1
أبدت أول طفلة تكلمت ملاحظة بسيطة، ولكنها عميقة. فقد صاحت قائلة: «إنها دائما اللحظة الحالية، لكن لا توجد لحظة حالية. إنها تتحرك باستمرار!» وكانت في حالة من الإثارة تعكس تعجبها الشديد مما أدركته. كان من المبهج أن أراها تكتشف كيف يرتبط لغز الوعي بلغز الزمن: إننا نختبر وعينا عبر الزمن، ولا يمكن فصله عنه.
فكر العديد من علماء الأعصاب في احتمالية أن يكون إحساسنا بأننا نوجد في اللحظة الحالية، في ظل التحرك المستمر للزمن في اتجاه واحد، مجرد وهم. ففي كتابه «دماغك آلة زمن»، يوضح دين بونومانو، عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن مسألة تحديد ما إذا كان تدفق الزمن وهما أو رؤية حقيقية لطبيعة الواقع تعتمد جزئيا على تحديد أي من هذين المنظورين المتعارضين في الفيزياء هو الصحيح: (1)
الآنية: الزمن متدفق في الحقيقة، واللحظة الحالية فقط هي «الحقيقية»؛ أو (2)
الأبدية: نحن نعيش في «كون كتلي»، حيث يكون الزمن أشبه بالفضاء؛ فمجرد أنك في مكان ما (أو لحظة ما) لا يعني أن الآخرين لا وجود لهم في اللحظة نفسها.
ويشرح بونومانو صعوبة تناول طبيعة الزمن:
يقدم هذان المنظوران مفاهيم غير متوافقة لطبيعة الزمان، لكن كلاهما يعتبر شعورنا بمرور الزمن يمثل مشكلة جوهرية. غير أن حل هذه المشكلة سيكون مهمة جسيمة؛ إذ يقع شعورنا الذاتي بالزمن في مركز عاصفة عارمة من الألغاز العلمية التي لم تجد حلا وهي: الوعي، والإرادة الحرة، والنسبية، وميكانيكا الكم، وطبيعة الزمن.
2
شكل 8-1: وجهتا النظر بشأن طبيعة الزمن.
في عالم فيزياء الكم المحير، تضيف تجربة الاختيار المتأخر التي أجراها جون ويلر - وهي تجربة مستوحاة من نتائج تجربة الشق المزدوج الكلاسيكية - طبقة أكثر غموضا إلى السؤال المتعلق بكيفية ارتباط الزمن بالوعي. في تجربة الشق المزدوج في ميكانيكا الكم، عندما يكون الضوء موجها إلى لوح حاجز به شقان متوازيان، يعمل الضوء وكأنه موجة؛ فيمر عبر كلا الشقين، وينتج نمط تداخل على شاشة موضوعة خلف الشقين. وهذا صحيح حتى إذا كان الضوء ينبعث على صورة فوتون واحد في المرة الواحدة (الشكل
Bog aan la aqoon