86

Usul Fi Nahw

الأصول في النحو

Baare

عبد الحسين الفتلي

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Goobta Daabacaadda

لبنان - بيروت

وترفع الأخ بـ"ذاهب" لأنه ملبس بـ"زيد" وهو من سببه، فكأنك قلت: ليس زيد بذاهب ولا خارج، ولو حملت "الأخ"/ ٧٨ على "ليس"، لم يجز، من أجل أنك تعطف على عاملين، على "ليس" وهي عاملة وعلى "الباء" وهي عاملة، وقالوا: ما كان عبد الله ليقوم، ولم يكن ليقوم، فأدخلوا اللام مع النفي ولا يجوز هذا في أخوات "كان". ولا تقول: ما كان ليقوم، وهذا يتبع فيه السماع. واعلم: أن خبر "كان" إذا كنيت عنه جاز أن يكون منفصلًا ومتصلًا، والأصل أن يكون منفصلًا، إذ كان أصله أنه خبر مبتدأ، تقول: كنت إياه، وكان إياي، هذا الوجه، لأن خبرها خبر ابتداء وحقه الانفصال، ويجوز كأنني وكنته كقولك: "ضربني وضربته"، لأنها متصرفة تصرف الفعل، فالأول استحسن للمعنى، والثاني لتقديم اللفظ قال أبو الأسود: فإنْ لا يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ فإنَّهُ ... أَخُوها غَذَتهُ أُمهُ بِلِبَانِهَا١ و"لكان" ثلاثة مواضع: الأول: التي يكون لها اسم وخبر. الثاني: أن يكون بمعنى وقع وخلق٢ فتكتفي بالاسم وحده ولا

١ استشهد به سيبويه ١/ ٢١، على أن "كان" تجري مجرى الأفعال الحقيقية في عملها فيتصل بها خبرها الضمير اتصال ضمير المفعول بالفعل الحقيقي في نحو: ضربته. وكان أبو الأسود يخاطب به مولى له كان حمل له تجارة إلى الأهواز وكان إذا مضى إليها يتناول شيئا من الشراب فاضطرب أمر البضاعة. واللبان، بكسر اللام، تقول: هو أخوه بلبان أمه، ولا يقال: بلبن أمه. ويريد الشاعر: نبيذ الزبيب، وانظر المقتضب ٣/ ٩٨، وأدب الكاتب/ ٣٢، وشرح السيرافي ١/ ٣٠٧، وإصلاح المنطق/ ٢٩٧ والإنصاف/ ٤٩، وابن يعيش/ ٣/ ١٠٧، وتفسير المسائل المشكلة للفارقي/ ٧٠. ٢ أي: التامة. قال سيبويه: وقد يكون "لكان" موضع آخر يقتصر على الفاعل فيه، تقول: قد كان عبد الله، أي: قد خلق عبد الله وقد كان الأمر، أي: وقع الأمر. انظر الكتاب ١/ ٢١.

1 / 91