائكة. وفي جهة من الكنيسة مسجد محرابه إلى القبلة يصلي فيها المسلمون. حولها ثمار كثيرة وعامتها اللوز الأملس والخروب المعسل الرطب يعقد منه الأشربة وكروم كثيرة يحمل أعنابها وشرابها إلى مصر. ويقولون إن سبب بنيان هذه الكنيسة أن قبرا كان في موضعها وكان بالقرب منه قرية، وأن رجلا من أهلها كان مقعدا فزال عنه حماره فزحف في طلبه ليصرفه حتى وصل إلى القبر. فلما صار عليه انطلق ماشيا فمشى إلى حماره واستولى عليه راكبا وانصرف إلى موضعه صحيحا. فتسامع الناس ذلك فلم يبق عليل إلا قصد ذلك القبر فجلس عليه فأفاق. فبنيت عليه هذه الكنيسة وقصدها أولو الاسقام ليستشفوا بها فبطل ذلك بعد بنائها. ويؤدي من القسطنطينية إلى هذه الكنيسة في كل عام آلاف دينار (الدينار 60 قرشا). ا.ه.
ولنعد بعد نقل هذه النبذة المتعلقة بالغرب إلى موضوع الوادي.
ذكر رئيس الكهنة ارمانيوس في مذكرته المنسوخة من مخطوط أبي المكارم المؤرخ القبطي وعنوانه (الكنائس والأديرة) وهو لم يطبع، أنه في عام 925 قبطية الموافق عام 1309م كان عدد الأديرة ثمانية وهي: (1)
دير أنبا مكاريوس. (2)
دير السوريان. (3)
دير أنبا بشواي. (4)
دير يوحنا الأسود. (5)
دير السيدة برموس. (6)
دير أنبا موسى. (7)
دير الاسقيط. وفي هذا الدير رسم القديس ارسانيوس أستاذ أبناء الملوك قسيسا. (8)
دير يوحنا القصير.
وروى المقريزي في كتابه (السلوك) ترجمة كاترمير، ج 1 ص 246 الذي أسماه (تاريخ سلاطين المماليك)، أنه في شهر ذي القعدة سنة 662ه (سبتمبر سنة 1264م) سافر السلطان الظاهر بيبرس البندقداري إلى الطرانة ومنها ذهب إلى وادي هبيب حيث زار الأديرة وأقام فيها.
ويوجد في المتحف القبطي بمصر القديمة مخطوط يسمى (تحفة السائلين في أديرة رهبان المصريين) للقمص عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي. وإذ كان هذا المخطوط لا يخلو من فائدة رغبنا في انتساخ صورة منه فتفضل صاحب السعادة مرقص سميكه باشا مدير هذا المتحف وسمح بذلك فله مني خالص الشكر. ثم طبع المخطوط المذكور وأهدى إلى صاحب الغبطة البطريرك انبا يؤنس نسخة منه. وهاك ما جاء في هذه النسخة المطبوعة من ص 135 إلى ص 137 بصدد الأديرة:
في كتاب عمل الميرون يذكر أن الأب البطريرك أنبا بنيامين 82 (عام 1327-1339م) وأنبا غبريال 86 اللذين كانا سكنهما في المعلقة بمصر القديمة حين عملا الميرون في دير أبي مقار ذهب كل منهما فزار الأديرة الأخرى الموجودة وقتئذ في برية شيهات. وملخص الخبر هو:
أولا :
أن أنبا بنيامين المذكور (1)
في يوم الأثنين أول الجمعة الخامسة من الصوم المقدس سنة 1046 للشهداء (الموافقة 1330 افرنكية) ركب وصحبته بعض الأساقفة وذهب من دير أبي مقار لزيارة دير أبي يحنس وتبارك من الآثار المقدسة والجسد الطاهر الذي لأنبا يحنس الايغومانس. (2)
ويوم الثلاثاء ركب وذهب إلى دير أنبا بيشوي. وتبارك من الآثار الشريفة ومن أجساد القديسين أنبا بيشوي وأنبا بولا الطماوي. (3)
وركب يوم الاربعاء وذهب إلى دير آبائنا الروم المعروف ببرموس. ودخل إلى البيعة المقدسة وسجد أمام الهيكل. وتبارك من الآثار الشريفة والجسد الطاهر الذي لأبينا القديس أنبا موسى. (4)
ولما كان باكر النهار قصد دير السيدة ولم يركب في هذه الحركه بل توجه ماشيا. (5)
وركب في يوم الجمعة باكرا وتوجه إلى دير السوريان. (6)
وركب سحر يوم السبت وذهب إلى دير القديس أبو يحنس كما دخل الكنيسة. وفي يوم الاحد وقت الغروب ذهب إلى قلاية بهوت بسؤال من الحبش. ثم رأى القلالي من ظاهرها وعاد إلى دير أبو يحنس. (7)
وفي سحر يوم الاثنين ركب وذهب إلى دير القديس أنبا بيشوي ثاني مرة لترميم جمالون الكنيسة فرممه في جملة أيام ثم عاد إلى دير أبو يحنس. (8)
وفي يوم الخميس من الجمعة السابعة عاد إلى دير أبي مقار وعمل الميرون ثم عاد إلى مصر. ا.ه.
ويستفاد من هذه الرواية أن عدد الأديرة في ذلك العهد كان سبعة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير القديس يوحنا القصير. (3)
دير الانبا بشوي. (4)
دير البراموس أو الروم. (5)
دير السيدة براموس. (6)
دير السوريان. (7)
دير القديس يوحنا الأسود. أما دير الحبش الذي أقيم فيما بعد فلم يكن في هذا العهد إلا صومعة
شكل 3-1:
دير السيدة برموس.
شكل 3-2:
دير السوريان.
قال ابن فضل الله العمري العالم الجغرافي العربي الكبير المتوفي عام 748ه (1374م) في كتابه (مسالك الأبصار في ممالك الامصار) ج 1 ص 374 تحت عنوان (الديارات السبع) ما نصه:
وهي في الوجه البحري وهو سفلى ديار مصر ممتدة غربا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم.
مررنا على بعضها في الصحبة الشريفة الناصرية وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار معطشة وقفار مهلكة. وشرب سكانها من جفارات لهم وهو في غاية من قشف العيش وشظف القوت.
ويحمل النصارى اليهم جلائل النذور والقرابين وتخصهم بكرائم التحف. ويتخذ كتبة القبط وخدم السلطان منهم خاصة أيادي معهم ليكونوا لهم ملجأ من الدولة اذا جارت عليهم صروفها.
ولم أعلم فيها أخبارا فأذكرها ولا أشعارا فأطرف بها وانما ذكرتها لشهرة اسمها وبعد صيتها. ا.ه.
وقد شاهد ابن فضل الله العمري هذه الأديرة ودون عنها هذه المعلومات في أثناء رحلة قام بها إلى وادي النطرون بمعية السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذي حكم مصر ثلاث دفعات متقطعة. ولما كانت اطولها هي الأخيرة حيث استمرت من سنة 709 إلى 741ه «1309-1341م» فمن المرجح كثيرا أن هذه الزيارة كانت في خلالها.
ومما يؤسف له أن هذا العالم الجغرافي ذكر لنا عدد هذه الأديرة بدون أسماء ولكن نظرا لأن المعلومات التي ذكرها هي عن المدة المذكورة نفسها فأسماء هذه الاديرة السبعة هي بعينها التي ذكرت قبلا.
وجاء في كتاب (تحفة السائلين في أديرة رهبان المصريين) الآنف الذكر ص 137 و138 ما نصه:
في خبر أنبا غبريال 86 (عام 1370-1378م) قبل ما ملخصه أنه (1)
في يوم الثلاثاء ثالث عيد القيامة المجيد 9 برموده سنة 1090 ش (المزافقة 1374 افرنكية) بعد نهاية عمل الميرون. ركب من دير ابي مقار هو والأساقفة ومن معهم وذهب لزيارة دير أبي يحنس. وخرج للقائه رهبان الدير المذكور ورهبان الحبش ورهبان الأرمن. ثم دخل إلى الدير وصلى صلاة التاسعة. ويوم الأربعاء بعد فراغ الكنيسة زار بنوب والحبش والأرمن. (2)
وركب إلى دير أنبا بشيه (أي أنبا بشوي) فتلقاه رهبانه والسريان والحبش والأرمن كالعادة ودخل دير أنبا بشيه وصلى فيه السادسة. (3)
وركب منه متوجها إلى دير برموس فتلقاه رهبان الدير المذكور ورهبان دير سيدة برموس كالعادة. ودخل إلى دير برموس وصلى فيه التاسعة. ورفع البخور وخدم الصلاة ناظمها (يعني مؤلف الخبر الأسقف اتناسيوس القوصي). (4)
وخرج من دير برموس وتوجه إلى دير سيدة برموس وصلى صلاة الغروب. (5)
وفي يوم الخميس بعد فراغ الكنيسة ركب هو والأساقفة وجاء إلى دير السريان فتلقاه رهبان دير أنبا بشيه ورهبان السريان كالعادة. ودخل كنيسة السريان وصلى السادسة. (6)
وبعد ذلك ركب منه هو والأساقفة وجاء إلى دير أبي كاما (أي أبي يحنس كاما) فتلقاه رهبان الدير المذكور والحبش والأرمن. ودخل إلى دير أبي كاما وصلى التاسعة. (7)
وبعد ذلك ركب هو والأساقفة ورجع إلى دير أبى مقار. ومنه سافر راكبا إلى محل سكناه بكنيسة المعلقة في مصر. ا.ه.
ويستفاد من هذه الرواية أن عدد الأديرة في هذا العهد كان عشرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير القديس يوحنا القصير. (3)
دير الأنبا نوب. (4)
دير الحبش (5)
دير الأرمن. (6)
دير الأنبا بشوي. (7)
دير البراموس . (8)
دير السيدة براموس. (9)
دير السوريان. (10)
دير القديس يوحنا الأسود.
والآن نذكر ما قاله المقريزي المتوفي سنة 845ه (1441م). فقد وصف هذا المؤلف الأديرة التي كانت في عصره بالجزء الثاني من خططه طبعه بولاق ص 508 و509 فقال:
أما وادي هبيب وهو وادي النطرون ويعرف ببرية شيهات وببرية الأسقيط وبميزان القلوب فانه كان بها في القديم مائة دير. ثم صارت سبعة ممتدة غربا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم. وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار منقطعة معطشة وقفار مهلكة. وشراب أهلها من حفائر وتحمل النصارى اليهم النذور والقرابين. وقد تلاشت في هذا الوقت بعد ما ذكر مؤرخ النصارى أنه خرج إلى عمرو بن العاص من هذه الأديرة سبعون الف راهب بيد كل واحد عكاز فسلموا عليه وانه كتب لهم كتابا هو عندهم.
فمنها (دير أبي مقار الكبير) وهو دير جليل عندهم وبخارجه أديرة كثيرة خربت وكان دير النساك في القديم. ولا يصح عندهم بطريكة البطرك حتى يجلسوه في هذا الدير بعد جلوسه بكرسي الاسكندرية. ويذكر أنه كان فيه من الرهبان الف وخمسمائة لا تزال مقيمة به وليس به الآن إلا قليل منهم. والمقارات ثلاثة أكبرهم صاحب هذا الدير. ثم أبو مقار الاسكندراني، ثم أبو مقار الأسقف. وهؤلاء الثلاثة قد وضعت رممهم في ثلاث أنابيب من خشب وتزورها النصارى بهذا الدير. وبه أيضا الكتاب الذي كتبه عمرو بن العاص لرهبان وادي هبيب بجراية نواحي الوجه البحري على ما أخبرني من أخبر برؤيته فيه. (أبو مقار الأكبر) هو مقاريوس أخذ الرهبانية عن انطنيوس وهو أول من لبس عندهم القلنسوة والاشكيم وهو سير من جلد فيه صليب يتوشح به الرهبان فقط. ولقى انطونيوس بالجبل الشرقي من حيث دير العزبة وأقام عنده مدة. ثم ألبسه لباس الرهبانية وأمره بالمسير إلى وادي النطرون ليقيم هناك ففعل ذلك واجتمع عنده الرهبان الكثيرة العدد. وله عندهم فضائل عديدة منها أنه كان لايصوم الأربعين الا طاويا في جميعها لايتناول غذاء ولاشرابا البتة مع قيام ليلها. وكان يعمل الخوص ويتقوت منه . وما أكل خبزا طريا قط بل يأخذ القراقيش فيبلها في نقاعة الخوص ويتناول منها هو ورهبان الدير ما يمسك الرمق من غير زيادة. هذا قوتهم مدة حياتهم حتى مضوا لسبيلهم. وأما أبو مقار الاسكندراني فانه ساح من الاسكندرية إلى مقاريوس المذكور وترهب على يديه ثم كان أبو مقار الثالث وصار أسقفا.
دير أبي يحنس القصير:
يقال إنه عمر في أيام قسطنطين بن هيلانة. ولأبي يحنس هذا فضائل مذكورة وهو من أجل الرهبان. وكان لهذا الدير حالات شهيرة وبه طوائف من الرهبان ولم يبق به الآن إلا ثلاثة رهبان.
دير الياس:
عليه السلام وهو دير للحبشة وقد خرب دير يحنس كما خرب دير الياس أكلت الأرضة أخشابهما فسقطا وصار الحبشة إلى دير سيدة بويحنس القصير وهو دير لطيف بجوار دير بويحنس القصير. وبالقرب من هذه الأديرة:
دير أنبا نوب:
وقد خرب هذا الدير أيضا. (أنبا نوب) هذا من أهل سمنود قتل في الاسلام ووضع جسده في بيت بسمنود.
دير الأرمن:
قريب من هذه الأديرة وقد خرب. وبجوارها أيضا:
دير بوبشاي:
وهو دير عظيم عندهم من أجل أن بوبشاي هذا من الرهبان الذين في طبقة مقاريوس ويحنس القصير وهو دير كبير جدا.
دير بازاء دير بوبشاي:
كان بيد اليعاقبة ثم ملكته رهبان السريان من نحو ثلثمائة سنة وهو بيدهم الآن. ومواضع هذه الأديرة يقال لها بركة الأديرة.
دير سيدة برموس:
على اسم السيدة مريم فيه بعض رهبان. وبازائه:
دير موسى:
ويقال أبو موسى الأسود ويقال برمؤس. هذا الدير لسيدة برمؤس.
فبرموس اسم الدير وله قصة حاصلها أن مكسيموس ودوماديوس كانا ولدي ملك الروم وكان لهما معلم يقال له أرسانيوس. فسار المعلم من بلاد الروم إلى أرض مصر وعبر برية شيهات هذه وترهب وأقام بها حتى مات. وكان فاضلا وأتاه في حياته ابنا الملك المذكوران وترهبا على يديه. فلما ماتا بعث أبوهما فبنى على اسمهما كنيسة برموس. وأبو موسى الأسود كان لصا فاتكا قتل مائة نفر ثم أنه تنصر وترهب وصنف عدة كتب . وكان ممن يطوي الاربعين في صومه وهو بربري. ا.ه.
ويتضح مما ذكره المقريزي أن عدد الأديرة في عهده كان عشرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير يوحنا القصير. (3)
دير الياس أو الحبش وهو متخرب. (4)
دير السيدة يوحنا القصير. (5)
دير القديس نوب وهو متخرب كذلك. (6)
دير الأرمن وهو متخرب أيضا. (7)
دير القديس بشاي (بشوي). (8)
دير بدون تسمية قال عنه المقريزي انه بازاء دير القديس بشاى المذكور وانه كان بيد اليعاقبة ثم ملكته رهبان السريان. فمن هنا يعرف أنه (دير السريان). (9)
دير السيدة براموس. (10)
دير البراموس أو أبو موسى الأسود وكان هذا رئيسه.
وقد استقيت من سكان هذا الوادي وأديرته أثناء رحلاتي اليه أخبارا لا تدع مجالا للشك في أن السلطان قايتباي الذي حكم مصر من سنة 872 إلى سنة 901ه (1468-1496م) قد زار هذه الأديرة الأخيرة. فاذا كان هذا صحيحا يكون قد زار هذه الأديرة مع احتساب الزيارتين السابق ذكرهما ثلاثة من أعظم ملوك مصر.
ويقول أيضا ارمانيوس رئيس الكهنة في مذكرته الآنفة الذكر إنه لما زار هذه الصحراء الأنبا أجاتون “Anba Agathon”
بطريرك انطاكية يوم السبت 6 أمشير الموافق آخر يوم من ايام الصوم الكبير في سنة 1198 قبطية (1482م) كان لم يبق من الأديرة إلا ستة وهي: (1)
دير أنبا بشوي. (2)
دير السوريان (3)
دير انبا مقاريوس (مقار). (4)
دير يوحنا القصير. (5)
دير يوحنا الأسود. (6)
دير السيدة براموس.
وجاء في كتاب (نزهة الأنظار) لحسين بن محمد الورثيلاني المتوفي سنة 1193ه (1779م) بالصفحة 242 عند الكلام على رحلة هذا المؤلف من مراكش إلى أرض الحجاز في العام المذكور مانصه:
ثم ظعنا من الشمامة إلى وادي الرهبان وهو واد عظيم طويل وفيه قصور للعباد من النصارى ينعزلون هناك لعبادة الأصنام يخرجون من مصر اليه. وان مصر فيها طوائف من النصارى يعطون الجزية للسلطان. ا.ه.
وجاء بالصفحتين 243 و244 من الكتاب المذكور عن وادي النطرون وأديرته ورهبانه ما نصه:
ووادي الرهبان واد كبير ذو رمل وفيه شجر النخل ماؤه كثير وبه من أنواع الوحوش والبقر والنعام والضباء والمها وغير ذلك من أنواع الصيد. وانما أضيف هذا الوادي للرهبان لأن به رهبان النصارى يتعبدون في ديور كل طائفة في دير ولا يدخل اليهم أحد من غير جنسهم. وليس لهم زرع ولا ضرع وأهل الذمة من النصارى الذين بمصر يعاملونهم ويبعثون اليهم بالنذور والصدقات من الطعام والكسوة. ومن هناك تمر الطريق من مصر إلى أوجلة. ا.ه.
شكل 3-3:
دير السوريان من الداخل.
شكل 3-4:
دير القديس مقار من الخارج.
وجاء أيضا بالصفحة 606 من المؤلف المذكور عند الكلام على رجوع مؤلفه من الحجاز إلى مراكش سنة 1181ه (1767م) ما نصه:
ثم ظغنا صبيحة إلى أن مررنا على القصر الذي فيه النصارى أعني الرهبان. فلما وصلنا إلى باب القصر أشرفوا علينا فكلمناهم فكلمونا وسألونا عن مصر وكيف هي وعن حالهم. فأجبناهم عما وقع بينهم وبين صالح باي الذي كان في الصعيد وقلنا لهم انتشب بينهم القتال وانهزمت طائفة مصر. فأملوا زوارق اخرى فنزلنا القصر الطرفاني الخالي الذي دفنا به ابن سيدي محمد الحاج فبتنا فيه خير مبيت. ا.ه.
وهاك الآن مذكرة عن أديرة وادي النطرون للجنرال اندريوسي “Andréossy”
أحد قواد جيش بونابارت الفرنسيين الذين أتوا مصر في حملتهم المشهورة عليها سنة 1799م وكان الجنرال المذكور قد عهد اليه بونابرت أن يقوم باستكشاف وادي النطرون وزيارة الأديرة القبطية القائمة فيه. فصدع بالأمر وسافر من الطرانة. وقد استغرقت رحلته هذه من اليوم الثالث والعشرين من يناير سنة 1799 إلى اليوم السابع والعشرين من هذا الشهر. واليك ما جاء في هذه المذكرة بصدد الأديرة:
أنشئت أديرة الأقباط التي بوادي النطرون في القرن الرابع الميلادي، إلا أن الصوامع المعدة لاقامة الرهبان فيها لا بد أن يكون قد تجدد بناؤها مرات كثيرة بعد ذلك العهد. ويوجد بين هذه الأديرة ثلاثة مربعة الشكل يتراوح أكبر اضلاعها بين 98 و142,33 من الأمتار. ويتراوح أصغر أضلاعها بين 58,5 و68,25 من الأمتار. ويبلغ متوسط هذه المساحة 7560 مترا مربعا. وارتفاع جدر الأسوار ثلاثة عشر مترا على أقل تقدير. وسمكها عند الجدار من 2,5 إلى 3 أمتار. وأبنيتها حسنة والعناية بأمر صيانتها شديدة، وبالقسم العالي منها ممشى عرضه متر. وبالحائط المرتفع فوق الممشى طيقان بعضها في الحائط نفسه والبعض الآخر مائل وبارز نحو الخارج. وتستخدم هذه الطيقان للمدافعة بقذف الأحجار منها اذا اعتدى الأعراب على هذه الأديرة. والطيقان البارزة لها حجب لتقي الرأس من مقذوفات البنادق.
والأديرة ليس لها سوى مدخل واحد. وهذا المدخل ضيق منخفض فارتفاعه لا يزيد على متر واحد وعرضه ثلثا متر. والباب كثير الثخانة ويقفل من الداخل ويحكم رتاجه بمزلاج من فوق وبمفتاح من الخشب متين في الوسط، وفي الأسفل بعارضة تدخل في البناء يمينا ويسارا. وهذا الباب مكسو جميعه بمحازم عريضة من الحديد كل واحد منها مثبت بثمانية من المسامير ذات الرؤوس. ويوصد الباب ايصادا محكما تقريبا من الخارج بحجرين من الصوان شكلهما كشكل رحى الطاحون موضوعين رأسيا على دائرتهما. وقطر دائرة هذين الحجرين يقل قليلا عن ارتفاع المدخل، وسمكهما يسوغ ادخالهما معا بجانبهما في البناء. والباب محصن بطنف بارزة. وعندما يراد إغلاق المدخل يشرع راهب يكون قد بقى في الخارج في دحرجة أحد الحجرين بعتلة ثم يثبته بخشبة ويهيئ الآخر وبعد ذلك يزحف إلى الداخل ويجر هذا الحجر الأخير فيرتكز بحكم الطبع بجانب الحجر الأول. وبعد أن يبيت الحجرين في الحائط يغلق الباب ويرى من الطنف كل من من أراد محاولة ازاحة هذين الحجرين.
ويوجد في داخل كل دير برج مربع الشكل يتوصل اليه بمعبر متحرك فاذا رفع لا يمكن الوصول اليه. وطول هذا المعبر خمسة أمتار وارتفاعه عن سطح الأرض ستة أمتار ونصف متر. ويرفع المعبر بواسطة حبل أو سلسلة تمر من داخل الحائط وتلتف بتحريك دولاب كدولاب رفع الأثقال أو بكرة البئر. وينتهي البرج بسطح مرتفع عن حائط السور.
والأديرة الثلاثة القائمة بجوار البحيرات بها آبار عمق الواحدة منها ثلاثة عشر مترا، وماؤها عذب يغمر من قاعها نحو المتر، ويرفع بدلو معلقة برشاء يشد على بكرة. وتستعمل مياه الآبار في حاجات مساكن الرهبان ولسقي بستان صغير يزرع فيه قليل من الخضر وبعض الأشجار كالنخل والزيتون والأثل والحناء والجميز.
وفي أوائل شهر بلوفيور
2
تكون مياه الآبار في منتهى الزيادة وتشح في الصيف ولكن ينبوعها لا ينضب.
ويوجد بدير السوريان شجرة القديس إفرم “Saint Ephrem”
العجيبة. وهي شجرة يبلغ ارتفاعها ستة أمتار ونصف متر وقطرها ثلاثة أمتار. ويحكى عنها أنه في أوائل الأزمنة التي بلغ فيها التحمس للرهبنة غايته ابتدأ يدب في نفوس رهبان الصحراء دبيب الكرة لحالتهم، وأخذوا يشكون من جدب تلك الرمال القاحلة التي لاينبت بها ولا ينمو أي نبات. فأخذ القديس إفرم لكما يبعث فيهم الأمل عصاه وغرسها في الرمال وقال لهم ستصير هذه العصا شجرة. ويقال إن هذه الأعجوبة وقعت فعلا، وإن العصا نبت لها جذور وامتدت لها أغصان، وإنها هي التي لم تزل قائمة إلى الآن من ذلك العهد ولذلك سميت شجرة القديس إفرم. وهي من أشجار التمر الهندي. ويعتقد الرهبان السوريون أنهم وحدهم المالكون لها. ويندر وجود هذا النوع من الشجر في الوجه البحري وهو يزرع بكثرة في الوجه القبلي.
والدير الرابع المسمى بدير القديس مقار ليس به سوى بئر واحدة ماؤها ملح. ولكن على قيد زهاء أربعمائة متر منها توجد بئر أخرى معتنى بصيانتها عناية عظيمة ماؤها عذب فرات. ويوجد ينبوع ماء على سفح الوادي المقابل للدير. وعمق البئر الأخيرة خمسة أمتار واتساعها متر وثلث متر مربع. وبها من الماء أقل قليلا من المتر. وللديرين المذكورين آنفا ينبوع بجوارهما مثل الينبوع السابق الذكر.
وصوامع الرهبان عبارة عن مخادع لا يدخلها النور إلا من أبوابها. وارتفاع هذه الأبواب يزيد قليلا على المتر. ورياشها بساط من الحصير وآنية الأكل وجرة. والكنائس والمصليات مزخرفة بصور ينبو عنها الذوق، والعناية بها عظيمة. وفيما عدا ذلك فان كل الأشياء مبعثرة بغير ترتيب ولا نظام. وفقر الرهبان لا يسوغ لهم قط أن يقتنوا أمتعة الزينة الفاخرة فيستعيضون عنها بالتقليد. فمثلا يعلقون عوضاعن المصابيح الفضية مصابيح من بيض النعام. ومنظر هذه المصابيح يأخذ بالأبصار.
وأغلب النساك عور أو عميان وهيئتهم تنبئ عن شكاسة الأخلاق والكآبة والكدر، ويتعيشون من بعض المحاصيل وبالأخص مما يأتيهم من الصدقات. ويقتاتون بالفول والعدس المطبوخ بالزيت ويقضون أوقاتهم في الصلاة. ويحرق البخور في تلك الخلوات المحاطة احاطة السوار بالمعصم ببحر من الرمال. والصليب يعلو القباب الأكثر ارتفاعا.
ويوجد في دير البراموس تسعة من الرهبان. وفي دير السوريين ثمانية عشر راهبا. وفي دير الأنبا بشوي اثنا عشر. وفي دير القديس مقار عشرون. ويمد بطريرك القاهرة هذه الأديرة الأربعة بطالبي الرهبنة.
واننا لا ندري ما عساه أن يكون حظ أولئك النساك الذين اختاروا العزلة عن الناس. اننا لم نلمح أي شيء يدل على اشتغالهم بالعلوم العقلية ولا بالأعمال اليدوية. وليست كتبهم إلا مخطوطات في الزهد في الدنيا مكتوبة على رق أو ورق القطن. وبعض هذه المخطوطات باللغة العربية والبعض الآخر بالقبطية وبهامشها ترجمتها باللغة العربية. ولقد استحضرنا بعضا من هذه المخطوطات الأخيرة ويظهرأن تاريخها يرجع إلى ستمائة سنة سلفت. وقد جلنا في داخلية منازل الرهبان ولم تترك بقعة إلا أجلنا فيها النظر. وأظهر هؤلاء الزهاد الشيء الكثير من الود والمجاملة أثناء هذه الزيارة. ويبدو أنهم رأوا فيها شيئا يرضي عزة نفوسهم. وقبل أن نخرج قبلنا أن نتناول خبز القربان الذي قدموه لنا. وهذا الخبز عبارة عن عجين خال من الخميرة وفي ثخانة الأصبع وهو مستدير وفي اتساع راحة اليد ومكتوب عليه حروف عربية.
ويؤدي الرهبان واجب الضيافة للأغراب قسرا، وهم مضطرون أن يلبثوا دائما أبدا محترسين، وكذلك عندما يريدون الانتقال من مثوى إلى آخر لا يذهبون إلا ليلا. ويمر الأعراب في جولانهم بالقرب من الأديرة ويلقون عصا التسيار لتناول الطعام واطفاء ظمأ خيولهم. ويلقي لهم الرهبان مطالبهم من أعلى الجدار ولا يفتحون لهم الأبواب مطلقا. وتوجد بكرة معلقة باحدى زوايا السور بها حبل وقفة ينزلون بواسطتها الخبز والخضر والشعير التي اعتادوا اعطاءها لهم. وهم مكرهون على فعل ذلك كيلا يعرضوا أنفسهم للسلب والنهب أو القتل عندما يصادفهم الأعراب خارج أديرتهم. ا.ه.
