Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
معلوم من الدين ضرورة أن الله جل جلاله قد كلفنا، وذلك بأن أمرنا بفعل أمور ونهانا عن أمور أخرى. ونعلم أنه تعالى سيثيب من أطاعه، وسيعاقب من عصاه وتمرد عليه.
وأول ما يثار عند بحث التكليف هو السؤال: ما المصلحة من التكليف؟ خصوصا لما كانت عاقبة العصاة هي العذاب الأبدي، أجارنا الله منه؟
والسؤال في الواقع يخلط بين التكليف الذي هو فعل لله تعالى، وبين المعصية أو المخالفة التي هي فعل للعبد.
فنحن نقول إن الله تعالى لا يفعل القبيح أبدا، ولا يريد أن ينزل العذاب على أحد من خلقه { ما يفعل الله بعذابكم } (النساء:147). ونقول إنه تعالى قد أحسن إلينا بالتكليف، من حيث أنه عرضنا لثواب عظيم جدا، مقابل أعمال حقيرة يسيرة لا تساوي أقل القليل من ما سيثيبنا الله تعالى به.
أما العقاب فهو لا يترتب على التكليف ترتبا مباشرا، بل يترتب على معصية الإنسان، وسوء اختياره. فاللوم يوجه إلى الإنسان بأن ضيع هذه الفرصة الحسنة؛ ولا يوجه إلى الله تعالى، لأنه عرضه لهذه الفرصة الحسنة!! نعم؛ لولا التكليف لما كان العقاب، ولكن سبب العقاب المباشر هو معصية الإنسان.
Bogga 81