Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
نحن نعلم إن الله تعالى هو المحيي وهو المميت؛ وهذا المعنى من ضروريات الدين ولا شك فيه على الإطلاق.
ولكن يشيع بيننا مثال غير دقيق وهو: إن الأعمار بيد الله تعالى.
وهو غير دقيق من حيث أن العامة، بل وكثير من الخاصة، تفهم منه أنه لا يوجد للمخلوق تصرف في عمره على الإطلاق. وهذا خطأ؛ فإن للإنسان تصرفا في عمره وعمر غيره؛ ويمكنه أن ينقص من عمره أو عمر غيره، كما يمكنه أن يزيد من عمره. وكون الله تعالى هو المحيي والمميت، وكون الحياة والموت بيد الله تعالى، لا علاقة لها بهذا الموضوع أصلا.
فنفس وهب الحياة هو لله تعالى، لا أحد يفعله سواه؛ ولكن قد وردت الأخبار الصحيحة في أن من يعمل أعمالا معينة فإن ذلك يطيل عمره. فإطالة العمر هي من الله تعالى، ولكن الإنسان هو الذي عمل العمل الذي به استحق أن يطول عمره، فإذن له تصرفا في ذلك.
ونفس أخذ الحياة هو لله تعالى، ولكن نعلم أنه تعالى قال { أفإن مات أو قتل } (آل عمران: 144) فبينت الآية أن الموت غير القتل.
أيضا، لو لم يكن للإنسان تصرفا في عمره لكان كل أمر بالحفاظ على الحياة الإنسانية لغوا لا فائدة فيه، لأنه خارج عن مقدورنا أصلا.
Bogga 109