مساحة الأديرة
إن مساحة الأديرة الأربعة الحالية هي كالآتي:
الأديرة
المساحة بالافدنة
المساحة بالأمتار المربعة
س
ط
ف
متر مربع (1) دير ابي مقار
18
21
1
8000 (2) دير الأنبا بشوي
14
16
2
11300 (3) دير السوريان
16
1
7000 (4) دير السيدة براموس
13
2
10700
وقد أمكننا التعرف على مساحة الأديرة السبعة الخربة، وها هي مساحتها:
الأديرة
المساحة بالافدنة
المساحة بالامتار المربعة
س
ط
ف
متر مربع
دير يوحنا القصير
6
19
3
16000
دير يوحنا الأسود
16
3
15400
دير الأرمن
14
18
3250
دير الياس
21
18
3300
دير الأنبا نوب
10
15
2700
دير الأنبا زكريا
14
4
1
5000
دير البراموس
10
19
1
7600
ممتلكات الأديرة
وممتلكات الأربعة الأديرة التي في أيامنا هذه كما اتصل بي من البطركية القبطية هي:
أديرة
أفدنة
مساكن للاستغلال
دير أبي مقار
145
7
دير الأنبا بشوي
106
2
دير السوريان
134
21
دير السيدة براموس
244
10
شكل 3-5:
معبر بدير القديس مقار.
شكل 3-6:
معبر بدير السوريان. (3) الخاتمة
واننا نذكر لك جملة الحال عن هذه الأديرة ملخصة مما ذكره المؤرخون عنها في الحقب الآتية وهي:
الحقبة الأولى (من سنة 569 إلى سنة 605م)
إن عدد أديرة وادي النطرون التي ذكرها التاريخ بأسمائها في هذه الحقبة وتعد أقدم أديرة هذا الوادي أربعة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير القديس يوحنا القصير. (4)
دير البراموس أو دير ماكسيم ودوميس.
والديران الأولان لا يزالان إلى وقتنا هذا. ولم يبق من الديرين الأخيرين إلا أطلالهما وقد وضعنا عليهما في اثناء رحلاتنا لوحين من الشبه (البرونز) مكتوبا عليهما اسماهما باللغتين العربية والفرنسية للدلالة عليهما.
وأصحاب هذه الأديرة الأربعة وجدوا في عصر واحد وكلهم كانوا يعيشون في القرن الرابع الميلادي. وأول من توفى منهم ماكسيم ودوميس. ومن المحتمل أن وفاتهما كانت في الربع الأخير من هذا القرن. ودير البراموس الذي يسمى أيضا دير الروم نسبة اليهما أقيم في الموضع الذي دفنهما فيه القديس مقار. وتوفى هذا القديس قبيل عام 390م. وكان لغاية هذا التاريخ لم يقم البربر بشن غارة ما.
أما القديسان الآخران وهما الانبا بشوي والقديس يوحنا القصير فعمرا بعض سنين من القرن الخامس الميلادي وكلاهما ترهب على يد الأنبا بماوه “Anba Bamaweh”
وهذا هو الذي جعلهما يعتنقان معيشة الرهبان في صحراء شيهات. وشاهد كلا الاثنين غارة البربر الأولى وغادر الانبا بشوي برية شيهات عند حدوث تلك الغارة ولاذ بجبل انتينويه “montagne d’Antinoe” (أنصنا في صعيد مصر) وتوفى في هذا الجبل. وعندما هدأت الأحوال في برية شيهات واستتب الأمن فيها نقلت جثته مع جثة الانبا بولا الذي كان مسقط رأسه بلدة طماوه إلى دير الأنبا بشوي حيث واروهما في التراب كما ورد ذكر ذلك في كتاب الباترولوجية الشرقية، السنكسار العربي القبطي شهر أبيب ج 17 ص 360، وفي السنكسار الاسكندري العربي ج 2 ص 210.
أما القديس يوحنا القصير فقد غادر هو أيضا صحراء شيهات بسبب قدوم البربر ومضى إلى القلزم (كليسما) وهناك وافاه الأجل المحتوم. ونقلت جثته بعد ذلك بزمن إلى ديره بصحراء شيهات وكان ذلك في 30 مسرى عام 525 من تاريخ الشهداء (23 اغسطس سنة 809م)، كما ورد في كتاب الباترولوجية الشرقية، السنكسار العربي القبطي شهر مسرى ج 17 ص 766، وفي السنكسار الاسكندري للعربي ج 2 ص 293.
الحقبة الثانية (من سنة 859 إلى سنة 881م)
لقد ذكر التاريخ في هذه الحقبة سبعة من الأديرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير الانبا موسى «البراموس». (5)
دير (السيدة) براموس. (6)
دير القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما). (7)
دير السوريان.
ويرى القارئ من هذا البيان أن عدد الأديرة زاد في هذه الحقبة الثلاثة الأديرة الأخيرة. وذكر الدير الرابع في البيان المذكور باسم يختلف عن الاسم الذي ذكر به في الحقبة السابقة. غير أن هذا الدير كما بينا في خلال بحثنا في موضوع الأديرة كان يسمى دير الأنبا موسى وأيضا دير الروم. ولهذا السبب وضعنا اسم (البراموس) بين قوسين لكي يميز القارئ جيدا أننا نعني هذا الدير لا سواه. ويسمى الدير الخامس في البيان دير البراموس فقط. ولدى تلاوة اسمه بهذا الوضع يخاله القارئ - وله الحق في ذلك - أنه الدير السابق، على أن الحقيقة كما أوضحنا آنفا ليست كذلك. ولهذا وضعنا اسم السيدة بين قوسين لكي نبين جليا أن المقصود بالكلام هو نفس هذا الدير.
أما تاريخ مجئ القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما) صاحب الدير السادس إلى صحراء شيهات فلا يعلم بالدقة، غير أنه يؤخذ من سيرة حياته في كتاب (الباترولوجية الشرقية ج 14 ص 319) أن ذلك كان قبيل آخر القرن الثامن أو أوائل القرن التاسع الميلادي. وديره الذي استطعنا أن نعرفه من معالمه قائم غرب دير القديس يوحنا القصير. وقد وضعنا على أطلاله في أثناء رحلاتنا لوحا من الشبه (البرونز) مكتوبا عليه اسمه باللغتين العربية والفرنسية. ودير يوحنا الأسود أكبر دير بعد دير يوحنا القصير بين جميع الأديرة التي بوادي النطرون سواء المخرب منها والعامر. ولا بد أن يكون الدير السابع أي الأخير أقيم بين هذه الحقبة والحقبة السابقة. وليس في الاستطاعة الوصول إلى معرفة تاريخه.
الحقبة الثالثة (عام 1017م)
ذكر لنا التاريخ في هذه الحقبة سبعة أديرة كذلك وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير أنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير أنبا موسى (البراموس). (5)
دير (السيدة) براموس. (6)
دير يوحنا الأسود (يوحنا كاما). (7)
ير السوريان.
وبيان أديرة هذه الحقبة منقول من مذكرة لرئيس الكهنة أرمانيوس عن الأديرة التي كانت تقوم بالواجبات التي أقيمت من أجلها، وذلك في عهد البطريرك خرستودولس السادس والستين (سنة 1044-1075م)، وهي بالظبط نفس الأديرة الموضحة في البيان المذكور.
الحقبة الرابعة (عام 1209م)
ذكر التاريخ في هذه الحقبة ثمانية أديرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير أنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير الأنبا موسى (البراموس ). (5)
دير السيدة براموس. (6)
دير القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما). (7)
دير السوريان. (8)
دير الأسقيط أو القديس أرسانيوس.
وقد زار عدد الاديرة في هذه الحقبة ديرا واحدا وهو الدير الثامن، إلا أن هذا الدير لم يذكره مؤلف آخر. والظاهر أن هذا الدير لم يكن قائما في برية شيهات بل في الطرانة. وعلى ذلك يمكن عمليا اعتبار الأديرة في هذه الحقبة مثلما كانت في الحقبتين السالفتين.
الحقبة الخامسة (عام 1330م)
ذكر التاريخ في هذه الحقبة سبعة أديرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير القديس الأنبا بشوي (3)
دير القديس يوحنا القصير. (4)
دير البراموس أو الروم. (5)
دير السيدة (براموس) (6)
دير يوحنا الاسود (يوحنا كاما). (7)
دير السوريان.
والأديرة في هذه الحقبة هي الأديرة التي كانت في الثلاث الحقب السالفة إلا أننا سمعنا في الحقبة الخامسة كل ما يدور حول صوامع الاحباش التي زارها البطريرك بنيامين في المدة التي زار فيها الأديرة الأخرى.
الحقبة السادسة (عام 1374م)
ذكر التاريخ في هذه الحقبة عشرة أديرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير البراموس. (5)
دير السيدة براموس. (6)
دير يوحنا الأسود (يوحنا كاما). (7)
دير السوريان. (8)
دير الأنبا نوب. (9)
دير الاحباش. (10)
دير الارمن.
فبلغت زيادة الاديرة في هذه الحقبة ثلاثة وبذلك صار عددها عشرة، وهو أقصى عدد ذكره التاريخ في حقبة واحدة عن الأديرة التي لها أسماء.
وقد قمنا بأبحاث من أجل العثور على اسم شخصية كانت لها صلات بصحراء شيهات وتسمى باسم صاحب الدير الثامن أي دير أنبا نوب، ولكننا لم نتوصل بهذه الأبحاث إلا إلى اسم قديس مذكور في كتاب (قديسو مصر ج 2 ص 116) يقال له الأبيه أنوب أي شخص من الاكليروس يسمى (نوب). ويقال إن هذا القديس وأخوته الستة كانوا اعتنقوا عيشة الزهاد وكانوا نازلين في صحراء شيهات ولم يغادروها إلا من أجل غارة شنها البربر ليذهبوا إلى تيرينوتس “Térénutis” (الطرانة) ويقيموا فيها. أما تاريخ هذه الأغارة وتاريخ وجوده فلم نعثر عليهما. غير أنه في استطاعتنا أن نعين تاريخهما من قصة الزيارة التي ورد ذكرها في المؤلف السالف الذكر. تلك الزيارة التي زارها له الأبيه أشعيا في الطرانة كما ورد في الجزء الأول من المؤلف المذكور ص 130.
وبما أن هذا الأبيه كان معاصرا للقديس مقار الكبير كما جاء في هذا المكان من المؤلف السابق، ونظرا لوفاة هذا الأخير في أواخر القرن الرابع الميلادي بدون أن يرى غارة البربر الأولى التي شنوها عام 410م، فيستطيع الانسان أن يستخلص من ذلك أن مقابلة الأبيه أشعيا مع الأبيه أنوب كانت في النصف الأول من القرن الخامس، وأنه فارق الحياة الدنيا قبيل منتصف هذا القرن. وهذا يطوحنا مراحل كثيرة بعيدا عن الحقبة التي نتكلم الآن عنها وينشأ عنه فرق يقدر بزهاء 900 عام بين التاريخين. وهذا اعتراض وجيه يقوم في وجه من يزعم بأن هذا القديس هو صاحب الدير القائم النزاع بصدد مؤسسه. إلا أنه من المحتمل أن الصوامع التي كان نازلا بها هو وأخوته أبقى عليها الرهبان الذين سكنوها بعده وأنهم في الوقت الذي شيدوا فيه الدير أطلقوا عليه اسمه.
شكل 3-7:
معبر وبرج بدير برموس.
شكل 3-8:
حديقة دير السيدة برموس.
وورد في سيرة حياته أن المنية أدركته في الطرانة. وهنا يتساءل المرء هل نقل جثمانه إلى صحراء شيهات. ولكن من الصعب قول ذلك، لأنه لم يرد عن هذا شيء في سيرته، ولكن لا شيء محال وما ذلك إلا لأننا رأينا جثتي القديس يوحنا القصير والأنبا بشوي نقلتا من مسافات شاسعة جدا. فنقلت أولاهما من كليسما (القلزم) بجوار السويس بعد وفاة صاحبها بثلاثمائة وخمسين عاما. ونقلت الثانية من انتينويه (انصنا) في أعالي مصر. وعلى كل حال اذا كانت هذه الشخصية هي نفس صاحب الدير المذكور فمن الأمور التي لاريب فيها أن جثته لا بد أن تكون قد نقلت إلى وادي النطرون، وأن يكون نقلها هو السبب في بقاء ذكره في هذا الوادي.
ونختم القول في هذا الموضوع مقررين أن الأدلة التي أبديناها في هذا الصدد ليست أدلة حاسمة مقنعة اقناعا تاما بأن هذا الأنبا (الأبيه) صاحب هذا الدير، ونكرر القول بأننا ما ذكرناه هنا إلا لكونه الشخصية الوحيدة المسماة بهذا الاسم والحائزة للصفات المطلوبة. ولذا أبدينا هذه الأدلة مع التحفظ.
وقد أوضحنا فيما سبق أن البطريرك بنيامين زار في الحقبة السالفة صوامع الأحباش. فهذه الصوامع تحولت إلى دير في ظرف 44 سنة، أي بين هذه الحقبة والتي سبقتها، وذلك بالكيفية التي تحولت بها الصوامع الأخرى التي زارها البطريرك غبريال السادس والثمانين (عام 1370-1378م). وهكذا تحولت أيضا صوامع الأرمن في غضون هذه الفترة الزمنية.
الحقبة السابعة (عام 1440م)
ذكر لنا التاريخ في هذه الحقبة عشرة أديرة أيضا وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير الأنبا موسى (البراموس). (5)
دير السيدة براموس. (6)
دير سيدة يوحنس القصير. (ومن المحتمل أن يكون دير يوحنا القصير). (7)
دير السوريان. (8)
دير الأنبا نوب (خرب). (9)
دير الياس أو الأحباش (خرب). (10)
دير الأرمن (خرب).
وهذا البيان منقول عن المقريزي وينطبق في العدد والأسماء على بيان الحقبة السالفة ولا يختلف عنه إلا في دير واحد. ذلك أن هذا المؤرخ يقول إن دير يوحنا القصير وهو الدير الثالث كان خربا ونازلا به ثلاثة رهبان. على أنه ينبغي مقابلة هذا القول بتحرز لأنه جاء عن هذا الدير في أخبار الحقبة التالية، أي بعد الحقبة السابعة بأربع وأربعين سنة، أنه كان لايزال قائما. ولذلك لم نشأ أن نؤشر أمامه بأنه كان خربا. والدير الذي يختلف اسمه في هذا البيان عن اسم الدير الوارد في بيان الحقبة السابقة هو الدير السادس - نعني دير سيدة يوحنس القصير الذي وضع اسمه عوضا عن اسم القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما) - ونرى أن هذا يرجع إلى خطأ وقع فيه المقريزي وذلك للأسباب الآتية: (أ)
هذا الدير مذكور في البيان السابق واللاحق فمما لا يتسرب اليه الشك أنه كان باقيا في غضون هذه الحقبة. (ب)
لم يذكر قط مؤلف من المؤلفين في الوقت الذي زارت فيه البطاركة الأديرة التي في وادي النطرون الاسم الذي أورده المقريزي. (ج)
أورد المقريزي أن الأحباش بعد خراب ديرهم التجأوا إلى دير سيدة يوحنس القصير الذي كان بجوار القديس يوحنا القصير. وهذا القول ينطبق على المواقع التي تشترك فيها خرائب هذا الدير الأخير ودير القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما). (د)
ومما روته التقاليد أنه بعد خراب دير القديس يوحنا الأسود التجأت الرهبان الذين كانوا يقطنون فيه إلى دير السوريان. والحال أنه لما زار كيرزون “Curzon”
أديرة وادي النطرون سنة 1837م نزل في هذا الدير الأخير كما ورد في كتاب (زيارات أديرة الشرق ص 94). ومما قاله كيرزون في هذا الصدد إنه كان يوجد بهذا الدير رهبان أحباش، وإنه قيل له إن هؤلاء جاءوا بعد خراب ديرهم إلى دير السوريان ونزلوا به.
فلهذه الأسباب نرى أن دير سيدة يوحنس القصير الذي ذكره المقريزي لا بد أن يكون دير القديس يوحنا الأسود بلا مراء.
وكانت ثلاثة من الأديرة في ذلك العهد متخربة وهي دير الأنبا نوب وهو الدير الثامن في البيان المذكور. ودير الياس أو دير الأحباش وهو الدير التاسع. ودير الأرمن وهو الدير العاشر. ومما يجب لفت نظر القارئ اليه أن دير الأنبا موسى أو البراموس وهو الدير الرابع ودير السيدة براموس وهو الخامس كان كلاهما قائما في هذه الحقبة. وقد زال أولهما من عالم الوجود في الحقبة القادمة، وبقى الثاني وهو دير السيدة براموس قائما فيها.
الحقبة الثامنة (عام 1482م)
ذكر التاريخ في هذه الحقبة ستة أديرة وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير السيدة براموس. (5)
دير السوريان. (6)
دير يوحنا الأسود (يوحنا كاما).
ومن هذا البيان يعرف أن عدد الأديرة أخذ في التناقص في هذه الحقبة. فاختفى من عالم الوجود فيما خلا الأديرة الثلاثة التي اشتهر أمر خرابها، الدير الرابع في بيان أديرة الحقبة السابقة وهو دير الأنبا موسى أو البراموس. وإذ كنا قد لفتنا اليه نظر القارئ في تلك الحقبة فذلك لأن دير السيدة براموس الذي بقى بعد تخرب الدير المذكور وظل قائما إلى يومنا هذا، يعتبر لدى كثير من الناس كأنه دير البراموس السابق، وذلك نظرا لتشابه الاسمين مع أن الواقع عكس ذلك. فالحقيقة أن الأول هو الذي اختفى والثاني ظل قائما إلى وقتنا هذا.
وقد أيد هذه الحقيقة أيضا الأب دوبرنا “le Pére du Bernat”
في كتاب (مذكرات مبشري جمعية يسوع الجديدة في الشرق ج2 ص 63)، بعد أن زار هذه الناحية سنة 1710م، وذكر أنه انطلق من دير السوريان إلى دير القديسة العذراء (السيدة) البراموس. وعندما وصل اليه قال في المؤلف المذكور ص 68 إنه على قيد مرمى ثلاث أو أربع رميات من طلقات البندقية يرى طلل موحش وهو بقايا عشر أو اثنتي عشرة عمارة للعبادة مقوضة البنيان. كل واحدة منها واقعة على مسافة قليلة من جارتها. ومن بينها الدير الذي يقال له دير موسى (الأسود) وكنيسة القديسين ماكسيم وتيموتيه “Saints Maxime et Timothée” .
الحقبة التاسعة (عام 1672م)
ذكر لنا التاريخ في هذه الحقبة خمسة أديرة فقط وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير الأنبا بشوي. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير السيدة براموس. (5)
دير السوريان.
وعدد الأديرة في هذه الحقبة ما زال آخذا في التناقص. وفيها توارى دير القديس يوحنا الأسود (يوحنا كاما). ومع أن الدير الثالث في هذا البيان وهو دير يوحنا القصير كان بلا ريب في حالة يرثى لها، فقد دونا اسمه في عداد الأديرة الباقية. لأن الأب جان كوبان “le Pére Jean Coppin”
قنصل فرنسا في دمياط الذي زار صحراء القديس مقار عام 1638م قال في مؤلفه (حامي أوربا أو الحرب المقدسة ص 345)، إنه ما زال باقيا إلى الآن قبة صغيرة من بقايا كنيسة صغيرة مهداة إلى القديس يوحنا القصير، وعلى مسافة منها قصيرة جدا كانت توجد الشجرة التي كانوا يسمونها شجرة الطاعة. وكانت هذه الشجرة مغروسة في دير هذا القديس.
ولدينا كذلك شهادة الأب فانسلب “le Pére Vansleb”
وقد زار هذا الأب أيضا هذه الصحراء سنة 1672م ودون في كتابه (رحلة جديدة في الديار المصرية ص 228) أن دير يوحنا القصير (القزم) كان في حالة رثة جدا.
ومن الواضح أن هذه العبارة لا يؤخذ منها أن الدير المذكور كان متخربا، لأنه لو كان كذلك لقال ذلك بصريح العبارة.
وقد ذكر الأب فانسلاب أيضا حكاية الشجرة السابق الاشارة اليها.
الحقبة العاشرة (عام 1710م)
ذكر لنا التاريخ في هذه الحقبة الأخيرة أربعة أديرة فقط وهي: (1)
دير القديس مقار. (2)
دير القديس الأنبا بشوي. (3)
دير السيدة براموس. (4)
دير السيدة السوريان.
وقد ذكر الأب دوبرنا في كتابه (مذكرات مبشري جمعية يسوع الجديدة في الشرق ج 2 من ص 26 إلى ص 82) زيارته لصحراء القديس مقار عام 1710م. ولم يذكر في مؤلفه هذا أثناء الكلام على زيارته هذه إلا الاربعة الأديرة المذكورة فقط وهي التي كانت قائمة بتلك الصحراء في ذلك العهد.
أما بقية الأديرة الأخرى فلم يبق منها إلا أطلالها. وقد روى لنا الأب المذكور في الصفحة 30 من مؤلفه السابق، أن عظام القديس يوحنا القصير محفوظة في دير القديس مقار. أما دير القديس يوحنا القصير فقد ذكر أنه تخرب تخربا تاما. وقد قال بوجود شجرة الطاعة التي كانت قائمة في أنحائه.
شكل 3-9:
أبواب صوامع بدير الأنبا بشوى.
شكل 3-10:
باب الخروج بدير السيدة برموس.
وأما فيما يختص بالرهبان الذين كانوا في الأربعة الأديرة الآنفة الذكر، فقد قال في الصفحة 33 من مؤلفه السابق إنه كان يوجد أربعة منهم في دير القديس مقار، وأربعة آخرون في دير الأنبا بشوي، وفي دير السيدة براموس والسوريان كان يوجد من 12 إلى 15 راهبا.
وعدد الأديرة التي في هذه الحقبة هو العدد الحالي في وقتنا هذا (عام 1935م).
اللور
Laure
أشبه شيء بضيعة تقطن بها طائفة من الرهبان وتجتمع فيها مرة واحدة في الاسبوع لتصلي وتأكل جماعة.
هو الشهر الخامس من تقويم الجمهورية الفرنسية، ويبتدئ من 20 أو 21 أو 22 يناير وينتهي في 19 أو 20 أو 21 فبراير.
الفصل الرابع
مختصر تاريخ البطاركة
لما انتهينا من ترجمة كتابنا (وادي النطرون ورهبانه وأديرته) إلى اللغة العربية رأينا اتماما للفائدة أن نضيف اليه أسماء البطاركة الأقباط الارثوذكس ومددهم وتاريخهم من مرقس الرسول صاحب الكرازة المرقسية الذي يعتبر أول بطريرك للاسكندرية إلى الثالث عشر بعد المائة (وهو الأنبا يؤانس التاسع عشر) الحالي. ولما كان في نيتنا الرجوع في ذلك إلى كتاب (تاريخ البطاركة) لابن المقفع أو كتاب (مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة) لأبي البركات بن كبر - والأول مدون فيه تاريخ البطاركة من الأول إلى الثاني والخمسين. والثاني مدون فيه من الأول إلى الخامس والثمانين - فقد سألنا صاحب السعادة مرقس سميكه باشا عن رأيه في أيهما يعول عليه في الرجوع إلى تاريخ البطاركة. فعرفنا أنه يرجح كتاب ابن المقفع وفي الوقت ذاته أخبرنا أنه شارع في تأليف كتاب يكون من محتوياته هذا التاريخ، وأنه سيعول في ذلك على كتاب ابن المقفع المذكور. فازاء ذلك تركنا له كتاب ابن المقفع حتى يكون خالصا له وعولنا على الرجوع إلى كتاب (مصباح الظلمة) لأبي البركات بن كبر. وهذا الكتاب موجود منه نسخة واحدة بمكتبة باريس الأهلية تحت رقم 203. وكان قد جاء إلى مصر الأب فانسلب في سنة 1389ش (سنة 1672م) في عهد البطريرك الثاني بعد المائة وهو (الأنبا متاؤوس الرابع) فظفر بهذه النسخة التي أصبحت وحيدة الآن على ما نعلم. فلولاه لكان قد انمحى أثر هذا الكتاب من الوجود. وقد عولنا في تكملة ما وقف عنده كتاب أبي البركات على كتاب (الخطط التوفيقية الجديدة) لعلي باشا مبارك.
وفي كتاب (تاريخ كنيسة الأسكندرية) لفانسلب المذكور الذي ألفه في سنة 1677م جدول بأسماء البطاركة مأخوذ عن كتاب أبي البركات المتقدم ذكره.
وقد قال فانسلب في مؤلفه هذا إن كتاب أبي البركات لم يكن فيه إلا تاريخ البطاركة من الأول إلى الخامس والثمانين وهو (الأنبا يوحنا العاشر). وأما البطاركة الذين بعدهم من السادس والثمانين إلى الثاني بعد المائة الذين ذكروا في هذا الكتاب فقد ضمهم اليه شخص آخر لم يعرف اسمه، ولم يذكر لهم تاريخ تولية ولا تاريخ وفاة عدا الثامن والتسعين فقد ذكر تاريخه. ومن ذلك يستدل على أن وفاة أبي البركات كانت في عهد البطريرك الخامس والثمانين السالف ذكره - لأن أبا البركات أثبت تاريخ تولية هذا البطريرك في كتابه ولم يذكر تاريخ وفاته.
والاستاذان ماسبرو ودويت في مؤلفهما الفرنسي (تاريخ بطاركة الاسكندرية) أخذا أسماء البطاركة من الأول إلى الخامس والثمانين عن كتاب (مصباح الظلمة) المذكور قبلا، وباقي الأسماء عن كتاب الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك كما فعلنا.
وقد ضربنا صفحا عما وجدناه من الاختلافات الكثيرة في كتب المؤلفين الآخرين في تواريخ البطاركة ومدة اقامتهم وتاريخ وفاتهم معولين في ذلك على ما أثبته أبو البركات وعلي باشا مبارك في مؤلفيهما المتقدم ذكرهما مع عمل بعض تصحيحات عند مقابلة التواريخ بعضها ببعض.
والمصادر الأخرى التي استقينا منها البيانات المذكورة عن البطاركة هي - كتاب المقريزي الجزء الثاني. والسنكسار الاسكندري. والسنكسار العربي اليعقوبي المنشور في الباترولوجية الشرقية. وكتاب البيانات الوافية والبراهين الشافية الذي وضعه أحد رهبان دير السيدة براموس وبرية شيهات. وكتاب تاريخ البطاركة المخطوط الذي وضعه أحد رهبان دير السوريان ببرية شيهات.
واليك الآن تاريخ هؤلاء البطاركة باختصار: (1) البطريرك ماري مرقس الرسول
1
أصله من الخمس المدن الغربية. ويرجح أنه من برقة كما ورد بالسنكسار الاسكندري. ومكث بطريركا سبع سنين وستة أشهر من سنة 380 إلى سنة 387 شمسية قبل الشهداء وهذا يوافق من سنة 61 إلى سنة 68 ميلادية شرقية - من سنة 69 إلى سنة 77 ميلادية غربية، وتوفى. وهذه المدة اعتبرت من عهد وجوده بالاسكندرية للتبشير بالانجيل إذ قال بعض المؤرخين إنه في سنة 61م اتخذ الرسول المذكور مدينة الاسكندرية عاصمة البلاد حينذاك مقرا لخدمته، وأسس بها كنيسة ورسم ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وتوجه بعد ذلك إلى الخمس المدن الغربية، وأقام بها سنتين ثم عاد إلى الاسكندرية وأقام بها إلى أن نال الشهادة في سنة 68م. ويعتبر أول بطريرك على الاسكندرية. وقبل وفاته رسم أنيانوس الذي يعتبر ثاني بطريرك وأول خلفائه. ولمناسبة ذكر الخمس المدن الغربية نأتي بذكر أسمائها قديما وحديث فيما يأتي:
كانت الخمس المدن الغربية في عهد الرومان واليونان مكونة من اقليم يسمى باليونانية (بنطابوليس) ومعناها الخمس المدن، وبالعربية (انطابلس)، وسميت فيما بعد (برقة).
