Urjanun Jadid
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Noocyada
motion of impression : هذه الحركة أيضا هي نوع من «التمثل»، وهي الأكثر رهافة بين الحركات المنتشرة، وقد ارتأيت أن أجعلها نوعا بعينه من الحركة بسبب اختلافها الملحوظ عن الحركتين الأخريين، فالحركة البسيطة ل «التمثل » تحول الأجسام نفسها، بحيث إذا أزلت الفاعل الأول فلن تقلل من تأثير ما سيتلوه، وهكذا فلا الشرارة الأولى للهب ولا التحول الأول إلى هواء له أي تأثير على اللهب أو الهواء المتولد كنتيجة، كذلك تدوم «حركة الإثارة» في صورتها الكاملة لفترة طويلة جدا بعد زوال مصدر الحركة، مثلما يحدث في الجسم المسخن عندما يزول مصدر الحرارة، وفي الحديد المثار عندما يبعد المغناطيس، وفي كتلة العجين عندما تزال الخميرة، أما حركة الطبع فرغم أنها منتشرة وانتقالية، فهي تعتمد - فيما يبدو - على المحرك الأول دائما وأبدا، بحيث إذا أزيل أو توقف تفشل الحركة وتنتهي للتو؛ ولذا فإن تأثيرها لا يلبث غير لحظة أو أمد زمني قصير جدا على الأقل، وقد أطلقت على «التمثل والإثارة» اسم حركات «ولادة جوبيتر»؛ لأن التكون يستمر، أما هذه فأسميها حركة «ولادة زحل»؛ لأنها ما إن تولد حتى تلتهم وتبتلع، تفصح هذه الحركة عن نفسها في ثلاثة أشياء: في أشعة الضوء، وفي قرع الصوت، وفي المغناطيسية من حيث اتصالها. فأنت إذا ذهبت بالضوء فإن الألوان وصوره الأخرى تختفي في الحال، وإذا ذهبت بالقرع الأصلي والاهتزازات الجسمية التي يحدثها يذهب بالصوت فورا، فرغم أن الأصوات تضطرب في انتقالها خلال الوسط بفعل الرياح كما لو كان بفعل أمواج، إلا أن على المرء أن يلاحظ بعناية أن الصوت الأصلي لا يبقى طوال الوقت الذي يستمر فيه الرنين، فأنت حين تقرع جرسا فإن الصوت يبدو مستمرا فترة ممتدة، فيغريك ذلك بأن تفترض أن الصوت يظل طوال الوقت طافيا وعالقا في الهواء، وهو غير صحيح على الإطلاق،
88
فالرنين ليس هو الصوت ذاته بل تجدد له، يتضح ذلك حين تكبت أو توقف الجسم الذي قرع، فإذا مسكت بالجرس بقوة بحيث لا يمكنه أن يتحرك فإن الصوت يسكت في الحال ولا يعود ثمة رنين، وإذا لمست الوتر بعد ضربه (بإصبع في حالة القيثار، أو بالريشة في حالة السبنيت)
89
يتوقف الرنين في الحال، وإذا أبعدت المغناطيس يسقط الحديد للتو، غير أن القمر لا يمكن إبعاده عن البحر ولا الأرض عن ثقل كبير يهوي، ومن ثم لا يمكننا إجراء تجربة في هذه الحالات، غير أن المبدأ واحد. (14)
ولتكن الحركة الرابعة عشرة هي «حركة الهيئة أو الوضع»
motion of configuration or position ، وبها تبدو الأجسام راغبة لا في الاتحاد أو الانفصال، بل في الوضع والارتصاف مع غيرها، هذه الحركة غامضة جدا ولم تدرس جيدا، وهي تبدو في بعض الأشياء بلا علة، وإن كانت في الحقيقة غير ذلك (على حد اعتقادي)، فإذا سأل سائل: لماذا تدور السماء من الشرق إلى الغرب لا من الغرب إلى الشرق؟ أو لماذا تلف على قطبين قريبين من الدب لا من الجوزاء أو جزء آخر من السماء؟ فإن مثل هذا السؤال يبدو غير معقول تماما؛ إذ إن هذه الظواهر ينبغي قبولها على أساس الخبرة وكوقائع عجماء، والحق أن هناك بالتأكيد بعض أشياء في الطبيعة هي نهائية ولا علة لها، ولكن ما نحن بصدده لا يبدو أنه من بينها، فأنا أعتقد أن سببه تناغم وتوافق معين في العالم لم يدخل بعد تحت الملاحظة، والأسئلة نفسها تبقى قائمة إذا قبلنا أن حركة الأرض هي من الغرب إلى الشرق، فهي أيضا لا بد تدور حول أقطاب معينة، فلماذا يجب أن تكون هذه الأقطاب حيث هي بدلا من أن تكون في أي موضع آخر؟ وبالمثل تعزى قطبية البوصلة واتجاهها وانحرافها إلى هذه الحركة، يلاحظ أيضا في الأجسام الطبيعية والصناعية معا - وبخاصة إذا كانت صلبة وغير سائلة - ارتصاف معين ووضع للأجزاء ولما قد نسميه شعرا وأليافا، وهو أمر يحتاج إلى بحث دقيق؛ لأننا إذا لم نكتشفه ونفهمه فلن يمكننا أن نعرض لهذه الأشياء ونتحكم فيها على نحو صحيح، أما تلك التيارات في السوائل التي بها يخفف بعضها عن بعض حين تكون تحت ضغط، حتى يتوزع العبء بالتساوي ريثما تستطيع أن تحرر نفسها، فإنها تنتمي على نحو أصح إلى «حركة الحرية»
motion of liberty . (15)
ولتكن الحركة الخامسة عشرة هي «حركة المرور»
motion of passage ، أو «الحركة وفقا للمسارات»
Bog aan la aqoon