141

Uyūn al-masā'il wa-l-jawābāt

عيون المسائل والجوابات

Noocyada

============================================================

الفن الخامس: من كماب عيون المسائل والجوابات قال: أرأيتم إن قلت: إنهما قادران على ذلك، وهو جائز منهما غير أنهما لا يجتمعان على الإرادة لذلك لحكمتهما.

قلنا: إنا لا نحتاج إلسى وقوع ذلك منهما؛ لأن التجويز موجب لجواز الحاجسة والضعف على كل واحد منهما، وليس ذلك كالقدرة على الظلم؛ لأن الظلم عندنا لو وقع لم يدل على حدث ولا عجز، فلذلك جازت القدرة من القديم عليه عندنا. أولا ترى أن ملزمنا لو ألزمنا تجويز القدرة على الأكل والشرب قياسأ على القدرة على الظلم كان الفرق في ذلك واضحا؟ وهو ما فان قال: أرأيتم إن قلت: إنسه لا يجوز عليهما التمانع، ولا الوصف بالقدرة عليه؛ لأن ذلك لا يوجب الحدث والضعف والحاجة!

قلنا: إنا نقول لك: وماذا علينا من هذا؟ وهل ألزمناك ذلك إلا لأنه يوجب الحدث والضعف؟ فإن كرهت ذلك فاترك الأصل الذي أداك إليه وإلا فبين لنا أنه لا يقودك إليه، ولا يوجبه عليك. ولو أن من قصد خصمه إلى أن يلزمه قولا محالا لا أصل قد قدمه يوجب ذلك عليه اعتصم بمثل ما اعتصمت به لم يلزم أحدا حجة.

وهذا الكلام كله على من ذهب إلى إثبات أكثر من قديم واحد على أن تكون صفة كل واحدا منها(1) ثبت صفة القديم الواحد الذي ثبته. فأما من ثبت قديمين جسمين أو قديما حدثا فالذي يفسد به قوله ما قدمناه من الذلالة على حدث الأجسام الحادثة. وهذا بين كاف والحمد لله.

(1) نصفها في الأصل ممسوح.

Bogga 645