وهاك بيانا بأسمائها القديمة والحالية:
الأسماء القديمة
الأسماء الحالية
1
بيرينسيس
1
بني غازي
2
طوخيرا
2
طوقره
3
برسيه
3
برقة: عاصمة اقليم برقة وهي غير موجودة الآن وفي موقعها بلد اسمه المرج
4
طوليمايس
4
طولميته
5
سيرين: وكانت عاصمة الاقليم في عهد اليونان
5
خربة كبيرة شرقي (درنه) واسمها الآن جرينه (2) البطريرك انيانوس
أصله من الاسكندرية ورسمه مرقس الرسول قبل وفاته بأربع سنوات تقريبا. وأقام بطريركا احدى عشرة سنة من بشنس سنة 383 إلى 20 هاتور سنة 395 شمسية. وهذا يوافق من 11 مايو سنة 72 إلى 16 نوفمبر سنة 83م، وتوفى. وكان أصله اسكافا. (3) البطريرك مليانوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا احدى عشرة سنة وتسعة شهور من كيهك سنة 395 إلى 3 توت سنة 407 شمسية. وهذا يوافق من 3 ديسمبر سنة 83 إلى 31 أغسطس سنة 95م، وتوفى. (4) البطريرك كردينوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا عشر سنوات وثمانية شهور. من بابه سنة 407 إلى بؤونه سنة 417 شمسية. وهذا يوافق من اكتوبر سنة 95 إلى 5 يونيه سنة 106م، وتوفى. (5) البطريرك ابريموس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا اثنتي عشرة سنة وشهرا واحدا من أبيب سنة 417 إلى 3 مسرى سنة 429 شمسية. وهذا يوافق من يوليه سنة 106 إلى 27 يوليه سنة 118م، وتوفى. (6) البطريرك يسطس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا عشر سنوات وتسعة شهور. من توت سنة 430 إلى 12 بؤونه سنة 440ش. وهذا يوافق من سبتمبر سنة 118 إلى 6 يونيه سنة 129م، وتوفى. (7) البطريرك أرمانيوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا ثلاث عشرة سنة وتسعة شهور. من أبيب سنة 440 إلى 10 بابه سنة 454ش. وهذا يوافق من يوليه سنة 129 إلى 7 اكتوبر سنة 142م، وتوفى. (8) البطريرك مرقيانوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا عشر سنوات وشهرين: من هاتور سنة 454 إلى 6 طوبه سنة 464ش. وهذا يوافق من نوفمبر سنة 142 إلى أول يناير سنة 153م، وتوفى. (9) البطريرك كالوتيانوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا ثلاث عشرة سنة وخمسة شهور من امشير سنة 464 إلى 5 أبيب سنة 477ش. وهذا يوافق من أول فبراير سنة 153 إلى 9 يونيه سنة 166م، وتوفى. (10) البطريرك اغريبنوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا احدى عشرة سنة. من مسرى سنة 477 إلى 15 أمشير سنة 489ش. وهذا يوافق من أغسطس سنة 166 إلى 9 فبراير سنة 178م، وتوفى. وفي عهده وضع حساب الابقطي لمعرفة الصوم والفصح. (11) البطريرك يوليانوس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا تسع سنوات وثمانية شهور. من برمهات سنة 489 إلى 8 هاتور سنة 499ش. وهذا يوافق من مارس سنة 178 إلى 4 نوفمبر سنة 187م، وتوفى. (12) البطريرك ديمتريوس
أصله من الاسكندرية. وكان أميا وأقام بطريركا اثنتين وأربعين عاما وأحد عشر شهرا - من كيهك سنة 499 إلى 23 بابه سنة 542 شمسية قبطية. وهذا يوافق من ديسمبر سنة 187 إلى اكتوبر سنة 230م، وتوفى. وكان له زوجة إلا أنه لم يجتمع بها قط بل كلا الزوجين قضى حياته بعفاف. ولما كان يوليانوس في ساعة الموت ظهر له ملاك الرب وعرفه أن الشخص الذي يقدم له عنقودا من العنب هو الذي يجب أن يخلفه. وكان لديمتريوس كرم فوجد فيه عنقودا ناضجا قبل الاوان فحمله إلى البطريرك يوليانوس على سبيل الهدية والحصول على البركة. فخاطب هذا حينئذ القوم قائلا لهم - ها هو الذي يجب أن يصبح بطريركا بعد وفاتي. ولما توفى يوليانوس نصب ديمتريوس بطريركا مع جهله القراءة والكتابة ومع ذلك فانه هو الذي وضع بيده طريقة حساب التقويم إلا أن الناس كانوا غير راضين عنه بسبب زواجه. وما زالوا يتذمرون من هذا الأمر فظهر له ملاك الرب وأمره بأن يبين حقيقة حالته مع امرأته. ففعل هذا واتخذ هذه الوسيلة وهي أنه وقف هو وامرأته بالقرب من نار متأججة داخل الكنيسة ثم وضع في ثنايا رداء (تبين) زوجته جمرة عليها بخور وأمرها بتبخير الشعب وأعاد العملية ثلاث مرات فلم يحترق الرداء. (13) البطريرك باركلاس
أصله من الاسكندرية وأقام بطريركا ثلاث عشرة سنة من أول كيهك سنة 542 إلى أول كيهك سنة 555 شمسية قديمة. وهذا يوافق من ديسمبر سنة 230 إلى 4 ديسمبر سنة 243 ميلادية، وتوفى. (14) البطريرك ديوناسيوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا مدة احدى عشرة سنة وتسعة شهور. من طوبه سنة 555 إلى 23 توت سنة 567ش. ق وهذا يوافق من يناير سنة 244م إلى 20 سبتمبر سنة 256م، وتوفى. وذكر في خطط المقريزي أنه في أيام هذا البطريرك ظهر الراهب انطونيوس المصري. (15) البطريرك ماكسيموس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا مدة سبع عشرة سنة وخمسة أشهر. من هاتور سنة 567 إلى 14 برموده سنة 584ش.ق وهذا يوافق من نوفمبر سنة 256 إلى 9 ابريل سنة 273م، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سبعة أشهر تقريبا. وعاش في عهده القديس انطونيوس وهو أول من ارتدى المسوح واختلى في الصحراء. وقد خلف مكسيموس شخص يدعى يافنسيس ومكث بطريركا مدة ستة اشهر. إلا أنه مرض بالجذام في شهر هاتور سنة 585ق (نوفمبر سنة 273م). واستقال من منصبه فشطب حينئذ اسمه ولم يذكر في تاريخ البطاركة. وقد ذكر هنا نقلا عن مجموعة زعم مؤلفها أنه وجد هذا الاسم في كتاب لبولس الدمياطي. ثم حل محله واثاناس الآتي ذكره. (16) البطريرك واثاناس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا تسع عشرة سنة وشهرين. من كيهك سنة 585 إلى 2 طوبة سنة 604 شمسية قبطية. وهذا يوافق من ديسمبر سنة 273 إلى 28 ديسمبر سنة 293 ميلادية، وتوفى. ومن تاريخ البطريرك الذي بعده يعلم أن تاريخ السنة القبطية للشهداء وضع في عهد هذا البطريرك. (17) البطريرك بطرس خاتم الشهداء
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا تسع سنوات وعشرة شهور. من أمشير سنة 604ق إلى 29 هاتور سنة 19 للشهداء. وهذا يوافق من فبراير سنة 294 إلى 25 نوفمبر سنة 302 ميلادية. وقتل بالاسكندرية وكان ذلك في سنة 19 من حكم دقلياموس. (18) البطريرك ارثلاؤس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ستة أشهر فقط. من كيهك سنة 19 إلى بؤونة سنة 19ش (للشهداء). وهذا يوافق من ديسمبر سنة 302 إلى يونيه سنة 303 ميلادية، وتوفى. وكان تلميذا للشهيد بطرس خاتم الشهداء. (19) البطريرك اسكندروس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا أربعين سنة وتسعة شهور. من أبيب سنة 19 إلى 22 برموده سنة 60ش. وهذا يوافق من يوليه سنة 303 إلى 17 ابريل سنة 344م، وتوفى. وكان تلميذا للشهيد بطرس أيضا. وفي عهده صدر أمر الملك قسطنطين إلى سائر البلاد باغلاق براري الاصنام. وفتح البيع. (20) البطريرك اثناسيوس الرسولي
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ستا وأربعين سنة. من بشنس سنة 60 إلى 7 بشنس سنة 106ش. وهذا يوافق من مايو سنة 344 إلى 2 مايو سنة 390م. وعزل في اثناء هذه المدة خمسة أشهر. وعاد ثانيا إلى كرسيه إلى أن توفى. وعاش في عهده القديس مقار الكبير، والقديس مقار الاسكندري، ومار اسحق السوري، وباسيلي الكبير واخوه غريغوريوس، وغريغوريوس الراهب تلميذ باسيلي. وعدد القديسين المسمين باسم (غريغوريوس) أربعة وهم: (1)
غريغوريوس العجائي أسقف ديار دار سبع (وكلمة غريغوريوس معناها اليقظ). (2)
غريغوريوس أسقف أرمينيا. (3)
غريغوريوس أسقف نيس وهو من سيذاريه واخو باسيلي المذكور. (4)
غريغوريوس الناطق بالألهيات اسقف ناذيانز، وقد نقل إلى كرسي القسطنطينية ولقب باللاهوتي. وهو مؤلف مواعظ وقد ترأس مجمع الاساقفة المنعقد في القسطنطينية. (21) البطريرك بطرس الثاني
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا خمس سنوات وتسعة شهور. من بؤونه سنة 106 إلى 20 امشير سنة 112ش. وهذا يوافق من يونيه سنة 390 إلى 14 فبراير سنة 396م. وبعد أن تولى بسنتين عزل ثم تولى ثانيا ثم حبس ثم هرب إلى روميه، وتوفى. (22) البطريرك تيموتاوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا خمس سنوات وتسعة شهور. من برمهات سنة 112 إلى 26 ابيب سنة 118ش. وهذا يوافق من مارس سنة 396 إلى 20 يوليه سنة 402م، وتوفى. وفي اثناء حبريته انعقد تحت رياسته مجمع الاساقفة في القسطنطينية وكان موجها ضد مقدونيوس بطريرك هذه المدينة. وقد حضر هذا المجمع 150 اسقفا وذلك في السنة الثالثة من امبراطورية تيودوز. (23) البطريرك توفيلس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ثماني وعشرين سنة وشهرين. من مسرى سنة 118 إلى 28 بابه سنة 147ش. وهذا يوافق من أغسطس سنة 402 إلى 25 اكتوبر سنة 430م، وتوفى. وفي أيامه بنى دير القصر المعروف بدير البغل بجبل المقطم شرق طرا. (24) البطريرك كيرلس الأكبر
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا اثنتي وثلاثين سنة. من هاتور سنة 147 إلى 3 ابيب سنة 179ش. وهذا يوافق من نوفمبر سنة 430 إلى 27 يونيه سنة 463م، وتوفى. ومذكور في السنكسار العربي في الباترولوجية الشرقية أنه تخرج من دير أبي مقار. (25) البطريرك ديسقورس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ست عشرة سنة وشهرا واحدا. من مسرى سنة 179 إلى 7 توت سنة 96ش. وهذا يوافق من اغسطس سنة 463 إلى 4 سبتمبر سنة 479، وتوفى. وانعقد في اثناء حبريته مجمع الاساقفة في القسطنطينية لتحريم آراء الكاهن اوتيكوس. وانعقد في السنة الثامنة من حبريته في خلدونية مجمع الاساقفة الهرتوفي. وكان ذلك في عهد الامبراطور مارسيان. ومارسيان هذا من اتباع الامبراطور السابق تيودوز الثاني المؤمن وزوج ابنته بولكربا التي كانت اسمها فيماتبل كلوريا. وقد شاطر لاون بطريرك روميه مارسيان في اعتقاده الفاسد. إلا أن البطريرك ديسقورس ظل متمسكا بالايمان الحقيقي. وكان مدبرو مجمع خلدونية من أنصار نيسطوريوس وعلى رأسهم مارسيان الذي كان اعتنق فعلا بدعة نيسطوريوس الفاسدة. والملكيون يقرون في أنفسهم آراء نيسطوريوس ومعانيها بالرغم من كونهم يعارضونها بألسنتهم. (26) البطريرك تيموتاوس الثاني
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا احدى وعشرين سنة وعشرة شهور. من بابه سنة 196 إلى مسرى سنة 218ش. وهذا يوافق من اكتوبر سنة 479 إلى اغسطس سنة 502م، وتوفى. وفي اثناء حبريته عزل وأعيد ثانيا. (27) البطريرك بطرس الثالث
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا سبع سنوات وشهرين. من توت سنة 218 إلى 2 هاتور سنة 225ش. وهذا يوافق من سبتمبر سنة 501 إلى 29 اكتوبر سنة 508م، وتوفى. (28) البطريرك اثناسيوس الثاني
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ثلاث سنوات وتسعة شهور. من كيهك سنة 225 إلى 2 توت سنة 29ش. وهذا يوافق من ديسمبر سنة 508 إلى 30 أغسطس سنة 512م، وتوفى. (29) البطريرك يوحنا الراهب
تخرج من دير أبي مقار ببرية شيهات. وقيل إنه أول بطريرك تخرج من الاديرة. وأقام بطريركا خمس سنوات وسبعة أشهر. من بابه سنة 229 إلى 4 بشنس سنة 234ش. وهذا يوافق من اكتوبر سنة 512 إلى 29 ابريل سنة 518م، وتوفى. (30) البطريرك يوحنا الثاني
كان مشهورا باسم يوحنا الجسيس. وقد تخرج من ديرالزجاج. وأقام بطريركا ست سنوات واحد عشر شهرا. من بؤونه سنة 234 إلى 27 بشنس سنة 241ش. وهذا يوافق من يونيه سنة 518 إلى 22 مايو سنة 525م، وتوفى. (31) البطريرك ديسقورس الثاني
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا سنتين وأربعة أشهر. من بؤونه سنة 241 إلى 17 بابه سنة 244ش. وهذا يوافق من يونيه سنة 525 إلى 14 اكتوبر سنة 527م، وتوفى. (32) البطريرك تيموتاوس الثالث
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ست عشرة سنة وستة أشهر. من هاتور سنة 244 إلى 13 امشير سنة 260ش. وهذا يوافق من نوفمبر سنة 527 إلى 7 فبراير سنة 544، وتوفي بعد أن نفي بسبب ما حدث بينه وبين البطاركة الملكيين الذين كان يوليهم ملك الروم من الحوادث الكثيرة التي مات من أجلها خلق كثير. وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر وبضعة أيام. (33) البطريرك تاوذسيوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا اثنتي وعشرين سنة وثلاثة أشهر. من أبيب سنة 260 إلى 27 بؤونة سنة 283ش. وهذا يوافق من يوليه سنة 544 إلى 21 يونيه سنة 567م. وتوفى. (34) البطريرك بطرس الرابع
أصله من الاسكندرية. وقيل إنه تخرج من دير الزجاج باسكندرية. وأقام بطريركا سنة واحدة وأحد عشر شهرا. من مسرى سنة 283 إلى 25 بؤونه سنة 285ش. وهذا يوافق من أغسطس سنة 567 إلى 18 يونيه سنة 569م، وتوفى. (35) البطريرك دميانوس
تخرج من دير أبي يحنس ببرية شيهات. ومكث بطريركا أربعا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا. من مسرى سنة 285 إلى 18 بؤونه سنة 309ش. وهذا يوافق من أغسطس سنة 569 إلى 12 يونيه سنة 593. وتوفى. وفي أيامه حدثت حوادث كثيرة بين اليعاقبة والملكيين وخربت الأديرة. وقال المقريزي في خططه إن كرسي البطريركية بالاسكندرية خلا سبع سنوات ولكنها لم تحسب في التاريخ البطريركي الاسكندري. (36) البطريرك انسطاسيوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا احدى عشرة سنة وستة أشهر. من أبيب سنة 309 إلى 23 كيهك سنة 320ش. - أي من يوليه سنة 593 إلى 19 ديسمبر سنة 603م، وتوفى.
وقد ذكر في كتاب (البينات الوافية والبراهين الشافية) أثناء الكلام على هذا البطريرك أنه في أيامه ظهر الاسلام وولى عمرو بن العاص على مصر.
وذكر في كتاب ابن الراهب أثناء الكلام على البطريرك الثامن والثلاثين أن عمرو بن العاص وصل إلى مصر في 12 بؤونه سنة 357ش. (6 يونيه سنة 641م) وفتحها وبعدها بثلاث سنوات فتح الاسكندرية. والصحيح أن فتح مصر كان على التحقيق في 2 محرم سنة 20ه. الموافق 22 ديسمبر سنة 640م. وكان ظهور الاسلام قبل ذلك باحدى وثلاثين سنة. ومن هذا تعرف خطأ ما ذكره صاحب كتاب البينات الوافية.
والمشهور أن فتح مصر قد تم على التحقيق في 2 محرم سنة 20ه الموافق 22 ديسمبر سنة 640م. (37) البطريرك انديرنيكوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا اربع سنوات واحد عشر شهرا. من امشير سنة 320 إلى 8 طوبه سنة 325ش. أي من أول فبراير سنة 604 إلى 3 يناير سنة 609م، وتوفى. (38) البطريرك بنيامين
أصله من مريوط. وأقام بطريركا ثماني وثلاثين سنة واحد عشر شهرا. من أمشير سنة 325 إلى 8 طوبه سنة 364ش. أي من 8 فبراير سنة 609 إلى 4 يناير سنة 648م. وقد استولت العرب في عهده على ديار مصر وكان يحكم وقتئذ المقوقس جورج بن ميناس الهرطوقي، باسم هرقل. وقد كان هذا الأخير الح كثيرا على بنيامين كي يعتنق معه بدعة لاون الفاسدة واضطهده من أجل ذلك وذهب به الامر إلى القبض على ميناس شقيق بنيامين وتعذيبه أشد العذاب ثم اغراقه. أما بنيامين فقد رافقته العناية وظل مختبئا مدة عشر سنوات حتى ان زعيم العرب عمرو ابن سعيد بن العاص أمنه على حياته فظهر ثانيا وقيل إن ظهوره كان في سنة عشرين من الهجرة ووفاته كانت في سنة 39ه. وقد كرس المعبد المسمى باسمه في دير القديس مقار وعمر دير أنبا بشوي ببرية شيهات. (39) البطريرك اغاثونوس
أصله من مريوط بمديرية البحيرة. وأقام بطريركا ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر. من أمشير سنة 364 إلى هاتور سنة 383ش. أي من 27 يناير سنة 648 إلى 28 اكتوبر سنة 666م - (من 24 ربيع الثاني سنة 27 إلى 23 شعبان سنة 46ه)، وتوفى. وهو الذي جدد بناء كنيسة ماري مرقس بالاسكندرية. (40) البطريرك يوحنا الثالث
أصله من سمنود التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. وأقام بطريركا تسع سنوات من كيهك سنة 383 إلى 10 كيهك سنة 392ش. أي من 27 نوفمبر سنة 666 إلى 7 ديسمبر سنة 675م - (من 24 رمضان سنة 46 إلى 10 محرم سنة 56ه)، وتوفى. (41) البطريرك ايساك (اسحق)
أصله من البرلس من مديرية الغربية. تخرج من دير الانبا زكريا ببرية شيهات. وأقام بطريركا سنتين وعشرة أشهر. من طوبه سنة 392 إلى 7 هاتور سنة 395ش. - أي من 28 ديسمبر سنة 675 إلى 3 نوفمبر سنة 678م - (من 4 صفر سنة 56 إلى 12 محرم سنة 59ه)، وتوفى. (42) البطريرك سيمون السوري الاول
هو سوري الجنس. أقام بطريركا سبع سنوات وسبعة أشهر. من كيهك سنة 395 إلى 24 ابيب سنة 402ش. - أي من 27 نوفمبر سنة 678 إلى 18 يوليو سنة 686م - (من 6 صفر سنة 59 إلى 20 ذي الحجة سنة 66ه) وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده ثلاث سنوات تقريبا. (43) البطريرك اسكندروس الثاني
أصله من ناحية بنا وابو صير التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. تخرج من دير الزجاج. وأقام بطريركا اربعا وعشرين سنة وتسعة أشهر. من برموده سنة 405 إلى 2 أمشير سنة 431ش. - أي من 25 مارس سنة 689 إلى 27 يناير سنة 715م - (من 27 رمضان سنة 69 إلى 16 جمادى الاولى سنة 96ه)، وتوفى. (44) البطريرك قسما الأول
أصله من ناحية بنا أبو صير التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا سنة واحدة وثلاثة أشهر. من برمهات سنة 431 إلى 3 بؤونه سنة 432ش. - أي من 25 فبراير سنة 715 إلى 28 مايو سنة 716م - (من 15 جمادى الثانية سنة 96 إلى أول شوال سنة 97ه)، وتوفى. (45) البطريرك تاودروس
تخرج من دير عيد مريرط المعروف بطمنوره. وأقام بطريركا احدى عشرة سنة وسبعة أشهر. من ابيب سنة 432 إلى 7 أمشير سنة 444ش. - أي من 25 يونيه سنة 716 إلى 2 فبراير سنة 728م - (من آخر شوال سنة 97 إلى 14 شوال سنة 109ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سبعة أشهر ونصف شهر تقريبا. (46) البطريرك ميخائيل الأول
تخرج من دير أبي مقار ببرية شيهات. وأقام بطريركا ثلاثا وعشرين سنة وستة أشهر. من 17 توت سنة 445 إلى 16 برمهات سنة 468ش. - أي من 14 سبتمبر سنة 728 إلى 12 مارس سنة 752م - (من 4 جمادى الثانية سنة 110 إلى 22 شعبان سنة 134ه)، وتوفى. وفي ذلك العهد حدث أن المطر نزل قليلا بالاسكندرية مدة سنتين متواليتين ولكن في اليوم التالي لقدوم هذا البطريرك إلى تلك المدينة قد امطرتها السماء مطرا غزيرا. (47) البطريرك مينا
أصله من ناحية سمنود التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا تسع سنوات وتسعة أشهر. ومن برموده سنة 468 إلى 30 طوبه سنة 478ش. - أي من 27 مارس سنة 752 إلى 25 يناير سنة 762م - (من 6 رمضان سنة 134 إلى 24 شوال سنة 144ه)، وتوفى. (48) البطريرك يوحنا الرابع
أصله من ناحية بنا ابو صير التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ثلاثا وعشرين سنة واحد عشر شهرا من أمشير سنة 478 إلى 6 طوبه سنة 502ش. - أى من 26 يناير سنة 762 إلى أول يناير سنة 786م - (من 25 شوال سنة 144 إلى 24 جمادى الثانية سنة 169ه)، وتوفى. وفي عهده حدث قحط وغلاء شديدان حتى بلغ ثمن الاردب من القمح دينارين أي 120 قرش. (49) البطريرك مرقس الثاني
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أشهر. من أمشير سنة 502 إلى 22 برموده سنة 525ش. - أي من 26 يناير سنة 786 إلى 17 ابريل سنة 809م - (من 20 رجب سنة 169 إلى 27 جمادى الثانية سنة 193ه)، وتوفى. وفي مدته خربت الاديرة وكنائسها. ثم جددها خلفه. (50) البطريرك يعقوب
تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ثماني عشرة سنة وثمانية اشهر. من بؤونه سنة 525 إلى 14 أمشير سنة 544ش. - أي من 26 مايو سنة 809 إلى 9 فبراير سنة 828م - (من 7 شعبان سنة 193 إلى 19 ذي القعدة سنة 212ه)، وتوفى. (51) البطريرك سيمون الثاني
أصله من الاسكندرية. وهو سوري الجنس. تخرج من دير الزجاج. وأقام بطريركا ثلاث سنوات وأربعة أشهر. من برمهات سنة 544 إلى 3 بابه سنة 548ش. - أي من 26 فبراير سنة 828 إلى أول اكتوبر سنة 831م - (من 6 ذي الحجة سنة 212 إلى 19 شعبان سنة 216ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنة وبضعة أيام. (52) البطريرك يوساب (يوسف)
أصله من ناحية منوف التابعة لمركز منوف بمديرية المنوفية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ثماني عشرة سنة. من هاتور سنة 548 إلى 23 بابه سنة 567ش. - أي من 29 اكتوبر سنة 831 إلى 20 اكتوبر سنة 850م - (من 18 رمضان سنة 216 إلى 9 ربيع الثاني سنة 236ه)، وتوفى. (53) البطريرك ميخائيل الثاني
تخرج من دير أبي يحنس. وكان كاتبا لأنبا يوساب (يوسف) البطريرك السابق. وأقام بطريركا سنة واحدة وأربعة أشهر. من كيهك سنة 567 إلى 22 برموده سنة 568ش. - أي من 27 نوفمبر سنة 850 إلى 17 ابريل سنة 852م - (من 18 جمادى الاولى سنة 236 إلى 22 شوال سنة 237ه)، وتوفى . وقد دفن بدير أبي مقار. (54) البطريرك قسما الثاني
أصله من ناحية سمنود التابعة لمركز المحلة الكبرى بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا سبع سنوات وخمسة أشهر. من بؤونه سنة 568 إلى 12 هاتور سنة 576ش. - من 26 مايو سنة 852 إلى 9 نوفمبر سنة 859م - (من 2 ذي الحجة سنة 237 إلى 9 شعبان سنة 245ه)، وتوفى. (55) البطريرك سانوتيوس الاول (شنوده)
أصله من ناحية البتانون التابعة لمركز تلا بمديرية المنوفية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا احدى وعشرين سنة وثلاثة أشهر. من كيهك سنة 576 إلى 4 برمهات سنة 597ش. - أي من 28 نوفمبر سنة 859 إلى آخر فبراير سنة 881م - (من 28 شعبان سنة 245 إلى 24 رجب سنة 267ه)، وتوفى. وفي أيامه أجدبت أرض مريوط ثلاث سنوات من قلة المطر حتى جفت الآبار وكاد الاهالي يهلكون عطشا. ولما جاء هذا الاب ليعيد في كنيسة القديس أبي مينا شكا له السكان من عدم الماء فعزاهم وصبرهم. ولما أكمل الصلاة طلب من الله أن يرحم خليقته. ولما كان عند مغيب الشمس بدأ المطر ينزل قليلا ثم امتنع فقال هذا الاب: ياربي والهي الغني إن ترد رحمة شعبك فارحم بغناء يشبه رحمتك ليمتلئ من مسرتك وبركتك. وقد قال هذا لما دخل مخدعه ليصلي صلاة النوم. ثم سأل الرب أن يذكر شعبه فلما تمت صلاته حدث رعد وبرق ونزل غيث كالسيل الشديد حتى امتلأت منه البقاع والكروم والآبار وبقى في الارض ثلاث سنوات عوضا عن تلك السنين المجدية. (56) البطريرك ميخائيل الثالث
تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا تسعة وعشرين سنة من برموده سنة 597 إلى 20 برمهات سنة 625ش - أي من 27 مارس سنة 881 إلى 16 مارس سنة 909م - (من 21 شعبان سنة 267 إلى 20 جمادى الثانية سنة 296ه)، وتوفى. (57) البطريرك غبريال الأول
أصله من المنوفية وقد تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا عشر سنوات وعشرة أشهر. من بشنس سنة 625 إلى 21 أمشير سنة 636ش - أي من 26 ابريل سنة 909 إلى 16 فبراير سنة 920م - (من 2 شعبان سنة 296 إلى 23 رمضان سنة 307ه)، وتوفى. (58) البطريرك قسما الثالث
أقام بطريركا ثلاث عشرة سنة. من برمهات سنة 636 إلى 3 برمهات سنة 649ش - أي من 26 فبراير سنة 920 إلى 27 فبراير سنة 933م (من 3 شوال سنة 307 إلى 27 ربيع الاول سنة 321ه)، وتوفى. (59) البطريرك مقاره الأول
أصله من ناحية شبرا ولم يذكر في المصادر الذي نقلنا عنها المركز التابعة له هذه الناحية ولا المديرية تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا عشرين سنة وثلاثة أشهر. من برموده سنة 649 إلى 24 بؤونه سنة 669ش - أي من 26 مارس سنة 933 إلى 18 يونيه سنة 953م - (من 26 ربيع الاول سنة 321 إلى 2 صفر سنة 342ه)، وتوفى. (60) البطريرك تاوفيانوس
أصله من الاسكندرية. وأقام بطريركا اربع سنوات وسبعة أشهر. من مسرى سنة 669 إلى برمهات سنة 674ش - أي من 25 يوليه سنة 953 إلى 25 فبراير سنة 958م - (من 10 ربيع الاول سنة 342 إلى 3 ذي الحجة سنة 346ه)، وتوفى. (61) البطريرك مينا الثاني
أصله من ناحية صندلا التابعة لمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا اثنتي عشرة سنة وثمانية أشهر. من برموده سنة 674 إلى أول كيهك سنة 687ش - أي من 27 مارس سنة 958 إلى 26 نوفمبر سنة 970م - (من 3 محرم سنة 347 إلى 23 محرم سنة 360ه)، وتوفى. (62) البطريرك ابرام السوري (ابراهيم)
أصله من القاهرة. وكان مشهورا بابن زرعه السورياني. أقام بطريركا ثلاث سنوات واحد عشر شهرا. من طوبه سنة 687 إلى 6 كيهك سنة 691ش - أي من 27 ديسمبر سنة 970 إلى 2 سبتمبر سنة 974م (من 24 صفر سنة 360 إلى 14 ربيع الاول سنة 364ه)، وتوفى وقد خلا الكرسي بعده سنة. (63) البطريرك فيلوتاوس
تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ثلاثا وعشرين سنة وعشرة أشهر. من طوبه سنة 692 إلى 12 هاتور سنة 716ش - أي من 28 ديسمبر سنة 975 إلى 9 نوفمبر سنة 999م - (من 20 ربيع الثاني سنة 365 إلى 27 ذي القعدة سنة 389ه)، وتوفى. (64) البطريرك زخارياس (زكريا)
أصله من الاسكندرية. وقد أقام بطريركا ثماني وعشرين سنة وعشرة أشهر. من كيهك سنة 716 إلى 3 هاتور سنة 744ش - أي من 28 نوفمبر سنة 999 إلى 31 اكتوبر سنة 1027م - (من 16 ذي الحجة سنة 389 إلى 27 رمضان سنة 418ه)، وتوفى وقد خلا الكرسي بعده سنة وبضعة ايام. (65) البطريرك سانوتيوس الثاني (شنوده)
قيل إن أصله من ناحية طنان التابعة لمركز قليوب بمديرية القليوبية وقيل إنه من ناحية تلبانه التابعة لمركز مينا القمح بمديرية الشرقية. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا خمس عشرة سنة واحد عشر شهرا. من كيهك سنة 745 إلى 2 هاتور سنة 761ش - أي من 27 نوفمبر سنة 1028 إلى 29 اكتوبر سنة 1044م - (من 7 ذي القعدة سنة 419 إلى 4 ربيع الثاني سنة 436ه)، وتوفى. (66) البطريرك خرستوذولوس
أصله من ناحية بورا التابعة لمركز أسيوط بمديرية أسيوط. تخرج من دير البراموس ببرية شيهات. وأقام بطريركا احدى وثلاثين سنة. من كيهك سنة 761 إلى 4 كيهك سنة 792ش. أي من 27 نوفمبر سنة 1044 إلى أول ديسمبر سنة 1075م - (من 4 جمادى الاولى سنة 436 إلى 19 ربيع الثاني سنة 468ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده شهرين وبضعة أيام. وفي عهده أي في سنة 1047م (سنة 763ش/سنة 438ه)، نقل كرسي البطريركية من الاسكندرية إلى القاهرة. (67) البطريرك كيرلس الثاني
أصله من ناحية افلاقه التابعة لمركز دمنهور بمديرية البحيرة. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا أربع عشرة سنة وثلاثة أشهر. من برمهات سنة 792 إلى 12 بؤونه سنة 806ش - أي من 25 فبراير سنة 1076 إلى 6 يونيه سنة 1090م - (من 17 رجب سنة 468 إلى 4 ربيع الثاني سنة 483ه)، وتوفى. (68) البطريرك ميخائيل الرابع
أصله من ناحية صالحجر التابعة لمركز كفر الزيات بمديرية الغربية. وقيل إنه من ناحية سخا التابعة لمركز كفر الشيخ بمديرية الغربية. تخرج من دير أبي مقار ببرية شيهات. وأقام بطريركا تسع سنوات واحد عشر شهرا. من ابيب سنة 806 إلى 30 بشنس سنة 816ش - أي من 25 يونيه سنة 1090 إلى 25 مايو سنة 1100م - (من 23 ربيع الثاني سنة 483 إلى 14 رجب سنة 493ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنة. (69) البطريرك مقاره الثاني
تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ستا وعشرين سنة وخمسة أشهر. من بؤونه سنة 817 إلى 25 كيهك سنة 844ش - أي من 26 مايو سنة 1101 إلى 22 ديسمبر سنة 1127م - (من 25 رجب سنة 494 إلى 15 ذي الحجة سنة 521ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده خمس سنوات وشهر وبضعة أيام. (70) البطريرك غبريال الثاني
أصله من مصر القديمة. وكان مشهورا بابن تريك الكاتب. أقام بطريركا ثلاث عشرة سنة وشهرين. من 9 أمشير سنة 849 إلى 10 برموده سنة 861ش - أي من 3 فبراير سنة 1133 إلى 5 ابريل سنة 1145م - (من 24 ربيع الأول سنة 527 إلى 10 شوال سنة 539ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده ثلاثة أشهر تقريبا. (71) البطريرك ميخائيل الخامس
كان مشهورا بابن الدقلتي وقيل الدقادوسي. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا ثمانية أشهر وأربعة أيام فقط. من مسرى سنة 861 إلى 3 برموده سنة 862ش - أي من 29 يوليو سنة 1145 إلى 29 مارس سنة 1146م - (من 2 صفر سنة 540 إلى 13 شوال سنة 540ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده خمسة أشهر تقريبا. (72) البطريرك يوحنا الخامس
كان يسمى حنا الراهب ابن أبي الفتح. تخرج من دير أبي يحنس. وذكر بالسنكسار أنه من دير أبي مقار. وأقام بطريركا تسع عشرة سنة وثمانية أشهر. من 2 توت سنة 863 إلى 4 بشنس سنة 883ش - أي من 29 أغسطس سنة 1146 إلى 29 ابريل سنة 1167م - (من 19 ربيع الاول سنة 541 إلى 7 رجب سنة 562ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده شهرا ونصف شهر تقريبا. (73) البطريرك مرقس الثالث
هو سوري الجنس. وكان اسمه ابو الفرج بن سعد. وكان مشهورا بابن زوره. وقد أقام بطريركا اثنتي وعشرين سنة. من 18 بؤونه سنة 883 إلى 6 طوبه سنة 905ش - أي من 13 يونيه سنة 1167 إلى أول يناير سنة 1189م - (من 21 شعبان سنة 562 إلى 11 ذي القعدة سنة 584ه)، وتوفى. (74) البطريرك يوحنا السادس
أصله من القاهرة. وهو ابن أبي المجد بن أبي غالب. أقام بطريركا سبعا وعشرين سنة. من 4 أمشير سنة 905 إلى 11 طوبه سنة 932ش - أي من 29 يناير سنة 1189 إلى 7 يناير سنة 1216م - (من 9 ذي الحجة سنة 584 إلى 15 رمضان سنة 612ه)، وتوفى وبعد وفاته قدم للبطريركية كيرلس الثالث الآتي ذكره بعد ولاسباب طائفية أبطلت تقدمته ومكثت مصر بلا بطريرك تسع عشرة سنة وخمسة أشهر وبضعة أيام ثم قدم ثانيا ورسم بطريركا كما سيأتي. (75) البطريرك كيرلس الثالث
أصله من الفيوم وكان يسمى داود بن يوحنا بن لقلق. أقام بطريركا سبع سنوات وتسعة أشهر. من 22 بؤونه سنة 951 إلى 24 برمهات سنة 959ش - أي من 16 يونيه سنة 1235 إلى 20 مارس سنة 1243م - (من 28 رمضان سنة 632 إلى 27 رمضان سنة 640ه)، وتوفى. (76) البطريرك اثناسيوس الثالث
أصله من القاهرة وهو ابن القس أبي المكارم. وقد أقام بطريركا احدى عشرة سنة وشهرا وستة وعشرين يوما. من 24 بابه سنة 967 إلى أول كيهك سنة 978ش - أي من 21 اكتوبر سنة 1250 إلى 27 نوفمبر سنة 1261م - (من 21 رجب سنة 648 إلى 2 محرم سنة 660ه)، وتوفى. وعند وفاته انتخب بعض أعيان مصر القديمة يوحنا بن أبي السعيد السكري ليخلفه إلا أن أشخاصا آخرين من القاهرة اقترحوا تنصيب غبريال بن اخت الأنبا بطرس مطران طمنوره. وأخيرا اتفق الطرفان على الالتجاء إلى الاقتراع للفصل بينهما. وقد حصل ذلك فعلا داخل الكنيسة فكان غبريال الظافر وصار رسمه عند ذلك إلا أنه قد عارضه يوحنا وأنصاره وأقالوه. وصار تنصيب يوحنا في 6 طوبه سنة 978ش (اول يناير سنة 1262م). اي بعد شهر من وفاة اثناسيوس. وقد وظل بطريركا ست سنوات وتسعة اشهر. ثم اقيل هو ايضا واعيد تنصيب غبريال في 24 بابه سنة 985ش (اول يناير سنة 1268م). إلا أن هذا الاخير أقيل ثانية بأمر من السلطان في 6 طوبه سنة 987ش (اول يناير سنة 1271م) وأعيد تنصيب يوحنا واحتفظ يوحنا بالبطريركية إلى وفاته. ولما كان غبريال توفى قبل يوحنا وظهر اسمه بطريركا قبله فقد ذكر اسمه في الكنيسة وفي التاريخ قبله أيضا. (77) البطريرك غبريال الثالث
أصله من الشام. وقد أقام بطريركا سنتين وشهرين وعشرة أيام. من 24 بابه سنة 985 إلى طوبه سنة 987ش - أي من 21 اكتوبر سنة 1268 إلى أول يناير سنة 1271م - (من 12 صفر سنة 667 إلى جمادى الأولى سنة 669ه)، وعزل ثم توفى. (78) البطريرك يوحنا السابع
أصله من القاهرة. وقد أقام بطريركا تسعا وعشرين سنة وسبعة أيام وكان ذلك على دفعتين. الأولى من 6 طوبه سنة 978 إلى 24 بابه سنة 985ش - أي من أول يناير سنة 1262 إلى 21 اكتوبر سنة 1268م - (من 24 صفر سنة 660 إلى 12 صفر سنة 667ه). والثانية من 6 طوبه سنة 987 إلى 26 برموده سنة 1009ش - أي من أول يناير سنة 1271 إلى 21 ابريل سنة 1293م - (من 17 جمادى الأولى سنة 669 إلى 23 جمادى الأولى سنة 692ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنة وشهرين وبضعة أيام. (79) البطريرك تاوذوسيوس الثاني
أصله من بلدة المنيا بمديرية المنيا. وكان يسمى ابن روفائيل. تخرج من دير أبي فانه. وأقام بطريركا خمس سنوات وخمسة أشهر. من 10 أبيب سنة 1010 إلى 6 طوبه سنة 1016ش - أي من 4 يوليه سنة 1294 إلى 2 يناير سنة 1300م - (من 8 شعبان سنة 693 إلى 8 ربيع الثاني سنة 699ه)، وتوفى. (80) البطريرك يوحنا الثامن
أصله من بلدة المنيا بمديرية المنيا. وكان يسمى ابن اسحق. تخرج من دير شهران. وأقام بطريركا عشرين سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما. من 14 أمشير سنة 1016 إلى 4 بؤونه سنة 1036ش - أي من 9 فبراير سنة 1300 إلى 27 مايو سنة 1320م - (من 17 جمادى الأولى سنة 699 إلى 17 ربيع الثاني سنة 710ه)، وتوفى. وكان في عهده القديس برسوم العريان صاحب الدير المشهور باسمه الآن وأصله دير شهران المذكور قبلا. وفي اثناء وجود هذا البطريرك فرضت حكومة السلطان على النصارى واليهود أمورا جديدة ألزمت النصارى بلبس عمائم زرقاء وامتطاء الدواب مع وضع الارجل في ناحية واحدة وذلك بقصد اذلالهم. واتخذت ضدهم اجراءات أخرى فاقفلت الكنائس في مصر القديمة والقاهرة ثم في جميع انحاء القطر المصري ماعدا الأديرة والكنائس بالاسكندرية وبعض كنائس أخرى. وحضر وقتها رسول من قبل لاسكاريس امبراطور القسطنطينية للتشفع من أجل النصارى ففتحت كنيسة المعلقة اليعقوبية بقصر الشمع بمصر القديمة وكنيسة القديس ميخائيل الملكية في الحي نفسه بعد أن مكثتا مغلقتين 603 أيام. وأتى فيما بعد للغرض نفسه رسول من قبل ملك برشلونه ففتحت كنيستان أخريان هما كنيسة السيدة مريم اليعقوبية بحي الزويلة وكنيسة القديس نقولا بحي البندقانيين. وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر. (81) البطريرك يوحنا التاسع
أصله من مديرية المنوفية. وقد أقام بطريركا ست سنوات وستة أشهر. من أول بابه سنة 1037 إلى 2 برموده سنة 1043ش - أي من 28 سبتمبر سنة 1320 إلى 28 مارس سنة 1327م - (من 23 شعبان سنة 720 إلى 4 جمادى الأولى سنة 727ه)، وتوفى. (82) البطريرك بنيامين الثاني
تخرج من دير جبل طرا. وأقام بطريركا احدى عشرة سنة وثمانية أشهر. من 15 بشنس سنة 1043 إلى 11 طوبه سنة 1055ش - أي من 11 مايو سنة 1327 إلى 6 يناير سنة 1339م - (من 17 جمادى الثانية سنة 727 إلى 23 جمادى الثانية سنة 739ه)، وتوفى. وفي عهده جدد عمارة دير أنبا بشوي ببرية شيهات. وقد خلا الكرسي بعده عاما واحدا. (83) البطريرك بطرس الخامس
تخرج من دير أبي مقار. وكان اسمه داود. أقام بطريركا ثماني سنوات وستة أشهر وثمانية أيام. من 6 طوبه سنة 1056 إلى 14 ابيب سنة 1064ش - أي من 2 يناير سنة 1340 إلى 8 يوليه سنة 1348م - (من أول رجب سنة 740 إلى 10 ربيع الثاني سنة 749ه)، وتوفى. (84) البطريرك مرقس الرابع
أصله من ناحية قليوب التابعة لمركز قليوب بمديرية القليوبية. وكان اسمه فرج الله. تخرج من دير شهران المعروف الآن بدير برسوم العريان وأقام بطريركا أربع عشرة سنة وشهرا واحدا. من 10 توت سنة 1065 إلى 6 أمشير سنة 1079ش - أي من 6 سبتمبر سنة 1348 إلى 31 يناير سنة 1363م - (من 11 جمادى الثانية سنة 749 إلى 12 ربيع الثاني سنة 764ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده ثلاثة أشهر إلا بضعة أيام. (85) البطريرك يوحنا العاشر
أصله من دمشق الشام. وكان يلقب بالشامي. أقام بطريركا ست سنوات وشهرين وثلاثة عشر يوما. من 5 بشنس سنة 1079 إلى 19 ابيب سنة 1085ش - أي من 30 ابريل سنة 1363 إلى 13 يوليه سنة 1379م - (من 15 رجب سنة 764 إلى 7 ذي الحجة سنة 770ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده خمسة أشهر وبضعة أيام. (86) البطريرك غبريال الرابع
كان رئيسا لدير المحرق. وقد أقام بطريركا ثماني سنوات وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما. من 11 طوبه سنة 1086 إلى 2 بشنس سنة 1094ش - أي من 6 يناير سنة 1370 إلى 27 ابريل سنة 1378م - (من 7 جمادى الثانية سنة 771 إلى 28 ذي الحجة سنة 779ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده ثلاثة أشهر تقريبا. (87) البطريرك متاؤوس الأول
تخرج من دير المحرق. وأقام بطريركا ثلاثين سنة وستة أشهر وثمانية أيام. من أول مسرى سنة 1094 إلى 5 طوبه سنة 1125ش - أي من 25 يوليه سنة 1378 إلى 31 ديسمبر سنة 1408م - (من 28 ربيع الاول سنة 780 إلى 12 شعبان سنة 811ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر تقريبا. (88) البطريرك غبريال الخامس
تخرج من دير القلامون ببلدة الفشن من مديرية المنيا. وأقام بطريركا ثماني عشرة سنة وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما. من 26 برموده سنة 1125 إلى 8 طوبه سنة 1144ش - أي من 21 ابريل سنة 1409 إلى 4 يناير سنة 1428م - (من 5 ذي الحجة سنة 811 إلى 16 ربيع الاول سنة 831ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر. (89) البطريرك يوحنا الحادي عشر
أصله من ناحية المكس بالاسكندرية ثم أقام بمصر. وقد ظل بطريركا أربعا وعشرين سنة واحد عشر شهرا وأربعة وعشرين يوما. من 16 بشنس سنة 1144 إلى 9 بشنس سنة 1169ش - أي من 11 مايو سنة 1428 إلى 4 مايو سنة 1453م - من 26 رجب سنة 831 إلى 24 ربيع الثاني سنة 857ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر. (90) البطريرك متاؤوس الثاني
تخرج من دير المحرق. وأقام بطريركا اثنتي عشرة سنة . من 13 توت سنة 1170 إلى 13 توت سنة 1182ش. أي من 10 سبتمبر سنة 1453 إلى 10 سبتمبر سنة 1465م - من 6 رمضان سنة 857 إلى 18 محرم سنة 870ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده خمسة أشهر. (91) البطريرك غبريال السادس
كان مشهورا باسم الغرباوي. وكان رئيسا لدير العربة. أي دير انطونيوس. وقد أقام بطريركا ثماني سنوات وعشرة أشهر وسبعة أيام. من 15 أمشير سنة 1182 إلى 19 كيهك سنة 1191ش. أي من 9 فبراير سنة 1466 إلى 15 ديسمبر سنة 1474م - من 20 جمادى الثانية سنة 870 إلى 5 شعبان سنة 879ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنتين وشهرين تقريبا. (92) البطريرك ميخائيل السادس
أصله من ناحية سمالوط التابعة لمركز سمالوط بمديرية المنيا. وقد أقام بطريركا سنة وأربعة أيام. من 13 أمشير سنة 1193 إلى 16 أمشير سنة 1194ش. أي من 7 فبراير سنة 1477 إلى 10 فبراير سنة 1478م - من 22 شوال سنة 881 إلى 7 ذي القعدة سنة 882ه، وتوفى. وكان مشهورا بابن السمالوطي. وقد خلا الكرسي بعده سنتين وشهرين وبضعة أيام. (93) البطريرك يوحنا الثاني عشر
أصله من ناحية نقاده التابعة لمركز قوص بمديرية قنا. تخرج من دير المحرق. وأقام بطريركا ثلاث سنوات وأربعة أشهر وسبعة عشر يوما. من 23 برموده سنة 1196 إلى 7 توت سنة 1200ش. أي من 18 ابريل سنة 1480 إلى 5 سبتمبر سنة 1483م - من 7 صفر سنة 885 إلى 2 شعبان سنة 888ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده خمسة أشهر تقريبا. (94) البطريرك يوحنا الثالث عشر
أصله من ناحية صدفا التابعة لمركز أبي تيج بمديرية أسيوط. وكان معروفا بابن المصري. وأقام بطريركا تسعا وثلاثين سنة واحد عشر شهرا وسبعة وعشرين يوما. من 15 أمشير سنة 1200 إلى 11 أمشير سنة 1240ش. أي من 10 فبراير سنة 1484 إلى 6 فبراير سنة 1524م - من 12 محرم سنة 889 إلى آخر ربيع الأول سنة 930ه، وتوفي. وقد خلا الكرسي بعده سنة وثمانية أشهر. (95) البطريرك غبريال السابع
أصله من ناحية منشأة المحرق التابعة لمركز أسيوط بمديرية أسيوط. وكان يسمى روفائيل. تخرج من دير السوريان ببرية شيهات. وأقام بطريركا ثلاثا وأربعين سنة وستة وعشرين يوما. من 4 بابه سنة 1242 إلى 29 بابه سنة 1285ش. أي من أول اكتوبر سنة 1525 إلى 26 اكتوبر سنة 1568م - من 13 ذي الحجة سنة 931 إلى 5 جمادى الولى سنة 976ه، وتوفى.
وفي عهده أصلح وجدد دير الميمون ودير أنبا أنطونيوس ودير أنبا بولا. وقد خلا الكرسي بعده خمس سنوات وستة أشهر. (96) البطريرك يوحنا الرابع عشر
أصله من ناحية منفلوط التابعة لمركز منفلوط بمديرية أسيوط. تخرج من دير البراموس ببرية شيهات، وأقام بطريركا خمس عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما. من 22 برموده سنة 1290 إلى 3 النسيء سنة 1305ش. أي من 17 ابريل سنة 1574 إلى 26 أغسطس سنة 1589م - من 25 ذي الحجة سنة 981 إلى 14 شوال سنة 997ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده عشرة أشهر. (97) البطريرك غبريال الثامن
أصله من ناحية مير التابعة لمركز منفلوط بمديرية أسيوط وكان اسمه شنوده. تخرج من دير أنبا بشوي وأقام بطريركا تسع عشرة سنة وعشرة أشهر وخمسة وعشرين يوما. من 16 بؤونه سنة 1306 إلى 9 بشنس سنة 1326ش. أي من 20 يونيه سنة 1590 إلى 14 مايو سنة 1610م (من 16 شعبان سنة 998 إلى 20 صفر سنة 1019ه)، وتوفى. وفي أثناء هذه المدة عزل وأعيد ثانيا ولم تحسب مدة عزله خلوا. (98) البطريرك مرقس الخامس
أصله من ناحية البياضة التابعة لمركز ملوي بمديرية أسيوط. تخرج من دير أبي مقار وأقام بطريركا احدى عشرة سنة تقريبا تبتدئ في بحر سنة 1326 وتنتهي في سنة 1337ش من سنة 1610 إلى سنة 1621م من سنة 1019 إلى سنة 1030ه، وتوفى. وقيل ان مدته وقعت في أثناء مدة الذي قبله. (99) البطريرك يوحنا الخامس عشر
أصله من ناحية ملوي التابعة لمركز ملوي بمديرية أسيوط. أقام بطريركا مدة عشر سنوات تقريبا. من سنة 1338 إلى سنة 1347ش. أي من سنة 1622 إلى 1631م (من سنة 1031 إلى سنة 1040ه)، وتوفى. (100) البطريرك متاؤوس الثالث
أصله من ناحية طوخ دلكه التابعة لمركز تلا بمديرية المنوفية. تخرج من دير أبي مقار، وأقام بطريركا تسع عشرة سنة تقريبا. من سنة 1348 إلى سنة 1366ش. أي من سنة 1632 إلى سنة 1650م (من سنة 1041 إلى سنة 1060ه)، وتوفى. (101) البطريرك مرقس السادس
أصله من ناحية بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي بمديرية قنا. تخرج من دير العربة. أي دير أنبا انطونيوس. وظل بطريركا تسع سنوات من 17 برموده سنة 1362 إلى برموده سنة 1371ش. أي من 22 ابريل سنة 1646 إلى ابريل سنة 1655م (من 6 ربيع الاول سنة 1056 إلى جمادى الثانية سنة 1066ه)، وتوفى.
ويلاحظ مما سبق أن تاريخ الخمسة البطاركة من ال97 إلى ال101 يبتدئ من 16 بؤونه سنة 1306 وينتهي في أول برمودة سنة 1372ش، أي من 20 يونيه سنة 1590 إلى 6 ابريل سنة 1656م ومن 16 شعبان سنة 998 إلى 11 جمادى الثانية 1066ه. فيكون مجموع مدتهم خمسا وستين سنة وتسعة أشهر وبضعة أيام.
وقد ذكر في كتاب الخطط التوفيقية لعلي باشا مبارك ج 6 ص 84 أن هؤلاء البطاركة الخمسة - يعني من ال97 إلى ال101 - الذين تولوا البطريركية القبطية بالاسكندرية استغرقت مدتهم نحو خمس وستين سنة ولم يذكر التاريخ مفصلات وقائعهم. غير أنه قد تحقق أن الاول منهم (أي السابع والتسعين) أقيم بطريركا في 16 بؤونه سنة 1306ش (سنة 1590م) في عهد السلطان مرادخان الاول وكان يدعى أولا شنوده وهو راهب من دير القديس أنبا بشوي وبعد اقامته اختلف القوم في بقائه وافترقوا إلى أحزاب فأقاموا عوضه وخلعوه. وبعد مدة أعيد إلى رئاسته وثبتت له البطريركية إلى أن توفى في 9 بشنس سنة 1326ش (1610م). والثاني والرابع (أي ال98 وال101) لم تتعين مدة توليهما الرئاسة. والثالث (أي ال99) أقام عشر سنوات وكذلك الخامس (أي ال101) أقام عشر سنوات. وبوفاته انتهت مدة الخمسة البطاركة المذكورين وكان آخرها في برموده سنة 1371ش (سنة 1655م). - إلى أن قال - وقد خلا كرسي البطريركة بعد ذلك أربع سنوات وسبعة اشهر ونصفا. ا.ه. (102) البطريرك متاؤوس الرابع
أصله من ناحية مير التابعة لمركز منفلوط بمديرية اسيوط. وكان يسمى جرجس. تخرج من دير البراموس. واقام بطريركا مدة اربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة عشر يوما. من هاتور سنة 1377 إلى 16 مسرى سنة 1391ش - أي من 7 نوفمبر سنة 1660 إلى 19 اغسطس سنة 1675م - من 4 ربيع الاول سنة 1071 إلى 27 جمادى الاولى سنة 1086ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سبعة أشهر تقريبا. (103) البطريرك يوحنا السادس عشر
أصله من ناحية طوخ دلكه التابعة لمركز تلا بمديرية المنوفية. تخرج من دير أنبا انطونيوس. وأقام بطريركا اثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر. من 12 برمهات سنة 1392 لغاية 10 بؤونه سنة 1434ش - أي من 18 مارس سنة 1671 إلى 15 يونيه سنة 1718م - من 3 محرم سنة 1087 إلى 16 رجب سنة 1130ه، وتوفى. وكان يسمى ابراهيم قبل اقامته بطريركا. (104) البطريرك بطرس السادس
أصله من بلدة اسيوط بمديرية أسيوط. وكان اسمه أولا مرجان. تخرج من دير أنبا بولا. وأقام بطريركا سبع سنوات وسبعة أشهر وبضعة أيام. من 15 مسرى سنة 1434 إلى 26 برمهات سنة 1442ش. أي من 19 اغسطس سنة 1718 إلى 2 ابريل سنة 1726م - من 22 رمضان سنة 1130 إلى 27 رجب سنة 1138ه)، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده تسعة أشهر وبضعة أيام. (105) البطريرك يوحنا السابع عشر
أصله من ناحية ملوي التابعة لمركز ملوى بمديرية أسيوط. وكان اسمه أولا عبد السيد. تخرج من دير أنبا بولا. وأقام بطريركا ثماني عشرة سنة وثلاثة أشهر وبضعة أيام. من 6 طوبه سنة 1443 إلى 23 برموده سنة 1461ش. أي من 12 يناير سنة 1727 إلى 29 ابريل سنة 1745م - من 19 جمادى الاولى سنة 1139 إلى 27 ربيع الاول سنة 1158ه، وتوفى. (106) البطريرك مرقس السابع
أصله من ناحية قلوصنا التابعة لمركز سمالوط بمديرية المنيا. وكان اسمه أولا سمعان. تخرج من دير أنبا بولا. وأقام بطريركا ثلاثا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا وعشرين يوما. من 4 بشنس سنة 1461 إلى 12 بشنس سنة 1485ش. أي من 10 مايو سنة 1745 إلى 18 مايو سنة 1769م - من 8 ربيع الثاني سنة 1158 إلى 12 محرم سنة 1183ه، وتوفى. وقد خلى الكرسي بعده خمسة أشهر. (107) لبطريرك يوحنا الثامن عشر
أصله من الفيوم. تخرج من دير أنبا انطونيوس. وأقام بطريركا ستا وعشرين سنة وسبعة أشهر وبضعة أيام. من بابه سنة 1486 إلى 2 بؤونه سنة 1512ش - أي من 23 اكتوبر سنة 1769 إلى 7 يونيه سنة 1796م - من 22 جمادى الثانية سنة 1183 إلى أول ذي الحجة سنة 1210ه، وتوفى. وكان اسمه يوسف قبل سيامته بطريركا وقد خلا الكرسي بعده أربعة أشهر. (108) البطريرك مرقس الثامن
أصله من ناحية طما التابعة لمركز طهطا بمديرية جرجا. وكان اسمه يوحنا. تخرج من دير أنبا انطونيوس. وأقام بطريركا اثنتي عشرة سنة واحد عشر شهرا وبضعة أيام. من 28 توت سنة 1513 إلى 13 كيهك سنة 1526ش. أي من 6 اكتوبر سنة 1796 إلى 21 ديسمبر سنة 1809م - من 3 ربيع الثاني سنة 1211 إلى 14 ذي القعدة سنة 1224ه، وتوفى. (109) البطريرك بطرس السابع
أصله من ناحية الجاولي التابعة لمركز منفلوط بمديرية أسيوط. وكان اسمه منقريوس. تخرج من دير أنبا انطونيوس. وأقام بطريركا اثنتين وأربعين سنة وثلاثة أشهر ونصف شهر. من 16 كيهك سنة 1526 إلى 28 برمهات سنة 1568ش. أي من 24 ديسمبر سنة 1809 إلى 5 ابريل سنة 1852م ومن 17 ذي القعدة سنة 1224 إلى 14 جمادى الثانية سنة 1268ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنة واحدة وبضعة أيام. (110) البطريرك كيرلس الرابع
أصله من ناحية الصوامعة التابعة لمركز اخميم بمديرية جرجا. تخرج من دير أنبا انطونيوس. وأقام بطريركا ست سنوات وسبعة أشهر ونصف شهر، من 11 بؤونه سنة 1570 إلى 23 طوبه سنة 1577ش. أي من 17 يونيه سنة 1854 إلى 30 يناير سنة 1861م. ومن 21 رمضان سنة 1270 إلى 18 رجب سنة 1277ه، وتوفى. وقبل سيامته بطريركا تعين مطرانا عاما في 10 برموده سنة 1569ش (17 ابريل سنة 1853م - 8 رجب سنة 1269ه. وقد ظل مطرانا سنة واحدة وشهرين ثم انتخب بطريركا من التاريخ المقدم ذكره. وقد خلا الكرسي بعده سنة وثلاثة أشهر وبضعة أيام. (111) البطريرك ديمتريوس الثاني
أصله من ناحية الجلاد التابعة لمركز اخميم بمديرية جرجا. تخرج من دير أبي مقار. وأقام بطريركا سبع سنوات وسبعة أشهر من 9 بؤونه سنة 1578 إلى 11 طوبه سنة 1586ش. أي من 15 يونيه سنة 1862 إلى 18 يناير سنة 1870م من 17 ذي الحجة سنة 1278 إلى 15 شوال سنة 1286ه، وتوفى. وقبل سيامته بطريركا كان اسمه مخائيل. (112) البطريرك كيرلس الخامس
أصله من ناحية تزمنت التابعة لمركز بني يوسف بمديرية بني سويف. وكان اسمه يوحنا النساخ. تخرج من دير البراموس وأقام بطريركا اثنتين وخمسين سنة وتسعة اشهر وبضعة ايام. من 23 بابه سنة 1591 إلى آخر ابيب سنة 1643ش. اي من اول نوفمبر سنة 1874 إلى 6 اغسطس سنة 1927م ومن 21 رمضان سنة 1291 لغاية 7 صفر سنة 1346ه، وتوفى. وقد خلا الكرسي بعده سنة وأربعة اشهر.
