Urjanun Jadid
الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة
Noocyada
self-multiplication
أو «التكون البسيط»
simple generation ، ولست أعني ب «التكون البسيط» تكون الأجسام الكاملة - كما في النباتات والحيوانات - بل تكون الأجسام البسيطة، بهذه الحركة تقوم الأجسام الشبيهة بتغيير أجسام أخرى مقاربة لها أو على الأقل ميالة لها، وتحويلها إلى مادتها وطبيعتها الخاصة، مثل: اللهب الذي يتضاعف بالأبخرة والمواد الزيتية ويكون لهبا جديدا، والهواء الذي يتضاعف فوق الماء والمواد المائية ويكون هواء جديدا، والروح النباتية والحيوانية التي تتضاعف فوق الأجزاء الأرق من المواد المائية والزيتية بالطعام وتكون روحا جديدة، والأجزاء الصلبة للنبات والحيوان مثل الأوراق والأزهار واللحم والعظم ... إلخ والتي يتمثل كل منها ويكون مادة جديدة كل يوم من عصير غذائها، إذ يجب ألا يهذي أحد مع باراسيلسوس
(فلربما أعمته خيباته) الذي ذهب إلى أن التغذية لا تحدث إلا بالانفصال، وأن العين والأنف والدماغ والكبد كامنة في الخبز، والجذور والأوراق والأزهار كامنة في رطوبة الأرض، فمثلما يجبل الفنان من الكتلة الخام للحجر أو الخشب بالفصل والاستبعاد لما هو زائد ورقا وزهرا وعينا وأنفا ويدا وقدما ... إلخ، كذلك يجبل أركيوس
Archaeus
الفنان الداخلي من الطعام بالفصل والاستبعاد شتى أعضاء جسمنا وأجزائه، ولكن بعيدا عن هذا الهراء فإن من المؤكد تماما أن جميع أجزاء النباتات والحيوانات - سواء المتجانسة أو العضوية - تجذب أولا تلك العصائر المتضمنة في طعامنا، والتي هي مشتركة تقريبا أو على الأقل غير شديدة الاختلاف، ثم تتمثلها وتحولها إلى طبيعتها الخاصة، هذا التمثل أو التكون البسيط ليس وقفا على الأجسام الحية، وإنما الأجسام غير الحية أيضا تشارك في نفس الخاصية (كما قلنا عن اللهب والهواء)، وتلك الروح الواهنة المتضمنة في كل مادة حية عينية تعمل - بلا توقف - على الأجزاء الأكبر وتهضمها وتحولها إلى روح، والتي تهرب بعد ذلك؛ مما يسبب فقدان الوزن والجفاف كما قلنا في موضع آخر، وفي حديثنا عن «التمثل» ينبغي ألا نغفل عن ذكر ال
accretion (النمو الالتحامي) الذي يتميز عادة عن التغذية، مثلما يحدث عندما يتصلب الطين الذي بين الأحجار ويتحول إلى مادة صلبة، وعندما تتصلب المادة القشرية على الأسنان وتتحول إلى مادة لا تقل صلابة عن الأسنان ذاتها ... إلخ، فأنا على الرأي القائل بأن في الأجسام جميعا رغبة للتمثل لا تقل عن الرغبة في الاتحاد بمواد مجانسة لها، إلا أن هذه القوة مقيدة كالأخرى تماما، وإن لم يكن بنفس الطرائق، وعلينا أن ندرس هذه الطرائق بكل جد وكذلك انحلالها؛ لأنها ذات صلة بإنعاش القوة الحيوية في الشيخوخة، وأخيرا يجدر بالملاحظة أنه في الحركات التسع السابقة تبدو الأجسام ساعية فقط إلى حفظ طبيعتها الخاصة، أما في هذه فتبدو ساعية إلى التكاثر. (12)
ولتكن الحركة الثانية عشرة هي حركة «الإثارة»
stimulation ، تبدو هذه الحركة نوعا من «التمثل»، وأنا أحيانا أسميها بنفس الاسم دون تمييز، فهي حركة منتشرة واتصالية وانتقالية وتضاعفية، شأنها شأن الأخرى، ومتفقة معها - على الإجمال - في تأثيرها وإن بطريقة أخرى في إحداثه وفي موضوعها، فحركة «التمثل» تمضي كأنما بقوة وسلطان، تأمر وتضطر المادة المتمثلة إلى أن تتحول وتتغير إلى المادة التي تتمثلها، أما حركة «الإثارة» فتمضي كأنما بفن وتلميح وخلسة، وبمجرد إغراء المادة المثارة وتكييفها بطبيعة المادة التي تثيرها، كما أن حركة «التمثل» تضاعف الأجسام والمواد وتحولها تماما، فتنتج لهبا أكثر وهواء أكثر وروحا أكثر ولحما أكثر. أما في حركة «الإثارة» فإن القوى فقط هي ما يتضاعف، فتنتج حرارة أكبر ومغناطيسية أكثر وتحلل أكثر، وتتجلى هذه الحركة - بشكل خاص - في الحرارة والبرودة، فالحرارة لا توصل ذاتها في عملية تسخين الأجسام الأخرى بأن تقاسمها حرارتها الأصلية، بل بإثارة أجزاء تلك الأجسام إلى تلك الحركة التي هي «صورة الحرارة»، والتي تحدثت عنها في «القطف الأول لطبيعة الحرارة»؛ لذا فإن الحرارة تثار في الحجر أو المعدن بشكل أبطأ كثيرا وصعوبة أكبر مما تثار في الهواء؛ لأن هذه الأجسام غير مكيفة وغير قابلة لتلك الحركة، ومن ثم فمن المحتمل أن هناك بعض المواد تجاه مركز الأرض غير قادرة مطلقا على أن تسخن؛ بسبب كثافتها الكبيرة التي قد تجردها من الروح التي بها تثار هذه الحركة، وبالمثل أيضا يخلق المغناطيس في الحديد ميلا جديدا في أجزائه وحركة مطاوعة دون أن يفقد أي شيء من قوته، وكذلك خميرة الخبز وخميرة الجعة والإنفحة وبعض السموم تثير وتحفز حركة مستمرة ومتتابعة في كتلة العجين والجعة والجبن أو في الجسم البشري، ليس بسبب قوة الجسم المثير بقدر ما هو بسبب استعداد الجسم المثار واستسلامه. (13)
ولتكن الحركة الثالثة عشرة هي «حركة الطبع»
Bog aan la aqoon