Uyūn al-masā'il wa-l-jawābāt
عيون المسائل والجوابات
Noocyada
============================================================
الفن الخامس: من تاب عيون المسائل والجوابات 111 مقدار العطية وود بها على غير سبيل الامتحان. والآخر إلى معنى يستصلخ له المعصية، وغيره لم يكن حكيما ولا واضع الأشياء مواضعها.
جوات آخو: وهو أنه لو خلقهم في الجنة لم يخل من أن يكلفهم فيها معرفته وشكره، أو لا يكلفهم. فإن لم يكلفهم ذلك فقد أباحهم جهلسه وكفر نعمته. والمبيخ لذلك غير حكيم وإن كلفهم فلا بد من ترغيب وترهيب وزجر، وعل ووعيد، هذه حال الممتحنين في دار الدنيا.
فإن قالوا: أليس من قولكم: إن الأطفال وخور العين يخلقون في الجنة، وهن فيها متوعدون(1) لا موعودون غير ماهم فيه، ولا مأمورون ولا مزجورون؟
قيل لهم: بل هم وكل من في الجنة مرغبون في الشكر والمعرفة والدوام على أحسن البداهة ضربا من الترغيب. والأطفال والحور العين قد شاهدوا ما حل بأعداء الله من النقمة والعقوبة على معصيتهم، وما وصل أولياء الله من النعيم المقيم بالطاعة التي كانت منهم، فذلك يقوم لهم في الترغيب في الطاعة والتحسين لها، والتزهيد في المعصية والتقبيح لها مقام الوعد والوعيد، ويخرجهم من حد الإهمال. ولو ابتدأهم في التعيم ثم لم يوعدوا ولم يشاهدوا ما ذكرنا كانوا مهملين؛ والله يتعالى عن الإهمال لعباده.
فإن قالوا: فما أنكرثم أن يضطرهم إلى معرفته وشكر نعمته؟
قلنا: ليس يكون الاضطرار إلا على سبيل الإلجاء لم يحضزهم من الأهوال التي تظل أعناقهم لها خاضعين، أو يتولى خلق المعرفة والشكر (1) في الأصل: متوعدين.
Bogga 661