وفي مدته صدرت لائحة بتأليف المجلس الملي واختصاصاته وصودق عليها من الحكومة بأمر عال بتاريخ 14 مايو سنة 1883م وهي تقضي بأن المجلس المذكور ينظر في مصالح الكنائس والمدارس والاوقاف القبطية وغير ذلك من الاختصاصات. ولما شعر غبطة البطريرك باجحاف هذه اللائحة بسلطته الدينية لا سيما أن أسلافه كانوا مستقلين في أمورهم وأصبحت هذه العادة كقاعدة قديمة يصعب عليه التنازل عنها عرض غبطته على المعية السنية بأن جميع المسائل المدونة باللائحة هي مسائل دينية ومن شؤون غبطته النظر فيها كما فعل أسلافه. فلم توافق المعية على ذلك.
وقد تم انتخاب المجلس من اثني عشر عضوا أصليا واثنى عشر نائبا من كبار رجال الطائفة ونظر في بعض الشؤون الطائفية والمدرسية. ولكنه لم يستمر في عمله لعدم رغبة البطريرك في استمراره وتفرقة الكلمة بين المجلس والاكليروس، واستمرت الحالة في قلاقل ومشاغبات ومطاحن بين الفريقين إلى أن أعيد انتخاب المجلس ثانيا في يوم 29 يونيه سنة 1892 بدعوة من سعادة بطرس باشا غالي رغما عن ارادة البطريرك. وصودق على هذا الانتخاب من مجلس النظار في 16 يوليه سنة 1892. ولكن البطريرك حرر إلى هذا المجلس في 20 منه أنه لا يقر بوجود المجلس الملي المذكور. ولما رأى أعضاء المجلس الملي هذا التصميم من غبطته طلبوا من الحكومة رفع يده من جميع شؤون الطائفة الادراية ومن رئاسة المجلس الملي. فوافقت الحكومة على ذلك في الحال وصدر أمرها في 28 يوليه سنة 1892 بالموافقة وصدر قرار بهذا التعيين في 27 أغسطس سنة 1892م.
ولما لم يذعن غبطة البطريرك لهذه الاوامر قرر المجلسان الملي والروحي بموافقة مجلس النظار ومصادقة الارادة السنية إبعاد غبطة البطريرك ونيافة مطران الاسكندرية. وصدر الامر بذلك في أول سبتمبر سنة 1892م فأبعد الاول إلى دير البراموس ببرية شيهات. والثاني إلى دير أنبا بولا على ألا يبرحا هذين الديرين قط. وفي ذات اليوم (يوم الخميس أول سبتمبر سنة 1892م) بعد الظهر توجه سعادة محافظ الاسكندرية - وكان غبطة البطريرك بالاسكندرية في هذا الوقت - إلى غبطة البطريرك وأبلغه الارادة السنية فأجاب بالسمع والطاعة. فسأله متى تريد السفر فأجابه غدا. وفعلا سافر غبطته في صباح يوم الجمعة في قطار الركاب وبصحبته أحد معاوني المحافظة إلى أن أوصله لاتياي البارود وودعه وعاد. وقد واصل غبطة البطريرك السفر إلى الدير وأقام فيه.
وبعد ذلك بمدة طلب بعض كبار رجال الطائفة من سمو الخديو اعادة البطريرك. وفي صباح يوم الجمعة 23 طوبه سنة 1609 توجه حضرات الاساقفة والمطارنة وتشرفوا بمقابلة دولة رياض باشا رئيس الوزراء حينذاك وطلبوا منه التوسط في اجابة هذا الطلب فوعدهم خيرا. وقد عرض الامر على سمو الخديو فأصدر ارادته السنية بتاريخ 30 يناير سنة 1893م رقم 2 بعودة غبطة البرطيرك ونيافة مطران الاسكندرية من الاديرة المقيمين فيها كل منهما لمركزه.
وانتدبت الحكومة حضرة الياس بك ادوار للقيام إلى دير البراموس لحضور غبطة البطريرك. فسافر عزته ومعه وفد من رجال الطائفة يوم الاربعاء 25 طوبه سنة 1609 وبصحبتهم اساقفة اسنا ومنفلوط واخميم وجرجا. وقد بارح غبطته الدير في مساء الجمعة 27 طوبه من السنة المذكورة ووصل إلى مصر في يوم السبت 28 منه (4 فبراير سنة 1893م). فتكون مدة نفيه خمسة أشهر ويومين. وكان الاحتفال بقدومه عظيما.
وبعد اقامته بضعة أيام حدثت مشاغبات من أعضاء المجلس الملي وأصروا على استمرار انتخابهم لباقي مدة الخمس السنوات كنص اللائحة. وبعد أخذ ورد اتفق الرأي على ايقاف المجلس الملي المذكور. وان ينتخب غبطة البطريرك لجنة من أربعة من كبار رجال الطائفة المعروفين تحت رياسته لتدير شؤون الطائفة. وقد تم ذلك وانتخب أصحاب العزة قليني بك فهمي (باشا الآن) وحنا بك باخوم وباسيلي بك تادرس ووهبه بك شلبي. وصدر الامر العالي بتاريخ 17 يونيه سنة 1893 باعتماد هذه الجنة. واعلن هذا الامر بواسطة الداخلية لغبطة البطريرك بتاريخ 18 منه. وباشرت اللجنة عملها.
واول عمل قررته انشاء مدرسة اكليريكية لتعليم الرهبان وتوحيد عموم الاوقاف بديوان البطركخانة. ثم انتخب مجلس روحي مؤلف من حضرات القمامصة تادرس حنا وتادرس شنوده وميخائيل الشبلنجي وكيل وقف القدس ومرقس خادم كنيسة حارة زويله للنظر في الامور الدينية. وقد باشر هذا المجلس اعماله من جهة القضايا التي كانت متراكمة وأجرى البت فيها. وقرر منع تجوال القسوس بالقرى والمدن وعدم رسامة أحد منهم إلا اذا توافرت فيه الشروط المطلوبة إلى غير ذلك من الاعمال المفيدة للطائفة.
واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن أعيد تجديد انتخاب المجلس الملي. وفي اثناء ذلك حصلت تغييرات وتحويرات باللائحة المذكورة في سني 1908 و1912 و1927 و1928م. وما زالت هذه اللائحة محلا للاعتراضات والمناواشات بين بعض رجال الطائفة والاكليروس إلى يومنا هذا.
وقد كان هذا البطريرك مشهورا بين ابناء الطائفة بالتواضع والصلاح. (113) الأنبا يوأنس البطريرك الحالي
أصله من بلدة دير تاسا التابعة لمركز البداري بمديرية أسيوط. تخرج من دير البراموس. وكان ميلاده في سنة 1571ش (سنة 1855م/1271ه). وسيم راهبا في سنة 1592ش (سنة 1876م/1293ه). ولما آنس فيه رؤساؤه الذكاء والاستقامة والطاعة سيم قسيسا. ولم تمض عليه ثلاث سنوات حتى رقي قمصا فرئيسا لدير البراموس في سنة 1594ش. (سنة 1878م/سنة1295ه). ولما خلا كرسي مطرانية الاسكندرية والبحيرة انتخبه الشعب مطرانا لهذا الكرسي في شهر برمهات سنة 1603ش. (مارس سنة 1887م/جمادى الثانية 1304ه).
وبعد وفاة الأنبا يوأنس مطران المنوفية في ذاك الوقت قد زكاه شعب المنوفية وضمت اليه هذه الابروشية أيضا في سنة 1610ش. (سنة 1894م/سنة1311ه). وصار مطرانا للبحيرة والمنوفية والاسكندرية ووكيلا للكرازة المرقسية باسكندرية. وقد اقام في هذا الكرسي حوالي أربعين سنة ثم انتخب بطريركا في 7 كيهك سنة 1645ش. (16 ديسمبر سنة 1928م/3 رجب سنة 1347ه).
وعندما تولى رئاسة دير البراموس كان لهذا الدير 87 فدانا ببلاد المنوفية من الاطيان المتوسطة. فوجه التفاته لتحسينها واستغلالها وتدبير ريعها وشراء اطيان من فائض هذا الريع سنة فسنة حتى بلغ ما يملكه الدير 275 فدانا من أجود الاطيان بالمنوفية. وبنى لها عزبة بناحية طوخ النصارى وأقام فيها كنيسة كبيرة ودارا لائقة للزائرين والمترددين. وعلاوة على ذلك فانه اشترى من ماله الخاص 26 فدانا وقفها لهذا الدير ليصرف ريعها على حاجات رهبانه.
وكان أول اعماله بمطرانية الاسكندرية انشاء مدرسة لتعليم الرهبان قد تخرج منها كثيرون من القساوسة والاساقفة. وأرسل من طلبتها بعثة إلى اثينا لدراسة اللاهوت على نفقته الخاصة. نذكر منهم المرحوم الانبا لوكاس مطران قنا والانبا يوساب مطران جرجا.
وفي أول عهده بالمطرانية كان ايراد أوقاف الاسكندرية لا يزيد عن 1500 جنيه سنويا ولكن بحسن تصرفه ومعاونة حضرات اعضاء المجلس الملي له قد تحسن ايراد الوقف سنة فسنة بفضل ما شيده من العمارات والتجديدات لحساب الوقف حتى بلغ ايراده الآن ما يزيد على 15000 جنيه سنويا.
ومما يغبط عليه ما بذله من العناية والمعاضدة لحضرات اعضاء المجلس الملي لترقية المدارس القبطية المرقسية حتى اصبحت من المدارس الابتدائية والثانوية الكبرى بالثغر إذ بلغ ما ينفقه الوقف سنويا من ماله لادراة هذه المدارس من 4000 جنيه إلى 5000 جنيه علاوة على ايرادها والاعانات التي تصرفها لها وزارة المعارف. هذا فضلا عن التجديدات والتحسينات التي اجراها بالكاتدرائية المرقسية ومشتملاتها.
ولما كان معروفا أن الانبا كيرلس الخامس يقتدي بآراء الانبا يوأنس في الاعمال الطائفية والكهنوتية لما يعهده فيه من الاخلاص له وحسن التصرف. وكان مشاعا أنه هو الساعد الاكبر له في مناهضة المجلس الملي العام وعدم موافقته على لائحة سنة 1883م حتى انه عند ابعاد الانبا كيرلس للدير في حادثة سنة 1892م كانت القرارات والاوامر الصادرة في أول سبتمبر سنة 1892م تشمل ابعاد الانبا كيرلس البطريرك ونيافة الانبا يوأنس (مطران الاسكندرية وقتها) الاول إلى دير البراموس والثاني إلى دير انبا بولا. وقد قاما إلى الديرين المذكورين تنفيذا للأمر وبعد اقامتها بهذين الديرين خمسة أشهر ويومين صدر الأمر الكريم في 30 يناير سنة 1893 رقم 2 بعودتهما (كما هو مذكور بتاريخ المرحوم لأنبا كيرلس السابق). وقد عاد كل منهما إلى كرسيه باحتفال عظيم.
وكان عضوا بمجلس شورى القوانين. ولما ألفت لجنة الدستور في سنة 1922 عين عضوا بها وله مواقف مشرفة تدل على الشجاعة والاستقلال في الرأي.
ولما توفى الانبا كيرلس الخامس اجتمع المجمع الاكليركي في يوم 10 أغسطس سنة 1927م بناء على تزكيات من الشعب وقرر انتخاب الانبا يوأنس نائبا بطريركيا ريثما ينتخب البطريرك الجديد. وعقب ذلك اجتمعت المجالس الملية الفرعية والمجلس الملي العام في 9 نوفمبر سنة 1927 و14 منه وقررت الموافقة على قرار المجمع الاكليركي ورفعت قراراتها للحكومة فصدر الامر الملكي في 16 ديسمبر سنة 1927 رقم 88 باعتماده نائبا بطريركا لمدة ستة أشهر لادارة شؤون الطائفة والبطريركية بحسب القوانين واللوائح الكنيسية.
ولما لم يتم انتخاب البطريرك في هذه المدة صدر أمر ملكي آخر بتاريخ 18 يونيه سنة 1928 رقم 22 بأن يظل الانبا يوأنس نائبا بطريركيا لمدة شهرين آخرين ابتداء من 16 يونيه سنة 1928م ثم صدر أمر ثالث في 16 أغسطس من السنة المذكورة رقم 50 بامتدادها شهرا. ثم أمر رابع في 15 سبتمبر من السنة ذاتها رقم 55 بامتدادها أربعة أشهر.
وفي أثناء المدة التي أقامها نائبا بطريركيا وضع قانون نظامي للاديرة صدر به قرار من المجمع الاكليركي العام في 17 امشير سنة 1644 (25 فبراير سنة 1928م) من ضمنه أن يعود الرهبان الذين في المدن والكنائس (العلمانية) إلى أديرتهم لينقطعوا للتعاليم الدينية والعبادة ولا يبقى منهم إلا من تقضي الضرورة بوجوده في البطريركية أو بعض المطرانيات. وذلك محافظة على شرف الرهبانية مع تقرير عدم رسامة أي كاهن علماني إلا اذا كان من خريجي المدرسة الاكليركية. ولا يتقدم للوعظ بالكنائس والمجتمعات إلا كل واعظ مشهور له بحسن السيرة والاستقامة.
وقد وفق إلى حل مشكلة اوقاف الأديرة التي كانت سببا في دوام النزاع بين المجالس الملية والاكليروس بأن يتولى ادارة الاوقاف المذكورة حضرات المطارنة ورؤساء الاديرة بحكم وظائفهم. أو من ينتدبهم غبطته تحت اشراف لجنة برياسة وعضوية اثنين من حضرات المطارنة يختارهما غبطته. وأربعة من اعضاء المجلس الملي العام يختارهم المجلس. وتكون مهمة هذه اللجنة مراجعة حسابات هذه الاوقاف وحفظ زائد ايراداتها بالمصروفات التي تختارها والعمل على ترقية شؤون الرهبان واصلاح حالة الاديرة. وفي آخر كل سنة ترفع اللجنة تقريرا مفصلا باعمالها إلى المجلس الملي العام. وقد صدر بذلك قرار من المجلس المذكور بتاريخ 5 نوفمبر سنة 1928م وصودق عليه من وزارة الداخليه بتاريخ 19 منه.
وعندما انتهت مدة نيابته قد صار انتخابه باجماع رجال الاكليروس وبأغلبية كبار الطائفة بطريركا رغم المعارضات التي حدثت من بعض ابناء الطائفة مما لا تخلو منه أي طائفة كانت في مثل الاحوال لتباين الاغراض وتشعب المشارب. وقد صدر الأمر الملكي بتاريخ 9 ديسمبر سنة 1928 رقم 86 باعتماد غبطته بطريركا واقيمت حفلة رسامته بكاتدرائية الاقباط بالمدرب الواسع بمصر في صباح يوم الاحد 7 كيهك سنة 1645ش، 16 ديسمبر سنة 1928م وكانت من اعظم الحفلات وقد حضرها حضرة صاحب الدولة توفيق نسيم باشا نائبا عن جلالة الملك وبعض حضرات اصحاب السمو الامراء واصحاب المعالي الوزراء وحضرات الاعيان وكبار الطائفة. وقد تمت الحفلة والمراسم الدينية بغاية النظام.
وكان أول اعماله انشاء مدرسة لاهوتية للرهبان بحلوان واصلاح الدار البطريركية بمصر وغير ذلك من الاعمال النافعة.
ومما يحمد عليه غبطته اشرافه الفعلي على احوال الطائفة وتصريف الامور بكل حكمة وروية وزيارته للأديرة سنويا مما بعث فيها روح النشاط والاصلاح وتبرعاته بسخاء للجمعيات الخيرية القبطية والمشروعات الطائفية من بناء كنائس وانشاء مدارس إلى غير ذلك من الأعمال المفيدة للطائفة.
ورغبة منه في تفقد حالة أبنائه الاحباش وتوطيدا للعلاقات الودية وتوثيقا لعرى المحبة بين الكنيستين القبطية الارثوذكسية والحبشية ودعما للسلام بين الامتين المصرية والحبشية ايضا، قد أبحر غبطته من بورسعيد في مساء يوم الاربعاء 25 ديسمبر سنة 1929 باحتفال عظيم اشترك فيه الشعب والحكومة إلى جيوبتي فوصل اليها في صباح يوم الثلاثاء 31 ديسمبر المذكور. وكان في استقباله هناك وفدان احدهما من قبل الحكومة الحبشية والآخر من قبل الشعب الحبشي. وأعد لركوبه قطار خاص ومعه حاشيته والوفد الحكومي. وقام من جيوبتي في مساء اليوم المذكور. وفي صباح يوم الاربعاء أول يناير سنة 1930 وصل إلى دير آراوا وكان في استقباله كبار رجال الحبشة وعلى رأسهم حاكم مدينتى دير آراوا وهرر من قبل الملك نفري. وبعد ما استراح قليلا في سراي الحاكم زار الكنيسة الحبشية بالمدينة. ثم قام ظهر اليوم المذكور من دير آراوا فوصل إلى محطة أديس ابابا بعد ظهر يوم الجمعة 3 يناير سنة 1930م واستقبله هناك الملك ورجال حكومته وقناصل الدول وكبار رجال الشعب الحبشي والطوائف الاخرى وبعد ان استراح قليلا قصد القصر الملكي وعند وصوله اطلق له خمسون مدفعا ايذانا بقدومه. وقد كانت الحكومة أعدت برنامجا لاقامة غبطته مدة سبعة عشر يوما من 4 يناير سنة 1930 إلى يوم الاثنين 20 منه.
ولكن لمصادفة مرض غبطته من تغيير حالة المناخ هناك قد عزم على العودة قبل هذا الميعاد وحدد يوم الجمعة 10 يناير سنة 1930 للقيام بعد اقامته ستة أيام فقط وكان فيها ضيفا كريما على صاحب الجلالة ملك الحبشة الذي اكرم وفادته اكراما عظيما. وفي صباح اليوم المذكور اعدت لغبطته سيارة ملكية لركوبه من القصر الملكي النازل فيه إلى المحطة. وقد سبقه اليها لتوديعه جلالة الامبراطورة زوريتو وجلالة الملك نفري والملكة منن وسمو الرأس كاسا والرؤوس الاحباش والوزراء وكبار الدولة الحبشية - وهذه أول مرة قامت فيها الامبراطورة بتوديع ضيف إلى المحطة وقد رافقه جلالة الملك إلى محطة نهر الآواش وقد وصل اليها القطار الخاص الذي يقلهما والحاشية في مساء ذات اليوم. وبعد الاستراحة والعشاء بفندق المحطة خرج غبطته من الفندق وودع جلالة الملك وركب القطار الخاص إلى جيوبتي وأبحر منها إلى السويس فوصل اليها يوم الاحد 19 يناير سنة 1930 ومنها سافر في اليوم نفسه إلى مصر بقطار خاص اعده رجال الجمعية الخيرية القبطية وكبار الطائفة بالسويس. وكان استقباله عظيما من الحكومة والأمة بكل محطة.
وفي يوم 27 منه حظى بمقابلة صاحب الجلالة ملك مصر المعظم وابلغ جلالته تحيات صاحبي الجلالة الامبراطورة روزيتو والملك نفري وتمنياتهما الطيبة لجلالته ولأفراد الأسرة المالكة الكريمة والشعب المصري. وبسط على مسامعه ما كان لزيارته من عظيم الاثر في نفوس الاحباش عموما فأعزب جلالته عن ارتياحه العالي إلى نتائج هذه الزيارة وأظهر له من العطف وحسن الرحابة ما يستحقه على تجشمه المتاعب مع شيخوخته حبا في دوام الوئام بين الأمتين.
وقد عرفناه من زمن بعيد صالحا في شخصه كريما في خلقه سديدا في آرائه حكيما في عمله نسأل المولى أن يديم عليه نعمة الصحة ويمنحه حياة طيبة طويلة.
فهرس
أسماء البطاركة مرتبين بحسب النواحي والأديرة التي تخرجوا منها:
عدد
رقم
الاسماء
الناحية أو الدير
1
1
ماري مرقس الرسول صاحب الكرازة المرقسية
برقة
2
الأنبا أنيانوس
الاسكندرية
3
الأنبا مليانوس
الاسكندرية
4
الأنبا كردينوس
الاسكندرية
5
الأنبا أبريموس
الاسكندرية
6
الأنبا يسطس
الاسكندرية
7
الأنبا أرمانيوس
الاسكندرية
8
الأنبا مرقيانوس
الاسكندرية
9
الأنبا كالوتيانوس
الاسكندرية
10
الأنبا أغريبنوس
الاسكندرية
11
الأنبا يوليانوس
الاسكندرية
12
الأنبا ديمتريوس
الاسكندرية
13
الأنبا باركلاس
الاسكندرية
14
الأنبا ديوناسيوس
الاسكندرية
15
الأنبا ماكسيموس
الاسكندرية
16
الأنبا واثاناس
الاسكندرية
17
الانبا بطرس خاتم الشهداء
اسكندرية
18
الانبا ارثلاؤس
اسكندرية
19
الانبا اسكندروس
اسكندرية
20
الانبا اثناسيوس الرسولي (الأول)
اسكندرية
21
الانبا بطرس الثاني
اسكندرية
22
الانبا تيموتاوس
اسكندرية
23
الانبا توفيلس
اسكندرية
24
الانبا كيرلس الآكبر
اسكندرية
25
الانبا ديسقورس
اسكندرية
26
الانبا تيموتاوس الثاني
اسكندرية
27
الانبا بطرس الثالث
اسكندرية
28
الانبا اثناسيوس الثاني
اسكندرية
31
الانبا ديسقورس الثاني
اسكندرية
32
الانبا تيموتاوس الثالث
اسكندرية
33
الانبا تاوذسيوس
اسكندرية
36
الانبا انسطاسيوس
اسكندرية
37
الانبا انديرنيكوس
اسكندرية
49
الانبا مرقس الثاني
اسكندرية
60
الانبا تاوفيانوس
اسكندرية
35
64
الانبا زخارياس (زكريا)
اسكندرية
29
الانبا يوحنا الراهب (الاول)
دير أبي مقار
44
الانبا قسما الاول
دير أبي مقار
46
الانبا ميخائيل الاول
دير أبي مقار
47
الانبا مينا الاول
دير أبي مقار
48
الانبا يوحنا الرابع
دير أبي مقار
50
الانبا يعقوب
دير أبي مقار
52
الانبا يوساب (يوسف)
دير أبي مقار
54
الانبا قسما الثاني
دير أبي مقار
55
الانبا سانوتيوس الاول (شنودة)
دير أبي مقار
56
الانبا ميخائيل الثالث
دير أبي مقار
57
الانبا غبريال الأول
دير أبي مقار
59
الانبا مقاره الاول
دير أبي مقار
61
الانبا مينا الثاني
دير أبي مقار
63
الانبا فيلوتاوس
دير أبي مقار
65
الانبا سانوتيوس الثاني (شنودة)
دير أبي مقار
67
الانبا كيرلس الثاني
دير أبي مقار
68
الانبا ميخائيل الرابع
دير أبي مقار
69
الانبا مقاره الثاني
دير أبي مقار
71
الانبا ميخائيل الخامس
دير أبي مقار
72
الانبا يوحنا الخامس
دير أبي مقار
83
الانبا بطرس الخامس
دير أبي مقار
98
الانبا مرقس الخامس
دير أبي مقار
100
الانبا متاؤوس الثالث
دير أبي مقار
24
111
الانبا ديمتريوس الثاني
دير أبي مقار
30
الانبا يوحنا الثاني
دير الزجاج
34
الانبا بطرس الرابع
دير الزجاج
43
الانبا اسكندروس الثاني
دير الزجاج
4
51
الانبا سيمون الثاني
دير الزجاج
35
الانبا دميانوس
دير أبي يحنس
45
الانبا تاودروس
دير أبي يحنس
3
53
الانبا ميخائيل الثاني
دير أبي يحنس
1
41
الانبا ايساك (اسحق)
دير الانبا زكريا
66
الانبا خرستوذولوس
دير البراموس
96
الانبا يوحنا الرابع العشر
دير البراموس
102
الانبا متاؤوس الرابع
دير البراموس
112
الانبا كيرلس الخامس
دير البراموس
5
113
الانبا يوأنس الحالي
دير البراموس
80
الانبا يوحنا الثامن
ديرشهرار (دير السريان الان)
2
84
الانبا مرقس الرابع
ديرشهرار (دير السريان الان)
86
الانبا غبريال الرابع
دير المحرق
87
الانبا متاؤوس الاول
دير المحرق
90
الانبا متاؤوس الثاني
دير المحرق
4
93
الانبا يوحنا الثاني العشر
دير المحرق
91
الانبا غبريال السادس
دير أنبا أنطونيوس
101
الانبا مرقس السادس
دير أنبا أنطونيوس
103
الانبا يوحنا السادس عشر
دير أنبا أنطونيوس
107
الانبا يوحنا الثامن العشر
دير أنبا أنطونيوس
108
الانبا مرقس الثامن
دير أنبا أنطونيوس
109
الانبا بطرس السابع
دير أنبا أنطونيوس
7
110
الانبا كيرلس الرابع
دير أنبا أنطونيوس
104
الانبا بطرس السادس
دير أنبا بولا
105
الانبا يوحنا السابع العشر
دير أنبا بولا
3
106
الانبا مرقس السابع
دير أنبا بولا
1
79
الانبا تاوذوسيوس الثاني
دير أبي فانه
1
82
الانبا بنيامين الثاني
دير جبل طرا
1
88
الانبا غبريال الخامس
دير القلمون
1
95
الانبا غبريال السابع
دير السوريان
1
97
الانبا غبريال الثامن
دير أنبا بشوي
70
الانبا غبريال الثاني
القاهرة
74
الانبا يوحنا السادس
القاهرة
76
الانبا اثناسيوس الثالث
القاهرة
4
78
الانبا يوحنا السابع
القاهرة
42
الانبا سيمون الاول
بطاركة سوريان
62
الانبا آبرام
بطاركة سوريان
3
73
الانبا مرقس الثالث
بطاركة سوريان
38
الانبا بنيامين الاول
مريوط
2
39
الانبا اغاثونوس
مريوط
1
77
الانبا غبريال الثالث
الشام
1
85
الانبا يوحنا العاشر
دمشق
1
40
الانبا يوحنا الثالث
سمنود
1
58
الانبا قسما الثالث
لم يعثر على بلده
1
75
الانبا كيرلس الثالث
الفيوم
1
81
الانبا يوحنا التاسع
المنوفية
1
89
الانبا يوحنا الحادي عشر
المكس
1
92
الانبا ميخائيل السادس
سمالوط
1
94
الانبا يوحنا الثالث عشر
صدفا
1
99
الانبا يوحنا الامس عشر
ملوي
113
المجموع
هذه الأرقام سيستخدمها المؤلف للإشارة لكل بطريرك في مواضع مختلفة.
الفصل الخامس
تاريخ الأديرة البحرية بوادي النطرون (1) عدد الاديرة في عصر مكاريوس واليوم
يخبرنا تاريخ الأنبا مكاريوس أنه كان في آخر أيامه أربعة أديرة عامرة بالرهبان وهي: (1)
دير البراموس. (2)
دير الأنبا مكاريوس. (3)
دير يحنس القصير. (4)
دير أنبا بشوي.
وتفصيل ذلك أنه لما كثرت الرهبان عند الأنبا مكاريوس بنى لهم كنيسة هي موضع دير برموس. ولما رأى أنها قد ضاقت بالمصلين بنى لهم غيرها هي موضع دير الأنبا مكاريوس الآن. وأما عن ديري يحنس القصير وأنبا بشوي فقد جاء عنهما في تاريخ الأنبا مكاريوس ما يأتي: «وكان كثيرون يترهبون عنده ... رسم لهم بهذه المساكن وجعلها تسمى بأسمائهم فبعضها كان يسمى دير الأب يحنس (القصير) وداخل منه دير أنبا بشيه (بشوي) وعاش الأب مقاره حتى ابصر الأربعة أديرة عامرة». هذا ولقد تزايد عدد الأديرة حتى بلغ في أيام الأنبا بطرس البطريرك (34) ستمائة دير للرهبان وجاء عن ذلك في تاريخه الخط «وكان خارج مدينة الاسكندرية ستمائة دير للرهبان والراهبات عامرة مثل خلايا النحل سوى اثنتين وثلاثين صنيعة للراهبات أيضا وكلهم ارثوذكسين. وكان البطريرك يدبر الكل في أحوالهم وقد هدمها الفرس ايام البطريرك اندرونيقوس ولم تتجدد إلى اليوم ».
