Cumdat Ricaya
عمدة الرعاية بتحشية شرح الوقاية
Noocyada
عبد الله بن الزبير: له ذكر في (كتاب الحج)، هو عبد الله بن الزبير مصغرا ابن العوام بفتح الأول وتشديد الثاني ابن خويلد مصغرا ابن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي، أبو بكر وأبو خبيب، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق، وجدته لأبيه صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو أول مولود في الإسلام بعد الهجرة، هاجرت أمه وهي حامل، فولدته بالمدينة على رأس عشرين شهرا من الهجرة، وقيل: في السنة الأولى، كان صواما قواما، طويل الصلاة، شجاعا مقداما، كان يقوم ليلة حتى الصباح، ويركع ليلة حتى الصباح، ويسجد ليلة حتى الصباح، كما أخرجه ابن الأثير بسنده في ((أسد الغابة)).
وكان قد امتنع من بيعة يزيد من معاوية بعد موت أبيه، فأرسل يزيد عسكرا فأوقعوا بالمدينة وقعة مشهورة بوقعة الحرة، وذلك سنة (ثلاث وستين)، ثم ساروا إلى مكة المعظمة لقتال ابن الزبير، فحصروا ابن الزبير بمكة في المحرم سنة (أربع وستين)، ودام الحصر إلى أن مات يزيد في ربيع الأول سنة (أربع وستين)، وبويع بعد موته ابن الزبير بالخلافة، وانقاد له أهل الحجاز والعراق واليمن والخراسان، وفي تلك الأيام جدد عمارة الكعبة، وبناها على قواعد الخليل، وبقي خليفة إلى أن ولي عبد الملك بن مروان بعد موت أبيه، فلما استقام له الشام ومصر، سير الحجاج بن يوسف الثقفي مع العساكر لقتال ابن الزبير، فحصروه في ذي الحجة سنة (اثنتين وسبعين)، ولم تزل بينهم المقاتلة والمحاربة إلى أن استشهد في جمادي الآخرة سنة (ثلاث وسبعين). كذا في ((أسد الغابة))، وغيره(1).
Bogga 197