51

من تواضع لله رفعه

من تواضع لله رفعه

Daabacaha

دار القاسم

Noocyada

الناقة، فخرج أبو عبيدة بن الجراح وكان أميرًا على الشام وقال: يا أمير المؤمنين، إن عظماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحالة، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: إنما أعزنا الله تعالى بالإسلام فلا نبالي من مقالة الناس (١). وقال عروة بن الزبير ﵄: رأيت عمر بن الخطاب ﵁ على عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة فأردت أن أكسرها. وولي أبو هريرة ﵁ إمارة، فكان يحمل حزمة الحطب على ظهره ويقول: طرقوا للأمير (٢). وقال أنس: كان بين كتفي عمر أربع رقاع وإزاره مرقوع بأدم. وخطب عمر على المنبر وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة (٣). وقال مجاهد في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى﴾ (٤): أي يتبختر. ودخل ابن السماك على هارون فقال: يا أمير المؤمنين، إن تواضعك في شرفك أشرف لك من شرفك، فقال: ما أحسن ما قلت! فقال: يا أمير المؤمنين إن امرءًا آتاه الله جمالًا في خلقته

(١) تنبيه الغافلين، ص ٩٧. (٢) مدارج السالكين، ص ٣٤٣. (٣) البداية والنهاية ٧/ ١٤٨. (٤) سورة القيامة، الآية: ٣٣.

1 / 53