[32_2]
مولاه، وعلى ديوان الرسائل الليث بن أبي رقية مولاه أم الحكم بنت أبي سفيان وعلى ديوان الخاتم المولى نعيم بن سلام؛ وكان يكتب لعمر بن عبد العزيز الليث بن أبي فروة مولى أم الحكم بنت أبي سفيان، وكتب لهم إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير؛ وكتب للوليد بن يزيد سالم مولى سعيد بن عبد الملك، وكان عمرو بن الحارث مولى بني جمح يتولى ليزيد بن الوليد الناقص ديوان الخاتم؛ وكان من الموالي على ديوان الرسائل لمروان بن محمد، عثمان بن قيس مولى خالد القسري.
ولقد ساد الموالي منذ الصدر الأول فما تولوا الكتابة للخلفاء والأمراء فقط، بل تعدوا ذلك إلى الرواية والعلم، وصار الفقه في معظم البلدان إليهم، حتى أن عبد الملك بن مروان سأل الزهري عمن يسود الناس، فلما ذكر طائفة له من الموالي في البلدان قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا؛ فلما ذكر له النخعي، وكان من العرب. قال عبد الملك: ويلك يا زهري فرجت عني! والله لتسودن الموالي على العرب حتى يخطب لها على المنابر والعرب تحتها. فقال الزهري: يا أمير المؤمنين، إنما هو أمر الله ودينه، من حفظه ساد، ومن ضيعه سقط.
إن ما اتصل بنا من أخبار عبد الحميد لم يصور لنا منه صورة تامة، فما عرفنا مولده، ولا البلد الذي ولد فيه من بلاد الشام، ولا نوع دراسته وأساتذته؛ ولكنا عرفنا أنه شامي عاصر بعض الخلفاء من الأمويين، وقيل إنه من أهل الأنبار وسكن الرقة؛ فإن صحة هذه الرواية كان عراقيا غير شامي. وأطلق عليه أبن عبد ربه اسم عبد الحميد الأكبر، وعده ممن نبل بالكتابة، وكان قبل خاملا؛ وقال إنه كتب لعبد الملك بن مروان وليزيد، ثم لم يزل كاتبا لخلفاء بني أمية حتى انقضت دولتهم؛ وفي هذا القول نظر؛ لأن عبد الملك تولى سنة خمس وستين، وتوفي سنة ست وثمانين، فلا تكون سن عبد الحميد يوم مقتله أقل من سبعين أو خمس
Bogga 32