[176_2]
فتي غير محجوب الغني عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت
رأى خلتي من حيث يخفي مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلت
وذكر دعبل الشاعر أن عمرو بن مسعدة كان يقوم بأمر عمرو بن أبي بكر يعني المؤملي قاضي دمشق، وكان محمد بن داود يحمل عليه، فقال:
لشتان بين المدعين وزارة ... وبين الوزير الحق عمرو بن مسعدة
فهمهم في الناس أن يجبهوهم ... وهم أبي الفضل اصطناع ومحمده
فأسكن رب الناس عمرا جنانه ... وأسكنهم دارا من النار موصده
وممن كان عمرو يجري عليهم الحرمازي، وكان في ناحيته، فخرج عمرو إلى الشام، وتخلف الحرمازي ببغداد لنقرص أصابه، فقال:
أقام بأرض الشام فاختل جانبي ... ومطلبه بالشام غير قريب
ولا سيما في مفلس حلف نقرس ... أما نقرس من مفلس بعجيب
يقولون فلان منقرس كناية عن المثري، ويشتق منه تنقرس فلأن إذا أثري قال المبرد وسمعوا أن هذا الداء يكون في أهل النعمة.
ولي عمرو بن مسعدة فارس وكرمان، فقال له بعض أصحابه: أيها الأمير لو كان الحياء يظهر سؤالا، لدعاك حيائي من كرمك ومن جميع أهلك إلى الإقبال علي بما يكثر به حسد عدوي، دون أن أسألك، فقال عمرو لا تبغ ذلك بابتذالك ماء وجهك، ونحن نغنيك عن إراقته في عرض السؤال، فارفع ما تريده في رقعة يصل إليك سرا، ففعل.
ولقد جرى ذكر عمرو بن مسعدة في رسالة الحيدة، وفيها وصف ما جرى من المناظرة بين عبد العزيز بن يحيي المكي، وبين بشر بن غياث المريسي بحضرة أمير المؤمنين المأمون في مسألة خلق القرآن جاء فيها كلام لعمرو بن مسعدة قاله لبعد العزيز بن يحيي وهو: أيها الرجل قد حملت نفسك على أمر عظيم، وبلغت
Bogga 176