Usul Fi Nahw
الأصول في النحو
Baare
عبد الحسين الفتلي
Daabacaha
مؤسسة الرسالة
Goobta Daabacaadda
لبنان - بيروت
يجيزون إدخال الباء في هذه المسألة فيقولون: ما طعامك زيد بآكل، وما فيك زيد براغب. إلا أنهم يرفعون الخبر إذا لم تدخل الباء، ولا يجيزون نصب الخبر في هذه المسألة.
وتقول: ما زيد قائمًا، بل قاعد١ لا غير لأن النفي نصبه، ومن أجل النفي شبهت "ما" بليس فلا يكون بعد التحقيق إلا رفعًا، وتقول زيد ما قام، وزيد ما يقوم، ولا يجوز: زيد ما قائمًا ولا زيد ما قائم، ولا زيد ما خلفك حتى تقول: ما هو قائمًا، وهو خلفك لأن "ما" حقها أن يستأنف بها ولا يجوز أن تضمر فيها إذ كانت حرفًا ليس بفعل وإنما يضمر في الأفعال/٨٢ ولا يجوز: طعامك ما زيد آكل أبوه، على ما فسرت لك، وقد حكي عن بعض من تقدم من الكوفيين إجازته، ويجوز إدخال من على الاسم الذي بعدها إذا كان نكرةً تقول: ما من أحد في الدار، وما من رجل فيها. ويجوز أن تقول: ما من رجل غيرك وغيرك بالرفع والجر، ويكون موضع رجل رفعا قال الله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه﴾ ٢ وغيره على المعنى وعلى اللفظ. وإنما تدخل "من" في هذا الموضع لتدل على أنه قد نفى كل رجل وكل أحد. ولو قلت: ما رجل في الدار لجاز أن يكون فيها رجلان وأكثر، وإذا قلت: ما من رجل في الدار، لم يجز أن يكون فيها أحد البتة. وقال الأخفش٣: إن شئت قلت -وهو رديء: ما
١ تعرب "قاعد" خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: هو قاعد. ٢ الأعراف: ٥٩. وهود: ٥٠. وقد قرئ في السبعة جميعها برفع الراء وضم الهاء من "غيره" كما قرئ بكسر الراء والهاء، انظر النشر ٢/ ٢٧٠. والإتحاف/ ٢٢٦، غيث النفع/ ١٠٤. ٣ الأخفش: هو الأخفش الأوسط: أخذ النحو عن سيبويه، وكان معتزليا حاذقا في الجدل. قال المبرد: كان الأخفش أكبر سنا من سيبويه. وكانا جميعا يطلبان، قال: فجاء الأخفش يناظره، بعد أن برع، فقال له الأخفش: إنما ناظرتك لأستفيد لا لغيره، فقال سيبويه: أتراني أشك في هذا؟ ومات سنة ٢١٠هـ ترجمته في أخبار النحويين البصريين/ ٣٨، وطبقات الزبيدي/ ٧٤، وإنباه الرواة ٢/ ٣٦، ونزهة الألباء/ ١٨٥.
1 / 94