1
ثم بلغت في وادي النطرون مائة دير كما روى المقريزي (ج 2 ص 508). وفي سنة 575 بنى دير يوحنا كاما الشهير بالسوريان وصارت في أيام البطريرك شنوده (55) سبعة وهي: (1)
دير البرموس. (2)
دير مكاريوس. (3)
دير يوحنا القصير. (4)
دير الأنبا بشوي. (5)
دير يوحنا كاما. (6)
دير السوريان. (7)
دير الأنبا موسى.
2
وهي التي كانت قائمة حوالي سنة 1015 في أيام ابن فضل الله العمري صاحب كتاب «مسالك الابصار في ممالك الامصار» بعد أن كانت حوالي المائة أيام الفتح العربي. وقد زارها ايام السلطان الناصر
3
فقال: «الديارات السبع» وهي في الوجه البحري وهو سفلى مصر ممتدة غربا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة والفيوم ومررنا على بعضها في الصحبة الشريفة الناصرية وهي في رمال منقطعة وسباخ مالحة وبرار معطشة وقفار مهلكة ويشرب سكانها من جفارات لهم وهم في غاية من قشف العيش وشظف القوت ويحمل النصارى اليهم جلائل النذور والقرابين وتخصهم بجلائل التحف ويتخذ كتبة القبط وخدم السلطان منهم خاصة أيادي معهم ليكونوا لهم ملجأ من الدولة اذا جاءت عليهم صروفها».
4
ويذكر المقريزي هذه الأديرة السبعة بعد ابن العمري باكثر من قرن فيقول. «وادي هبيب وهو وادي النطرون ويعرف ببرية شيهات
5
وبرية الاسقيط وميزان القلوب. فانه كان بها في القديم مائة دير صارت سبعة ممتدة غربا على جانب البرية القاطعة بين بلاد البحيرة شمالا والفيوم جنوبا» وكانت ثمانية في سنة 925ش أي سنة 1209م وهي كما ذكرها أبو المكارم المؤرخ القبطي في كتابه (الكنائس والديارات) الذي لم يطبع بعد: (1)
دير الأنبا مكاريوس. (2)
دير السوريان. (3)
دير الأنبا بشوي. (4)
دير يوحنا كاما. (5)
دير سيدة برموس. (6)
دير أنبا موسى. (7)
دير الاسقيط الذي ترهب فيه القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك. (8)
دير يوحنا القصير.
ومن كتاب «عمل الميرون» نعلم أنها كانت عشرة أديرة وذلك سنة 1090ش (سنة 1374م) حينما طلع البطريرك غبريال (86) إلى برية الأنبا مكاريوس لعمل الميرون في تلك السنة حيث يذكر أنه زار هذه الأديرة على الترتيب الآتي: (1)
دير يوحنا القصير. (2)
دير بانوب.
6 (3)
دير الحبش. (4)
دير الأرمن. (5)
دير الأنبا بشوي. (6)
دير برموس. (7)
دير سيدة برموس. (8)
دير السوريان. (9)
دير يوحنا كاما. (10)
دير انبا مكاريوس.
وكانت حوالي سنة 1198ش (سنة 1482م) ستة حينما زار البرية الانبا اغناطيوس بطريرك انطاكيه وذلك في يوم السبت رفاع الصوم الكبير سادس شهر أمشير سنة 1198ش سنة 1482م وهي: (1)
دير الأنبا بشوي. (2)
دير السوريان. (3)
دير الأنبا مكاريوس. (4)
دير يوحنا القصير. (5)
دير يوحنا كاما. (6)
دير سيدة برموس.
وقد تهدم ديرا يوحنا القصير ويوحنا كاما وبقيت الاربعة الأخر وسيأتي الكلام عنها فيما بعد. (2) عدد الرهبان
ما كاد المسيحيون يسمعون بفضائل القديس مكاريوس حتى صاروا يحجون اليه زرافات ووحدانا ليشاهدوه ويسمعوا تعاليمه. وكانت تروق للبعض منهم عيشته النسكية فكانوا يؤثرونها على عيشة العالم ويلبثون تحت ارشاده وصار عددهم يتزايد بكثرة حتى بلغ في أيامه 2400 الفين واربعمائة راهب وذلك كما يروي كتاب التاريخ الرهبان انه كان قد حضر إلى برية الانبا مكاريوس رجل من أغنياء القسطنطينية ومعه مبلغ عظيم من المال أراد توزيعه على الرهبان. ولما لم يقبلوا شيئا قدمه إلى الأنبا مكاريوس فرفضه هو أيضا بدوره. ولكنه بعد الحاح شديد من ذلك الغني أمر فضرب الناقوس فاجتمع اليه الرهبان وكان عددهم الفين واربعمائة راهب وعرض عليهم المال ليأخذ من يريد كما يشتهي. فأبوا كلهم فحينئذ أمره الأنبا مكاريوس أن يرجع بماله إلى العالم. فلم يقبل وفضل المكث معهم وطرح المال أمام الانبا مكاريوس ليتصرف فيه كما يعرف. فقال له القديس: (عمر به موضعا في الأديرة يكون تذكارا لك). وقد عمل كما قال له مكاريوس ديرا فخما وانهى بقية حياته راهبا. ولما نفى القديس مكاريوس الكبير والقديس مكاريوس الاسكندري إلى جزيرة غاغرا وعند عودتهما إلى البرية قابلهما رهبانها وكان عددهم خمسين الف راهب. وقال ايردينموس إن الأنبا ايسيذوروس تلميذ الأب مكاريوس كان رئيسا على الف راهب كلهم حبساء داخل حصن الدير ولم يكن يخرج أحدا منهم من الدير البتة إلى يوم وفاته ما خلا اثنين كانا يخرجان لبيع شغل ايديهم واحضار ما يحتاجونه. وذكرت الجملة الآتية عن الأنبا موسى تلميذ الأنبا ايسيذوروس السالف الذكر«السلام لك يا قديس الله أنبا موسى ... واجتمع عندك خمسمائة راهب بدير برموس».
ولما فتح عمرو بن العاص مصر. خرج له في طريقه على ما روى المقريزي (ج 2 ص 508) سبعون الف راهب بيد كل واحد عكازه فسلموا عليه، وأنه كتب عليهم كتابا هو عندهم.
ولما عاد البطريرك بنيامين (38) إلى كرسيه بالاسكندرية حيث كان هاربا من وجه المقوقس البطريرك والوالي الملكي بعدما دعاه عمرو بن العاص إلى العودة إلى مقره آمنا وحضر اليه رهبان دير الانبا مكاريوس ليكرس لهم الكنيسة التي بنوها يذكر أن الارض كانت تهتز بهم عند مقابلتهم له قال هذا البطريرك: «فلما قريبا إلى الدير بنحو ميلين. هو ذا قد خرج للقائنا فتيان بايديهم سعف النخل أولا ومن بعدهم الشيوخ حاملين المجامر وصلبانا يسبحون بألحان ويرتلون بتهليل ... وعندما خرج الشيوخ وهم يسبحون اهتز الجبل جميعه من كثرتهم وصفوفهم مثل جند السماء وهم طغمات طغمات». ا.ه.
وفي سنة 575ش/سنة 859م تنيح الأنبا يوحنا كاما وكان تحت تدبيره ثلاثمائة راهب ولأنه يذكر في تاريخه أن ديره كان خامس الأديرة الاربعة - وهي دير برموس ودير يوحنا القصير ودير الأنبا بشوي ودير أنبا مكاريوس. وكانت هذه الأديرة أكبر منه بكثير وأقدم. فعلى أقل تقدير يكون في كل دير ثلاثمائة راهب فيكون اذن في ذاك الزمان 1500 راهب، مع أنه مما سيأتي يعلم انه كان بها أكثر من هذا العدد. وهذا بيان عدد الرهبان أيام بطركية خرسطوذولو (66) سنة 733ش (1017م).
جدول 5-1: بيان عدد الرهبان سنة 1017م.
اسم الدير
عدد الرهبان
مكاريوس (مقار)
400
أنبا بشوي
40
يوحنا القصير
150
يوحنا كاما
25
برموس
60
موسى
2
السوريان
60
وفي سنة 1209م/سنة 925ش. أيام أبي المكارم المؤرخ القبطي كان بدير أنبا مكاريوس الف راهب وبدير يوحنا القصير مائة وخمسة وستون وبقية الأديرة كما كانت سنة 1017م سنة 733ش.
واحصى الرهبان في أيام كيرلس (67) فكانوا الفي راهب بما فيه من ديارات أنبا مكاريوس والصعيد. والجدول الآتي يبين عدد رهبان الاربعة الأديرة القائمة الآن من سنة 1383/1667م (1640/1924ش):
سنون للشهداء
البرموس
السوريان
أنبا بشوي
مكاريوس
1383 (1667م)
14
1436 (1719م)
10
1484 (1767م)
11
1497 (1780م)
18
20
18
22 *
1551 (1835م)
7
40
11
17 *
1564 (1847م)
0
45
0
0
1569 (1852م)
0
56
0
0
1613 (1897م)
55
40
25
30
1622 (1906م)
20
18
16
31
1640 (1924م)
68
58
35
40
غير الذين فى الريف فى أشغال الدير. (3) مواقع الأديرة
تقع أديرة وادي النطرون في ثلاثة اماكن.
فالمكان الاول:
في البرية الداخلة غربي بير هوكر بمقدار ساعة وربع مشيا على الاقدام. ويرى: (1)
دير برموس. (2)
ودير سيدة برموس وقد تهدم الاول.
والمكان الثاني:
شرقى هذين الديرين وإلى الجنوب قليلا بمقدار ساعة ونصف مشيا على الاقدام ويحتوي على (3)
دير السوريان وقد تهدم وإلى الشمال الشرقي منه بمقدار مائة متر. (4)
دير يوحنا كاما وفي زاويته القبلية الشرقية ديران ممتدان إلى الشرق منه باق من جدرانهما ما يبلغ ارتفاعه مقدار أربعة أمتار. مدفونة بالرمل وعلى وجه التحقيق هما ديرا. (5)
بانوب. (6)
الارمن. وإلى الجنوب الشرقي من دير يوحنا كاما بمقدار كيلو متر واحد. (7)
دير الانبا بشوي. وإلى الجنوب منه بمقدار 45 دقيقة على القدم وإلى الشرق قليلا. (8)
دير يوحنا القصير. ولم يبق إلا اطلاله وفي وسطه شجرة نبق زرعها يوحنا نفسه ولم تزل باقية إلى اليوم. وقد تحانت وإلى الشرق منه بمقدار مائتى متر. (9)
دير الياس للحبش. قال عنه المقريزي «وهو دير لطيف بجوار بويحنس (يحنس)، أي يوحنا القصير»، وقد تهدم ولو يبق إلا أسواره أخذت منها الحجارة وبقيت قوالب اللبن.
والمكان الثالث:
وهو إلى الجنوب الشرقي من سابقه بمقدار ثلاث ساعات على القدم وبه (10)
دير الانبا مكاريوس. والحاصل أن الاديرة القائمة الآن في القرن العشرين هي أربعة (1)
دير الانبا مكاريوس. (2)
دير أنبا بشوي. (3)
دير يوحنا كاما. (4)
دير سيدة برموس. (4) الاديرة المتهدمة
وقبل القول عن الاديرة القائمة الآن يجدر الكلام عن الاديرة المتهدمة للتاريخ:
دير يوحنا القصير:
ويوحنا هذا كان تلميذا للانبا بمويه الذي أمره أن يزرع عودا يابسا أعطاه له في مكان هو الذي فيه اطلال الدير المعروف باسمه وصار يسقي هذا العود ثلاث سنوات حتى تأصل ونما وأتى بثمر. ولم تزل هذه الشجرة إلى الآن. قال عنه المقريزي: «دير أبي يحنس - كذا وصحتها يحنس
Ⲓⲱⲁⲛⲛⲏⲥ
القصير - يقال إنه عمر في أيام قسطنطين بن هيلانه. ولأبي يحنس هذا فضائل مذكورة وهو من أجل الرهبان وكان لهذا الدير حالات شهيرة وبه طوائف من الرهبان ولم يبق فيه الآن إلا ثلاثة رهبان». ا.ه.
وقال أبو المكارم - «دير ابي يحنس الاغومينوس الراهب القصير. ويحيط به سور دائر وبيعة على اسمه وفيه جسده الطاهر وفيه بيعة للشهيد الجليل ماري جورجيوس وفيه مغطى ... ويجاور هذا الدير جوسق ... وعدة الرهبان فيه إلى آخر برمهات سنة 804 (سنة 1088م) 165 راهبا. وباحدى القلالي بيعة على اسم ايليا النبي اهتم بتجديدها رهبان القلاية بما جمعوه من النصارى وكرسها أنبا يؤنس البطريرك (74) في السنة الثالثة والسبعمائة للشهداء (سنة 987م) الابرار». ا.ه.
دير ايليا النبي:
قال عنه المقريزي: «وهو دير للحبشة وقد خرب دير بويحنس كما خرب دير الياس فقد أكلت الارضة (العثة) أخشابهما» فسقطا وصار الحبشة إلى دير سيدة بويحنس القصير وهو دير لطيف بجوار دير بويحنس القصير». ا.ه.
دير ابانوب:
قال عنه المقريزي: «وقد خرب هذا الدير أيضا و(أنبانوب) هذا من أهل سمنود قتل في الاسلام ووضع جسده في بيت بسمنود». ا.ه.
دير الارمن:
قال عنه المقريزي: «وهو قريب من هذه الاديرة وقد خرب». ا.ه.
دير موسى:
قال عنه المقريزي: «ويقال أبو موسى الاسود ويقال برمؤس وهذا الدير لسيدة برمؤس فبرموس اسم الدير». ا.ه. وقال ابو المكارم: «دير أبو موسى الحبشي الاسود ومغارته وفيها إلى آخر سنة 804ش (1088م) راهبان يعقوبي وسورياني. وذكر أن جسده الطاهر في دير برموس. ذكر أنه بيعة لا دير». ا.ه.
دير السوريان:
قال عنه ابو المكارم: «الدير المعروف بالسريان وفيه جماعة من السريان إلى آخر برمهات سنة 804ش (سنة 1088م) ستين راهبا». ا.ه. (5) دير سيدة برموس
قال أبو المكارم: «الدير المعروف ببرماوس وهو دير الروم القديسين وهما الاخوان الباران مكسيموس ودوماديوس أولاد الروم وبيعته على اسم العذراء الطاهرة وفيه بيعة للقديس ايسيذوروس ... وفيه أجساد هذين الاخوين وفيه جسد القديس الجليل الشجاع في الاعمال الصالحة أبو موسى الاسود وفيه جوسق كبير وعلى الجميع حصن دائر». ا.ه. ومساحة هذا الدير فدانان وسدس وبه الآن في القرن العشرين خمس كنائس: (1)
كنيسة العذراء:
وهي أقدم كنيسة من نوعها في الوادي وبداخلها كنيستان. (2)
كنيسة الامير تادرس:
وهي بكنيسة العذراء على شمال الداخل بابها البحري. (3)
كنيسة بسخرون الشهيد:
وهي بكنيسة العذراء من الشمال الغربي من الداخل. (4)
كنيسة يوحنا المعمدان:
شيدها غبطة البابا المعظم الانبا كيرلس الخامس البطريرك المائة والثاني عشر سنة 1600ش (سنة 1884م) وعمل لها حجابا جديدا حضرة صاحب النيافة الانبا يؤنس (غبطة البطريرك الحالي سنة 1627ش (1911م).
وكان في مكانها كنيسة على اسم أنبا أبلو وأنبا ابيب شادها المعلم ابراهيم الجوهري. ويوجد في كتاب تاريخ تكلا هيما نوت الحبشي الخط بدير البرموس خبر بناية هذه الكنيسة. وخلاصته أنه في يوم الجمعة من شهر بابه سنة 1894 وفي رئاسة الأنبا يؤنس (107) توجه رهبان دير البرموس إلى المعلم ابراهيم الجوهري واعلموه أن القصر القديم قد تهدم ورغبوا منه أن يهتم بترميمه وأنه أحضر الأنبا يوساب أسقف القيامة وأعطاه المال والغلال وكامل ما تعتازه البناية. فتوجه الأسقف المذكور والبناؤون والفعلة إلى الدير ومكثوا به خمسة شهور واصلحوا ما تهدم من القصر وبنوا فيه كنيسة على اسم الملاك ميخائيل. وحيث إنه كان بالدير مقبرة فيها جسدا أنبا ابلو وأنبا أبيب أرسل الأسقف وأعلم ابراهيم الجوهري أنه يريد بناء كنيسة لهذين القديسين. فأرسل له الجوهري يعلن سروره بذلك ويكلفه ببناء كنيسة لهذين القديسين فبناها الأسقف وكرزها في اليوم الثلاثين من شهر أمشير الذي هو الاحد الثالث من الصوم المقدس في سنة تاريخه. (5)
كنيسة الملاك ميخائيل:
في القصر القديم شيدها الجوهري وقد مر ذكرها وبالدير جملة صور قديمة جدا غير معروف تاريخها ونذكر مالها تاريخ منها: (1)
صورة أبي نفر السائح رسم ابراهيم الناسخ سنة 1489ش (1773م) أي 1187ه. (2)
صورة أنبا بولا وأنبا انطونيوس ... (3)
صورة انبا ابلو وأنبا أبيب ...
ومكتوب بأسفل كل منها «اذكر يارب عبدك المعلم ابراهيم الجوهري في ملكوتك». (4)
صورة مارى جرجس رسم ابراهيم الناسخ سنة 1495ش (1779م) وبأسفلها «اذكر يارب عبدك المتهم المعلم دميان ايلياس في ملكوتك». (5)
صورة أنبا برسوما العريان رسم ابراهيم الناسخ سنة (1489ش/1773م). (6)
صورة العذراء رسم ابراهيم الناسخ مكتوب باسفلها «اذكر يارب عبدك المتهم المعلم عبد المسيح وأهل بيته في ملكوتك سنة 1884». (7)
صورة مكسيموس ودوماديوس رسم ابراهيم الناسخ سنة 1489ش (1773م). وبكنيسة العذراء تابوتان داخل الواحد جسد الأنبا موسى الأسود وبالآخر جسد الأنبا ايسيذاروس
مائدة الدير:
يتوصل اليها من الجنوب الغربي من داخل كنيسة العذراء ويبلغ طولها 14 مترا وعرضها متر واحد. وبالجهة الشرقية من صحن المائدة منجليه (كلمة قبطية يونانية تعني مكان الانجيل)
Ϯⲉ ⲡ⳱ⲁⲅⲅⲁⲗⲓⲁ
يوضع عليها كتاب أخبار الرهبان ويقرأ فيه أمين الدير بعض أخبار الرهبان اثناء تناولهم الطعام. وتقسم المائدة إلى ثلاثة أقسام الاول للشيوخ والثاني لمن دونهم من الرهبان والثالث للمبتدئين.
القصر الجديد:
شيده قداسة البابا المعظم الأنبا يؤنس البطريرك الحالي كما شيد أغلب قلالي (أود) الدير.
الساقية القديمة:
ماؤها مالح وجد فيه بعد التحليل ثلاثة معادن ملح ونطرون وكبريت. وفي سنة 1618ش (1902م) أصلحها غبطة البطريرك الحالي في السنة السادسة عشرة من مطرانيته. وذلك أنه احضر لها مهندسا ودق في وسطها مواسير حديد وأخرج من داخلها الرمال ثم أحضر لها غبطته 3000 طوبة حمراء و30 برميل اسمنت ومائة عرق خشب و50 لوح بندق وما يلزم للعمل وست علب حديد اتساع الواحدة متران ونصف وارتفاعها متر و20 سنتمترا و750 أقة وأدخلت العلب في الساقية. وقد تكلف العمل في ذلك 365 جنيها مصريا.
الطلمبة الجديدة:
ولما لم يكن ماء الساقية القديمة عذبا كما كان المنتظر بعد تصليحها عملت الطلمبة الجديدة بحري الساقية بمسافة قليلة فخرج ماؤها عذبا. وقد عملت في هذا المكان بارشاد غبطة الأنبا كيرلس الخامس.
منارتا الدير:
في احديهما جرس قديم مكتوب عليه في دائرته أسماء الأربعة الانجلين متى ومرقص ولوقا ويحنا باللغة الروسية.
الحديقتان:
الاولى بحري كنيسة يوحنا المعمدان والاخرى قبليها وفيها شجر النخيل والرمان والخروب والعنب.
المكتبة:
تحتوي على كتب قديمة والحديثة أوقفها جناب القمص عبد المسيح المسعودي الذي رتب هذه المكتبة وجعل كل نوع على حدة. وفيها جملة كتب نادرة منها كتاب تفسير المزامير للأنبا اثناثيوس الرسولي. وتاريخ نساخته الاربعاء 16 برمهات سنة 1107ش أي 13 ربيع أول سنة 792ه (1391م) ونسخ من قوانين الملوك والمجامع والكتاب المقدس قديمة جدا.
مرتبات الدير:
عدد 70 أردبا من القمح وخمسة أرادب عدس و6 كيلات ارز و6 قناطير عسل قصب وقنطارين عسل نحل و7 صفائح زيت و8 صفائح مسلى و4 أرادب فول و15 ذبيحة منها أربعة ثيران.
الطعام:
يعد الطبيخ ويدق الناقوس فتأتي الرهبان إلى المطبخ فيأخذ الواحد كفاية يومه والخبز في المائدة وكل واحد في حجرته وحده.
الصلوات:
يدق الناقوس في الساعة الخامسة في الشتاء وفي الثالثة صيفا فيجتمع الرهبان بالكنيسة ويأتي أمين الدير ويفتتح الصلاة. وبعد نهايتها يتوجه كل واحد إلى حجرته للمطالعة في كتب القديسين والكتاب المقدس وبعض الكتب العلمية ثم يخرج إلى عمله المخصص له مدة شهر واحد. وفي أول الشهر الذي يليه يصير تبديل الاعمال. وعندما يدخل طالب الرهبنة الدير يسلمه أمين الدير لأحد الشيوخ ليكون تحت ارشاده. ومتى وجد بعد قضاء المدة التي يجدونه بعدها لائقا للبس شكل الرهبنة يدق الناقوس فيجتمع الرهبان فيقدم لهم الأمين الأخ الطالب الترهب حتى إذا ما قدموا شهادتهم بلياقته يأخذ الأمين شكل الرهبنة المكون من منطقة وقلنسوة ويقرأ عليه بعض الصلوات الخصوصية ويقول الرهبان بصوت واحد اكسيوس (مستحق) وذلك يكون في المساء. ثم يضعون الشكل على أجساد القديسين وفي الصباح تقام الصلاة ويحضرون الأخ ويدعونه فيرقد على ظهره أمام باب الهيكل ويصلون عليه ما هو مخصص لذلك. وفحوى الصلاة أنه قد ترك العالم كمن مات ولا يعود يحسب نفسه من العلمانيين. وبعد الصلاة تدق النواقيس ويطوفون بالراهب الجديد داخل الهيكل والكنيسة بالترتيل ثم يذهبون به إلى محل الأمين ويشربون الشربات. ومن العادات المرعية في الأديرة أنه يجوز تعيين رئيس أو أمين على الدير إلا من ترهب به ... وقد عثرت على خطاب من ابراهيم الجوهري إلى الأنبا بطرس مطران جرجا الذي كان ناظرا على الأربعة أديرة ويطلب منه فيه تعيين راهب يسمى بقطر من دير الأنبا انطونيوس رئيسا على دير البرموس بعد رسامته قسا ثم ضمن الجواب كشف ببيان ما أرسله إلى الدير وهو كالآتي:
25 أردب قمح، 15 أردب فول، 5 أرادب عدس، 15 أردب بقصماط، قنطارين عسل، عدد 2 قصع، عدد 20 أيادى كوريكات، عدد 5 مقاطف، قنطارين مسلى، 200 ذراع فل، 10 رطل بن، قنطارين فسيخ، قنطارين زيت، قنطارين سيرج، ربع قنطار دبلاق، قنطار جبن، الفين قرشا صاغا. ا.ه.
فلم يقبله الرهبان وأرسلوا للأسقف خطابا بذلك يقولون فيه: «... حضرت الينا القافلة وبصحبتها قواص من طرف المعلم ابراهيم الجوهري وبصحبته واحد راهب من دير أبينا انطونيوس وبصحبته ورقة لحضرتكم تعمله قسيس ورئيس على الدير وهذا الأمر يابابانا لم يكن صوابا ولا يحصل به عمار ... وأن كان هذا الامر يجري لم يصير عمار ...» ا.ه.
وخرج من هذا الدير خمسة بطاركة: (1)
الأنبا خرستوزولو 66. (2)
الأنبا يوحنا الرابع عشر 96. (3)
الأنبا متاؤوس 102. (4)
كيرلس 112. (5)
الأنبا يوأنس 113 البطريرك الحالي أطال الله أيامه. (6) دير يوحنا كاما الشهير بالسريان
وهو الدير القائم الآن لوجود كنيسة يوحنا كاما في زاويته الشرقية الشمالية ولم تكن بمستحدثة فقد دلت بنايتها على أنها بنيت مع سور الدير نفسه. ولما تهدم دير السوريان سكن رهبانه في دير يوحنا كاما كما قطن رهبان الأرمن دير الأنبا بشوي لما تخرب ديرهم. ولم يكن السريان هم البانون لديرهم هذا ولكن المعروف أنه حوالي سنة 700ش (984م) حضر جماعة من رهبان السريان وتوطنوا في أحد الأديرة. وأول ذكر رهبان السريان هو في سنة 733ش (1017م). وفي سنة 1200ش (1484م) كان بدير يوحنا كاما المطران قرياقص ومعه مطران آخر يسمى يؤنس سرياني الجنس وبعد هذا لم يكن لهم ذكر بالكلية وهذا الدير بجوار دير الأنبا بشوي. قال المقريزي عنه: هو دير بازاء دير بوشاي. كان بيد اليعاقبة ثم ملكته رهبان السريان من نحو ثلثمائة سنة وهو بيدهم الآن. ا.ه. وقال أبو المكارم. «الدير المعروف بالقديس أبو كاما (الاسود) بنى على اسمه الطاهر وجسده فيه وجسد القديس ابلو (نقل جسد ابلو إلى دير البرموس كما مر) ويجاوره جوسق (قصر عال كبير) ... وفي الجوسق كنيسة العذراء (بنى مكانها أيام تجديده المعلم ابراهيم الجوهري كنيسة الملاك ميخائيل) وفيه عين ماء جاريه». ا.ه.
ومساحته فدان و13 قيراطا وبه الآن أربع كنائس:
كنيسة العذراء المعروفة بالسريان:
لما أتى رهبان السريان وحلوا بهذا الدير أعطاهم الرهبان القبط هذه الكنيسة ليقيموا الصلاة فيها بلغتهم فأطلق عليها كنيسة السريان وقد ملؤوا دوائر احجبتها بالكتابة السريانية. وتعتبر أفخر كنيسة في الوادي من حيث الزخرفة التي على حيطانها ونقش حجابها. ففي هيكلها الوسطاني زخارف جميلة من الفسيفساء في حيطانه الثلاثة البحرية والشرقية والقبلية. والشرقية فيها فتحة داخلة غير نافذة مستطيلة بقوصرة محلاة بابدع النقوش من المصيص. وعلى مذبح هذا الهيكل قبة من الخشب قائمة على أربعة عمدان عملها الراهب مكسيموس سنة 1546ش (1830م) كما هو مكتوب على عمودها الغربي من الجهة القبلية. وبين العمودين البحري والقبلي الشرقيين صورة للسيد المسيح وهو في القبر وهي من أبدع وأجمل ما وجد من الصور. وأمام الهيكل البحري الذي باسم ماري بقطر نصف مؤصره مرسوما عليها السيدة العذراء وهي في حالة المرض. وأمام الهيكل القبلي الذي باسم يوحنا المعمدان نصف مؤصرة أيضا عليها صورة العذراء وقت نياحتها ومن حولها الرسل. وفي وسط الحائط الغربي لهذه الكنيسة نصف مؤصرة متجهة إلى الشرق عليها صورة السيدة العذراء صاعدة إلى السماء. وحجاب الهيكل الوسطاني مكون من ست درف صنعت من خشب الصنوبر ومحفور فيها رسوم بديعة ومطعمة بالسن (العاج). وبأعلى كل درفة صورة محفورة أيضا ومطعمة بالسن بشكل يدعو إلى الاعجاب والدهشة من دقة الصنع حتى ليخيل للرائي أنها رسمت بريشة وفي جانبي كل صورة اسم صاحبها باللغة القبطية. وفي الحاجز الذي أمام الهياكل بمقدار عشرة أمتار باب بأربع درف كمثل درف الهيكل. وبأعلى كل درفة أيضا صورة. وهذه أسماء الصور: (1)
القديسة مريم. (2)
عمانوئيل. (3)
القديس ديوسقورمس. (4)
القديس ساويرس. (5)
مريم المجدلية. (6)
القديس بطرس. (7)
القديس مرقس.
