219

Usul Fi Nahw

الأصول في النحو

Tifaftire

عبد الحسين الفتلي

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Goobta Daabacaadda

لبنان - بيروت

كقولك/ ٢٤٩: عشرون درهمًا، وهذا أفرههم عبدًا، فكما لا يجوز: درهمًا عشرون، ولا: عبدًا هذا أفرههم، لا يجوز هذا١، ومن أجاز التقديم قال: ليس هذا بمنزلة ذلك، لأن قولك: عشرون درهمًا، إنما عمل في الدرهم ما لم يؤخذ من فعل٢.
وقال الشاعر فقدم التمييز لما كان العامل فعلًا:
أتَهْجُرُ سَلْمَى لِلفِرَاقِ حبيبها ... ومَا كانَ نَفْسًا بالفِرَاقِ تَطِيبُ٣
فعلى هذا تقول: شحمًا تفقأت، وعرقًا تصببت، وما أشبه ذلك، وأما قولك: الحسن وجهًا والكريم أبا فإن أصحابنا٤ يشبهونه: بالضارب رجلًا وقد قدمت تفسيره في هذا الكتاب وغير ممتنع عندي أن ينتصب على التمييز أيضًا بل الأصل ينبغي أن يكون هذا. وذلك الفرع، لأنك قد بينت بالوجه

١ انظر الكتاب ١/ ١٠٥.
٢ يشير إلى قول المبرد في المقتضب جـ٣/ ٣٦. وهو يرد على سيبويه، لأنه يراده -أي: سيبويه- كقولك: عشرون درهما وهذا أفرههم عبدا، وليس هذا بمنزلة ذلك لأن: عشرين درهما، إنما عمل في الدرهم ما لم يؤخذ من الفعل.
٣ الشاهد فيه تقديم التمييز "نفسا" على عامله تطيب.
والشاهد للمخبل السعدي ربيع بن ربيعة بن مالك. وقيل: لأعشى همدان، ولقيس بن معاذ. ويروى:
أتوذن سلمى بالفراق حبيبها ... ولم تك نفس بالفراق تطيب
ولا شاهد فيه على هذه الرواية. ويرى أتهجر ليلى ... بدلا من سلمى.
وانظر: المقتضب ٣/ ٣٧. وشرح السيرافي ١/ ٢٥ والخصائص ٢/ ٢٨. والإنصاف ٤٤٧، وابن يعيش ٢/ ٧٤، وشرح الكافية للرضي ١/ ٢٠٤.
٤ أي: البصريون.

1 / 224