المعذبة فهى في شغل عن التزاورد التلاقى و اما المنعمة المرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا و ما يكون من اهل الدنيا فتكون كل روح مع رفيقها الذى هو على مثل عملها و روح نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في الرفيق الاعلى قال الله تعالى و من يطمع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفى دار البرزخ وفى دار الجزاء والمرء مع من احب في هذه الدور الثلاث انتهى فان قيل قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون كيف يكونون امواتا واحياء قلنا يجوزان يرزقهم الله في قبورهم وارواحهم في جزء من ابدانهم يحس جميع بدنه بالنعيم واللذة لاجل ذلك الجزء كما يحسن جميع بدن الحى في الدنيا ببرودة او حرارة تكون في جزء من اجزاء بدنه وقيل المرادان اجسادهم لابتلى في قبورهم ولا تنقطع اوصالهم فهم كالاحياء في قبورهم وقال ابوحيان في تفسيره عند هذه الآية اختلف الناس في هذه الحيوة فقال قوم معناه ابقاء ارواحهم دون اجسامهم لانا نشاهد فسادها وفناءها وذهب اخرون إلى ان الشهيد حى الجسد والروح ولا يقدح في ذلك عدم شعورنا به فنحن نراهم على صفة الاموات وهم احياء كما قال الله تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تموموا لسحاب وكما نرى النائم على هيئة وهو يرى في منامه ما يتنعم به او يتالم قلت ولذلك قال الله تعالى بل احياء و ليكن لاتشعرون فتنبه بقوله ذلك خطابا للمؤمنين على انهم
Bogga 56