127

Views of Al-Qurtubi and Al-Maziri on Creeds

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

Daabacaha

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الطبعة الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ

Goobta Daabacaadda

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Noocyada

﵎ قد امتحنهم بتصديق القول بالفعل، ولم يكتف منهم بالإقرار دون العمل، حتى جعل أحدهما من الآخر" (^١).
وأما من السنة فأحاديث كثيرة منها: حديث وفد عبد القيس (^٢).
- وقوله ﷺ: "الإيمان بضعٌ وسبعُون أو بضعُ وستُّون شعبة فأفضلها قول لا إله إلَّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبةٌ من الإيمان" (^٣).
- وقوله ﷺ: "الطُّهور شطرُ الإيمان" (^٤). وغيرها من الأدلة.
وبهذا يتبين لنا أن ما ذهب إليه السلف هو الحق الذي أيَّدته النُّصوص من الكتاب والسنة.
سُئِلَ سهل بن عبد الله التستري (^٥) عن الإيمان ما هو؟ فقال: "قول ونية وسنة؛ لأن الإيمان إذا كان قولًا بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولًا وعملًا بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولًا وعملًا ونية بلا سنة فهو بدعة" (^٦).
وأما ما استدل به المرجئة من الأشاعرة وغيرهم، فهو كما يلي:
أولًا: أن الإيمان في اللغة هو التصديق، وقد أبقاه الشرع على ما كان، وما روي نقله. وذكر الباقلاني (^٧) الإجماع على ذلك، حيث قال:

= الصفوة (٤/ ١٣٠)، تهذيب التهذيب (٣/ ٤١٠).
(^١) الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام ص (٦٦).
(^٢) سبق تخريجه ص (١٣٩).
(^٣) سبق تخريجه ص (١٤٠).
(^٤) سبق تخريجه ص (١٤٠).
(^٥) سهل بن عبد الله التستري الزاهد العابد محدث له كتاب في ذم الكلام توفي سنة (٢٨٣ هـ). صفة الصفوة (٤/ ٦٤)، طبقات الصوفية للسلمي ص (٢٠٦).
(^٦) الفتاوى لابن تيمية (٧/ ١٧١).
(^٧) هو أبو بكر محمد بن الطيب البغدادي المشهور بالباقلاني متكلم أشعري مكثر من التصنيف توفي في بغداد سنة (٤٠٣ هـ). البداية والنهاية (١١/ ٣٧٣)، الديباج المذهب ص (٣٦٣).

1 / 143