[179_2]
وكل تعلق. قال فعلت، قال: عد لذلك فعاد، فتعلق عمرو بأشياء لا أصل لها، فسقطت من المال عشرة آلف ألف، وبقي ستة آلاف ألف درهم لا حجة له فيها، أخذ خطة بها، فأخذ المأمون الرقعة، ثم أحضر عمرا بعد خروج محمد فقال: هذه رقعتك؟ فقال: نعم، فقال: وهذا المال واجب عليك؟ قال: نعم، قال: فخذ رقعتك فقد وهبناه لك. قال: إذا تفضلت به يا أمير المؤمنين فإنه واجب لو أجزت به أحمد بن عروة عامل الأهواز وهو مقر به، وأشهدك أني قد وهبته له. فاغتاظ المأمون وخرج عمرو وقد عرف غيظ المأمون وخطأه فيما عمله، فلجأ إلى أحمد بن أبي خالد فأخبره بالخير وكان يخصه فقال: لا عليك فدخل إلى المأمون فلما رآه قال: إلا تعجب يا أحمد من عمرو، وهبنا له ستة آلاف درهم بعد أن تجافينا له عن أضعافها، فوهبها بين يدي أحمد بن عروة، كأنه أراد أن يباريني ويصغر معروفي قال: أو فعل هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قال: لو لم يفعل هذا لوجب أن يسقط حاله قال: وكيف؟ قال: لأنه لو استأثر به على أحمد بن عروة وآخذ أحمد بالمال وأداه إليه، كان قد أخرجه من معروفك صفرا ولما كانت نعمتك على عمرو نعمة على أحمد وهما خادمان، وكان الأجمل أن يتضاعف معروفك عندهما، فقصد عمرو ذلك فصار المال تفضلا منك على عمرو وعلى أحمد بن عروة، ومع ذلك فأنت سيد عمرو لا يعرف سيدا غيرك، وعمرو سيد أحمد، فاقتدى في أمر أحمد بما فعلته في أمره. وأراد أيضا أن يسير في ملوك الأمم أن خادما من خدمك اتسع قلبه لهبة هذا المال من فضل إحسانك إليه، فيزيد في جلالة المملكة وجلالة قيمتها، فيكسر ذلك الأعداء الذين يكاثرونك، فسرى عن المأمون وزوال ما بقبله على عمرو.
وروي التنوخي أيضا أن المأمون ذكر عمرو بن مسعدة، واستبطأه في أشياء وكان ذلك بحضرة أحمد بن أبى خالد، فأخبر به عمرا واحمد، فدخل عمرو إلى المأمون
Bogga 179