Dhaqanka Aasaasiga ah ee Umam: Hierarkiyadda iyo Jamhuuriyadda
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Noocyada
10
بطبيعة الحال، لم تكن المكونات المختلفة ل «الأصول السويسرية» متباعدة، من حيث الزمان والمكان والدافع العام، لدرجة تحول دون إعادة جمعها في سرد أكثر «شمولا ». على سبيل المثال، كان فريدريش شيلر في مسرحيته «فيلهلم تل» (عام 1805) قادرا على الجمع بين عناصر من خرافتي الأصول السويسرية كلتيهما، وتوضيح الطريق إلى مصير سويسري قائم على الحرية وفضيلة الفلاحين. وعلى الرغم من أن «قسم روتلي» بين شتاوفاخر ورفاقه حاز على أولوية تأريخية هامشية، فقد صاحبه في المسرحية رفض تل الاعتراف بحاكم هابسبورج، جيسلر، ورمي التفاحة بالسهم، وتبعه سريعا ذبح جيسلر وتحرك الفلاحين ضد الطغاة الإقطاعيين؛ تأكدت هذه القراءة على نحو واضح بدنو انتصار الكانتونات الحاسم على فرسان هابسبورج في مورجارتن (1315)، وكذلك بالانتصارات اللاحقة في زيمباخ (1386) ونيفيلس (1388). وبحلول احتفالات الذكرى الستمائة عام 1891، استطاع هذا الخليط من التقاليد أن يصبح النسخة الرسمية، وأن يحتفى به، بتوجيهات من الحكومة الفيدرالية، على مدار يومين في أوائل أغسطس في كل من شفيتس وعلى مرج روتلي على ضفاف بحيرة لوسيرن.
مرة أخرى، يوضح المثال كلا من التقاليد والذكريات المتعددة المصادر بشأن «الماضي القومي»، والطرق التي يمكن من خلالها احتواء تلك الصراعات الأيديولوجية والاجتماعية. بطبيعة الحال، لم تكن هذه عملية تغيير تطوري سلسة؛ فالواقع أن صراعات القيمة والنظرة القومية التي كانت شائعة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ما زالت قائمة حتى في وقتنا الحاضر. في سويسرا الحديثة، ما زالت الكانتونات الداخلية الريفية الموجودة في الوديان الجبلية (معظم سكانها كاثوليك أيضا) ذات الأخلاقيات الأكثر محافظة؛ تتوجس قلقا من الرأسمالية العلمانية التحديثية التي تنتهجها البلدات والمدن، ولا سيما زيورخ وبيرن، التي تزايدت سيطرتها منذ زمن الجمهورية الهيلفيتية عام 1798، ثم مرة أخرى أثناء الجمهورية الفيدرالية عام 1848، على السياسة والمجتمع الحضري السويسريين. وطفت هذه المصائر البديلة القائمة على نمط القومية الجمهورية المدنية المعززة، ونمط قومية أكثر «عهدية» كانتوني الأساس، على السطح أثناء النقاشات التي أثارتها الذكري السبعمائة لوثيقة التأسيس السويسرية، كما ظهرت في استجابات السويسريين لضغوط العولمة والهجرة.
11 (2) الأمم الهرمية الحديثة
قد يعتقد أنه ما دامت الكانتونات السويسرية الريفية لم تظهر بصفة خاصة أي رغبة في التراتبيات الهرمية التقليدية، فلا متسع في العالم الحديث لتراث التراتبية الهرمية القديم. إلا أنه على الرغم من صحة أن مفهوم «الأمة الهرمية» كتلك التي رأيناها في أوروبا القروسطية قد ولى زمانه، مع وجود بعض الاستثناءات القليلة، فإن التقاليد المحافظة، وحتى عناصر من المجتمع الهرمي، ما زالت موجودة على نحو مناهض غالبا للقومية الجمهورية السائدة في الدول القومية الحديثة.
في القرن التاسع عشر، أسس عدد من المجتمعات القومية في هيئة جمهوريات ذات ملكيات دستورية، واستمر عدد قليل من الدول الكبرى في هيئة دول قومية هرمية أو أعيد تشكيلها على هذا النحو، وأبرزها ألمانيا واليابان. الحالة الألمانية معقدة؛ فهي تتضمن تباديل من كل تقاليد المجتمع الثلاثة في آخر قرنين. لكننا نجد في اليابان تقليدا هرميا مسيطرا، نراه أولا في شوجونية توكوجاوا التي منحت بموجب إجراءاتها الاستبعادية المجتمع الإقطاعي الياباني طابعا قوميا على نحو متزايد، بعضه مستعار من الأمثلة الغربية، مع إضافة خرافات عن الأصل والاصطفاء القوميين شابهت تلك الموجودة في أوروبا، ونراه ثانيا في إصلاح ميجي عام 1868، بعد تغلغل القوة الأمريكية. في العملية اللاحقة، كانت ثورة بعض عشائر الساموراي على حكم الشوجون، واستعادة الإمبراطور ميجي الحكم وانتقاله إلى إيدو (طوكيو) بعد أن ظل بلاطه الإمبراطوري في العاصمة القديمة كيوتو طوال تلك القرون الماضية؛ ثورة محافظة في جوهرها، استخدمت أشكالا تقليدية جديدة لإضفاء الشرعية والقداسة على رغبة هؤلاء النخب في تحقيق التكافؤ بين اليابان والغرب من خلال برنامج للتحديث السريع. كان تضافر الدين الشعبي، والتعليم الجماهيري، وعبادة الإمبراطور ضروريا لنجاح هذا البرنامج؛ فلو كان على المجتمع الياباني أن يشرع في تطبيق إصلاحات عميقة تمكنه من البقاء ومنافسة الغرب المتدخل، لكان لزاما توعية أعضائه بقواسمهم المشتركة ومجتمعهم الحميم بصفته «أمة عائلية»، لم تكن موجودة حتى تلك اللحظة إلا نظريا، أي في عقول بعض المفكرين والساسة الذين كانوا يستلهمون من النصوص القديمة. من أجل ذلك، هدفت نخب ميجي إلى تعزيز طقوس الشينتو العائلية، والتقديس الشنتوي الوطني لقتلى الحرب، لا سيما في ضريح ياسوكوني المجدد، كما سعت أيضا إلى ربط هذه الطقوس بكل من الدين الشعبي لجموع الفلاحين، وعبادة الإمبراطور بصفته أبا «الأمة العائلية» وحاميها. وكان لزاما، من أجل تحديث أمة الإمبراطور «العائلية»، فرض النظام الجديد للتعليم الإلزامي الجماهيري، الموضح في المرسوم الإمبراطوري بشأن التعليم عام 1890 المحتفى به، مع توقع أن يكون ذلك النظام محرك التنمية الاجتماعية والاقتصادية اليابانية.
