171

Amiirrada Bayaan

أمراء البيان

[170_2]

قال: الكتاب له في هذا الوقت بما وعدناه، لئلا يتأخر فضل استحساننا كلامه، وبجائزة مائة ألف درهم، صلة عن دناءة المطل، وسماجة الإغفال.

وكتب عمرو بن مسعدة عن المأمون إلى أحد الخوارج عليه، نصر بن شبث: أما بعد فإنك يا نصر بن شبث قد عرفت الطاعة وعزها، وبرد ظلها، وطيب مرتعها، وما في خلافها من الندم والخسارة، وإن طالت مدة الله بك، فإنه إنما يملي لمن يلتمس مظاهرة الحجة عليه لتقع عبره بأهلها على قدر إصرارهم واستحثاثهم، وقد رأيت إذكارك وتبصيرك لما رجوت بما أكتب به إليك موقعا، فإن الصدق صدق، والباطل باطل؛ وإنما القول بمخارجه وبأهله الذين يعنون به، ولم يعلمك من عمال أمير المؤمنين أحد أنفع لك في مالك ودينك ونفسك، ولا أحرص على استنقاذك والانتياش لك من خطائك مني. فبأي أول أو آخر أو واسطة أو إمرة، إقدامك يا نصر على أمير المؤمنين تأخذ أمواله، وتتولى دونه ما ولاه الله، وتريد أن تبيت آمنا أو تكن للطاعة مراجعا، وبها خانعا، لتستوبلن وخم العاقبة، ثم لأبد أن بك قبل كل عمل، فإن قرون الشيطان إذا لم تقطع كانت في الأرض فتنة وفسادا كبيرا، ولأطأن بمن معي من أنصار الدولة كواهل الرعاع أصحابك، ومن تأشب إليك من أداني البلدان وأقاصيها، وطغامها وأوباشها، ومن انضوى إلى حوزتك من خراب الناس، ومن لفظه بلده ونفته عشيرته، لسوء موضعه فيهم، وقد أعذر من أنذر والسلام.

ومن حكم عمرو بن مسعدة: العبودية الإخاء، لا عبودية الرق. الود أعطف من الرحم. إن الكريم ليرعى من المعرفة ما رعى الوصل من القرابة. عليكم بالإخوان فإنهم زينة في الرخاء، وعدة للبلاء. النفس بالصديق آنس منها بالعشيق، وغزل المودة أرق من غزل الصبابة. من حقوق المودة عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصير إن كان. ذكر رجل رجلا فقال: حسبك أنه خلق كما تشتهي إخوانه. المودة

Bogga 170