182

Amiirrada Bayaan

أمراء البيان

[181_2]

ذلك؟ هذا هشام اضطربت عمامته، فأهوى الأبرش إلى إصلاحها، فقال هشام: إنا لا نتخذ الإخوان خولا! فالذي قال هشام أحسن مما قلته، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين إن هشاما يتكلف ما طبعت عليه، فما تعدل به، ليس له قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قيامك بحق الله وإنك والملوك كما قال النابغة الذبياني:

ألم تر أن الله أعطاك سورة ... يرى كل ملك دونها يتذبذب

لأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

ثروته ونعمته:

ظهر أن عمرو بن مسعدة، كان ذا ثروة طائلة، على كثرة ما بذل للعلماء والشعراء وغيرهم، وقد كان له قصور في دار السلام، وله ساباط يعرف به يقال له ساباط عمرو بن مسعدة، وهو فوق الجسر، ومن منازله منزل بحضرة طاق الحراني إبراهيم بن ذكوان. جمع كل هذا من مال دولة خدمها بالإخلاص والعقل، وربما كان فيها ما أخذ من غير حله، إن صح ما روى أن المأمون وقع في قصة متظلم من عمرو بن مسعدة: يا عمرو عمر نعمتك بالعدل فإن الجور يهدمها، ولما مات عمرو رفع إلى المأمون أنه خلف ثمانين ألف درهم. فوقع على الرقعة: هذا قليل لمن اتصل بنا، وطالت خدمته لنا، فبارك الله لولده فيه. أي أن عمرا خلف ثمانية ملايين دينار، وروى المسعودي أنهم عرضوا لمال عمرو ولم يعرض لمال وزير قبله، والرواية الأولى أصح، وهي عن الصولي ابن عم عمرو بن مسعدة

خلف عمرو هذه الثروة بعد هذا البذخ والرفاهية، في زمن كانت الخلافة العباسية سيدة الدول، وفي أيام خليفة يعرف أقدار الرجال، ويرى أنه يقل في اصطناعهم كل بر ومكرمة، وكان يعتمد على عقلهم في تدبير ملكه، وللعقل قيمة عظيمة دونها كنوز الأرض وركازها في نظر المأمون، ولقائل أن يقول ومن أين لفرد أن

Bogga 181