Virtues of the Companions - Muhammad Hasan Abd al-Ghaffar
فضائل الصحابة - محمد حسن عبد الغفار
Noocyada
موقفه من قتلة عثمان واستشهاده ﵁
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: انصرف الزبير يوم الجمل عن علي فلقيه ابنه عبد الله بن الزبير، فقال: جبنًا؟!! فـ الزبير تراجع لما التقى بـ علي فقال له علي: تذكر يوم كذا حينما قال رسول الله ﷺ (تحبه؟ فقلت: نعم أحبه، فقال: ستقاتله وأنت له ظالم)، فكأن الزبير لم يسمع ذلك إلا يوم الجمل، وذكره بذلك علي بن أبي طالب، فقال الزبير عندما قال له ولده عبد الله: تتراجع جبنًا؟ قال: قد علم الناس أني لست بجبان، ولكن ذكرني علي شيئًا سمعته من رسول الله ﷺ، فحلفت ألا أقاتله، ثم قال: ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين فلما رجع الزبير متوجهًا إلى المدينة لحقه ابن جرموز بوادي السباع فقتله وهو يصلي، فلما جيء به مقتولًا بكى علي بن أبي طالب وقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن قاتل الزبير في النار).
وعن هشام بن عروة عن أبيه عن الزبير قال: لقيت يوم بدر عبيدة بن سعيد بن العاص وهو مدجج لا يرى إلا عيناه، فكان يكنى أبا ذات الكرش، فحملت عليه بالعنزة فطعنته في عينه فمات، فأخبرت أن الزبير قال: لقد وضعت رجلي عليه ثم تمطيت فكان الجهد أن نزعتها -يعني: الحربة- فلقد انثنى طرفاها.
قتل ﵁ وأرضاه سنة ست وثلاثين وله بضع وخمسون سنة.
قال علي بن المديني: سمعت سفيان يقول: جاء ابن جرموز إلى مصعب بن الزبير لما ولي إمارة العراق لأخيه الخليفة عبد الله بن الزبير فقال: أقدني بـ الزبير -يعني: كأنه يريد التوبة من قتل الزبير بن العوام ﵁ قال: أقدني بـ الزبير، فكتب في ذلك يشاور عبد الله ﵁ وأرضاه، فجاءه الخبر: أنا أقتل ابن جرموز بـ الزبير؟ لا، ولا بشرك نعله.
قلت: هذا فيه فضل الزبير ﵁ وأضاه، وزيادة في أجره، وكفى بـ الزبير فخرًا أنه حواري رسول الله ﷺ، وكفاه فخرًا أنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وكفاه فخرًا بأن عمر بن الخطاب لما استخلف الستة كان فيهم الزبير ﵁ وأرضاه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
10 / 5