12
على هذا النحو، ألحقت مرة أخرى الأشكال اليابانية من التراتبية الهرمية بأفكار الغرب عن الأمة، من أجل تحقيق تطوير متأخر ل «الأمة الهرمية» في شكل بدا أكثر تأثرا بالتقاليد الأصلية منه بالتقاليد والنماذج النابعة من الغرب، وإن لم يكن خاليا من التأثر بأشكال المجتمع الغربية الحديثة. وليس واضحا إلى أي مدى كانت القومية الرومانسية في ثلاثينيات القرن العشرين، التي سبقت مباشرة النظام الفاشي، مدينة للأفكار الرومانسية الألمانية، وإلى أي مدى أثرت على الفاشيين. إلا أنه في النظام اللاحق، كان التركيز على القوة الإمبراطورية والقرابة الوطنية في ظل الإمبراطور مدعوما بلا شك بحرب الغزو والدفاع الطويلة في آسيا، والدعاية الرسمية التي صاحبتها. بدا لبعض الوقت أن الهزيمة اليابانية اللاحقة والمعاناة المنقطعة النظير التي عاناها الشعب الياباني تتضمنان انتهاء المبدأ الهرمي نفسه، وتقوضان معه الترابط القومي الياباني، لكن القرار الأمريكي بالاحتفاظ بالإمبراطور وعائلته وإخضاع اليابان للاحتلال الأجنبي ساعد في إحياء الروابط القومية حول فكرة كون اليابانيين ضحية جمعية في «حرب المحيط الهادئ». وكشفت استعادة المؤسسات والسياسة اليابانيتين المستقلتين مدى الاحتفاظ بالأشكال الاجتماعية المحافظة المتميزة السابقة، كما كشفت عن استمرارية مركزية العائلة الإمبراطورية لمفهوم القومية اليابانية.
13
يجسد المثال الرائع الآخر للأشكال الهرمية المدمجة في تكوين المؤسسات القومية نمطا من العلاقات الثقافية مختلفا للغاية. في إنجلترا، ظلت الهرمية ممزوجة بقومية عهدية قوية نابعة من فترة الكومنولث البيوريتاني العنيفة على قصرها. وعلى الرغم من إلغائه سريعا، فإن تأثيره الديني والثقافي على تطور الهوية القومية الإنجليزية، والأنجلو-بريطانية لاحقا، كان هائلا. كما رأينا في الفصل الخامس، فإن نوع «العرقية» الهرمية الذي كان الأنجلوسكسونيون رواده، وطوره النورمان، ثم رسخه ملوك أسرة تيودر لاحقا بعد تقلبات عديدة، في إحساس بالهوية القومية الإقليمية، إلى جانب القوانين والعادات المشتركة والثقافة العامة المميزة، قطعه لفترة قصيرة لكن مضطربة ظهور أنواع عهدية من الهوية والمجتمع القوميين في ظل البيوريتانيين. كانت إنجلترا، من وجهة نظر كرومويل، وكذلك من وجهة نظر ميلتون، أمة مختارة من الرب، والمولود الأول للرب، وجديرة بأن تكون خليفة لإسرائيل القديمة، وسوف تتحقق في الكومنولث الجديد الذي ألغى الملكية، ومجلس اللوردات، والكنيسة الأنجليكانية. وبعد فشل الحكم العسكري، استعيدت هذه الأنواع الهرمية من الثقافة الشعبية بعد عام 1660، لكنها وضعت في سياق أيديولوجي جديد يتمثل في الحرية السياسية، وفي نسق ديني جديد يتمثل في الاختيار القومي - للإنجليز بوصفهم أمة مختارة تتمتع بالحرية المدنية والتقدم - وساعد هذا المفهوم في دعم مثل «الثورة المجيدة» عام 1688، وكذلك أمة اتحاد القرن الثامن عشر الأنجلو-بريطانية البروتستانتية إلى حد بعيد، وإلى حد ما الحركات الاجتماعية والمسيحية في العصر الفيكتوري.
Bog aan la aqoon