رِسَالَة اسماعيل بن مُحَمَّد الشقندي فِي فضل الأندلس
الْحَمد لله الَّذِي جعل لمن يفخر بالأندلس ان يتَكَلَّم ملْء فِيهِ ويطنب مَا شَاءَ فَلَا يجد من يعْتَرض عَلَيْهِ وَلَا من يثنيه إِذْ لَا يُقَال للنهار يَا مظلم وَلَا لوجه النَّعيم يَا قَبِيح
وَقد وجدت مَكَان القَوْل ذَا سَعَة فَإِن وجدت لِسَانا قَائِلا فَقل
أَحْمَده على أَن جعلني مِمَّن أنشأته وحباني بِأَن كنت مِمَّن أظهرته فامتد فِي الْفَخر باعي وأعانني على الْفضل كرم طباعي وأصلي على سيدنَا مُحَمَّد نبيه الْكَرِيم وعَلى آله وَصَحبه الأكرمين وَأسلم تَسْلِيمًا
أما بعد فَإِنَّهُ حرك مني سَاكِنا وملأ مني فَارغًا فَخرجت عَن سجيتي فِي الإغضاء مكْرها إِلَى الحمية والإباء مُنَازع فِي فضل الأندلس أَرَادَ أَن يخرق الاجماع وَيَأْتِي بِمَا لم تقبله النواظر والأسماع إِذْ من رأى وَمن سمع لَا يجوز عِنْده ذَلِك وَلَا يضله من تاه فِي تِلْكَ المسالك رام أَن يفضل بر العدوة على بر الأندلس فرام أَن يفضل على الْيَمين الْيَسَار وَيَقُول اللَّيْل أَضْوَأ من النَّهَار فيا عجبا كَيفَ قَابل العوالي بالزجاج وصادم الصفاة بالزجاج فيا من نفخ فِي غير ضرم ورام صيد البزاة بالرخم كَيفَ تتكثر بِمَا جعله الله قَلِيلا وتتعزز بِمَا حكم الله أَن يكون ذليلا مَا هَذِه المباهتة الَّتِي لَا تجوز وَكَيف
1 / 29
رسالة ابن الربيب إلى ابن حزم يعيب أهل الأندلس
رسالة أبي محمد ابن حزم في فضائل الأندلس
تذييل ابن سعيد على جواب ابن حزم
رسالة اسماعيل بن محمد الشقندي في فضل الأندلس
وان شبه قال كمعاقل من سوسن قد شيدت ايدي الربيع بناءها فوق القضب شرفاتها من فضة وحماتها حول الأمير لهم سيوف من ذهب
وهل بلغ أحد من مشبهي شعرائكم ان يقول مثل قول أبي جعفر اللماي
والقائل لله نهر سال في بطحاء اشهى ورودا من لمى الحسناء متعطف مثل السوار كأنه والزهر يكنفه مجر سماء قد رق حتى ظن قرصا مفرغا من فضة في بردة خضراء وغدت تحف به الغصون كأنها هدب تحف بمقلة زرقاء ولطالما عاطيت فيه مدامة صفراء تخضب ايدي
ولما أقذع اتى أيضا بأبدع فقال يا فارس الخيل ولا فارس الا على متن جواد الخصى زدت على موسى وآياته تفجر الماء وتخفي العصا
وفي قوله هاجيا ان المرابط بأخل بنواله لكنه بعياله يتكرم الوجه منه مخلق لقبيح ما يأتيه فهو من اجله يتلثم
وهل منكم من حضر مع عدو له جأحد لما فعله معه من الخير وامامهما
ومثل قول أبي محمد عبد الله بن العسال الطليطلي انظر إلى الدنيا فان ابصرتها شيئا يدوم فاغد منها في امان ان يساعدك النعيم وإذا ابصرتها منك على كره تهيم فاسل عنها واطرحها وارتحل حيث تقيم
ومثل زينب بنت زياد المؤدب الوادي آشية التي تقول ولما ابى الواشون الا فراقنا وما لهم عندي وعندك من ثار وشنوا على اسماعنا كل غارة وقل حماتي عند ذاك وانصاري غزوتهم من مقلتيك وادمعي ومن نفسي بالسيف والماء والنار