أنت الكائن الوحيد القادر أن يكون إنسانا.
أتعرف ما هو الإنسان؟! •••
ملحوظة: رغم كل وأي أدوية أو عقاقير، شفيت الجلطة من تلقاء نفسها!
الآن فقط متأكد أنها شفيت تماما.
ولكن المشكلة، بعد، قائمة.
فما أزال حبيس قدري وموجاتي، مهما صرخت أو تحاييت أو تماوت أو مت، أيمكن أن يكون الحبيس سعيدا؟!
حتى لو كانت حياته في سجنه!
أممكن أن يكون الحبيس سعيدا؟!
19502
ظن في بادئ الأمر أنه مغمض العينين. باستماتة حاول فتحهما، لم يستطع، كانتا فعلا مفتوحتين. المرآة أمامه، بكل قواه حدق، الفضة العاكسة تعكس كل ما أمامها؛ الحائط من ورائه بلونه القاتم واضح ظاهر، الستارة المضاهية ظاهرة، خلفه الباب هناك، كل شيء، كل شيء. ولكن الشيء الوحيد وجهه، ليس هناك! جن انقض بيده على وجهه يتحسسه، أمسك بخصلة من شعره. اليد بقوة ووحشية تتحسس الجلد واللحم، وتكاد تغور من تحته في العظم، ولكن وجهه غير موجود في المرآة العاكسة! مستحيل، لست في كابوس، أنا صاح تماما، ومدرك؛ بالأصح كنت نائما وصحوت، صحوت عاقلا، أسمع صوتي، ها هو: أنا أتكلم؛ فأنا موجود! أنا أسمع كلامي؛ فأنا صاح، أنا لم أجن، أنا عاقل؛ أعرف من أنا؟ ما عملي؟ متى ولدت؟ أين أبواي؟ أنا في المؤسسة، بالضبط في دورة مياهها، كنت من لحظة خاطفة أشرب من نافورة الكولدير في الخارج، وأنا في الداخل أحدق في المرآة؛ القيشاني من ورائه ظاهر، النافذة مفتوحة، المنظر الخلفي البعيد أراه، برج القاهرة منتصب في مكانه لا يزال، الدنيا نهار، الشمس نصفها فوق الأرض، نحن في عز الظهر، الضوء، صوت الحنفية التي دائما تخر، يسمعه، إلا هو.
Bog aan la aqoon