204

Usul Fi Nahw

الأصول في النحو

Tifaftire

عبد الحسين الفتلي

Daabacaha

مؤسسة الرسالة

Goobta Daabacaadda

لبنان - بيروت

فأشبه مع خرج مخرج مع لا يقوم مقام الفاعل نحو: الحال والتمييز، ولو جاز لما أشبه "مخافة الشر" أن يقوم مقام الفاعل لجاز سير "بزيد راكب" فأقمت "راكبًا" مقام الفاعل، ومخافة الشر وإن أضفته إلى معرفةٍ فهو بمنزلةِ "مثلِكَ" وغيركَ وضارب زيد غدًا نكرة.
قال أبو بكر: وقرأت بخط أبي العباس في كتابه: أخطأ الرياشي١ في قوله: مخافة الشر ونحوه "حال" أقبح الخطأ لأن باب لـ"كذا" يكون معرفة ونكرة، وهذا خلاف قول سيبويه، لأن سيبويه بجعله معرفة ونكرة إذا لم تضفه أو تدخله الألف٢ / ٢٢٩، واللام كمجراه في سائر الكلام، لأنه لا يكون حالًا قال سيبويه: حسن فيه الألف واللام، لأنه ليس بحال فيكون في موضع فاعل حالًا، وأنه لا يبتدأ به ولا يبنى على مبتدأ٣، لأنه عنده تفسير لما قبله وليس منه. وأنه انتصب كما انتصب الدرهم في قولك عشرون درهمًا.

١ أبو العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي مولى محمد بن سليمان بن علي، قرأ على المازني، وكان عالما بالرواية، واللغة والشعر. مات سنة "٢٥٧هـ" ترجمته في إنباه الرواة ٢/ ٣٦٨، المنتظم ٥/ ٥-٦ وبغية الوعاة ٢٧٥ وإشارة التعيين ورقة "٢٣".
٢ الكتاب ١/ ١٨٤-١٨٥.
٣ الكتاب ١/ ١٨٦ وجـ١/ ١٨٤.
شرح الخامس: وهو المفعول معه
اعلم: أن الفعل إنما يعمل في هذا الباب في المفعول بتوسط الواو١، والواو هي التي دلت على معنى "مع" لأنها لا تكون في العطف بمعنى "مع" وهي ههنا لا تكون إذا عمل الفعل فيما بعدها إلا بمعنى "مع" ألزمت ذلك، ولو كانت عاملة كان حقها أن تخفض. فلما لم تكن من الحروف التي تعمل في الأسماء، ولا في الأفعال وكانت تدخل على الأسماء والأفعال وصل الفعل إلى ما بعدها فعمل فيه. وكان مع ذلك أنها في العطف لا تمنع الفعل الذي قبلها أن يعمل فيما بعدها/ ٢٣٠ فاستجازوا في هذا الباب إعمال الفعل ما بعدها في الأسماء وإن لم يكن قبلها ما

١ هذا مذهب سيبويه انظر الكتاب ١/ ١٠٥.

1 / 209