رفع له البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة وقيل في السادسة بمنْزلة الكعبة في الأرض، وهو بحيال الكعبة، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم" ١.
وعن عائشة ﵂ قالت: قال رسول الله ﷺ: "ما في السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو ملك قائم، فذلك قول الملائكة: ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ﴾ ٢" رواه محمد بن نصر وابن أبي حاتم وابن جرير وأبو الشيخ. وروى الطبراني عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: "ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع. فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لا نشرك بك شيئا".
وعن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" ٤ رواه أبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات، والضياء في المختارة. فمن سادتهم جبرائيل ﵇ قد وصفه الله تعالى بالأمانة وحسن الخلق والقوة فقال تعالى: ﴿علَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى﴾ ٥ ومن شدة قوته رفع مدائن قوم لوط ﵇، وكن سبعا، بمن فيهن من الأمم وكانوا قريبا من أربعمائة
_________
١ البخاري: بدء الخلق (٣٢٠٧)، ومسلم: الإيمان (١٦٢)، والنسائي: الصلاة (٤٤٨)، وأحمد (٣/١٤٨) .
٢ سورة الصافات آية: ١٦٥-١٦٦.
٣ لفظ (لا) من مخطوطة عبد الرحمن الحصين، وتاريخ ابن كثير والبداية والنهاية) .
٤ أبو داود: السنة (٤٧٢٧) .
٥ سورة آية: ٥-٦.
1 / 249