(١) والشفاعة المثبتة هي التي تطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة والمشفوع له من رضي الله قوله وعمله بعد الإذن [وهذه الشفاعة لا تطلب إلا من الله وحده لأنها ملك لله وحده فمن طلبها من غير الله فقد أشرك وأتى بما يناقض طلبه ويمتنع عليه حصوله لأن الله لا يرضى إلا التوحيد ولا يأذن للشفاعة إلا للموحدين] (٢) قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٥] (٣)
_________
(١) سورة البقرة آية: ٢٥٤. قال الحافظ عماد الدين المشهور بابن كثير في تفسير هذه الآية: يأمر الله تعالى عباده بالإنفاق مما رزقهم في سبيله سبيل الخير ليدخروا ثواب ذلك عند ربهم ومليكهم وليبادروا إلى ذلك في هذه الحياة الدنيا من قبل أن يأتي يوم - يعني يوم القيامة - لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة، أي لا يباع أحد من نفسه ولا يفادى بمال لو بذله ولو جاء بملء الأرض ذهبًا، ولا تنفعه خلة أحد - يعنى صداقته - بل ولا نسابته كما قال تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ) ولا شفاعة أي ولا تنفعهم شفاعة الشافعين، وقوله تعالى: (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) مبتدأ محصور في خبر، أي ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرًا، وقد روى ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار أنه قال: الحمد لله الذي قال (والكافرون هم الظالمون) ولم يقل والظالمون هم الكافرون، والله أعلم. علقه الشيح محمد منير الدمشقي.
(٢) من زيادة الناشر السابق.
(٣) سورة البقرة آية: ٢٥٥. أي لا يتجاسر أحد على أحد يشفع لأحد عند الله إلا بإذنه له في الشفاعة لعظمته تعالى وجبروت كبريائه كما في حديث الشفاعة (آتي تحت العرش فأخر ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال: ارفع رأسك، وقل تسمع، واشفع تشفع، فيحد لي حدًا فأدخلهم الجنة) والله أعلم. علقه الشيخ محمد منير الدمشقي.
1 / 29