كما جاء فيما ذكره الله عن الهدهد في قوله: ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾، قال الزمخشري (ت٥٣٨ هـ): «ألهم الله الهدهد فكافح سليمان بهذا الكلام على ما أُوتي من فضل النبوة والحكمة والعلوم الجمّة والإحاطة بالمعلومات الكثيرة ابتلاء له في علمه وتنبيهًا على أن في أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علمًا بما لم يحط به لتتحاقر إليه نفسه، ويتصاغر إليه علمه، ويكون لطفًا له في ترك الإعجاب الذي هو فتنة العلماء وأعظم بها فتنة» (١) .
وفي هاتين الخصلتين تنويه بشرف العلم؛ لأنه استدعى الشكر الذي هو من أجلّ الطاعات، وأورث أهله التواضع.
_________
(١) الكشاف ٣/١٤٣.