[150_2]
وفي النادر الشاذ، وكل ما كان في ملك غيرهم. وعلى ذلك زهد الجيران في عالمهم، والأصحاب في الفائدة من صاحبهم، وعلى هذا السبيل يستطرفون القادم عليهم، ويرحلون إلى النازح عنهم، ويتركون من هو أعظم نفعا، وأكثر في وجوه العلم تصرفا، وأخف مؤنة، وأكثر فائدة؛ ولذلك قدم بعض الناس الخارجي على العريق، والطارف على التليد.
إلى أن قال: فإذا كان الحب يعمي عن المساوي، فالبغض أيضا يعمي عن المحاسن، وليس يعرف حقائق مقادير المعاني، ومحصول حدود لطائف الأمور، إلا عالم حكيم، ومعتدل الإخلاص عليم، وإلا قوي المنة، الوثيق العقدة، والذي لا يميل مع ما يستميل الجمهور الأعظم، والسواد الأكثر.
وقال: للسلطان سكرات، فمنهما الرضى عن بعض من يستوجب السخط؛ ولذلك قيل: قد خاطر من لجج في البحر؛ وأشد منه مخاطرة صاحب السلطان. وقال: العقل رائد الروح، والعلم رائد العقل، والبيان ترجمان العلم. وأولى من هذا بالحجة قول النبي صلى الله عليه وسلم للعباس وقد سأله فيم الجمال؟ فقال: في اللسان.
وقال: ليس الري عن التشاف، من عاش غير خامل المنزلة، وأفضل على نفسه وأصحابه ، فهو وأن قا عمره طويل العمر، ومن كان عيشه في وحدة وضيق، وقل خيره على نفسه وعلى الناس، فهو وأن أطال عمره قصير العمر؛ قد يبلغ الخصم القضم، ويركب الصعب من لا ذلول له - والكلام الأخير من أمثال العرب - المعنى في التشاف أن يشرب الرجل الشفافة كلها، وهي بقية الماء في الإناء. يقول قد يروي الشارب قبل بلوغ تلك، ومعنى المثلين الحض على الرضا بيسير الحاجة إذا أعوزه جليلها.
ومن كلامه: الملك صبي الرضا، كهل الغضب، يأمر بالقتل وهو يضحك، ويستأصل شأفة القوم وهو يمزح، يخلط الجد بالهزل، ويتجاوز في العقوبة قدر
Bogga 150