Dhaqanka Aasaasiga ah ee Umam: Hierarkiyadda iyo Jamhuuriyadda
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
Noocyada
21
من ناحية أخرى، قيل إن اللغة الآرامية المشتركة، ونظام كتابتها، أصبحت منتشرة على نطاق واسع حتى إنها كانت تمثل «لغة التواصل الوسيطة» في الشرق الأدنى في الألفية الأولى، وسبب ذلك يعود جزئيا إلى عمليات تهجير الآراميين الواسعة النطاق على يد ملوك آشور، وكان الحكام الآشوريون يستخدمونها في مخاطبة رعاياهم؛ لذلك، بدلا من المساعدة في تمييز «عرقية» آرامية، قال البعض إن اختلاط الشعوب قسريا واعتيادهم على اللغة المشتركة كانا من العوامل الرئيسية لظهور الدولة القومية «الآشورية». وكيفما كانت الحال، لم تتمكن اللغة الآرامية المشتركة ولا صدارة عبادة الإله هدد من تكوين وحدة أوسع نطاقا ولا إزاحة آلهة المدن الآرامية المحلية عن عرشها، أو منع النزاعات المتكررة على الحدود بين الممالك الآرامية المختلفة.
22
ربما توجد أدلة أقوى على اعتبار قبائل الأدوميين شبه الرحل وحدة ثقافية، إن لم تكن سياسية. يوضح جروسبي أنه في رواية الكتاب المقدس، يظهر الأدوميون كمملكة موحدة تعيق مرور بني إسرائيل المشردين بعد خروجهم من مصر. ويشير سفر العدد إلى شعب يسمى «أدوم» (الأدوميين) وإلى أرض «كل أدوم»، لها حدود تسيج جبل سعير (سفر العدد 20: 16، 23). ونعلم أيضا أنهم في القرن التاسع قبل الميلاد انخرطوا في تحالفات سياسية وصراعات مع حماة، وصور، وصيدا، وكذلك مع مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا. مرة أخرى، يبدو أنه كان يوجد رب أعلى هو قوش، أو ربما مجموعة من الآلهة ضمت إلهة اسمها أدوم، لكنه من غير المعلوم إلى أي مدى كانت عبادة قوش مهمة لهوية الشخص الأدومي. بالنسبة إلى مؤلفي الكتاب المقدس، فإن أدوم والأدوميين كانوا قريبين من مملكة يهوذا، من ناحية الأرض والأنساب القبلية، وتوجد تلميحات على أن عبادة يهوه نشأت في أراضي الأدوميين، على الرغم من أنهم تحولوا قسريا بعد ذلك بكثير إلى اليهودية على يد السلالة الحشمونية الملكية. إلا أنه من غير الواضح إلى أي مدى كونوا مجتمعا عرقيا منفصلا (عرقية) يمتلك أسطورة أصل مشترك وذكريات وثقافة مشتركتين.
23 (5) حالة «إسرائيل القديمة»
لا تتوافر لدينا أدلة كافية تجعلنا نقدر إلى أي مدى يمكننا التحدث على نحو مشروع عن جماعة وهوية قوميتين وعرقيتين إلا عندما نتناول الاتحاد القبلي الإسرائيلي. ربما تكون هذه الأدلة كافية، لكنها ليست قاطعة، كما تشهد كل الآراء المتصارعة الكثيرة التي تتناول كل جوانب «إسرائيل القديمة». من ناحية أخرى، فإن الأهمية الطويلة الأمد لتجارب مملكة إسرائيل القديمة ومملكة يهوذا القديمة في تكوين الأمم لاحقا تتمتع بأهمية لا تدع مكانا للمغالاة.
وجد اسم «إسرائيل» لأول مرة على اللوحة التذكارية للفرعون مرنبتاح (حوالي عام 1210 قبل الميلاد) التي تسجل الأماكن والمجموعات العرقية التي يزعم أنه غزاها أو دمرها في كنعان. إلا أنه ليس واضحا ما إذا كانت إسرائيل المذكورة في هذا الصدد وصفا إقليميا أم وصفا عرقيا أم كليهما. تظهر إسرائيل بعد ذلك على اللوحة التذكارية للملك ميشع ملك مؤاب (حوالي عام 830 قبل الميلاد) وفي سجلات التاريخ الآشورية على أنها مملكة الشمال المذكورة في الكتاب المقدس، بالإضافة إلى مملكة يهوذا الجنوبية. في سفر يشوع وسفر القضاة، نقرأ سلسلة من الصراعات بين الأسباط الإسرائيلية والعديد من «القبائل» والدول المدن الكنعانية، والفلسطينيين، والأدوميين، والعمونيين، والمؤابيين. قد يشير ذلك إلى قدر من الوحدة السياسية، بل ربما إلى حلف يشبه ذلك الحلف الذي طرحه مارتن نوث ذات مرة. إلا أن سفر القضاة يبرز أيضا الانشقاقات بين الأسباط الإسرائيلية المختلفة، أولئك الموجودين في الجنوب، وأولئك الموجودين في الشرق قبالة الأردن، في المنطقة الجبلية الوسطى، وبقية الأسباط الشمالية المنفصلة، ولم يبد أن العبادة الرئيسية للإله يهوه قد حققت تأثيرا سياسيا كبيرا.
24
مسألة أصول إسرائيل وإيمانها الفريد بيهوه - وهذه مسألة لا يزال الباحثون ينقسمون حولها - مرتبطة بأصول وطبيعة العهد الذي يميز أسباط بني إسرائيل عن غيرهم، العهد الذي كان له عميق الأثر على تكوين الأمم لاحقا. حتى إذا كانت «إسرائيل» تشير في الأصل إلى جماعة مختلطة الأعراق تضم البدو الآراميين من الشرق والفلاحين الكنعانيين الذين هربوا إلى المنطقة الجبلية في أعقاب سقوط الحكم المصري بعد عام 1300 قبل الميلاد، فإن محورية قبيلة أفرايم الواقعة في منطقة الجبل، تلك القبيلة التي ينتمي إليها يشوع خادم موسى، واندماج عبادة يهوه بعبادة «إيل» الإله الأعلى عند الكنعانيين تدريجيا؛ مثلت بداية عملية طويلة لبناء وحدة أيديولوجية، إن لم تكن وحدة سياسية دائمة. بالإضافة إلى ذلك، في حين يتعامل بعض الباحثين أمثال يوستا آلستروم مع رواية سفر الخروج وروايات أسفار موسى على أنها ثانوية، يجد غيرهم مثل إيرفينج زايتلين توافقا كبيرا بين سرد الكتاب المقدس في أسفار موسى الخمسة والعادات والأعراف في الشرق الأدنى في تلك الفترة. وعلى الرغم من هذه الاختلافات، تظل الحقيقة متمثلة في أنه بحلول عصر شاول الملك (حوالي عام 1000 قبل الميلاد)، حققت أسباط بني إسرائيل التي تقطن المنطقة الجبلية، مع سبط بنيامين وسبط يهوذا، قدرا كبيرا من الوحدة السياسية، جعلت أحد الباحثين على الأقل يزعم أن عددا من أسباط بني إسرائيل أقروا فعليا بعلاقتهم الوثيقة، بل ب «اتحاد قومي متلاحم قائم على الدين»، لكن دون تعريف معنى مصطلح «قومي» تعريفا واضحا في تلك الفترة، أو في غيرها.
25
Bog aan la aqoon