وبزاوية الكنيسة القبلية الغربية يوجد معبد يعرف بالتناقل باسم معبد أنبا بشوي يتوصل اليه من طريق يلصق بالسور القبلي طولها خمسة أمتار وعرضها 65 سنتمتر وارتفاعها متران وتنتهي بانخفاض من الداخل تدريجيا إلى الارض ويسير الداخل من هذه الطريق مسافة متر و60 سنتمتر فيجد باب المعبد المذكور واتساعه متران، و60 سنتمتر من شرق إلى غرب ومتر و60 سنتمتر من بحري إلى قبلي. وقائم بلصق الحائط الشرقية قاعدة عليها حجر من الرخام بمقياس متر و65 سنتمتر وليس له سقف ولكن فضاءه يضيق تدريجيا حتى ينتهي إلى سقف الكنيسة بطاقة صغيرة جدا يدخل منها نور ضئيل وعندما تسد يكون ظلامه دامسا حتى في الظهيرة.
ووجد مكتوبا بالورقة (66) من كتاب «ميامر أنبا بولس» بخط المطوب الذكر المتنيح الأنبا كيرلس الخامس البطريرك (112) أنه قد صار تكريس كنيسة السريان هذه سنة 1498ش (1782م) بعد تبييضها بيد الأنبا بطرس اسقف جرجا. ولها باب من الغرب يوصل للمائدة وباب من بحري وقبالته في وسط صحن الكنيسة حوض كبير يملأ بالماء. ويصلي في الخميس الكبير من الصوم المقدس وفي ليلة الغطاس 11 طوبى وفي عيد الرسل 5 ابيب. ويغسل كبير الدبر أرجل الرهبان اقتداء بغسل السيد المسيح أرجل تلاميذه. وبهذه الكنيسة وعلى حائطها الفاصل بين الخورس الذي أمام الهيكل والخورس الخارجي حجر ملصوق بهذا الحائط مقابل الهيكل الوسطاني مكتوب باللغة القبطية البحيرية طوله 60 سنتمتر وعرضه 53 سنتمتر يتضمن تاريخ نياحة القديس يوحنا كاما. وكان قبلا في كنيسته ولما سقط وضعوه في هذه الكنيسة. وهذه ترجمته عربيا للمرحوم اقلاديوس بك لبيب.
أولا:
ما على دائرة الحجر وهو: نسأل اذكروا أبينا المطلوب محسوب ربنا يسوع المسيح كي ينيح نفسه الطوبارية أمين.
ثانيا:
ما في بطن الحجر من السطور وعدده 23 سطرا كما تراها: (1)
باسم الثالوث (2)
الاقدس المساوي في الجوهر الآب (3)
والابن والروح القدس (4)
قد صار انتقال (5)
ابينا المطوب البابا (6)
يحنس كاما في اليوم الرابع والعشرين من شهر كيهك (7)
في الساعة الاولى من الليل في (8)
اليوم الخامس والعشرين من رئاسة الأنبا قزمان (9)
رئيس أساقفة الاسكندرية وادارة (10)
أبينا الأب ابراهيم (11)
على كنيسة أبينا القديس (12)
أنبا يحنس وبعد عشرة شهور (13)
من انتقال أبينا (14)
القديس كمسرة الله وتوفيقه (15)
تنيح أبي الأب (16)
استفانوس في اليوم التاسع من شهر (17)
هاتور وهذا الأب (استفانوس) كان ابنه (18)
الروحاني (أي ابن أبي يحنس) في هذه السنة عينها (19)
قد تنحيا كليهما الاثنين بسلام (20)
الله أمين وذلك في سنة 575ش (859م) (21)
من استشهاد الشهداء (22)
القديسين تحت حكم ملكنا ربنا يسوع (23)
المسيح أمين
كنيسة الأربعين شهيد بسيطيه:
كائنة بجوار كنيسة السريان من الجهة البحرية الشرقية وهي صغيرة وبهيكل واحد كرسها الأنبا بطرس أسقف جرجا سنة 1498ش (1782م) مع كنيسة السريان. وبهذه الكنيسة على يمين الداخل مقبرة لأحد مطارنة الجيش يعرف بالتناقل بالانبا سلامه وليس اسمه سلامه بل هو لقب كان الأحباش يطلقونه على كل مطران يرسل اليهم. والذي عرفته بعد البحث أنه جسد الأنبا خرسطوزولو الذي كان راهبا بهذا الدير وصار رئيسا عليه قبل وبعد سنة 1240ش (1524م) ثم وجدت أنه عاد إلى الدير بعدما صار مطرانا على الحبش ومكث به حتى تنيح.
كنيسة العذراء:
المعروفة بكنيسة المغاره. وهي قديمة ينزل اليها بدرجتين ثم يسير في دهليز مربع اتساعه 6×6 من الامتار وينزل أربع درجات أخرى إلى أرض الكنيسة ولها ثلاث هياكل. وبداخل الهيكل الوسطاني قبة من الخشب مرفوعة على أربعة أعمدة وبين العمودين البحري والقبلي الشرقيين صورة متصلة للسيدة العذراء من أبدع ما صور في الوجود. وبجانب الصورة أمام يمين الناظر صورة للقديس أنبا انطونيوس مكتوب تحتها (انطونيوسان). وبالجانب الآخر صورة للقديس أنبا بولا مكتوب تحتها (أنبا بولا). وهذه الكنيسة مقسمة إلى ثلاثة أقسام وفي القسم الأول (مقصورة) من الخشب توضع فيها توابيت القديس مكتوب بأعلاها أنها عملت باهتمام القس ميخائيل رئيس الدير في سنة 1436ش (1720م). وفي سنة 1567ش (1851م) صار تبييض هذه الكنيسة وفي يوم الأحد الشعانين 16 برموده سنة 1569 (1853م) جرى تكريسها على يد الأنبا ايساك مطران الفيوم والبهنسا في رياسة القمص عبد القدوس وبحضور القمص ميخائيل رئيس دير أنبا مكاريوس (الذي صار فيما بعد الأنبا ديمتريوس البطريرك (111)) والقمص يوحنا رئيس دير البرموس (وقد صار فيما بعد الأنبا كيرلس (112)) والقمص غبريال أمين دير الأنبا بشوي. وكان عدد الرهبان آنئذ 56 راهبا منهم اثنين قمامصة وأربعة وعشرين رهبان. وكان لها باب من الغرب يوصل إلى المكان الذي فيه المغطس وهو بناء مربع مساحته 5,20 × 5,20 من الامتار وقبليه دهليز مربع مساحته 6,80 × 6,80 من الامتار وقد سد بابه الموصل إلى الكنيسة وبقى بابه القبلي وبحائطه الشرقي قطعة من حجر الجرانيط الأسود محفور فيها صليب جميل الصنع كما أنه يوجد فوق باب الكنيسة القبلي قطعة مربعة من الرخام الأزرق محفور فيها صليب كله خيوط محفوره ومتوازنة بدقة تدعو الناظر اليه لا يمل مطلقا وكله دهشة واعجاب. ويوجد مثله داخل الكنيسة بين الهيكل الوسطاني والهيكل القبلي الذي بجواره من الخارج شجرة تمر هندي تنسب بالتناقل إلى راهب يسمى افرام سرياني الجنس وأنها كانت عودا يابسا غرسه ذلك الراهب فتأصل ونما. ولهذا الراهب صورة في كنيسة العذراء المشهورة بالسريان وبيده شجرة مكتوب بجوارها «عكازه الذي اورق من خشب تمر هندي» وبالجانب الآخر مكتوب: «الشماس المكرم والأمص المبجل صاحب الميامر والمقالات والمصنفات القديس أنبا افرام السرياني». وهي من رسم ابراهيم الناسخ سنة 1489ش أي 1187ه (1773م).
كنيسة الملاك ميخائيل:
بالقصر القديم بناها المعلم ابراهيم الجوهري بعد تجديد ما تهدم من ذلك القصر وكذلك قصر البرموس سنة 1498ش (1782م) بحضور الانبا يوساب أسقف القيامة كما مر في القول عن دير البرموس.
القصر القديم:
وهو أعلى القصور في البرية مكون من أربع طبقات بينما الأخر من ثلاث فقط وبالطبقة الرابعة كنيسة الملاك المذكورة والمكتبة وهي من أغنى مكاتب الاديرة الاربعة وبها نيف والف كتاب أغلبها قديم جدا من ضمنها كتاب تكريس الكنيسة باللغة القبطية فقط وعلى جلد ماعز مكتوب بأوله «سنة 1498ش (1782م) عمارة الأديرة من المعلم ابراهيم الجوهري». وكتاب تكريس الكنيسة بالعربية وقليل من القبطي كتب في بلاد الحبش أول أمشير سنة 1166ش (1450م) ووجد في الصفحة التي قبل آخره بورقتين ما خلاصته أنه في سنة 1498ش (1782م) كانت عمارة في الاديرة من المعلم ابراهيم الجوهري وبنيت كنيسة مستجدة على اسم أنبا ابلو وأنبا أبيب في البرموس وبنى القصر فيه وبنى قصر السريان على يد كاتبه يوساب أسقف اورشليم ورياسة القمص منقريوس. وكتاب اعتراف الآباء بالأمانة قديم جدا. وكتاب الرهبان في القوانين المكملة والفرائض المهملة والعهد الجديد بالقبطي والعربي قديم أيضا ويعتبر من الاثار النفسية. وبالقصر القديم حجرة في الدور الثالث يتوصل اليها من الدور الرابع من سقفها. كان بها صندوق الابنوس يحوي بعض عظام القديسين وبالجهة الامامية من الناظر اليها حيث مكان القفل توجد صور من بداخله محفورة ومطعمة بالسن وفي جانبه الشمالي مكتوب اسماؤهم كما يأتي: «فهرست يتضمن اسماء الشهداء والقديسين الموضوعين في صندوق الشركة الجواهر النفيسة بدير الست السيدة المعروف بالابهات السريان ... أول ذلك أبينا القديس ساوبرمس جزء، وديسقورس جزء، وقرياقس جزء، ويوليطه أمه جزء، وتادرس المشرقي جزء، وأربعين شهيد سمسطيه جزء، ويعقوب الفارسي جزء، ويحنس القصير جزء، وأنبا موسى الأسود جزء، وشعر مريم المجدلية جزء». وقد أخرجت هذه الاجزاء ووضعت مع تابوت يوحنا كاما في كنيسة المغارة أيام الصلاة بها في الشتاء وفي كنيسة السريان أيام الصيف. وفي سنة 1922 لما طلع المستر افلن هوايت
Avlin White
7
إلى الاديرة بترخيص من الطيب الذكر الانبا كيرلس بعد ما اتاه بكتاب من فخامة اللورد اللنبي وكان معه اثنان واحد للتصوير والآخر للرسم وصار هو يبحث عن آثار الاديرة. ولما كان بهذا الدير دخل هذا القصر واخرج هذا الصندوق من مكانه حتى يمكنه أخذ صورته في النور وأنزله الآباء الرهبان بايعاز من جناب الرئيس إلى احدى الحجر وهذا الصندوق جميل الصنع. وبالقصر بئر ماء وطاحونه وبالطبقة الثانية في الجهة الغربية البحرية حجرة مستطيلة كانت معدة للنسيج ولم تزل بعض اداوات النسيج بها في زاويتها القبلية الغربية حاجزيه ما يقدر بخمسين اردبا من الترمس الذي كان يقتاته الرهبان حين اغارة الأعراب على الأديرة.
وكان بالدير أيضا كنيستان الاولى باسم ماري جرجس تهدمت وبني مكانها جملة حجر القمص يوحنا الاسناوي رئيس الدير (الأنبا حرابامون مطران الخرطوم الآن). والثانية باسم يوحنا كاما وقعت الاخرى فبنى مكانها طاحونة جناب القمص مكسيموس الرئيس الحالي وبنى أيضا قصرا فخما وزرع في الجهة البحرية منه حديقة ملأي بالنخيل كما بنى أكثر غرف الدير من جديد. وفي سنة 1618ش (1902م) وقع جزء كبير من السور البحري فبناه. وبالدير ثلاث حدائق ملأي بأشجار النخيل والرمان والليمون والزيتون والنبق وكروم العنب. ومرتباته وعوائده كدير البرموس وكذا بقية الأديرة.
وخرج منه بطريرك واحد هو الأنبا غبريال المنشاوي (95) من منشاة المحرق. وقد عمر هذا البطريرك ديرى الأنبا انطونيوس والأنبا بولا لما خربهما الأعراب وارسل اليهما الرهبان والكتب من ديره ولا تزال الكتب موجودة هناك إلى اليوم وتنيح وهو عائد بدير الميمون ودفن ببيعة أبي مرقوره بمصر. ويوجد جسد البطريرك يوحنا (96) حيث تنيح في النحارية بجوار ابيار غربية ودفن بكنيسة ماري جرجس ببرما ثم نقل اليه. وكذا جسد البطريرك غبريال (97) حيث تنيح في هذه البرية (شيهات) ودفن به أيضا - وجمعت من اسماء رؤسائه 16 اسما وبيانهم كالآتي من سنة 1200ش (1484م) إلى 1613ش (1897م): (1)
قرياقس سنة 1200ش (1484م). (2)
يؤنس سنة 1300ش (1584م). (3)
عبد المسيح الانبيري سنة 1340ش (1624م). وقد عمل هذا الرئيس جملة اصلاحات في قصر الدير وكنائسه وعمل فسقية المياه وجدد أغلب الكتب والصور. وكان في رئاسته ناظرا على الدير اشرف المخاديم شيخ العلم المعلم (مينا) ابن أبي الفرج. وقد صار هذا الرئيس مطرانا على الحبش ودعى (اخرستوذولو) ومكث بها زمنا ثم عاد وقضى بقية أيامه بالدير حتى تنيح ودفن به. وعلى بعض كتب الدير ختم له بقدر دائرة الريال مكتوب في دائرته كلمات حبشية وبداخلها (الحقير عبد المسيح مطران على الحبشة). وجسده مدفون في كنيسة الاربعين على يمين الداخل. وفي الدير عدد كبير من الكتب باسمه. (4)
يوحنا سنة 1400ش (1684م). (5)
ميخائيل سنة 1436ش (1720م). (6)
غبريال. (7)
بطرس سنة 1458ش (1742م) كان رئيسا على الأربعة أديرة ورسم اسقفا على جرجا. وله بالدير منشوران رعائيان يقول في كل منهما «بطرس عبد عبيد الله المدعو بنعمة الله مطران على كرسي جرجا والصعيد الأعلى ... وكافة الشعب المسيحي بكرسي اخميم وجرجا وقفط وقوص ونقاده وأسنا وأرمنت وما ينسب اليهم ...». وعدد ورق المنشور الاول 75 ورقة والآخر 16 وتاريخ نساختهما 12 هاتور سنة 1475ش (1759م). وله على بعض الكتب ختم قطره 3 سنتمتر ونصف مكتوب باللغة القبطية والعربية «الحقير بطرس أسقف كرسي نقاده 1467ش (1751م). وعثرت على جملة خطابات من المعلم ابراهيم الجوهري اليه بخصوص الأديرة وما يجريه المعلم ابراهيم من الاصلاحات. (8)
منقريوس 1489ش (1773م) وناظر الدير أنبا بطرس أسقف منفلوط. (9)
قلته الناسخ سنة 1500ش (1784م) وناظر الدير المعلم فانوس أبو نخله. وملصوق على بعض الكتب جملة خطابات منه واليه من مسلمين وأقباط. منها خطاب إلى عمد ومشايخ ناحية أتريس يقول لهم فيه أن يقيسوا اطيان الرهبان نظارته على داير القيراط حكم الحجج ويرسلوا له البيان ويشدد عليهم ألا يفرطوا في المقاس الخ. ومزين بما يأتي «كاتبه الحقير فانوس نخله». 8 ذي القعدة سنة 1192ه/1494ش (1878م). وإلى القمص قلته كان الرؤساء يقيمون بالمطرانة ومن بعده إلى اليوم صاروا يقيمون في اتريس. (10)
يوحنا الفيومي. (11)
عبد القدوس سنة 1560ش (1844م) وهو الذي بنى كنيسة العذراء بأتريس وقد أجرى جملة اصلاحات بالدير. ويوجد بخط المطوب الذكر الأنبا كيرلس الخامس على كتاب ميمر الأنبا بولص البوسي ما خلاصته أنه في سنة 1564ش (1848م) اهتم القمص عبد القدوس بطلوع قاعدة الطاحون والعجلة والحجر وسقالة القصر وباب والمطمعة الخ. (12)
يوسف المحلاوي. (13)
يوحنا بشاره. (14)
تاوخدوس. (15)
يوحنا الأسناوي. (16)
جناب القمص مكسيموس الرئيس الحالي اطال الله أيامه وقد ترأس سنة 1613ش (1897م) وبنى اغلب قلالي الدير والقصر الجديد والطاحون وجزءا كبيرا من سور الدير والساقية الجديدة حيث تهدمت القديمة وكان في الغرب منها قبلي القصر القديم عين متروكة فأصلحها وجعل عليها عدة الساقية القديمة وبلغ ما صرفه على أطيان وعمارات الدير 10800 جنيه وبيانها كالآتي:
جنيه
1800
على الاطيان من تصليح وعمل سواقي
6000
صرفت في بناء البيوت التي تخص الدير بمصر وضمنها الغرباويه
3000
صرفت على مباني الدير التي شيدها
10800
عشرة آلاف وثمانمائة جنيه
وأطيان هذا الدير في أتريس وبنى سلامه (جيزة) وأبي عوالي وجريس وأشمون (منوفية) والخطاطبة (بحيرة). ويبلغ مقدارها 140 مائة وأربعين فدانا وأربعة قراريط اشترى منها الرئيس الحالي ما مساحته 65 فدانا و20 قيراطا والباقي اشتراه مذكورون من الرؤساء. وهذا بيان الاطيان واسماء المشترين لها:
قيراط
فدان
اسم الرئيس
الجهة ..
40
القمص عبد القدوس
أتريس
16
18
القمص عبد القدوس
أتريس
16
10
القمص عبد القدوس
أبو عوالي ..
5
القمص تاواضروس
أتريس
8
12
القمص مكسيموس
جريس
12
19
القمص مكسيموس
اشمون ..
13
القمص مكسيموس
أتريس
12
11
القمص مكسيموس
بني سلامه
12
9
القمص مكسيموس
الخطاطيه
04
140
مائة واربعون فدانا وأربعة قراريط (7) دير الأنبا بشوي
ومساحته فدانان وستة عشر قيراطا وبه خمس كنائس:
كنيسة الأنبا بشوي:
وهي أوسع كنائس الوادي وبها ثلاثة هياكل وحجاب الهيكل الوسطاني مصنوع من خشب الصنوبر. والأعجب في صنعه هو أن النقش الذي به في غاية الدقة اذ تجد الرسم بارزا مقدار 2 سنتمتر في سمك ربع سنتمتر والفراغ أقل من ذلك. وفي الحاجز الذي يلي الفسحة التي أمام الهيكل باب باربع درف مصنوعة مثل الحجاب إلا أن القطع المشغولة بالحفر قد فقدها بعضها ووضع مكانها قطع من الخشب العادي.
كنيسة الأنبا بنيامين البطريرك:
تقع على الجانب البحري من كنيسة الانبا بشوي، والبطريرك بنيامين هو البطريرك الوحيد الذي خرج من هذا الدير. وباب هذه الكنيسة من داخل كنيسة الأنبا بشوي كما أنه توجد كنيسة قبليها كما أن بابها من الداخل أيضا وهي باسم (الشهيد أسخيرون). ويوجد بدير يوحنا كاما المعروف بالسريان خبر بناء هذه الكنيسة وحضور جسد هذا الشهيد إلى هذا الدير على يد الانبا بنيامين (82). فحواه أن جسد هذا الشهيد كان بدير الأنبا صموئيل بدير القلمون بالفيوم وحيث أنه قد تهدم أرسل الأنبا بنيامين القس ابراهيم ومعه جماعة إلى هناك فأحضروا الجسد ثم توجهوا به ومعهم البطريرك المذكور إلى دير الأنبا بشوي ووضعه بعدما كفنه بأكفان نقية ولفائف حرير وطيبه بالطيب الفائق مع الجسد المقدس الذي لأنبا بشوي في تابوت من الخشب الذي لا ينخره سوس. وكان ذلك في 7 طوبه سنة 1049ش (1333م) ومن هذه الكنيسة يتوصل إلى المعتمودية الكائنة شرقيها.
كنيسة ماري جرجس:
كائنة في الزاوية القبلية الغربية من كنيسة الأنبا بشوي وقد وقع شقفها من مطر سنة 1625ش (1909م) وأعيد بناؤه في رئاسة القمص يوحنا ميخائيل رئيس الدير المذكور في سنة 1654ش (1929م). وفي وسط الحائط الغربي لكنيسة الأنبا بشوي باب يوصل إلى سرداب بطول هذا الحائط واتساعه متران تقريبا. وقبالة هذا الباب باب المائدة وطولها 25 مترا. وكان بها باب يوصل إلى المطبخ وقد سد الآن لنقل المطبخ إلى مكان آخر.
كنيسة الملاك ميخائيل:
بالقصر القديم وبأعلى حجاب هيكلها تاريخ سنة 1498ش (1782م). والمهتم بها المعلم ابراهيم الجوهري. وعثرت على خطاب من المعلم ابراهيم الجوهري إلى الأنبا بطرس مطران جرجا المار ذكره فحواه أنه وصله خطابه بخصوص دير الأنبا بشوي وأوصله اليه المصالح المطلوبة. وقد عرفه الراهب عبد الملاك أنه لم يكفهم خمسة آلاف متر حجر ويريدون ثمانية آلاف وأن يعطيهم ما يطلبون وينبه عليهم ألا يفرطوا في أي شيء وأن يغيث بكامل الأخبار ثم يقول: «واخينا وولدنا يقبلان ايديكم» الحقير ابراهيم الجوهري سنة 1495ش (1779م) وهذا بيان المصالح الواصلة اليكم: قنطارين فسيخ، قنطارين زبيب أسود، عدد 20 خيش، قنطار جبن، قنطار أرز، قنطارين دخان، قنطار سيرج، قنطار زيت مبارك، قنطار عسل، ربع قنطار بن.
القصر القديم:
وهو أمتن القصور في الأديرة وأوسعها مكون من ثلاث طبقات في الطبقة الثالثة كنيسة الملاك ميخائيل. وفي الثانية كنيسة العذراء آخذه نصف هذه الطبقة الشرقي وقد نزع منها حجابها وكان بها مكتبة الدير هذا قد نقلوا الحجاب إلى الهيكل البحري لكنيسة الأنبا بشوي ويوجد على الجزء البارز من حائط هذه الكنيسة البحرية وهو الفاصل بين الهيكل والردهة تاريخ مكتوب بالحبر الأسود فحواه «أنه في يوم السبت 6 أمشير سنة 1189ش (1473م) يوم رفاع الصوم الكبير حضر الأنبا اغناطيوس بطريرك انطاكيه. وكان حضوره أولا إلى دير الأنبا بشوي وبعد ذلك توجه إلى دير السريان وقدس عندهم الأحد ثم عاد إلى الأنبا بشوي يوم الاثنين وقدس فيه يوم الثلاثاء وقرأ التحليل على الرهبان بعد الفروغ من المائدة ثم بات في دير السريان. وفي الثالثة من نهار الأربعاء توجه إلى دير الأنبا مكاريوس وفي مضيه دخل دير يوحنا كاما وبعده يوحنا القصير وكان مطر عظيم». وقد محيت بعض كلمات منه لم نتمكن من قراءتها. وعثرت على خطابين في ورقة ضمن الأوراق الموجودة في هذه الكنيسة فحوى الأول - إلى المعلم سليمان الصواف بناحية طوخ بأن يسلم ثمن الخمسة أرادب فول المعتادة عليه لأنبا بشوي للراهب عبد الملاك ليشتري بهم قمح في 7 رمضان سنة 1190ه/1492ش (1776م) (الختم) ثم الأمضاء (الحقير بانوب عطا الله). وفحوى الثاني - إلى المعلم ابراهيم أن الواصل اليه الراهب سلامه يسلمه الخمسة أرادب فول حيث أن المعلم سليمان قال روحوا لابراهيم خذوا القدر المذكور في 10 رمضان سنة 1190ه/1492ش (1776م) كاتبه (عازر تابع المعلم بانوب). وبالطبقة الأولى من القصر الطاحون وبئر الماء ومعصرة وحجرة يقال لها أوضة الجارية وتفسير ذلك كما يأتي: أن راهبا من هذا الدير كان قد جمع نواه البلح وشكله على شكل هيكل آدمي وجعل يصلي مواصلا ليله بنهاره إلى أربعين 40 سنة وهو يطلب من الله أن يصير هذا الهيكل آدمية تخدمه في كهولته فسمع الله لطلباته واستجاب له فصارت امرأة وكانت تقضي له حوائجه المحتاج اليها بدون كثير عناء ولكن نظرها الرهبان فتذمورا عليه واشتكوه للرئيس وعند ذلك اخذه وذهب إلى حجرته فوجدوها هناك فأمرها بالرقاد كما كانت ووطئها بقدمه فرجعت سيرتها الأولى.
وعدد كتب هذا الدير أقل مما في غيره ولكن فيها بعض الكتب القيمة مثل كتاب تاريخ البطاركة لابن المقفع ولعله أقدم كتاب من نوعه في التاريخ ومكتوب بقاعدة الخط الديواني ولم يعرف تاريخه لضياع أوراق من آخره. وكتاب السنكسار أي (أخبار القديسين) يقول في أوله: «مما رتبه أنبا ميخائيل بكرسي أتريب ومليج». وهو أقدم كتاب من نوعه وأصح من غيره بكثير.
