86

كشف شبهات الصوفية

كشف شبهات الصوفية

Daabacaha

مكتبة دار العلوم

Goobta Daabacaadda

البحيرة (مصر)

Noocyada

لأحد، كما أننا رأينا في السنة كراهية النبي ﵌ للقيام. فهل يستطيع أحد أن يقول عنا حين نمنع السجود لرسول الله ﵌:إننا ننكر جاهه ﵌ وقدره؟ كلا ثم كلا. فظهر من هذا بجلاء إن شاء الله تعالى أنه لا تلازم بين ثبوت جاه النبي ﵌ وبين تعظيمه بالتوسل بجاهه ما دام أنه لم يرد في الشرع. هذا، وإن من جاهه ﵌ أنه يجب علينا اتباعه وإطاعته كما يجب إطاعة ربه، وقد ثبت عنه ﵌ أنه قال: «ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به» (رواه الشافعي والطبراني وغيرهما) فإذا لم يأمرنا بهذا التوسل - ولو أمْرَ استحباب - فليس عبادة، فيجب علينا اتباعه في ذلك وأن ندع العواطف جانبًا، ولا نفسح لها المجال حتى ندخل في دين الله ما ليس منه بدعوى حبه ﵌، فالحب الصادق إنما هو بالاتباع، وليس بالابتداع كما قال ﷿: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (آل عمران:٣١) الشبهة السابعة: أثران ضعيفان: ١ - أثر الاستسقاء بالرسول ﵌ بعد وفاته: قال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (٢/ ٣٩٧) ما نصه: «وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار - وكان خازن عمر - قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي ﵌ فقال: يا رسول الله! استسق لأمتك، فإنهم قد هلكوا، فأُتِيَ الرجلُ في المنام، فقيل له: ائت عمر .. الحديث. وقد روى سيف في (الفتوح) أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة». قال الشيخ الألباني: والجواب من وجوه: الأول: عدم التسليم بصحة هذه القصة، لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط، وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح كما تقرر في علم المصطلح، وقد أورده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ولم يذكر راويًا عنه غير أبي صالح هذا، ففيه

1 / 100