27

الرحلة إلى إفريقيا

الرحلة إلى إفريقيا

Baare

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [البقرة / ٢١] أي: وخلق الذين من قبلكم. يعني: اعبدوه لأجل أن تتقوه، أي: أن تجعلوا بينكم وبين سخطه وعذابه وقاية، والوقاية: هي امتثال أمر الله واجتناب نهيه. ثم زاد في البراهين العقلية: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ يعني: هذا من غرائب صنعه وعجائب أمره التي تستدعي أن يُعبد وحده ويعلم أنه الرب وحده ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا﴾ [البقرة / ٢٢] وهذا الذي فرش هذه الأرض ليس بأخرق ﴿وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (٤٨)﴾ [الذاريات / ٤٨] جعلها ليست شديدة الاستعداد في أخذ الحر زمن الحر، ولا لأخذ البرودة زمن البرودة، فلو جعل الأرض كلُّها من حديد أو من نحاس أو من رصاص أو قصدير هلك كل من عليها، جعلها رخوة لينة يعيش الخلق عليها، قابلة للزراعات، وأنواع الغراسات، وإجراء العيون والأنهار، وبناء البيوت، ومثبتة موطدة بالجبال، تدفن فيها الأموات كما قال: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)﴾ [المرسلات / ٢٥ - ٢٦] وقوله: ﴿كِفَاتًا (٢٥)﴾ مصدر كفته إذا ضمّه، أي: تكفتكم وتضمكم أحياء على ظهرها وأمواتًا في القبور في بطنها. وهذه الأرض التي فرشها هذا الفرش بث فيها -جل وعلا- من هذه الجبال، وعلى ألوان مختلفة ﴿وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (٢٧) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر / ٢٧ - ٢٨] بث فيها من أنواع الحيوانات، والأشجار والثمار وأنواع الحبوب والزروع، والمعادن، والجبال مع اختلاف الألوان والأشكال والمنافع والأقدار والطعوم ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاورَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ

1 / 29