وحديقة هذا الدير أكبر حدائق الأديرة وهي ملأي بأشجار النخيل والليمون والنبق وبعض شجر الجوافة والزيتون والعنب والكافور وتربتها جيدة. وبهذا الدير عين ماء في الجهة الشرقية البحرية منه ولكنها غير صالحة للشرب اكتشفت حديثا ولكن مياه الساقية المستعملة أعذب وأغزر مياه مما في بقية الأديرة. وبه قصر جيد شيده الرئيس السابق المتنيح القمص بطرس كما شيد جملة قلالي للرهبان وأطيانه حسب تقدير المجمع المقدس الاكليركي سنة 1642ش (1926م) فهي 118 فدانا و13 قيراطا و8 اسهم بناحية الخطاطبة. ومرتباته وعوائده كغيره من أديرة وادي النطرون - ويوجد بحري دير الأنبا بشوي وشرقيه آثار معامل للزجاج والفخار. ومن عثورنا على بعض من القناديل الزجاج المكسرة والأواني الفخار عرفنا دقة الصنع والاتقان والمهارة التي كان عليها الصناع . هذا وفي طريق الانسان من هذا الدير إلى دير القديس مكاريوس بعض بيوت صغيرة يتكون منها عزبة تسمى بني سلامه لأن اهلها من بني سلامة التابعة لمديرية الجيزة. يعيش أهلها من قطع البردي واخراج النطرون وقلع الحجر من الجبل على حساب شركة الملح والصودا. وغربه بحيرة الملح يفصل بينهما مكان فسيح فيه حشيش أخضر أرضه دائمة البلل. وفي الجنوب الشرقي منها قارة عالية إلى سبعة أمتار يقال لها المطابخ وفيها آثار الوقود المتحجرة من النار وحفر فيها بعض طلاب الآثار. وشرقي بني سلامه على بعد 15 دقيقة يوجد سفح يرتفع عن أرضها مقدار عشرة أمتار فيه حجر محفورة لها باب من الجهة الغربية ينزل منه وتسير في سرداب عرض مترين وارتفاع متر واحد حتى يصل إلى حجرتين متصلتين ببعضهما. وبالقرب منهما مقبرة فيها هياكل عظيمة لرجال تدهش الناظر اليها من طولها الذي يزيد عن المعتاد كثيرا فأصبح قدم الرجل يقدر بعشرة سنتمترات وسمك عظم الرأس يقدر بثلاثة مليمترات. ومن الوقوف على هذا السفح يشاهد دير القديس مكاريوس في الجنوب الشرقي وهذا السفح يسمى قارة الحشيش لأن فيه حشيشا يقولون إنه يوضع على الجرح فيبرأ. (8) دير الأنبا مكاريوس
وتبلغ مساحته فدانا واثنين وعشرين قيراطا الآن وكانت قبلا أربعة أفدنة وثلاثة قراريط فأنقص من جهتيه البحرية والشرقية ما مساحته فدانان وخمسة قراريط. قال أبو المكارم: «وبيعه جدد عمارتها يعقوب البطريرك (50) وكرزها في أول كيهك بحكم ما كان من تعدي العرب عليها وأخربوها وهي من العمائر الجليلة وفيها من الصور الغريبة ما لم يكن في غيرها. وهيكل أبو شنوده بناه راهب قسيس وهو قبلي هيكل أبو مقار والاسكنا لا يدخل اليه أحد من العلمانيين ولا يقدس فيه كاهن غريب والقنديل لا ينطفئ بالجملة. وفيه المذبح الذي كرزه أنبا بنيامين البطريرك (38) في العدد ... والاسكنا الذي قبلي هيكل أنبا بنيامين انشأه أنبا مقاره أسقف منوف من المال الذي وجد للأسقف مينا في ناحية طانا في بطركية زكريا (64) ... الاسكنا بناه الأنبا شنوده البطريرك (55) ... بيعه اهتم بعمارتها الشيخ النجيب أبو الرجاء بن سلسيل من أهل البشمور في سنة 557 في مملكة العرب والغز والاكراد بمصر واقليمها ... في مملكة صلاح الدين يوسف بن أيوب الكردي ... ويجاور المذبح أجساد الآباء الاطهار وهم الثلاث مقارات العابد المصري الكبير. كان ظهوره في بطريركية أنبا أسناسيوس البطريرك (العشرين) ... ابو مقار القس الأسكندراني وكان ظهوره مثله ... أبو مقار أسقف أتقو وكان مع ديسقورس في مجمع خليكيدونية وأبعد عن كرسيه ثم استشهد ... (بهما ابسيت)
8
أي تسعة وأربعين راهبا الذين قتلوا بالسيف ويدبولا وقبر الاربا وزينون الملك (كذا وهي بنت زينون الملك) ورسول الملك ويعقوب الفارس المقطع - وكان كمال عمارة هذه البيعة في بطريركية انبا أغاثو (39) وكثر الرهبان في البرية وكثرت العمارة وبنوا القلالي قريب اليهاس وفيه المغارة التي فيها أجساد الآباء البطاركة خارجا عما هو مدفون في غيرها وهم الأول مرقس الأنجيلي ... الثاني اينانوس في بيعة جرجس عند مسلة فرعون بالأسكندرية.. وكان أنبا غبريال البطريرك (70) قد رتب أن يبخر عليهم في كل صلاة وأن يوقد عليهم قنديل في كل يوم وليلة ... وعلى هذه البيعة القاتاليقية حصن دائر من حجر. وفيه ابراج ومساكن ومرتفعات أنشأه أنبا شنوده (55) في خلافة العباسيين. وجدد عمارة السور أيضا خوفا من مسافي الرمل البطريرك أنبا مرقس ابن زرعه (73) في شهور سنة 568ه/889ش «1173م» قبلي شرقي ويجاوره جوسق كبير عال وفيه قوم من المريس (الصعيد) رهبان ملازمين أعلى من مساكن الرهبان الساكنين في القلالي حواليه ومن يطرق البرية من الفرسان والرحاله والجمالين والوحش. وبأعلاه علامتان إذا كان في وقت الأمن شرقي غربي وفي وقت الخوف قبلي شرقي. وبهذا الدير منشوبية تعرف بدورتاوس لا يقدر أحد من الرهبان يوما يقول الليلريا إلا من حفظ المزامير ظاهرا.. وللرهبان رسوم الأقداح بأعمال أسفل الأرض ومسموح لهم بجميع ما يحملونه اليه ... وكان خمارويه بن احمد بن طولون قد سوغ للدير من أراضي أوسيم مما يلي البحر في الحوض المعروف بالمناظر وهو خمسون فدانا.. والسجلات المكرمة من موالينا الائمة شاهدة بها أيضا ولم يبق للرهبان شيء من ذلك سوى خدمة الجرانة في البلاد ... أما العادة فيما تقدم أنه كان لا يقدس المبرون إلا بدير أبو مقار في يوم الخميس الكبير من جمعة البصخة عند الحاجة اليه في كل وقت ويقدس أيضا في دير الشمع بجيزة مصر وخرب ... أن هذه الأديرة جميعها كانت من حقوق كرسي منوف العلا وأن جند القديس أبو مقار الكبير كان بججير ثم نقل إلى الدير ... البيعة الجديدة أقامها الرهبان في فضاء الصحراء فيما بين القلالي للضعفاء من الشيوخ كرزها أنبا بنيامين وهو (38) في العدد ...». ا.ه. هذا مجمل ما كتبه أبو المكارم المؤرخ القبطي وهو يبين حالة الدير أيام هذا المؤرخ الذي كان إلى سنة 925ش (1209م). وقد كتب بحسب ما شاهده وسمع. وكتابه هذا عن الكنائس والديارات لم يطبع بعد وهو عند حضرة الباحث المدقق جرجس افندي قيلوتاؤس عوض الذي أرسل لي أقوال هذا المؤرخ عن الأديرة. وبما أن أغلب بناء هذا الدير قد تغير لا سيما وقد نقص منه مقدار فدانين وخمسة قراريط من الجهتين البحرية والشرقية وهما اللتان فيهما كنيسة الأنبا مكاريوس فقد أصبحت الآن وليس بها إلا هيكلان فقط الاول باسم الرسل وقبليه هيكل بنيامين بعدما كانت تشتمل هذه الكنيسة على جملة هياكل كما مر القول. وسيأتي الكلام عنها أولا. وبهذا الدير الآن سبع كنائس:
كنيسة الأنبا مكاريوس:
وطولها من بحري إلي قبلي 21 مترا وعرضها من شرق إلى غرب 15 مترا وهي ملصوقة من الجهة البحرية بالسور البحري وتبعد عن السور الشرقي 9 أمتار وكان بها خمسة هياكل: (1)
هيكل الرسل بناه شنوده امنوت دير أنبا مكاريوس وأوقف على الدير أملاكا كثيرة وبنى به معصرة. (2)
هيكل مرقس الانجيلي. (3)
مكاريوس بناه مقاره أسقف منوف من مال أخيه مينا أسقف طانا. (4)
شنوده. (5)
بنيامين.
ولم يبق منها إلا اثنان هيكل الرسل وقد مر ذكره وقبلى منه هيكل بنيامين. ولما لهذا الهيكل من الاهمية التاريخية نذكر عنه ما قاله التاريخ بشأنه: (9) هيكل بنيامين
تبلغ مساحة هذا الهيكل ثمانية أمتار في ثمانية إلا ثلثا. وبناء قبته من أتقن وأبدع ما بنى من نوعها من القباب. وبناه الرهبان في عهد بنيامين (38) على أثر الخراب الذي أحدثه الفرس في هذه البرية في أيام الأنبا بنيامين البطريرك وكان في بعض الأديرة المرتفعة كنائس لم تزل قائمة ولعجز الشيوخ عن الصعود اليها بنى هذا الهيكل وذهب الرهبان إلى الاسكندرية وطلبوا من الأنبا بنيامين البطريرك قائلين: (أتينا إلى أبوتك لنسألك التوجه لأجل الله إلى جبل شيهات المقدس سكن أبينا القديس البار العظيم مكاريوس لكي تكرز لنا هذه البيعة الجديدة التي بنيناها له في فسحة الصخرة بين المساكن لأجل أن شيوخا كثيرا ضعفاء المقعدة سكانا بالمساكن السفلية القريبة إلى الماء ويعيون عن الصعود إلى الاماكن العالية).
وهكذا حضر الأب بنيامين وكرس لهم هذا الهيكل وفيما هو يؤدي عملية التكريز أبصر شخصا نورانيا واقفا بزاوية الهيكل فتمنى لو تتاح له الفرصة لأن يعينه أسقفا على احدى الأبروشيات ولكنه سمع صوتا يقول: «هذا مكاريوس قد حضر اليوم بفرح مع أولاده».
وبعد أن أتم البطريرك تكريس هذا الهيكل وضع له قانونا خلاصته: أنه غير مصرح لأي كاهن أن يقدس فيه إلا من رسم عليه الخ ... مما لا محل لذكره هنا. وكان لهذا الهيكل منزلة سامية وروعة رهيبة زائدتان واحترام عظيم. وكان يتحتم على كل بطريرك أن يصلي فيه أولا عقب رسامته. ولقد وضع ترتيب خاص لزياح الميرون بعد تقديسه في هذا الهيكل وصلوات معلومة تتلى اثناء هذا الزياح بواسطة البطريرك والمطارنة والكهنة والشمامسة. (راجع كتاب تكريز البطاركة والميرون ورقة 117 الموجود بالمتحف القبطي).
ويذكر تاريخ البطاركة الخط حادثة حدثت لخمارويه لما كان بدير الأنبا مكاريوس بينما كان في هذه الكنيسة وذلك أنه لما مات ابن طولون، قال التاريخ المذكور: «وجلس ابنه مكانه وكان اسمه خمارويه فأرسل أحضر البطريرك وأعطاه الخط بعشرة آلاف دينار (أي ستة آلاف جنيه مصري) وعاد الأب إلى بيته ممجدا لله: ثم مضي خمارويه إلى دير أبي مقار ونظر جسد القديس أبي مقار. فسأل ما هذا؟ فقالوا له هذا صاحب الدير. فأمر أن يحلوه من كفنه. واطلع على جسده ومسك شعر لحيته ففتح القديس عينه في وجهه. فللوقت سقط إلى ورائه وغشى عليه فدهنوه من زيت القنديل فرجعت اليه روحه وقام وتمشى في الكنيسة وهو متعجب. وكان بيده حزمة ريحان فأتى إلى بحري الاسكنه - هيكل بنيامين - قليلا عند القوصرة فوجد صورة القديس تادرس المشرقي فقام بعد أن عرفوه اسمه فرمى حزمة الريحان للصورة وقال: «قد وهبت لك هذه القبضة من الريحان ياتادرس» فأخرجت الصورة يدها وأخذت الريحان وقامت وقتا كبيرا والناس ينظرونها. فخاف خمارويه وبهت من هذا العمل وأمر أن يصوروا في يديه صليبا أخضر عوض الريحان يكون تذكارا دائما لمن يأتي بعده. والصليب في يديه إلى اليوم ومن ذلك اليوم صار يكرمه الاساقفة والرهبان». ا.ه.
كنيسة ابسخيرون:
واتساعها من بحري إلى قبلي 17 مترا. ومن الشرق إلى الغرب 18 مترا. وهي قبلي غربي كنيسة الأنبا مكاريوس وكانت في القديم متصلة بها ولما حصل التعمير فصلت عنها وصار هذا المكان الذي كان واصلا بينهما حديقة وفيها الساقية وعلى حائطها البحري بعض كتابات قبطية غير ظاهرة جليا ولذا لم نتمكن من قراءتها.
كنيسة الشيوخ:
وهم التسعة والأربعون راهبا ورسول الملك وابنه الذين قتلوا بيد البربر. وذلك أن الملك تاودوسيوس الصغير ابن الملك أركاديوس لم يرزق ولدا. فأوفد رسولا من قبله إلى شيوخ شيهات مصحوبا بخطاب يرجو فيه الآباء أن يصلوا إلى الله ليرزقه نسلا. فردوا عليه بجواب من كبيرهم وكان رجل قديس يسمى أيسيدرس بأن الله لم يرد أن يعطيك نسلا يشترك مع أرباب البدع. فاقتنع بذلك ولكن بعضهم أشاروا عليه أن يتزوج بأخرى عساه يرزق نسلا فلم يقبل إلا بعد مشورة شيوخ شيهات وأوفد رسولا يستأذنه في ذلك. ولما حضر الرسول كان القديس أيسيدرس قد تنيح فأخذه الرهبان وتوجهوا إلى قبره ونادوا قائلين: «قد أتى رسول الملك بكتاب فماذا نجاوبه». فخرج صوت من الجسد يقول: «ما قلته قبلا اقوله الآن».
وكان للرسول ولد قد أتى معه فلما هما بالرجوع واذا بالبربر قد هجموا على الدير فوقف شيخ قديس يسمى يوأنس وصاح بالرهبان قائلا: «إن البربر قد أتت تقتلنا فمن رغب الاستشهاد فليقف ومن خاف فليلتجئ إلى الحصن». فاحتمى الرهبان بالحصن ماعدا ثمانية وأربعين شيخا وقفوا مع القديس يوأنس حتى اقتحم البربر الدير وقتلوا التسعة والاربعين شيخا. وكان رسول الملك وابنه واقفين في مكان آمن فرأى ابنه ملائكة قد هبطت من السماء وصارت تضع الاكاليل على رؤوس الشهداء القديسين. فأعلم الولد أباه بما يراه وقال له: «إنني ماض لأنال اكليلا مثلهم». فقال أبوه: «وأنا أيضا». ثم اظهرا نفسيهما للبربر فقتلوهما. وبعد مضي البربر نزل الرهبان وأخذوا الأجساد ووضعوهم في مغارة. وسرق قوم جسد القديس يوأنس ومضوا به إلى البتنون وبعد زمان أعاده الرهبان إلى الدير. وآخرون من الفيوم أخذوا جسد الصبي ابن رسول الملك ولما وصلوا إلى بحيرة الفيوم خطفه ملاك وأعاده إلى حيث جسد أبيه. ودفعات كثيرة والرهبان ينقلون جسد الصبي من جوار جسد أبيه فيجدونه بجانبه في الصباح، وسمع بعض الرهبان من يقول: «نحن لم نفترق في حياتنا فلم تفرقوننا بعد موتنا».
ولما خربت البرية نقل الرهبان الأجساد إلى مغارة بجوار كنيسة القديس مكاريوس وبنوا عليها كنيسة في زمن البطريرك تاودوسيوس (33) ولما أتى البطريرك بنيامين (38) إلى البرية جعل لهم عيدا في الخامس من شهر أمشير وهو يوم ظهور أجسادهم.
وبعد زمان لا يعرف مقداره - ولعل كنيستهم تكون قد تهدمت - بنى الرهبان لهم قلاية ووضعوهم في مكان منها (لا يتمكن أي انسان من الوصول اليه إلا العارف به). وهي قبلي كنيسة القديس مكاريوس بعد ست قلايات من الكنيسة المذكورة ونأتي على وصفها هنا. وذلك أنك تدخل القلاية المذكورة فتجد عن يمينك باب محبستها. وتدخل منه فتجد عن يمينك عند بابها بابا صغيرا لمحبسة ثانية غربي المحبسة المذكورة. وتدخل منه فتجدها مقسومة بسقف إلى محلين صغيرين الواحد فوق الآخر. وتجد فتحة السقف في الزاوية البحرية الغربية. فتصعد من الفتحة إلى المحل الفوقاني الذي هو الرابع من القلاية. وفي هذا المحل فتحة تطل على الشرف يدخل منها الهواء. ففي هذا المكان كانت موضوعة أجساد هؤلاء الشيوخ. وفي سنة 1233ش (1517م) كرز لهم ولبعض السواح كنيسة في القصر القديم الأب البطريرك (94) حيث مكث بهذا الدير خمسة شهور قضاها في تعمير ما تهدم.
وفي سنة 1489ش (1773م) بنى لهم المعلم ابراهيم الجوهري كنيسة وهي تجاه كنيسة القديس مكاريوس بلصق السور الغربي وغربي الهيكل توجد المقبرة التي فيها الأجساد وترتفع عن الأرض مقدار 33 سنتمترا وفي الزاوية الشرقية القبلية منارة صغيرة بها جرس صغير. وبالدير جرس كبير جدا ولكنه غير معلق . ومكتوب على حجاب هذه الكنيسة أنه باهتمام الأب البطريرك ديمتريوس (111) سنة 1582ش (1866م) ... وبها صورة للقديس مكاريوس وصورة للسيدة العذراء حاملة السيد المسيح وهو طفل أمام صدرها وتحت أرجلها ثعبان ومكتوب عن يسارها: «راسم تلك الصورة الحقير القمص جرجس أحد رهبان دير القديس العظيم أبو مقار أب رهبان شيهات». وعن يمينها: «وأبيه يسمى عبد المسيح وبلده تسمى السراقنة من كرسي صنبو بجبل قزقام ورئيس يومئذ القمص ميخائيل من جلدة على دير ابو مقار سنة 1570ش (1854م) في 15 كيهك». وبهذه الكنيسة مقصورة القديسين الثلاثة مقارات مقاريوس الكبير، ومقاريوس الأسكندراني، ومقاريوس أسقف أدكو في توابيت من الخشب وينقلونها إلى الكنيسة التي يصلون فيها - وقد سبق القول عن ثلاث كنائس من سبع فالأربع الباقية وهي كنائس العذراء والملاك ميخائيل وانطونيوس والسواح سيأتي القول عنها فيما يلي:
القصر القديم:
تبلغ مساحته واحدا وعشرين مترا ونصفا في واحد وعشرين متر ونصف وهو مكون من ثلاث طبقات ويوجد ثلاث أود تحت الدور الأول ينزل اليها الانسان من فتحات سقفها. والدور الأول الذي يبتدئ من الارض يشمل ثماني أود متسعة. ولهذا القصر طريق في كل من أدواره يقسمه إلى قسمين الثلثين من جهة الشرق والثلث من جهة الغرب وفيه السلم وبابه من الجهة البحرية في الدور الثاني الذي به كنيسة العذراء تشغل ثلثيه من الجهة الشرقية. ولها بابان وثلاثة هياكل وفوقها في الدور الثالث ثلاث كنائس:
الأولى:
باسم الملاك ميخائيل وفي حائطها البحري صورة الملاك ميخائيل. وفي الحائط القبلي ست صور لشهداء. فمن الشرق فوق الدرابزين صورة واسيليدس وزير نوماريدس ملك الروم لانطاكية وحوله ولدان أوسايوس عن يمينه ومكاريوس وهو صغير عن يساره وغربيهم يطي بن نوماريوس وغربيه آبالي وغربيه تاؤكليا أم آبالي. وكل هؤلاء الشهداء الملكيين راكبون خيولا ما عدا تاؤكليا. وتجد نسبة هؤلاء الشهداء الستة مذكورة في كتاب بدير القديس مكاريوس عند ذكر شهادة واسيليدس وآبالي. وفي هذه الكنيسة توجد مقصورة من الخشب وفيها أجساد ثمانية بطاركة وطول الأطول فيهم 180 سنتمترا. وأول من دفن بهذا الدير من البطاركة هو الأنبا البطريرك الأنبا خائيل (53).
والثانية:
قبلى الاولى باسم القديس انطونيوس وبولا وباخوميوس وفي حائطها البحري صور هؤلاء القديسين وهم من الشرق الأنبا انطونيوس وبعده من الغرب أنبا بولا وتحته أثران وبعده الأنبا باخوميوس وهم واقفون.
والثالثة:
قبلى الثانية باسم السواح وفي حائطها البحرية تسع صور وهم من الشرق إلى الغرب - الأنبا صموئيل المعترف رئيس دير القلمون. أنبا يوأنس قمص شيهات. أبو نوفر السائح وشعر لحيته طويل يستر جسمه. أنبا ابراآم وهي عند الترابزين وقد أتمحت من مطر قد ثقب السقف. وأنبا جوارجي. وأنبا آبلوا وأنبا أبيب. وأنبا ميصائيل السائح. وأنبا بيميمي بجانب الحائط الغربي وهم واقفون.
ويوجد بكتاب تكريز هيكل بنيامين الخط الذي كتب سنة 1046ش (1330م) تاريخ عمارة هذه الكنائس على يد الأب البطريرك الانبا يوأنس (94) فحواه أن هذا البطريرك حضر إلى دير القديس مكاريوس سنة 1233ش (1517م) وصحبته أنبا باسيليوس أسقف زفتى وأنبا يوأنس الأدرونكي ومن كان بصحبتهم وذلك لحضور عيد الغطاس والصوم الكبير وأقاموا بالدير خمسة شهور. وقدم أنبا بطرس أسقفا على منية سرد. وأنبا ميخائيل وأنبا يوأنس أسقفين على كرسي المحرق. وكانوا طول مدتهم قائمين بتعمير ما هو متخرب في الدير وبالقصر. وعمل موائد لمذبح الكنيسة الكبرى. وكرسي تجليسه في هيكل الأنبا بنيامين. وكان تكريزهم في يوم الاحد 21 برمهات سنة تاريخه. وصار تكريس الكنائس المذكورة التي في القصر القديم. وقد صور هذه الصور الراهب الناسك القس تكلس الحبشي. وكان ذلك في رياسة الايغومانس يعقوب وكان المساعدون في الشغل جميعه المباركين وهبه وعبيد الهلاجسة.
ولهذا القصر منافذ كثيرة ولذا فهو اكثر القصور نورا. هذا وان أحجية كنائس هذا القصر مصنوعة بدقة متناهية. وفي ابواب الاحجية قطع من خشب الابنوس مكتوب فيها آيات من الكتاب المقدس مغراة ومطعمة بالسن بالقاعدة الثلث الجميلة. ومن ضمن الآيات: «افتحوا أيها الملوك ابوابكم وارتفعي أيتها الابواب الدهرية الخ ...» من فوق ومن أسفل. والاحجبة قديمة جدا ونزع منها بعض القطع المكتوبة. وفي هذا الدير جسدا القديسين يوحنا المعمدان واليسع النبي وذلك أنه لما شرع الملك يوليانوس في اعادة بناء هيكل اليهود باورشليم وصار يحرق في أجساد القديسين أخذ بعض المؤمنين جسدى هذين القديسين بعد ما رشا بعض الجنود وخبأهما عنده وأتى بهما إلى القديس اتناسيوس الرسولي البطريرك (20) فوضعهما في موضع إلى أن بنى لهما كنيسة وقد بناها الأب البطريرك تاوفيلس (23). ولما توفى القديس مكاريوس الأسقف وضعوا جسده معهما وبعد ذلك نقلوا مع أجساد بعض البطاركة إلى دير القديس مكاريوس.
الساقية:
كانت قبلا في زاوية الدير البحرية الغربية ولما سقطت حيطانها نقلوها سنة 1627ش (1911م) إلى وسط الجنينة وبنوا حيطانها بالاسمنت وكانوا قبلا دقوا طلمبه بواسطة مهندسي شركة الملح والصودا بوادي النطرون ولكن عيونها قد سدت ولذا قد حفروا هذه الساقية ولكن ماؤها مالح لا يصلح للشرب ومن الغريب أن ماء هذا الدير وماء بئر بعزبة باتريس (جيزة) وماء بئر بكنيسة على اسم القديس مكاريوس بأبي تيج تجده طعما واحدا في الملوحة. وعليه فان الرهبان يشربون من عين خارج الدير تبعد عنه مقدار 18 دقيقة في الشمال الشرقي. وفي سنة 1630ش (1914م) اكتشفوا عينا أخرى كبيرة في الجنوب الشرقي من الدير تبعد عنه مقدار 11 دقيقة وهذه العين الأخيرة مكونة من حجرتين بينهما خزان. وارضية الجميع مبلطة بالحجارة.
القصر الجديد:
ومساحته 14,5 متر × 13,5 متر بنى ستة 1626ش (1910م). ومن هذه السنة إلى سنة 1628ش (1912م) صار تعمير أغلب بنايات الدير من قلالي وسطح كنيسة القديس مكاريوس.
وأطيان هذا الدير حسب تقرير المجمع الاكليركي المقدس سنة 1926م هي 133 فدانا و11 قيراطا و14 سهما.
وخرج منه اثنان وعشرون بطريركا: (1)
يوحنا 29 (2)
قسما 44 (3)
الأنبا ميخائيل 46 (4)
مينا 47 (5)
يوحنا 48 (6)
مرقس 49 (7)
يعقوب 50 (8)
يوساب 52 (9)
قسما 54 (10)
شنودة 55 (11)
خايال 56 (12)
غبريال 57 (13)
مقارة 59 (14)
مينا 61 (15)
نيلوناؤس 63 (16)
شنودة 65 (17)
كيرلس 67 (18)
مقارة 69 (19)
ميخائيل بن دنشتري 71 (20)
مرقس 98 (21)
متاؤس 100 (22)
ديمتريوس 111
ويوجد حول دير القديس مكاريوس جملة قلايات كبيرة وهي عبارة عن أديرة صغيرة ذات اسوار داخلها جملة حجر. وتنسب كل قلاية إلى بلد كل رهبان هذه القلاية منها أو إلى شخص يكون مترئسا على من بها. ويبلغ عدد هذه القلايات 40 قلاية وقد تهدمت كلها ولو يبق منها إلا اطلالها وقليل منها لم تزل بعض حيطانها قائمة. ولما شرعوا في عمارة دير القديس مكاريوس سنة 1626ش (1910م) إلى 1628ش (1912م) أخذوا من حجارتها. وأغلب اسوار هذه القلايات مبنى باللبن النئ ومغشي من الخارج بحجارة وطول اللبنة نحو 38 سنتمترا وعرضها نحو 20 سنتمترا وسمكها 9 سنتمترات. ومن تاريخ البطاركة المخطوط وأخبار الرهبان نعرف بعض أسماء هذه القلايات منها: (1)
قلاية بجيج:
كان بها الأنبا يؤنس قمص شيهات وتلميذاه الأنبا ابرام والأنبا جوري. ويوجد بلدتان بهذا الاسم، الأولى في المنوفية والأخرى في الفيوم. وقد ورد ذكرها ضمن تاريخ الأب البطريرك كيرلس ابن لقلق (75). (2)
قلاية الينانون:
ذكرت في خبر التسعة والأربعين شهيدا شيوخ شيهات «وكان شيخ راهب من الينانون وكان أب قلاية الينانون الخ ...». (3)
قلاية الجمال:
ذكر في كتاب الأربعين خبر أنه كان انسان من برقة يعمل الحديد وكان كثير الصدقة وانه مضى إلى وادي النطرون وتوحد به مدة ثلاث سنوات ثم قيل عنه «فقام ومضى إلى دير القديس أنبا مكاريوس ودخل إلى قلاية صغيرة تعرف بقلاية الجمال». (4)
قلاية درودي:
هذا هو معلم القديس يوحنا كاما. وخرج منها الأب البطريرك الأنبا غبريال (57) تاريخ البطاركة المخطوط لأثقف فوه». (5)
قلاية غوريال:
بجوار قلاية درودي. (6)
قلاية درينا:
خرج منها الأب البطريرك الأنبا مينا (61) «وهو من أهل صندله ولد لراهب قديس من دير أبو مقار من قلاية تعرف بدرينا». (7)
قلاية دكنكفري:
خرج منها الأب البطريرك الأنبا تاوفيلس (63). (8)
قلاية دنجايه:
خرج منها الأب البطريرك الأنبا شنوده (65).
هذا ما عثرت عليه من أسماء هذه القلايات التي قد اندثرت. ويوجد غربى دير القديس مكاريوس مدافن كانت للرهبان قديما وهي عبارة عن حفر في الجبل حيث بعد دفن الميت يغطونه بالتراب ويضعون عليه علامة من الحجارة وتمتد هذه المدافن إلى الغرب إلى مسافة ساعة على القدم في عرض مائتى متر أو اكثر. والبعض من هذه المدافن مبني ومبيض بالجبس.
المكتبة:
ومكتبة دير القديس مكاريوس وان كانت قليلة الكتب إلا أن بها طائفة من الكتب القديمة المخطوطة منها كتاب تكريز هيكل بنيامين تاريخ نساخته سنة 1046ش (1330م) باللغة القبطية والعربية وبعض كتب صلوات الأكاليل والمعمودية قديمة جدا بالقبطي والعربي. وأخبار القديسين الرهبان والشهداء موجودة بكثرة هناك وهي أصح من غيرها لقدمها مما يجعل لها أهمية كبرى. وكان بهذا الدير قديما نساخ ذو تفنن في النساخة وأبداع في الخط القبطي والعربي. وكانوا يرسمون الحروف القبطية على أشكال طيور جميلة جاذبة للنظر كما انهم كانوا متفننين في صنع الوان الحبر الذي يصورون به الحروف والرسوم. حتى أنه في أيام بطريركية الأنبا غبريال بن أتريك (70) طرد راهب من البرية لسوء سلوكه فذهب ووشى إلى الحافظ أن الرهبان يعملون الكيميا فأوفد معه استاذين وحضروا إلى دير أبو مقار. فوجدوا رهبانا نساخا وعندهم كتب حساب الأبقطي وصنعة الاصباغ فقال له إن هذه كتب الكيميا فقبضوا عليهم ومن جملتهم مرقس الناسخ وقمص أبو يحنس وقمص أبو مقار ونهبوا أواني دير أنبا بشوي واحضروهم إلى الوزير. ولما تحقق أن هذه صفة صنع الألوان التي يستعملونها في النساخة أخلى سبيلهم وأعطى لهم كتاب الأمان وأرسلهم إلى أديرتهم مكرمين.
أيام أبي المكارم القائل ذلك في كتابه (الكنائس والديارات) الخط.
راجع تاريخ يوحنا كاما المطبوع بالقبطية والانكليزية في باريس سنة 1919م.
السلطان الملك الناصر بن السلطان الملك قلاوون ملك في سنة 1299م اي سنة 1015ش/698ه (صحته 1016/ش 699ه). وفي أيامه كانت حاذثة هدم الكنائس سنة 721ه (1321م/1037ش) ومكث 44 سنة سلطانا ومات سنة 1341م/1057ش.
انظر كتاب ابن فضل الله العمري صفحة رقم 374.
شيهات كلمة قبطية هي (شيهيت) معناها ميزان القلوب.
قد ذكرها المقريزي أيضا فقال أثناء الكلام عنها - دير الياس عليه السلام وهو دير للحبشة وقد خرب دير يحنس كما خرب دير الياس اكلت الارضة اخشابهما فسقطا.
قد انتحر هذا الرجل في سنة 1924 (ووجدوا في مذكراته أن لعنة حلت عليه لأنه اوعز إلى بعضهم عن بعض اوراق قبطية بدير أنبا مكاريوس حيث مكتوب عليها بلعنة من يخرجها). راجع جريدة الاهرام في يوم الثلاثاء 16 سبتمبر سنة 1924 عدد رقم 14475.
كلمة قبطية معناها 49.
Bog aan la aqoon