Fiktooriya
فكتوريا: ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند
Noocyada
دوق كنوت، ولد في غرة مايو سنة 1850، ودخل المدرسة الحربية بولج وهو في السادسة عشرة من عمره، وارتقى في المناصب العسكرية رويدا رويدا إلى أن بلغ رتبة جنرال سنة 1893، وقاد آلاي الغاردس في الحملة المصرية، وحضر معركة التل الكبير سنة 1882، وقاد الجنود الهندية من سنة 1887 إلى سنة 1890، ثم خلف السر أفلن ود في الدرشت سنة 1893 وحيثما اتجه عد من نخبة القواد.
وللملكة ثلاث بنات أخرى، وهن: البرنسس هيلانة زوجة أمير شلسوغ هلستن، والبرنسس لويز زوجة مركيز لورن بكر دوق أرجيل، والبرنسس بيترس زوجة البرنس هنري باتنبرج الذي توفي في أوائل سنة 1896، وتوفي لها ابن وابنة حزنت عليهما الممالك الإنكليزية كلها حزنا شديدا، وعقبت وفاتهما وفاة ابن برنس أوف ويلس ولي عهدها وهو خاطب وعلى أهبة الاقتران، فزادت وفاته في أحزانها ونغصت عيش أبويه، وما الملوك والعظماء بمأمن من نوائب الدهر، بل هم فيها مثل أضعف رعاياهم وقد تكون وطأتها عليهم أشد، ومهما بالغوا في اتقاء الكوارث يبقى الموت لهم بالمرصاد، وكتبت الملكة حينئذ إلى رعاياها تقول: إن وفاة حفيدها هذا كانت أشد المصائب عليها هولا بعد وفاة زوجها، وختمت كتابها بما ترجمته:
إن المشاغل والمتاعب التي تحف بمنصبي عظيمة جدا، ولكني أطلب من الله أن يديم لي الصحة والعافية ما دمت في قيد الحياة؛ لكي أقوم بما يجب علي لخير بلادي وسلطنتي وسعادتهما.
وولاية عهدها الآن لابنها برنس أوف ويلس، ومن بعده لابنه دوق يورك ثم لحفيده البرنس ألبرت بن دوق يورك الذي ولد سنة 1894، فلها الآن ثلاثة من ولاة العهد الواحد بعد الآخر، وقد رسموا معها في [شكل
10-5 ].
شكل 10-5: الملكة وولاة عهدها الثلاثة الواحد بعد الأخرى.
الفصل الحادي عشر
ارتقاء بلادها في عهدها
ارتقاء بلاد كبيرة كالبلاد الإنكليزية عمل عظيم جدا يستدعي إعمال ألوف من العقول الكبيرة والآراء السديدة مدة سنين كثيرة، لكن هذه الآراء وتلك العقول قد تعجز عن ترقية البلاد إذا كان ملكها ظالما غشوما أو خاملا لا يسعى في مصلحة بلاده ولا يهتم بإصلاح شأنها، فالملك الحكيم الذي يشارك رجاله في سياسة بلاده ويختار الأكفاء منهم لتولي خططها ويقودهم بحكمته في مسالك الأمن الشأن الأعظم في إنجاح البلاد وتعزيز أركانها.
وغني عن البيان أن للملكة فكتوريا اليد الطولى فيما بلغته البلاد الإنكليزية من الارتقاء في عهدها؛ لأنها اتصفت بكل صفات الملك الحكيم العادل المشارك لرجاله في كل ما يعود على بلاده بالخير والفلاح، وارتقاء بلادها لا يتضح مقداره إلا بالمقابلة بين حاضرها وماضيها، وهذه المقابلة لا توفى حقها في أقل من مجلد كبير، لكن الارتقاء عظيم وشامل لكل الأعمال والمعاملات مادية كانت أو أدبية حتى تكفي الإشارة إليها بالإيجاز إذا تعذر الإسهاب فنقول: جلست الملكة فكتوريا على سرير الملك والحواجز كبيرة والأسوار منيعة بين السوقة والأعيان، هؤلاء يتربعون في المناصب العالية ويتمتعون بأطايب الحياة، وأولئك يقصون عنها ويمنعون من الدنو منها، نعم كانت قوانين البلاد تقضي بالمساواة وعدم المحاباة لكن كان فيها عوامل أخرى تخص النعم والمنافع بقوم دون غيرهم، فكانت خدمة الحكومة مباحة للجميع ولكن لم يكن يعين فيها ولا ينتفع منها إلا أناس مخصوصون لقيود وروابط كثيرة يقضي بها ذوو المآرب مآربهم، وكذلك قل عن حق الانتخاب والدخول في مجلس النواب وفي المدارس العالية، فقام أنصار الحق في عهد الملكة فكتوريا وقطعوا تلك القيود ويسروا على الوضيع مجاراة الرفيع ولا يزال هذا دأبهم.
Bog aan la aqoon